دور الاحتياج المعنوي في موضوع همزة "إنَّ"

أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم

دور الاحتياج المعنوي في موضوع همزة "إنَّ"

يخضع موضوع كسر همزة إن وفتحها للاحتياج المعنوي ،"ويذكر النحاة للهمزة ثلاثة أحوال هي :وجوب الكسر ووجوب الفتح وجواز الأمرين ،وضابط ذلك هو تعين الكسر حيث لا يجوز أن يسد المصدر مسدها مع مطلوبيها ،وتتعين المفتوحة عند ذلك ،ويجوز الوجهان إن صح الاعتباران ،وكل المواضع التي يذكرها النحاة إنما هي تفسير لهذا الضابط ،وإيضاح ذلك أن إن المكسورة لا تغير معنى الجملة وإنما تفيد توكيدها ،وأما المفتوحة فهي تهيء الجملة لأن تقع موقع المفرد وتجعل ما دخلت عليه غير تام الفائدة بعد أن كان مفيدا قبل دخولها ،فأنت تقول:محمد قائم وهي جملة مكتملة تامة المعنى وتقـــــول:إن محمدا قائم وهي جملة مكتملة تامة المعنى وتقول:أن محمدا قائم وهي ليست تامة،وإنما وقعت الجملة موقع المفرد فمتى كان الكلام لا يحتمل الإفراد وإنما هو موطن الجملة تعين الكسر ،ومتى كان الكلام لا يحتمل الجملة وإنما هو موطن المفرد تعين الفتح ،ومتى جاز الاعتباران جاز الوجهان"(1)
وهذا يعني أن كسر همزة إن وفتحها يعتمد على تمام المعنى واستقلاله أو على عدم التمام والاستقلال والاحتياج المعنوي ،فإن كانت الجملة كاملة المعنى وغير محتاجة كسرنا الهمزة وإن كانت محتاجة فتحنا الهمزة ،نقول:قال "إني عبد الله" وهي جملة مكتملة وتامة المعنى ،ونقول:علمت"أنك مسافر"وهي جملة غير مكتملة وغير تامة وتحتاج لما قبلها من أجل تمام المعنى ،فاللغة تقوم على الاحتياج المعنوي والإنسان يتحدث تحت رعاية الاحتياج المعنوي وعلامات أمن اللبس.
========================
(1)د.فاضل السامرائي-معاني النحو-ج1 ص299