دور الاحتياج المعنوي في تفاضل الإعراب

أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم

دور الاحتياج المعنوي في تفاضل الإعراب

لا يتوقف دور الرتبة (الموقع والأهمية المعنوية) على تغيير المعاني النحوية ،كقولنا: قام زيد وزيد قام ، بل يتعداه إلى تفاضل الوجوه الإعرابية ،وذلك نابع من الاحتياج المعنوي بين أجزاء التراكيب ،كما في الأمثلة التالية:
1- يقول الشاعر:ومن يقتربْ منا ويخضعَْ نؤوه (يُروى بجزم يخضع ونصبها)والوجه الجزم بسبب الاحتياج المعنوي مع فعل الشرط ،وهو معطوف على ما قبله ومرتبط به ،وكأنه جزء منه ،وهناك مشاكلة ، ويجوز النصب على المعية مع الواو وعلى السببية مع الفاء.
2- نقول: ما فيها رجل صالح إلا أخاك أو أخوك
ونقول:ما فيها رجل إلا أخوك أو أخاك صالح
في الجملة الأولى يجوز الإتباع والإستثناء ،أما في الثانية فالذي يترجح هو الإتباع ،لأن النصب على الاستثناء يفصل بين الصفة والموصوف ، ويجعل الصفة وكأنها خارج الجملة ، أما الإتباع فلا ، لأن قبل الصفة بدل وهو تابع مثل الصفة .
وهذا يعني أن الإنسان يتثقف لغويا ويتحدث بمستويات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا ،واللفظي نادرا ،ويظهر هذا من تعدد الروايات لبيت الشعر وكل رواية تدل على مستوى من مستويات اللغة وتحمل معنى يختلف عن معنى الرواية الأخرى.