حوار بين الإنسان وأعضاءه

يتحدث الإنسان بغرور
متناسياً عالمه الداخلي المتحرك ..
من أجزاءه التي تمور بالحياة
فماذا يقول وقد لبسه الزهو ؟
الإنسان :
أنا القوة المبدعة ..
أنا العملاق الذي كشف عن أسرارٍ الكون ..
واعتلى قمة الحياة الشاهقة ..
وطوع الكثير من قوانين العالم لخدمته
بعلمي .. بذكائي.. بقوتي .. بلغت مابلغت ..!


تحتج أعضاء الإنسان فتتدافع القول :
لاتذهب في كبريائك وأنانيتك بعيداً..
أيها الإنسان ..!
نحن أعضاؤك .. ووسائلوك التي أوصلتك إلى ماأنت عليه ..
لاتتنكر لنا .. وتنسى أفضالنا عليك ..!

أنا لسانك الناطق المترجم لما تريد ..
أنا عينك المبصرة لكل ماتراه وماتصنعه ..
أنا أذنك السامعة التي تواصلك مع أصوات الكون..
أنا يدك القوية التي تعمل وتحرك ..
أنا رجلك التي تنتقل بك حيث تشاء لتنجز عملك ..


قل ماذا تصنع أيها الإنسان لو كنت فاقداً لأحدنا ، أو لبعضنا ؟
وهل تستطيع أن تتبجج وتقول : أنا ..
إن أضربنا عن العمل ..؟
هل تستطيع مصانعك العظيمة أن تنتج ..
لساناً ينطق ؟
أو عيناً تبصر ؟
أو أذناً تسمع ؟
أو .. أو ..؟
عد إلى رشدك ! وارجع عن غيّك !
واستمع لقول الله تعالى :
" قل أرأيتم إن أخذ الله سمعكم وأبصاركم وختم على قلوبكم
من إله غير الله يأتيكم به "..


هنا يكون للعقل فصل الخطاب :
أنا القوة المدركة المودعة فيك ..
أهيب بك أن تتأمل ماحولك ..
ترى آيات الله العظيمة تملأ الكون الرحب من حولك ..
كل تلك الآيات تدعوك إلى كسر هذا الغرور ..
فانظر إلى حجم وجودك .. ولا تظن أنك بلغت الكمال ..
وأن كل الأمور بقبضة يدك ..!!
كل مافي الوجود ..يدعوك إلى التأمل
ويرشدك إلى الحق ..
ويوصلك إلي المسبب..
إلى الله جلت قدرته..وعظمت حكمته فيما خلق فأبدع ..
وأنت غاية الإبداع .. !
فكن في غاية الامتنان .. والتواضع ،،
واحمد الله على سابغ نعمه ..
وكن من الشاكرين..