ارتفاع ضغط الحامل والسكري قد يؤديان الى تأخر نمو الأجنة .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :مساء الخير جميعا .
عدنا لكم
04أسبوعا يتطور الجنين خلالها شكلياً ووظيفياً 2/2
ارتفاع ضغط الحامل والسكري قد يؤديان الى تأخر نمو الأجنة
http://www.alriyadh.com.sa/2007/08/08/img/088056b.jpg
اشعة صوتية للجنين
د.محمد بن حسن عدار
استكمالا لحديثنا الاسبوع الماضي حول التطور الشكلي والوظيفي الجنين نتطرق اليوم الى وزن حديثي الولادة حيث ان معدل الوزن الولادي عند الأطفال حوالي 3000- 3600غرام اعتماداً على الجنس البشري والوضع الاقتصادي للعائلة وقياس أجسام الأهل ويزيد وزن الذكور حوالي 100غرام عن وزن الإناث.
خلال النصف الثاني من الحمل يزيد وزن الجنين بشكل خطي مع الوقت حتى الأسبوع 37للحمل وبعدها يبطؤ بنسب مختلفة. وبشكل عام فإن الأطفال الناضجين يزنون عادة اقل من 3200غرام وأحيانا اقل من 2250غرام أو اقل. وفي الماضي كان من المألوف عندما يكون الوزن اقل من 2500غراما أو اقل فان الطفل يصنف انه خديج.
وتعتبر الولادة قبل الأوان من أكثر الأسباب المعروفة لانخفاض وزن الطفل أثناء الولادة وهنالك أسباب عديدة لتأخر نمو الطفل خلال التطور داخل الرحم ومنها العيوب الخلقية والعدوى الجرثومية أو الفيروسية أثناء الحمل والأمراض المزمنة للام مثل أمراض الكلى وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والسكري والأمراض المناعية مثل الذئبة الحمراء وأمراض الدم الوراثية مثل الانيمياء المنجلية والثلاسيميا وكذلك الحمل التوائم وقصور وظائف المشيمة. وفي الغالب يكون السبب وراثيا أي لا يوجد سبب معين ويكون الوزن مماثلا لوزن احد الوالدين. أما في الحالات التي يكون حجم الجنين 4000غرام أو أكثر فيعود السبب في الغالب لوجود مرض سكر الحمل.
ان سبب تأخر نمو الجنين الإنساني لا يكون واضحاً دائماً. يمكن ان ينتج تأخر النمو نظرياً، عن تركيز غير كاف للغذاء في البلازما الشريانية عند الأم وجريان غير كاف للدم في الرحم وتروية مشيمية غير كافية وصغر السطح الوظيفي للزغب المشيمية وضعف في آلية النقل المشيمي وعدم كفاية الأوعية الجنينية في الزغب المشيمائية وعدم كفاية جريان الدم في الحبل السري لنقل الغذاء بكميات مناسبة من المشيمة الى الجنين.
يبتلع الجنين السائل الامنيوسي وفي آخر الحمل تكون هناك كميات كبيرة منه مهضومة ولكن ليس من المعقول أن يمثل هذا منبعاً أساسياً للغذاء بالنسبة للجنين ومن جهة أخرى يمكن ان يكون هناك وظيفة هامة للسائل الامنيوسي في تطور الجنين غير الحماية الفيزيائية للجنين حيث ان عدم دخول السائل الامنيوسي الى الرئتين يحدث نقص تنسج في الرئة مما يؤدي الى عدم توسع الرئة بالإضافة الى وجود عوامل نمو موجودة بالسائل الامنيوسي ساعد على نمو الرئة. وهكذا فان ابتلاع السائل الامنيوسي لداخل الرئتين والقناة المعدية المعوية للجنين ممكن ان تحرض النمو والتمييز عن طريق عوامل النمو في السائل الامنيوسي.
الجهاز العصبي والأعضاء الحسية للجنين:
في الأسبوع العاشر يمكن لأي منبه موضعي ان يحرض إغلاق أصابع غير تام وانعطاف أخمصي لأصابع القدم. يتحقق انغلاق الأصابع التام خلال الشهر القمري الرابع أما بالنسبة للبلع والتنفس فتصبح جلية الوضوح أيضا خلال الشهر القمري الرابع ولكن القدرة على المص لا تحدث حتى الشهر السادس وفي بعض الأحيان بعد الشهر السادس. تكتمل وظيفة الجهاز العصبي مع الجهاز العضلي وبشكل سريع خلال الفترة الثالثة من الحمل ولذلك فان الأغلبية العظمى من الأجنة المولودة بعد 32أسبوعا من الحمل يكتب لها الحياة بإذن الله تعالى. عند الشهر القمري السابع تصبح العين حساسة للضوء ولكن الإدراك الحسي للأشياء والألوان لا يكتمل حتى فترة طويلة بعد الولادة. تتطور الأجزاء الداخلية والوسطى والخارجية من الأذن بمنتصف فترة الحمل وهنا يستطيع الجنين ان يسمع الأصوات داخل الرحم وبوضوح بعد فترة من 24أسبوعا حتى 26أسبوعا من الحمل. براعم الذوق تكون واضحة نسيجياً وبشكل حلمي في الشهر القمري الثالث وفي الشهر السابع من الحمل يصبح الجنين قادرا على الاستجابة لمختلف مذاق الأطعمة المختلفة.
تبدأ حركات الأمعاء بالظهور في الأسبوع الحادي عشر من الحمل وتكون الأمعاء في هذا الوقت قادرة على نقل الجلوكوز بشكل فعال وتكون الوظيفة المعدية المعوية مكتملة بشكل كاف في الشهر الرابع لتسمح للجنين بابتلاع السائل الامنيوسي وامتصاص كمية لا بأس بها من الماء الموجود في هذا السائل والتخلص من المادة غير الممتصة بشكل يشابه ما يحدث في القولون السفلي. تتشكل في المراحل الأولى عند الجنين كيات قليلة من حمض كلوز الماء وبعض الإنزيمات الهاضمة الناضجة لذلك يظهر عند الخديج ناقص مؤقت في هذه الإنزيمات ويعتمد هذا النقص على عمر الحمل الذي ولد فيه الطفل.
الكبد والبنكرياس
تختلف الوظيفة الكبدية عند الجنين بعدة نواح عنه عند البالغين وهناك عدة أنزيمات في كبد الجنين تنتج بكميات اقل قياساً مع الكمية التي تنتج عند البالغين. يمتلك الكبد طاقة محدودة جداً لتحويل البيليروبين الحر إلى مرتبط وكلما نقص نضج الجنين كلما زاد النقص في نظام ربط البيليروبين. ويسبب قصر عمر الكريه الحمراء عند الجنين قياساً لعمر الكريات الحمراء عند البالغين فأنه يتم إنتاج مقدار اكبر من البيليروبين نسبياً. جزء بسيط فقط من البيليروبين ترتبط في كبد الجنين وتطرح عبر الطرق الصفراوية إلى داخل الأمعاء حيث يتم اكسدته. ولهذه الأسباب يظهر في بعض المواليد اليرقان (الصفار) الفسيولوجي الذي عادة ما يتم معالجته بعد الولادة مباشرة باستخدام الأشعة الفوق بنفسجية. أما استمرار ارتفاع المادة الصفراء لدى الطفل دون معالجة يؤدي إلى حدوث مضاعفات خطيرة على دماغ الطفل مما ينتج عنه التخلف العقلي وما يعرف بمرض الكرنيكترس.
يمكن تمييز الحبيبات الحاوية على الأنسولين عند جنين الإنسان اعتباراً من الأسبوع 9- 10من الحمل ويمكن ان نتحرى الأنسولين في بلا سما الجنين في الأسبوع الثاني عشر. يستجيب بنكرياس الجنين لارتفاع سكر الدم بإفراز الأنسولين في البلاسما. على الرغم من ان دور الأنسولين من الأصل الجنيني غير واضح تماماً فان نمو الجنين يعتمد إلى حد ما على الكميات الغذائية الأساسية الآتية من الأم وعمل الأنسولين وعملية البناء لهذه المواد من قبل الجنين. تكون مستويات الأنسولين مرتفعة في مصل الأطفال حديثي الولادة من أمهات مصابات بالداء السكري وكذلك تكون مرتفعة عند الأطفال ذوي الأحجام الكبيرة بالنسبة لعمرهم الحملي لكن تكون مستويات الأنسولين منخفضة عند الأطفال الصغار الحجم بالنسبة لعمرهم الحملي.
الجهاز البولي:
يسبق تكون الكلية النهائية جهازان بوليان بدائيان وهما سليفة الكلوة والكلية المتوسطة وإن الخلل الجنيني في تكوين هذين الجهازين الأوليين يمكن أن يؤدي إلى تطور شاذ للجهاز البولي. بنهاية الثلث الأول للحمل تملك أنسجة الكلية بعض القدرة على الإفراز من خلال الرشح ألكبي على الرغم من كون الكليتين غير ناضجتين وظيفياً خلال الحياة الجنينية. إن قدرة الكلية على التكثيف وتعديل PH البول تبقى محدودة حتى عند الجنين الناضج. يكون بول الجنين ناقص التوتر بالنسبة لبلاسما الدم الحنين بسبب نقص الشوارد فيه أي الأملاح المعدنية.. يوجد البول عادة في المثانة حتى عند الأجنة الصغيرة. عند انسداد الاحليل تتوسع المثانة والحالب والحويضة الكلوية ويمكن ان يصل الاتساع المثاني إلى حد يؤدي فيه إلى عسر الولادة وفي هذه الظروف تستطيع الكليتان إفراز البول إلى أن يؤدي الضغط الراجع إلى تدمير الأنسجة الكلوية وفي الغالب يتم اكتشاف هذه التغيرات الباثولوجية أثناء الحمل بواسطة الأشعة الصوتية حيث يمكن قياس الأنسجة الضامرة وربما يستوجب التدخل الجراحي للمحافظة على سلامة الكلية وفي بعض الحالات يعاد تقييم الكليتين بعد الولادة مباشرة ولكن للأسف الكثير من الأمهات يهملن هذه التغيرات مما يؤدي إلى فشل وظائف الكلى. والكليتان ليستا عنصراً أساسيا للحياة داخل الرحم إنما تنبع أهميتهما من كونهما يلعبان دوراً في تكوين السائل الامنيوسي وحجمه وأن الاضطرابات التي تؤدي إلى انقطاع بول مزمن تترافق مع نقص السائل الامنيوسي ونقص نسيج الرئتين.
الاربعاء 25 رجب 1428هـ - 8أغسطس 2007م - العدد .
جريدة :http://www.alriyadh.com.sa/img/logoin.gif
