السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أيها الأخوة والأخوات لقد رأينا وقرأنا وسمعنا عن هذا الاعصار الذي لم ينتهي إلى الآن
ولنا عدة وقفات حول هذا الإعصار فنقول مستعينين بالله :
أولاً _ أن هذا الكون يسير بأمر الله وتدبيره فليس لأحد أن يتصرف أو يتحكم بشيء منه مهما كان صغيراً
فهذا الاعصار لم تستطع أقوى قوة على وجه الأرض ليس منعه وإيقافه وإنما لم تستطع تحويل مساره ولو شيئاً قليلاً .
ثانياً _ سرعة أخذ الله ومقته وقوة بطشه فهذا الاعصار أقل بكثير من الزلازل والبراكين وأقل من غيره من الأعاصير ومع هذا نرى آثاره المدمرة ونرى خوف الناس وفزعهم والكل يترقب مساره لعله يبعد عنهم لأنه يدمر كل شيء يمر عليه بأمر ربه .
ثالثاً _ أن هذا الاعصار جندي من جنود الله أراد الله أن يري عباده قوته وأنه سبحانه قادر على القضاء على هذه القوات الجاثمة في البحر والتي أعتقد الكثير من الناس أنه لايمكن لأحد أن يقضي عليها أو يزيلها فالله سبحانه قادر في لحظة أن يرسل عليهم مثل هذه الأعاصير ويجعل عاليها سافلها ويغرقها في البحر .
رابعاً _ علينا أن لانتعلق بهؤلاء الفلكيين ولا نُصدق كلامهم فكثيراً ماقالوا أشياء فجاءت عكس كلامهم
فهذا الاعصار توقعوا له ثلاث مسارات ولكن في الأخير أختلفت جميع توقعاتهم فقالوا أن تغير اجاه الهواء هو الذي غير مساره المتوقع .
خامساً _ لابد من الالتجاء إلى الله سبحانه والتعلق به ودعائه في السراء والضراء فهو سبحانه هو الذي يصرف السوء ويجلب الخير فالدعاء هوالسبب الذي يُنجي المؤمنين من هذه المهلكات
فما دام هذا حصل بأمر الله فلن يصرفه إلا الله سبحانه وهو القادر على كل شيء
سادساً _ ضعف الخلق وحاجتهم للخالق فقد تبين أنهم أمام هذا الاعصار لم يملكوا إلا الهروب من وجهه والألتجاء إلى الأماكن المرتفعة والبنايات القوية مع قدرة الله على إيصاله إليهم ولكن الله لطف بحالهم ورحمهم سبحان أرحم الراحمين .
سابعاً _ أن لا نأمن مكر الله فلسنا في مأمن وليس بعيداً أن يرسل الله إعصاراً أشد من هذا ويسلطه علينا فهل بيننا وبين الله عهد أن لايُعذبنا بذنوبنا
إذاً علينا أن نرجع إلى ربنا ونتوب من الذنوب ونُكثر من الاستغفار حتى يكشف الله عنا السوء وحتى لايصيبنا في المستقبل .
أسأل الله أن يصرف السوء عن المسلمين وأن يكشف عنهم المحن والمصائب
كما أسأله أن يسلطها على أعداء الدين في كل مكان
حفظ الله الجميع من كل سوء ومكروه
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
