اشنقوا آخر معلم بأمعاء آخر طالب ... !!! - الفروقات حقنا وهدفنا

اشنقوا آخر معلم بأمعاء آخر طالب ... !!!

دعونا نضع الشمعة على الظلام الدامس في مسيرة التعليم , فالأمر يسيرا فليس هناك من الجوانب المضيئة التي تتطلب منا جهدا للبحث عن الجوانب المظلمة . أنا لا أعلم ماهي العقلية التي تدير هذا الملف الشائك , ومن خلف إيمانهم بأن إصلاح التعليم لا يتم من الداخل بإصلاح جميع جوانب القصور في المربع الذهبي ( المعلم , الطالب , المنهج , المبنى ) ... الوزارة اهتمت بالشكليات الخارجية من رأس الهرم لأسفله , قلبوا الهرم ولم ينفع أخذوا السلم بالمقلوب ولم ينفع , تم تغيير الوزير بوزير آخر فما كان منه في أول ممارساته الإدارية المرتقبة إلا أن كرم سلفه باحتفالية بديعة ... لا تعدوا كونها إيمانا منه أن الوضع سيستمر على ما كان ... وأكبر دليل على فشل الوزارة ليس في التخطيط فحسب وإنما بفهم الواقع الذي يتم التخطيط على ضوئه , أنها لم تدرك أن الزمن تغير فجيل الأمس ليس كجيل اليوم , حشدت الوزارة الحشود وجيشت الجيوش للقضاء على ظاهرة الغياب في آخر أسابيع الدراسة وأرعدت وأزبدت وهددت وكتبت ونظرت وعممت , والنتيجة فشل ذريع بكل ما تحمله الكلمة من معنى كفشل العقلية التي تدير التعليم , فالوزارة لو وفرت جهودها بإصلاح وضع التعليم الداخلي بإنشاء مدارس على الطراز الحديث تكون بيئة جاذبة للطالب والمعلم على حد سواء وفعّلت الأنشطة اللاصفية وقدمت الحوافز , وأشعرت المجتمع المدرسي بحرصها المحفز على استمرار الدراسة وابتكرت الأساليب الحضارية الحديثة الخالية من التهديد والوعيد المتناقض الذي تعاقب عليه تارة وتنتهجه تارة أخرى لانصلح الحال ولأصبح الطلاب والمعلمين يتسابقون للحضور إلى المدرسة أي تلك البيئة النشطة الجاذبة .... وعلى هذا فقس في جميع جوانب التعليم بإصلاح وضع المعلم وإعادة حقوقه وتوفير متطلباته وتوقيره واحترامه وإعادة هيبته وتلمس احتياجاته , وكذلك الطالب باحترام حقه بالتعليم وتوفير مباني مدرسية صحيه جاذبة له ومناهج تعليمية ثقافية راقية ...
أما الاستمرار على هذا الوضع التعيس من فشل التعليم الداخلي وترقيع الشكل الخارجي فانتظروا التعميم القادم للحد من غياب الطلاب والمعلمين المعنون بـ ( اشنقوا آخر معلم بأمعاء آخر طالب ) !!!