../ [( الــذات الــعــام )] - صحيفة هاتريك - ماجد الدوسي
الذات العام
ماجد الدوسي
يبقى الإعلام في أساسه رسالةً للحقيقه وناقلاً رسمياً للواقع بما يحتويه من فعل وردة فعل؛ ولكن تبقى الشواذ تختزل صفة التشويه لمصالح شخصية وهذه مشكله، لكن يتعدى الامر لمصالح غير شخصيه وهنا المصيبه؛ حيث تتزين الكذبة لتخرج عروساً فاتنة، تفتن من حولها حتى لا يظهر قبحها.
تعودنا في وسطنا الرياضي على رؤساء للأنديه أو مناصب داخل الأنديةيأتون من مساحات بعيدة تماما عن الرياضه، كعقاري نجده فجأة شخص رياضي ويدلي بمفاهيم كروية وكأنه العتيق العريق رياضياً، وتعودنا من أصحاب بحار الشعر الجديده بعد أن فشلوا شعرا بالتوجه للرياضه، أو سياسي سابق وفجأة يصبح المتحدي الأول للمنافسات الرياضيه، فقط لأنها المكان الدسم (للشهره) أو تسويق الشركات الخاصه.
أمّا ما لم نتعود عليه هو أن يكون هناك شخص متمرس رياضيا، إدارياً، رئاسياً، وحياته كلها تكتب كتاريخ للرياضه، نجده الأشد بعداً عن البهرجة الإعلامية وهو من يقصي نفسه من مساحات الفضائيات والأثير من أجل رياضه نزيهه، لا يبتغي منها إلا النزاهة والنزاهة فقط.
(الذات العام) مصطلح أطلقه إعلاميين ذوي تاريخ رمادي وأحيانا وردي عن أمير الرياضه (خالد بن عبدالله بن عبدالعزيز)، لكم ان تنظروا للإسم جيداً، لديه كل ما يمكن لأن يجعل الأهلي بطلا لكل المسابقات (ممارسة رياضية، خبره، فكر، مال، مستقبل) كلها نقاط نزيهة، لكن هذه النزاهة تقف في وجهها نقيض النزاهة من أندية تمرست على اغتصاب البطولات بالايادي والدفع الرباعي واستخدام سلطة البشوت وبعضها هدد بالتدمير علناً؛ والكثير مما يشوه الرياضه وروحها، لكن وحده هذا الرجل يقف بعيداً تماماً عن كل ما يلطخ صفحاته البيضاء بعقليات لم تعرف درباً للعدالة ولم تسمع عن شرف المنافسة.
المشكله تحولت من إعلاميين خارج النادي إلى جماهير ذات النادي؛ فأستغرب كثيراً بل استهجن ممن يشير بأصابع اللوم على رئيس اعضاء شرف النادي الملكي.! حتى تطاول البعض للمطالبة برحيله.! حقيقة إما أنهم حديثي ولادة بالكره أو ممن يسلم عقولهم للإعلام الآخر “ومع الخيل يا شقرا”. أما الجملة الأكثر إضحاكا هي ادعاء البعض ان الامير خالد يرى النادي الاهلي ملكاً من املاكه.! والمضحك أكثر أن بعضهم يردد أن خالد يحارب النادي، كمن يدفع المال من أجل شركته ثم يحاربها كي لا تنجح.! اضحك بغصة شديده عندما اسمعها؛ فقليلا من التفكير سيجد أصحاب هذه الحناجر ان لديهم (تنكه) بين اكتافهم، فهذا الرجل سخّر كل استثماراته من أجل الأهلي، ولم يطلب في المقابل (الشهره) كما بحث عنها اصحاب العقار والشعر والسياسه، وكما قال لي “أبو إياد” الذي يعمل بشركة محاسبة تتولى حسابات استثمارات الأمير: “أن هذا الرجل يملك من النزاهة والخلق مالم ارى في حياتي، رجل يسخر استثمارات من أجل عشق أبديْ هو الأهلي.!” هذا ماقاله لي الرجل.
ورغم هذا لم يكن صاحب الطلة التلفزيونية اليوميه الممله، فقد حاولتُ ان اتذكر اخر لقاء تلفزيوني فآثرت أن اعُد عدد لقاءاته ولم أجدها تتعدى اصابع يدي “طيلة تاريخه”.! بينما الاخرين يظهرون أكثر من عدد أيام الأسبوع؛ فما هي الارباح التي يرغب (الذات العام) بجنيها إن لم تكن شهرة ولا مال (؟) وماسبب إدلاء البعض من ذات الانتماء بأشياء هم لا يعوها.!
من أراد رمي التطبيل عليّ فليرميه ، ما أنا هنا إلا بقائل ما اراه عادلا والاهم ان في هذا العدل نزاهة وانصافا للخلق قبل غيره من رياضة واعلام؛ فما يُهمهم به البعض ليس إلا ايضاحا لما في النفس وأن قابلية قول الحقيقه لا تسع اقلامهم ولا تجيد بتغريدها حناجرهم.
عذراً فالأهلي ليس حملا للمشاكل، عذراً فليس هناك شخص يعشق الأهلي أكثر من شخص جمع أن يكون (لاعب، اداري، رئيس، رئيس اعضاء شرف، راعي رسمي وداعم وحيد).! من يوازي هذا الرجل في تاريخه وفكره ؟
يحدثني صديقي الاتحادي المتعصب جداً: أتمنى أن يكون خالد بن عبدالله الرئيس العام لرعاية الشباب، ويقولها الهلالي والنصراوي من ذوي الفكر، لأنهم يؤمنون بفكر هذا الرجل، فما بال من ينتمي لذات النادي –الاهلي- .! وتخيلوا لو كان هناك أكثر من خالد في هذا الوسط الرياضي .!
من رآى منكم الامير خالد دخل جدالا يوماً ما وسمع منه ما نسمع من جميع من يظهر في التلفاز وغيره .! الرياضه تحولت وبوجه واضح وقبيح إلى رياضة سوداء لا تجيد القرب للعداله. ربما هذا عيب من عيوب الرياضه أنها أصبحت لا تنصف إلا ذوي الاسترزاق الآخر.
نعم خالد ليس كاملا، ولديه أخطاء من أهمها، أنه يصرف بلا محاسبة لمن صرف، وأنه مسالماً لدرجة جعلت بعض الكائنات تتجرأ على الاهلي، فأن تكون مسالماً جداً لن تفوز، قارع بكل الطرق وأجعل للأهلي كلمة يهابها من اعتاد لسانه فرط الحديث، فالنادي لم يعد يحتمل الرقي الطاغي. استبدل أدواتك، إسأل، حاسب.
بعض البرامج اصبحت تسوق للتشويه فقط، واخرى تغيرت حياديتها مع نهوض احدهم، وقناة الوطن تلونت بلون واحد يتضح بشعارها وتشير للبقيه.! وليس لمقدميها رأي ولا فكر ولا جديد.! أصبح الجدال والكذب والتشويه هو السمة الابرز للمعظم، وكم حاولت بعض الاقلام وحتى (المراسم) جر نقاء الاهلي لوحلٍ هم اعتادوه، إلا ان (خالد) يُربي على الأدب، ولمن اراد غيره فلينهج طريقا غير الاهلي. (فصفة) الراقي التصقت به تيمنا باخلاق خالد، و(لقب) الملكي التصق به تيمناً بتاريخ ملكي خلاق. فزيدوا كما تشاؤوا وتهكموا حتى تتقطع البطون، فزمن الخريف قد مضى، وصبراً فالربيع الاخضر قادم عبر المفكر الرياضي (الأول) الامير خالد بن عبدالله.
فمن كان خالد كبيره فليقل ” مسكين اللي ماعنده خالد “.
.
majid_aldawsi@
