طريق الدعوة إلى الله

أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم

طريق الدعوة إلى الله

قال تعالى"قل هذه سبيلي أدعوإلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني"(يوسف 108 )
في هذه الآية عدة أمور:
أولها:قوله تعالى"أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني " فيه عدول عن الأصل في الترتيب،ويترتب من العام إلى الخاص ، والأصل فيه :قل هذه سبيلي أدعو أنا ومن اتبعني إلى الله على بصيرة ،حيث يتقدم الفعل فالفاعل فتوكيده فالمعطوف ثم يتعلق به شبه الجملة والحال .
ثانيا:جاء تقديم"إلى الله على بصيرة"من أجل الأهداف التالية:-
1- لأنه سبق ذكر الطريق الي يسير عليها ،فجاء قوله"أدعو إلى الله على بصيرة"ليتصل مع قوله"هذه سبيلي "وليشرح الطريق التي يسير عليها ،فالتقديم تم بحسب الأهمية المعنوية للهدف المعنوي.
2- إفادة التخصيص ،بأن الدعوة إلى الله لا إلى شيء آخر ،وقد نتج هذا المعنى نتيجة ارتباط شبه الجملة بالفعل أولا ، مما أدى إلى تخصيص الفعل به .
3- مجيء الأصل ملبس ،وهو"أدعو أنا ومن اتبعني إلى الله على بصيرة" لأن شبه الجملة سيتعلق بالفعل "اتبعني" وليس بالفعل "أدعو"،كما سيكون الحال شبه الجملة حال من الفعل "اتبعني "وليس من الفعل "أدعو"كذلك ،لأن الكلام يترتب بحسب الأهمية المعنوية ،واللغة تقوم على الاحتياج المعنوي.
ثالثا: مع أن العطف على الضمير المستتر جائز مع توكيد الضمير وعدمه ،إلا أن الآية جاء ت بتوكيد الضمير ،لأن عدم توكيده مع طول الفاصل ملبس ،ويؤدي إلى عطف "مَن" على قوله "بصيرة " ،كما أن توكيد الضميرأكَّد فاعليته في الدعوة إلى الله ،وشدد عليها ،فالكلام مع إعادة الضمير آكد من عدم الإعادة ،والمتكلم يختار التوكيد أو عدمه بحسب الحاجة والأهمية المعنوية .
رابعا: هذا يعني أن الكلام يترتب بحسب الأهمية المعنوية في الأصل وفي العدول عن الأصل ،واختصارا أقول :إن الكلام يترتب بحسب الأهمية ،والمتقدم في المنزلة والمكانة متقدم في الموقع ،والمتأخر في المنزلة والمكانة متأخر في الموقع ،والإنسان يتحدث تحت رعاية الاحتياج المعنوي وعلامات أمن اللبس.