الإحسان إلى الوالدين

أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم

الإحسان إلى الوالدين

قال تعالى"واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت أيمانكم"(النساء 36)
في الآية الكريمة عدة أمور:
الأول: تقديم الأمر بالعبادة على عدم الشرك ، وذلك بحسب الأهمية المعنوية عند المتكلم ،"لأنهم قد تقرر نفي الشرك بينهم وأريد منهم دوام العبادة لله ، والاستزادة منها ، ونهوا عن الشرك تحذيرا مما كانوا عليه في الجاهلية"(1) فالإنسان يتحدث تحت رعاية الحاجة المعنوية وعلامات أمن اللبس، والأمر بالعبادة أهم من النهي عن الشرك ، ولهذا تقدم بحسب الأهمية المعنوية عند المتكلم.
الثاني :تقديم الإحسان إلى الوالدين،فقوله "وبالوالدين إحسانا" اهتمام بشأن الوالدين إذ جعل الأمر بالإحسان إليهما عقب الأمر بالعبادة ، كقوله : أن اشكر لي ولوالديك " ولذا قدم مفعول إحسانا عليه(2) للأهمية المعنوية، والكلام يترتب بحسب الأهمية المعنوية عند المتكلم .
الثالث:الفصل بين المتعاطفين في قوله تعالى" وبالوالدين إحسانا وبذي القربى"بواسطة المصدر،بسبب الاحتياج المعنوي إليه ، وأمنا للبس ، والواقع أن هذا المصدر قد وضع في أفضل مكان ،لأن تقديمه يجعله معطوفا على شيئا ،وتأخيره إلى نهاية الآية يضعف الرابطة بينه وبين بقية الكلام،لأن اللغة تقوم على الاحتياج المعنوي.
الرابع:الواو في هذه الآية تفيد الترتيب ،والمُحسَن إليهم ترتبوا من الخاص إلى العام ،و من الأهم إلى الأقل أهمية ،حيث بدأ من الأقرب إلى الأبعد .
===================================
(1) التحرير والتنوير -ص48
(2) السابق -نفس الصفحة