الحبّ لا يصنع شيئاً. سوى أننا فيه دون خياراتنا. دون اكتفائنا دائماً. دون ما نحن عليه في الحقيقة.
معنى أن تحبّ لديّ. أي أن تكون غيرك. تعيش في الآخر. المنفصل عنك. حتى آخره. تبدو كما لو أنك
خلقت مرة أخرى. كما لو أن الله أعطاك فرصة جديدة. كما لو أنك قمت بدفن أمنياتك في أرض لم تختبر
خصوبتها بعد. فأنت في الحقيقة. لم تكن فلاحاً في يوم من الأيام. ولا تحبّ أن تكون فلاحاً. الفلاحون
يمتلكون حاسة شمّ جيدة في الأغلب. يشتمّون رائحة الماء من بعيد. رغم أنك بمعرفتك المتواضعة في الكيمياء.
تعرف. أن الماء ليس له رائحة. نحن لا نحبّ أن نعرف النتيجة قبل أن نجرّب لذة الترقّب. قبل أن تتيبّس عروقنا من التحفّز.
النتيجة التي ربّما تعادل عمراً كاملاً. ذلك السكون اللذيذ. أن تشعر بقوة كرتونية خارقة. بالقدرة على امتلاك العالم.
لمجرّد أن إنساناً ما. جعلته العناية الإليهة وحدها في أيامنا. أخبرنا في لحظة عابرة من عمر الكون.
أننا قد أصبحنا أخيراً ضمن قائمة تفضيلاته. والأشياء التي يحبّ أن تبقى إلى جواره.
