إن للهيئة رباً يحميها ... !!
بعد أن طار الإعلام بقضايا الهيئة التي حصلت أخيراً .. وهي وفاة بعض الأشخاص في الرياض وتبوك بقضاء الله وقدره ،
وهي فتنه أراد الله تعالى بها أن يمحص الذين آمنوا ويمحق الفاسقين ، ويميز الله الخبيث من الطيب ..
ولذلك طارت أقلام الأعداء وألسنة الألداء بالكتابة والمطالبة بإلغاء هذا الجهاز وأنه نقص على هذا المجتمع وَوَصمةُ عارٍ على جبينه ، بسبب هاتيك الأخطاء التي وقعت ، والأفعال التي حصلت ..
وصاحوا صيحتهم فهي فرصتهم السانحة للانقضاض على الهيئة التي أصبحت غصة في حلوقهم ، وسداً أمام شهواتهم المحرمة ، وبوابة محكمة أمام أفكارهم العفنة .
وفي المقابل فزعت قلوب المؤمنين ، ووضعوا أيديهم على قلوبهم خوفاً على هذا الجهاز من الإجهاز ونقول لهم تثبيت لقلوبهم .. لا تخافوا على الهيئة فإن لها ربا يحميها ولن يكون عبد المطلب أقوى توكلا من قلوب المؤمنين الصادقين .. فعبد المطلب يقول لأبرهة الحبشي : ( إن للبيت ربا يحميه ) .
ونحن نقول للمؤمنين والمؤمنات : إن للهيئة أيضاً ربا يحميها ويدافع عنها .. قال الله تعالى : ( إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ )
ويقول سبحانه : ( ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون . الذين آمنوا وكانوا يتقون ) .
وأقول كما قالت خديجة رضي الله عنها لرسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أبشر ، وكلا والله لا يخزيك أبداً ، إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث ، وتحملُّ الكَلَّ ، وتعين على نوائب الدهر ) .
ونحن نقول ثقة بالله تعالى وإحسان ظن بإخواننا .. كلا والله .. لن يخزيكم الله .. وأفعالكم المشرقة .. وإنجازتكم الباهرة .. شاهدة على صدقكم ..
فلن يخيب الله أقواماً سهروا الليالي لحماية الأعراض .. وصيانة الديانة .. وحفظ الدين .. وإقامة الملة ..
فكم فوَّت رجال الهيئات الفرصة على ذئاب يريدون اغتيال عفة فتاة بريئة ! كم من عمليةٍ لترويج المخدرات أحبطوها ! كم من مصانعَ للخمر كشفوها وأتلفوها !
كم مروج للأشرطة الفاضحة والسموم المهلكة وقع في أيديهم فمنعوا شره عن المسلمين !
سهروا الليالي وتركوا الفُرُش ! بذلوا الغالي والنفيس ، فما أعظم حِلمُهم ، وما أصبر صبرهم !
فابشروا يا أهل الهيئات .. ويا خيرنا ويا ذخرنا .. إن الله معكم ولن يتِركم أعمالكم ..
إن الله بما تعملون بصير . وعليه خبير .
د / محمد بن عبد الله الهبدان
