سيطرة العقل على المقام

أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم

سيطرة العقل على المقام

قال تعالى"وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما"
في هذه الآية الكريمة عدة أمور ،منها:-
1- قوله تعالى"يمشون على الأرض هونا" مبني على الفعل "يمشون" وشبه الجملة والحال مبنيان على الفعل ،والمتكلم يقدم أيهما شاء نحو هذا الفعل بحسب الأهمية المعنوية مع الفعل ،ويجوز في غير القرآن أن نقول:يمشون هونا على الأرض ،إن كانت الأهمية للحالة التي يمشون عليها ،فيرتبط الحال مع الفعل أولا بحسب الاحتياج المعنوي.
2-في قوله تعالى"وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما"تقديم للضمير "هم" على الفاعل عدولا عن الأصل بحسب الاحتياج المعنوي ،لأن تأخير الضمير يثير اللبس .
3- في قوله تعالى "وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما" كذلك سيطرة للعقل على المقام ،وقد مدح الله تعالى عباده بهذه الصفة ،فهم لا يعيشون ويتكلمون في ظل المقام بل في ظل وتحت رعاية العقل ،فسلوك المسلم سلوك حضاري رائع وقال تعالى"والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين"،وعن معاذِ بنِ أَنسٍ - رضي الله عنه - أنَّ النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم -، قَالَ: «مَنْ كَظَمَ غَيظاً، وَهُوَ قَادِرٌ عَلَى أنْ يُنْفِذَهُ، دَعَاهُ اللهُ سُبحَانَهُ وَتَعَالى عَلَى رُؤُوسِ الخَلائِقِ يَومَ القِيامَةِ حَتَّى يُخَيِّرَهُ مِنَ الحُورِ العِينِ مَا شَاءَ» . رواه أَبو داود والترمذي، وَقالَ: (حديث حسن)
وقال صلى الله عليه وسلم :ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب "،وقالوا:الغضب ريح تطفئ نور العقل .
أما الجهلة والأطفال فيسيطر المقام على تصرفاتهم ،قال تعالى"ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم "فهذا تصرف الجهلة والأطفال ،فالعاقل يحكِّم العقل والجاهل يحكِّم المقام.