قال تعالى:"لو كان فيهما آلهة إلا اللهُ لفسدتا"

أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم

قال تعالى:"لو كان فيهما آلهة إلا اللهُ لفسدتا"

يختلف النحاة حول إعراب كلمة"اللهُ" فمنهم من يراها بدلا ،وهذا يفسد المعنى ،ومنهم من يرى أنَّ "إلا" بمعنى غير ،ولو كانت "إلا" بمعنى "غير" لكانت كلمة "الله"مجرورة بالإضافة ،ومنهم من يرى "إلا" بمعنى الواو ،(1)وهذا ممكن ،والمعنى :لو كان فيهما آلهة والله موجود "لفسدتا".
والذي يبدو لي كذلك أنَّ "إلا" قد تكون بمعنى "لكنْ" وما بعدها مبتدأ محذوف الخبر تقديره موجود ، وهذه الجملة معترضة ، جاءت بحسب الأهمية المعنوية لأمن اللبس ، وممكن كذلك أن تكون "إلا "بمعنى "بل" ،أي :بل الله موجود ، والجملة معترضة جاءت بسبب الاحتياج المعنوي لأمن اللبس ،وممكن أن تكون إلا بمعنى :أستثني"وما بعدها جملة ،في محل نصب مستثنى ،أي :استثني وجودَ الله ، كما نقول:في جملة:قال:إني عبد الله "أن جملة مقول القول :مفعول به .
ومما يدل على ذلك مجيء الكثير من الأحاديث على هذه الشاكلة كقوله -صلى الله عليه وسلم""كل أمتي معافى إلا المجاهرون" والتقدير :لكنْ المجاهرون غير معافين ، وقوله"ما للشياطين من سلاح أبلغ في الصالحين من النساء إلا المتزوجون أولئك المطهرون المبرؤون من الخنا" والجملة مكتملة من المبتدأ والخبر ، وقوله"ولا تدري نفس بأي أرض تموت إلا اللهُ" ,التقدير :إلا اللهُ يدري ،..........إلخ ،وشبيه بهما قول عبد الله بن أبي قتادة -رضي الله عنه -"أحرموا كلهم إلا أبوقتادة لم يُحرم" فقد جاء بالجملة مكتملة ،والمعنى:لكن ْ أبو قتادة لم يحرم ،أو بل أبو قتادة لم يحرم ،أو، وأبوقتادة لم يحرم .
=============================
(1) ابن هشام - المغني - حرف الهمزة - إلا