نظرة في إنصاف العلماء ابنَ حزم ونفاستهم بالثناء عليه

أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


الحمدُ لله الذي أحسن كل شيء خلقه وبدأ خلق الإنسان من طين وبعدُ فكان من قضاء الله عز وجل النافذ وأمره المُبْرم الذي لا مَرَدَّ له أنْ بعث فينا محمدا صلي الله عليه وسلم بالحق علي حين فترة من الرسل فأعلي مناره ووضعنا به في خير أُمَّة أُخرِجت للناس مُستوين علي المحجَّة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك ,,, فلبِث فينا ماشاء الله وكُنَّا ما كُنَّا باقتفاء أثره مُتَّبِعين وحيَه الذي أنزل إلينا غير مُزايِلين من أمْره ماعهِد إلينا
ثم قبض الله جل وعزَّ نبيه وخليله صلي الله عليه وسلم لجواره وما ذَخر له من الكرامة والزلفي لديه بعد إتيانه على البلاغ تاركًا فينا ما إن تمسكنا به لم نضل بعده أبدا وهو كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد وسنته صلي الله عليه وسلم وهي بإِزاء القرآن لا يُوتَي علي تمام علمه وفقهه إلا ببيانها فمن أغْفَلَها استغْلَق و استعصي عليه درْك علم كتاب الله وإن ادَّعاه ولو لاذ باللغة واتَّزر بالمنطق واتَّشح بالفقه والنظر ,,,
هذا ولم يزل فضلاء كل قرن من لدنْ لحوقه صلي الله عليه سلم بالرفيق الأعلي يَدِينون بالكتاب والحديث صِرْفين غير مَشُوبين بشيء ولا مُكدرَّيْن ويجتهدون في النوازل التي تَنزِل بتدبرهما والنظر في وجوههما و معانيهما والإلتجاء إلي باريهم أن يعصمهم من الزَّلل والإِحْداث في دينه وانقضي عصر صحب محمد صلي عليه وسلم علي ذلك فمضوا حميدين لم يُغيروا ولا بَدَّلوا ولَنِعْم القوم كانوا رضي الله عنهم وجمعنا بهم في مستقر رحمته ودار حبْوته ,,
ثم حدثت من بعدهم فُتون ومِحن عصم الله منها من شاء من خلقه لِمَا قدَّموا من صالح العمل وامتثال أمره بالعض بالنواجذ علي سنة نبيه صلي الله عليه وسلم وذلك تحقيقا لوعده الذي لا يُخْلَف ,,,,وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ ,,, وكذلك اجْتِباء منه لهم لِما هو أعلم مِنَّا به سبحانه ,,, لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُون,,, ,,,,,,,,,,,,,,لَا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ,,, يتبع بإذن الله تعلي