مبارة ضد الفقر 2014 :- الفيليبين: كلمات وأفعال

كانت كوكبة من النجوم متواجدة في 4 مارس/آذار 2014 على ملعب بيرن في سويسرا. لم يكن سبب تواجد هؤلاء المشاركة في كأس العالم، أو في مسابقة دوري أبطال أوروبا، لكن من أجل المشاركة في النسخة الحادية عشرة من المباراة ضد الفقر التي ينظمها النجمان زين الدين زيدان ورونالدو بالتعاون مع برنامج التطوير التابع للأمم المتحدة.

هذا العام، كانت المباراة تجمع اصدقاء رونالدو وزيدان ضد نادي يانج بويز من بيرن. شارك في هذه المباراة حوالي 30 لاعبا دوليا سابقين من أجل مساعدة اصدقائهم في حصد تبرعات من أجل الفيليبين التي ضربها إعصار هايان وحصد 6 الآف ضحية في نوفمبر/تشرين الثاني عام 2013.

التقينا بهؤلاء النجوم لفهم سبب مشاركتهم في هذه الفكرة النبيلة. لكل اسبابه لكن الجميع تواجد لكي يساهم على طريقته الخاصة. وقال زيدان "قبل 10 سنوات عندما انطلقت الفكرة بدعم من رونالدو، كنا في سويسرا وتحديدا في بازل. انه امر رائع ان نعود بعد عقد من الزمن ومن المهم بالنسبة الينا ان نبرهن عن تضامننا في الوقت الذي نفكر فيه دائما بأنفسنا. يجب ألا ننسى التفكير بالآخرين أيضا". وأضاف رونالدو "ندرك تماما أهمية كرة القدم وما تستطيع ان تقدمه، ولهذا السبب قمنا بتنظيم هذه المباراة لأننا كنا نعرف تماما قدرتنا على المساهمة وان نحد في أحد الأيام من الفقر من عالمنا. آمل بكل صدق ان نرى طاقة ايجابية في الفيليبين".

ضرب الأعصار بقوة في الفيليبين. فقد تضرر حوالي 14 مليون شخص من جرائه، وفقد 6 ملايين شخص عملهم، ودمر 30 ألف زورقا. لبى البرتغالي لويس فيجو نداء رونالدو وزيدان وقد تأثر بهذا الوضع بقوله "العالم بأسره رأى المشاهد على التلفزيون، كان الأمر رهيبا. لا أستطيع الا ان أشعر بمدى عذاب هؤلاء الناس وأشعر بالفخر كوني اساهم في التخفيف من عذاباتهم".

((ما قام به زيزو ورونالدو رائع: انهما يفكران بالآخرين، يفكران بالأشخاص الذين لا يتوفرون على الحظ. انه دورنا ومن المهم جدا ان يلبي الجميع النداء)) %%روبير بيريس%%



أشاد جميع اللاعبين بهذه المبادرة وقال روبير بيريس "ما قام به زيزو ورونالدو رائع: انهما يفكران بالآخرين، يفكران بالأشخاص الذين لا يتوفرون على الحظ. انه دورنا، ومن المهم جدا ان يلبي الجميع النداء وان نحشد أنفسنا من أجل الفليبين التي ضربت في الصميم. انها النسخة الحادية عشرة، وكنت اتمنى لو شاركت في النسخات العشر السابقة". اما ستيف ماكمانمان فقال "أنا سعيد جدا لتواجدي هنا هذا العام خصوصا بأنني لم اشارك في النسخة العاشرة العام الماضي. الشعور بأنك تقوم بمساعدة اشخاص هم بحاجة الى ذلك، أمر لا يصدق. لا يمكن ان تكون متواجدا في هذه المباراة، ان تخوضها ثم ترحل. يتعين عليك ان تكون ملتزما".

اعادة البناء

على اثر الأعصار، عرض fifa مساعدة الفيليبين وقد قررت اللجنة المالية في 4 ديسمبر/كانون الأول 2013 توزيع مساعدة بقيمة مليون دولار من أجل المساهمة في اعادة بناء البنى التحتية المتعلقة في كرة القدم في البلاد.

وشعر جينارو جاتوزو بالسعادة كونه ساهم في تضامن لاعبي كرة القدم لهذه القضية وقال في هذا الصدد "عندما يتعين علينا مد يد المساعدة، فنحن هنا. لقد كنا محظوظين جدا في حياتنا، والآن جاء دورنا لمساعدة من هم في حاجة الى ذلك. كرة القدم ليست مسألة مال أو منافسة، فهي أيضا عطاء ومنح الأمل". وبالنسبة الى جيمي كاراجر "من الطبيعي ان يعطي لاعبو كرة القدم شيئا بعد ان استفادوا كثيرا من الرياضة، ادرك جيدا بان الأموال التي حصدناها ستستعمل بشكل جيد وسيستفيد الشعب الفيليبيني منها".



((الكثير من الأشخاص يعانون في العالم وبفضل رياضتنا نستطيع ان نمنحهم بعض الأمل)) %%كريستيان فييري%%

ويشرح كريستيان فييري تواجده وهو متأثر بقوله "من المهم جدا القيام بمبادرات من هذا النوع. شعرت في قرارة نفسي هذه الحاجة لخوض هذه المباراة ومساعدة الآخرين بفضل كرة القدم. الكثير من الأشخاص يعانون في العالم وبفضل رياضتنا نستطيع ان نمنحهم بعض الأمل".


20 عيادة عام 2014

في فبراير/شباط الماضي، قام وفد من fifa بزيارة مكان الكارثة لمعاينة الأضرار وتحديد الأهداف. قررت الأمم المتحدة بالتعاون مع الاتحاد الفيليبيني لكرة القدم واتحاد ليتي افتتاح 20 عيادة على الأقل خلال عام 2014 لأطفال هذه المنطقة التي المصدومة جراء هذه الكارثة. ستبصر مبادرات أخرى النور بطبيعة الحال من أجل مساعدة حوالي 10 الآف طفل.

وبالنسبة الى الأسباني الدولي السابق جايزكا مندييتا، فان وقفة الضمير من قبل اللاعبين هامة جدا بعد مسيرة طويلة قضاها هؤلاء في عالم خاص وقال "عندما تلعب، فانك تميل في بعض الأحيان الى التركيز على مسيرتك، على ناديك، وتنسى بعض الشيء ما يحصل حول العالم. أما الآن فنحن أكثر وعيا ولهذا السبب نكون دائما حاضرين للمشاركة في احداث مماثلة".

وقال فابيو كانافارو "لقد حصلنا على كل شيء في حياتنا. من واجبنا ان نقوم بمساعدة الأشخاص الذين خسروا كل شيء. انها مساهمتنا. أنا فخور كوني هنا اليوم ونأمل ان نحصد الكثير من الأموال وبالتالي اعادة البسمة الى وجوه اناس فقدوا كل شيء".

واعتبرت النجمة البرازيلية مارتا سفيرة النوايا الحسنة في الأمم المتحدة والتي كانت بالتالي مساهمة كبيرة في النسخة الحادية عشرة من المبارة ضد الفقر، انه من واجب اللاعبين مساعدة الناس الأكثر حاجة خصوصا بان في البرازيل العديد من الاشخاص الذي طالهم الفقر وختمت "الحصول على فرصة المساعدة لا تقدر بثمن. هدفنا الأساسي هو مساعدة الشعب الفيلبيني على النهوض من جديد، على اعادة بناء حياته واستعادة كل ما فقده. أنا من بلد يعاني شعبه الكثير من الصعوبات، وأشعر تماما بما يمر بع الشعب الفيليبيني. ولهذا السبب أضع نفسي في مكانه وأبذل قصارى جهودي لمساعدته".