دور الجاذبية المعنوية في موضوع القصر

أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم

دور الجاذبية المعنوية في موضوع القصر
حركة اللغة بحسب منزلة المعنى

تقوم عملية القصرعلى الحركة التبادلية بين عناصر أسلوب القصر بناء على الاحتياج المعنوي بين أجزاء التركيب ، فعندما نقول:" ما زيد إلا كاتب " ننفي عن زيد كل الصفات إلا صفة الكتابة ،وعند قولنا " ما كاتب إلا زيد "فإننا ننفي صفة الكتابة عن الكل إلا زيد ،ويمكن ملاحظة الحركة التبادلية بين المقصور والمقصور عليه نحو أداة النفي وبعد إلا ،ونقول: إنما محمد الطبيب ونقول:إنما الطبيب محمد ،حيث ينجذب المقصور نحو "إنما"بفعل منزلة المعنى ،وقال الشاعر :عمر الفتى ذكره لا طول مدته // وموته خزيه لا يومه الداني ،وإن عكسنا مواقع ما قبل إلا وما بعدها تغير المعنى ،ونقول: ما زيد كاتب بل شاعر ،وإن عكسنا مواقع ما قبل "بل" وما بعدها اختلف المعنى ،فاللغة تقوم على منزلة المعنى والجاذبية المعنوية،وكما يقع القصر بين المبتدأ والخبر يقع أيضاً بين الفعل والفاعل وبين الحال وصاحبه وبين صاحب الحال والحال ، وبين الفاعل والمفعول به وبين المفعول والفاعل وبين المفعول به الأول والمفعول به الثاني والأمثلة كالآتي:ما جاء إلا زيد ، وما جاء راكباً إلا محمد ، ما جاء محمد إلا راكباً ،و ما ضرب محمداً إلا زيدٌ ،وما ضرب زيد إلا محمدا، وما كسوت زيداً إلا ثوباً ، وما كسوت ثوبا إلا زيدا ،وكل ذلك نابع من الجاذبية المعنوية بين أجزاء التركيب ،فالقصر يقوم على الطلب المعنوي، واختلاف منزلة المعنى بين الكلمات يؤدي إلى اختلاف المعنى ،فاللغة تقوم على الاحتياج المعنوي والإنسان يتحدث تحت رعاية الاحتياج المعنوي وعلامات أمن اللبس.