التَّسجير والتَّفجير

أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم

تسجير البحار وتفجيرها

قال تعالى في سورة التكوير"وإذا البحار سُجِّرت"(التكوير 6)وقال في سورة الانفطار"وإذا البحار فُجِّرت"(الانفطار 3)للسائل أن يسأل عن اختصاص الأولى بقوله"سجرت"واختصاص الثانية بقوله"فجرت" ،وهل سيتم تسجير البحار أم تفجيرها ؟أم كلاهما ؟
والجواب عن السؤال الأول أن يقال:إن الأفعال التي جاءت بعد "إذا" في السورة الأولى ، في جملتها"وإذا الجحيم سعرت"ولم يكن ذلك في السورة الثانية،فكان ذكر هذا المعنى وهو تسعير البحار ،حيث وقع التوعد بتسعير الجحيم أشبه وأولى ،فهناك احتياج معنوي بين تسعير الجحيم وتسعير البحار، وأما قوله"وإذا البحار فجرت"فإنما معناه:سيب ماؤها فساح حتى فاضت على وجه الأرض فتساوى بالماء ولجج البحار شعف الجبال ،فكان هذا أولى بهن بهذا المكان لأن قبلها خبرا عن الأشياء التي يحكم الله تعالى بمزايلتها أماكنها كقوله"إذا السماء انفطرت"وبعده"إذا الكواكب انتثرت"وبعده"إذا البحار فجرت "فبإزاء انفطار السماء وانتثار الكواكب وبعثرة القبور انفجار البحار ،فكان الإخبار عنها بهذا المعنى أولى بهذا المكان لتقدم ما يشبهها من التغيير ومجيء ما هو تزييل عن مكانه من بعثرة القبور ،فهناك احتياج معنوي بين مجمل الآيات .
وأخيرا نقول للملاحدة جوابا عن السؤال الثاني :إن البحار ستفجّر وستسعّر بقدرة الله تعالى .