ماهية القلق

القلق هو الانزعاج ، يقال بات قلقاً واقلق غيره ، واقلق الشيء : حرّكهُ من مكانه والقلق مشاعر نفسية تكون مضطربة ، وينتج عنها الكثير من الآثار السلبية ، وظاهرة القلق باتت من الامور الملفتة للانتباه في وقتنا الحاضر ، نتيجة الانقلاب الحضاري الذي طال معظم جوانب حياتنا ، وان كان للقلق احياناً آثارً غير ظاهرة ، لكن اثاره تظهر بوضوح على التصرفات والنتائج ، ففي عصر غلبت عليه السرعة ، وصارت هي سمته المميزة صار الجميع – الا من رحمه الله – يسعى الى الوصول الى هدفه وغايته ، دونما اعتبار لمن حوله ، فالتاجر قلق بسبب البيع والشراء والربح والخسارة ، ورب الاسرة قلق على ابنائه والسهر على مستقبلهم وكسب قوتهم ، والمرأة قلقة على بيتها وابنائها والسهر على شؤونهم ورعايتهم ، مع القيام بعملها ان كانت عاملة ، وفي النهاية الجميع قلق (ابو العزائم ، 2004 ، 13) .
ويحتل موضوع القلق مركزاً رئيسياً في علم النفس بشكل عام وعلم النفس الرياضي بشكل خاص لما له من آثار واضحة ومباشرة في احتلال الوظائف النفسية او الوظائف الجسمية او كليهما .

وقد اشار العديد من الباحثين الى ان القلق يعد بمثابة انذار او اشارة لتعبئة كل قوى الفرد النفسية والجسمية لمحاولة الدفاع عن الذات والحفاظ عليه ، كما قد يؤدي القلق اذا زاد عن حده الى فقدان التوازن النفسي "الامر الذي يثير الفرد لمحاولة اعادة التحكم في هذا التوازن النفسي واستعادة مقوماته باستخدام العديد من الاساليب السلوكية المختلفة" (علاوي ، 1998 ، 379) .


"والقلق هو حالة من التحسس الذاتي يدركها المرء على صورة من الشعور من الضيق وعدم الارتياح ، مع توقع حدوث الضرر ، وهذه الحالة اشبه ما تكون في طبيعتها الشعورية وانفعالاتها بالحالة المصاحبة للخوف" (كمال ، 1988 ، 150) .
"ومن الناحية النفسية يرتبط القلق غالباً بجانب من جوانب الاجهاد وهو الخوف ، وفي هذه الحالة تستعمل كلمة القلق لوصف مشاعر الخوف عندما يكون سبب الخوف مجهولاً"
(Wynn , 1970 , 420) .


ويضيف (ياسين ، 1981) "أن حالات القلق تتمثل بالخوف الشديد ، وعدم القدرة على التركيز والاحساس الدائم بتوقع الهزيمة ، وعدم الثقة ، والرغبة في الهرب من الواقع عند مواجهة اي موقف من مواقف الحياة العامة" (ياسين ، 1981 ، 196) .
ويعد القلق من اهم المشاكل الحيوية المعاصرة التي يتناولها علم النفس الرياضي ، اذ يمثل احد الابعاد الاساسية للخبرات الانفعالية للرياضي وعليه ينظر الى القلق على انه من اهم الظواهر النفسية التي تؤثر في سلوك الانسان بصورة عامة والرياضي بصورة خاصة (الغريري ، 2000 ، 15) .


وهناك اختلاف في درجة القلق قبل ظروف الشد النفسي المتعلق بالمسابقات الرياضية وخلاله وبعده ، اذ ان التفكير بموقف يثير الشد والتوتر قبل حدوثه يؤثر في الوظائف الشخصية للرياضي ، "اما الاحتكاك الفعلي بذلك الموقف فانه يقلل من التاثير ودرجة انخفاض وارتفاع مستوى القلق الذي يعتمد على نوع النشاط الرياضي" (Gartty , 1988 , 117) .
وفي ضوء ماتقدم يعد القلق واحداً من العوامل المؤثرة في مستوى الاداء الحركي الرياضي لذلك اصبح الاهتمام باستخدام المقاييس التي تقيسه في المواقف الخاصة ( كمواقف المنافسة الرياضية على سبيل المثال ) من الامور المهمة بدلاً من استخدام المقاييس التي تقيسه في مواقف الحياة العامة ، "ويعد القلق في النشاط الرياضي من المشكلات النفسية التي تواجه الرياضي حيث الاضطراب الفكري والنفسي الذي يؤدي الى عدم التوافق والتركيز والسيطرة فضلاً عن الاستثارة العصبية غير المثالية فياتي الاداء خاطئاً" (غزال ، 1997 ، 105) .

نظريات واراء في القلق
ظهرت نظريات واراء عديدة تناولت القلق وتفسيره والتعرف على جوانب الغموض التي تحيط به وتناولت وجهات نظر علماء النفس حول السبب الرئيسي للقلق .
فيرى (فرويد) بان القلق هو الكبت او القلق الرئيسي هو الفزع من ان يكون دونما سند او عون ووحيداً في عالم عدواني وغير ودي ، وقد يكون القلق زائفاً غير واقعي او عاماً شاملاً وقد يكون متصلاً بموضوعات او مواقف خاصة ، وقبل ذلك كان (فرويد) يؤيد النظرية التي ترى بان القلق ينتج عن الكبت ولكن في سنة 1923 طور نظريته لتشمل القلق الاساسي او الاصلي او ما يسمى بصدمة الولادة حيث يعتبرها فرويد حالة الخطر الاول التي يمر بها الفرد .
ويعتبر (سوليفان) القلق حالة تنشأ نتيجة للتفاعل بين الفرد والمجتمع وقد ايد ذلك (ادلر) وفي رأيه يمكن التغلب على الشعور بالقلق اذا ما تم تدعيم الروابط الاجتماعية والانسانية التي تربط الفرد بالافراد الاخرين وبهذا يستطيع الفرد التغلب عليه عن طريق تحقيق درجة معينة من الانتماء للمجتمع .
ويعتقد (يونج) ان القلق عند الفرد نتيجة للاوهام التي يعيشها ويعتبرها الفرد مصدراً مهدداً لحياته وبالتالي تؤدي الى استجابات القلق .
اما (شبيلرجر – وكاتل) فقد وضحا القلق على انه سمة او حالة ، اما الاولى سمة من سمات الشخصية المزاجية وتدل على استعداد سلوكي كامن للقلق وتكتسب منذ الطفولة ويظل قائماً في فترات الحياة ويختلف من فرد الى آخر حسب استعداد كل شخص وخبراته المؤلمة التي يعيشها ولكن الاستجابات تكون متشابهة عند الافراد من حيث تركيزها وقوتها . والثانية كحالة أي حالة انفعالية يشعر بها الفرد وتزول بزوال السبب أي تعتبر سلوكاً مؤقتاً .
اما في القرن العشرين فقد ظهرت دراسات تجريبية تعطي القلق مفهوماً يختلف عن مفهوم (فرويد) ، وقالوا بان نظرية (القلق الدافع) تعتبر القلق عاملاً مساعداً للعمل والتعلم واعتبروا القلق صفة حسنة يجب تثمينها وبعدها جاءت نظرية اخرى نادى بها علماء النفس التربويون في جامعة بيل الامريكية وهذه النظرية هي (القلق في المواقف الاختبارية) . وقد وضع الباحثون تفسيرات عديدة حول نظرية (القلق الدافع) ونظرية (القلق في المواقف الاختبارية) .
من خلال تحديد القلق ونظرياته والاراء التي ناقشت القلق وعلاقته بالتحصيل والانجاز وجد ان الباب ما زال مفتوحاً لمزيد من البحوث والدراسات حول القلق وعلاقته بالتحصيل والانجاز بالفعاليات المختلفة سواء كان التحصيل نظرياً او عملياً .
اذ ان بحث تأثير القلق على التحصيل وخاصة على الانجاز الرياضي لا زال في الوطن العربي في نطاقه الضيق ، وهكذا يكون كل بحث من هذه البحوث في هذا الميدان ذا مغزى من حيث النظرية والتطبيق (احمد ، 1984 ، 41-44) .

2-1-1-3 القلق والمفاهيم المرتبطة به
يعد القلق من اهم الظواهر النفسية التي تؤثر في سلوك الانسان وهذا التأثير قد يكون ايجابياً يدفعه الى بذل المزيد من الجهد او سلبياً يعوق ادائه ومن ثم فشلهم في المنافسات الرياضية ، وعليه تعد المنافسة الرياضية مسرحاً تؤدي فيه الانفعالات النفسية ادوارها ، ولا شك في ان القلق يمثل احد هذه الادوار ، اذ يتلون بالوان متباينة ويتخذ اشكالاً مختلفة ويزداد الاهتمام به في الميادين العامة وميدان الدراسات النفسية ، كما ويعد موضوع القلق من اهم المشاكل اليومية المعاصرة التي يتناولها علم النفس الرياضي وخاصة في موقع المنافسة وذلك لما له من اثر في مستوى اداء الرياضي وتتداخل بعض المفاهيم مع مفهوم القلق اذ يشير (الويس ، 1981) "الى ان القلق والخوف والصراع النفسي يعدون من اشكال الانفعالات النفسية التي تؤثر على الانجاز الرياضي" (الويس ، 1981 ، 103) .

اولاً: القلق والخوف
هناك اوجه تشابه واختلاف بين القلق والخوف فكلاهما يمثلان استجابة لموقف يهدد المرء بالخطر مع تشابه المظاهر الفسيولوجية لكل منها تقريباً ، اما الفارق الوحيد بينهما فهو ان الخوف مصدره معروف وواضح ومعلوم بالنسبة الى الشخص الخائف بينما مصدر القلق مجهول ولا يعرف الفرد مصدره ، كما ان القلق يتضمن تهديداً لكيان الانسان وجوهره
(احمد ، 1984 ، 38) .
كما ان حالة الخوف تكون عابرة ومؤقتة والقلق اكثر طولاً في بقائه ، فضلاً عن ان الخطر في القلق موجه الى كيان الشخصية بينما لا يكون الشعور بالتهديد بحالة الخوف يمثل هذه الشدة والتعميم (مياسا ، 1997 ، 100-101) .

ثانياً: القلق والصراع
ان الصراع هو اساس غريزي موجود في اعماق النفس اللاشعوري يؤدي الى القلق ، فالاختلاف بين القلق والصراع ان الثاني يولد الاول والاول يزيد من حدة الثاني لذا فان العلاقة بينهما ميكانيكية (احمد ، 1984 ، 39) .

ثالثاً: القلق والتوتر
يحدث التوتر عندما يوجد عدم توازن واضح بين ما يدركه الرياضي لما مطلوب منه في البيئة وما يدركه بالنسبة الى استعداده وقدراته فضلاً عن ادراك اهمية ذلك الموقف ، وعليه فان التوتر يتضمن ثلاثة عناصر (البيئة ، الادراكات ، استجابات الرياضي في شكل استثارة) (راتب ، 1995 ، 271) .

رابعاً: القلق والاستثارة
يختلف القلق عن الاستثارة في كونه يشمل درجة من التنشيط فضلاً عن شموله حالة انفعالية غير سارة لذا يستخدم مصطلح القلق في وصف مكون شدة السلوك ، واتجاه الانفعال في القلق سلبي ، لانه يصف احاسيس ذاتية غير سارة (راتب ، 1995 ، 271) .
2-1-1-4 انواع القلق
اولاً : القلق الموضوعي
ان القلق تجربة انفعالية مؤلمة جدا ، تنتج من ادراك الخطر في العالم الخارجي وأن الخطر يمثل أية حالة تهدد بايذاء الشخص ، فادراك الخطر وحصول القلق يمكن ان يكونا خطرين ، على أساس أن الفرد يرث الميل الى الخوف من موضوعات معينة ، أو من بعض الحالات في بيئته، أو أن ذلك يتم تقليده خلال حياة الفرد (الكيال ، 1988 ، 72) 0

ثانياً: القلق العصابي
ان القلق العصابي ينتج من رد فعل لخطر مجهول مصدره غامض واسبابه غير واضحة وغير معروفة ، وتكون اعراضه ناتجة عن اضطرابات داخلية وتكون اشد من حالات القلق الاعتيادية وقد تؤثر في سلوك الفرد لممارسة حياته الاعتيادية وكثيراً ما يتحول الى حالات مرضية تظهر على شكل نوبات عند الاشخاص المصابين بالقلق العصابي وهذا ما اتفق عليه (مياسا ، 1997 ، 101) .

ثالثاً: القلق الاخلاقي
هذا النوع من القلق يسببه ضمير الانسان نتيجة الشعور بالاثم او الخجل من فعل او سلوك معين يتقاطع مع الضمير الذي يكون السلطة العليا التي تنظم سلوك الفرد وتحاسبه على كل سلوك يتقاطع مع ذلك ، فالفرد الذي يسلك سلوكاً لا يقبله المجتمع يعيش حالة من الصراع مع نفسه يكتشف منه امره مما يؤدي الى القلق .

رابعاً: قلق الحالة
يمثل نوعاً من التوتر وعدم الاستقرار المؤقت الذي يحدث نتيجة ظروف مبهمة ووقتية تثير الشعور بالقلق ، لذا فاننا نتوقع ارتفاعاً بدرجة قلق الرياضي قبل المباراة مباشرة وهذا ما يطلق عليه بقلق الحالة فهو قلق وقتي يزول بزوال السبب .

خامساً: قلق السمة
يختلف هذا النوع عن قلق الحالة كونه اكثر ديمومة بحيث انه يكون سمة من سمات الشخصية للفرد ، ودرجة القلق العالية لدى الفرد تمثل سمة له بغض النظر عن الحالة التي يمر بها وعليه فالفرد يتصف بهذه الصفة او السمة بغض النظر عن الظروف الوقتية التي يمر بها (الطالب والويس ، 2000 ، 206-207) .

مستويات القلق


يتأثر سلوك الانسان ولاسيما في المواقف التي لها علاقة بمستقبله بالمستوى الذي يتميز به الفرد (علاوي ، 1994 ، 279) . وتختلف درجات القلق من فرد الى اخر ، فمنهم من يكون من ذوي القلق العالي ، ومنهم من ذوي القلق المتوسط ، ومنهم من ذوي القلق الواطئ ويرتبط الانجاز الرياضي عكسياً مع مستوى القلق ، "فاصحاب القلق العالي يكون انجازهم منخفضاً بسبب الشعور في المباريات بان الآخرين ينظرون اليهم من الزاوية الشخصية من التقويم وليس الاداء ، ولهذا ينشغلون اكثر بانشغالهم بالمباراة فيضعف اداؤهم ويحصلون على انجاز منخفض" (Burton , 1971 , 139) .
ويظهر القلق على درجات تتناوب في المستوى ويمكن تصنيفها الى ثلاثة مستويات هي :

اولاً: المستوى الواطئ
يعد المستوى الواطئ من القلق ضرورة تساعد على الاستعداد لمجابهة متطلبات الحياة ، اذ يعمل عمل الدافع او الحافز او العنصر المنشط للفرد وهذا النوع من القلق المنخفض يسمى احياناً (القلق الميسر) اي القلق المفيد الذي يزيد استعداد الفرد لمجابهة الظروف الخارجية دون الحد من قدرته على السيطرة التامة على سلوكه (الطالب والويس ، 2000 ، 207) .

ثانياً: المستوى المتوسط
في هذا المستوى يصبح الفرد اقل قدرة على السيطرة إذ يفقد السلوك مرونته ويستولي الجمود بوجه عام على استجابات الفرد في المواقف المختلفة ويحتاج الفرد الى المزيد من بذل الجهد للمحافظة على السلوك المناسب (علاوي ، 1998 ، 383) .

ثالثاً: المستوى العالي
ويقصد به القلق الشديد كما يسمى ايضاًُ بالقلق العصابي وسمي بالعصابي لانه قد وصل في شدته وخطورته الى مرحلة العصاب اي المرض النفسي وهو ليس ظاهرة عامة منتشرة بين كل الناس ، وانما هو حالة خاصة يعانيها المرضى النفسانيون (مياسا ، 1997 ، 97) . وهذا المستوى العالي له تأثير سلبي في الرياضي فقد اطلق عليه مصطلح (القلق المعوق) او القلق المعرقل (الطالب والويس ، 2000 ، 208) .

القلق في المجال الرياضي



ان الانجازات الرياضية للفرد لا تعتمد على تطور القابليات البدنية والمهارية فقط بل تتأثر ايضاً بعوامل نفسية عديدة كالدوافع والرغبات والقناعات والادراك والتفكير والاستعداد النفسي والخوف والقلق ، فقد ترى الرياضي فخوراً وسعيداً عندما تنتهي جهوده بالنجاح ويكون في خيبة امل ويأس عندما يفشل فهذه المشاعر يمكن ان تؤثر في الجهود الانجازية تأثيراً قوياً ، فقد يتشجع الرياضي او يفقد شجاعته ، وقد تنهار قواه او تشل حركته ، وقد تبدو عليه اعراض حمى البداية او عدم المبالاة .
ويعد القلق في المجال الرياضي سلاحاً ذا حدين فقد يكون القلق ميسراً وقد يكون معوقاً ، ففي الحالة الاولى يؤدي دور المحفز الذي يجعل الرياضي يتعرف على مصدر القلق ويهيئ نفسه بدنياً ونفسياً للتغلب عليه ، وفي الحالة الثانية يعمل القلق على اعاقة العمل من خلال تأثيره السلبي في نفسية الرياضي (الطالب والويس ، 2000 ، 201) .

2-1-1-7 مصادر القلق المرتبطة بالمنافسة الرياضية


لا شك في ان المنافسة الرياضية تدل على نضال بين شخصين يبغيان الوصول الى تحقيق الهدف نفسه وليس من الضرورة في بعض الاحيان وجود منافس اذ ان الفرد يتنافس مع نفسه من خلال انجازه الشخصي وخاصة في الالعاب الفردية او انه ينافس ارقام رياضيين آخرين في بلد آخر ، اما المواقف التنافسية في الالعاب الجماعية فلا تؤكد على اداء الفرد نفسه بل يؤكد اداء اللاعبين الاخرين ايضاً بان الانجاز العالي لا يحدث الا نتيجة لتفاعل الافراد تفاعلاً منظماً وهادفاً (الغريري ، 2000 ، 18) . ويؤكد (Marten , 1978) "ان بعض اللاعبين يحتاجون الى درجة من القلق قبيل المنافسة الرياضية حتى يمكن اظهار احسن مستوى لديهم ، في حين البعض الاخر يتطلب حالة متزنة تسهم في رفع مستوى ادائه" (Marten , 1978 , 301) .
لذا فان الكثير من الباحثين اهتموا بالعوامل المسببة للقلق لدى الرياضيين ويشير
(راتب ، 1995) الى ان هناك اربعة مصادر اساسية تسبب حدوث القلق وهي :



اولاً: الخوف من الفشل

ان الخوف من الفشل يعد السبب الاكثر اهمية الذي يجعل الرياضيين يشعرون بالعصبية والقلق والخوف المباشر ياتي نتيجة الخوف من خسارة المباراة او فقدان بعض النقاط في اثناء المنافسة او ضعف الاداء فيها .



ثانياً: الخوف من عدم الكفاية


يحدث عندما يدرك الرياضي ان هناك نقصاً معيناً في استعداده سواء من الجانب البدني او الذهني في مواجهة المنافس او المسابقة ، ويتركز هذا النوع من المخاوف على ان الرياضي يشعر بوجود قصور او خطاً محدد يؤدي الى عدم رضاه عن نفسه .

ثالثاً: فقدان السيطرة


يتوقع زيادة القلق لدى الرياضي عندما يفقد السيطرة على الاحداث التي تميز المنافسة او المسابقة التي يشترك فيها ، وبان الامور تسير على وفق سيطرة خارجية ، والواقع ان هناك عاملين يؤثران في الحالة الانفعالية ومن ثم حالة القلق لدى الرياضيين قبل المنافسة وهما البيئة الخارجية المحيطة بظروف اجراء المنافسة ومجموعة الافكار والمشاعر والانفعالات التي تحدث داخل الرياضي نفسه .



رابعاً: الاعراض الجسمية والفسيولوجية

تتميز المنافسة الرياضية بنوع من الضغوط النفسية وتسبب زيادة في التنشيط الفسيولوجي لدى الرياضي فتظهر بعض الاعراض الجسمية نتيجة لذلك ، ومن تلك الاعراض (اضطراب المعدة ، الحاجة الى التبول ، زيادة العرق في راحة اليدين ، زيادة نبضات القلب ، زيادة توتر العضلات) (راتب ، 1995 ، 189-194) .

اعراض القلق في المجال الرياضي



يرافق القلق اضطرابات فسيولوجية ونفسية مختلفة تكون بمثابة مظاهر او اعراض له ، اذ يشير (علاوي ، 1979) الى ان من اعراض القلق هو السلوك الترددي سواء على المستوى الحركي او الانفعالي او العقلي ، كسرعة التهيج والنرفزة وضعف القدرة على التركيز والانتباه وشرود الذهن ، وسرعة النبض واضطراب التنفس وارتفاع ضغط الدم مع شحوب وتعرق وكثرة التبول (علاوي ، 1979 ، 277) .
كما يؤكد (مياسا ، 1997) ان من اعراض القلق وجود ضغط او شدة يشعر بها الشخص القلق ويشعر معها بالكدر ، ويظهر هذا الشعور مرافقاً لشعور العجز ، وشعور بالعزلة والانفراد والعداوة ، فضلاً عن شعور بخوف وتوقع المصائب ويهزه هذا التوقع هزاً قوياً يمس ثقته بنفسه ، ويؤدي الى وجود صعوبة في تركيز الانتباه لديه .
ويضيف (مياسا) بميل القلق الى توتر الاعصاب والاضطراب ، فالصوت الضعيف يزعجه والحركة البسيطة تثيره ويميل الى تأويل ما يظهر حوله تأويلاً يتوقع فيه نحو التشاؤم وسوء الظن ، وقد ترتبط حالة القلق بافكار خاصة او موضوعات خاصة كالموت ، والسرطان ، والمصائب ، وفي حالات من هذا النوع يتأثر سلوك القلق تأثراً قوياً وظاهراً بموضوع قلقه ، وكثيراً ما تتكرر زيارته للاطباء دون ان يطمئن على الرغم من كل ما يقوله له الاطباء في نفي وجود مرض خاص به (مياسا ، 1997 ، 98) .



2-1-2 رياضة القفز بالمظلات

2-1-2-1 لمحة تاريخية عن تطور المظلات

تشير المصادر التاريخية ان الصينيين القدماء اول من فكروا بصنع المظلة للهبوط بها من الجبال والاماكن المرتفعة ، وكان ذلك في القرن الثاني قبل الميلاد وقد داعبت هذه الفكرة اذهان المفكرين في عصر النهضة الايطالية حتى ان الفنان الايطالي (ليوناردو دافنشي) كان قد رسم عدة أشكال تشبه المظلة في القرن الخامس عشر ، وبدأت فكرة المظلة اولاً بصناعة البالونات (المنطاد المملوء بالغاز) ، في عام (1783) كانت اولى المحاولات الناجحة باطلاق بالون بغاز الهيدروجين وهو سلة تحت مظلة مفتوحة صنعت من الحرير وتثبت بعواميد ساندة ، بعدها قام الفرنسي (لويس سيباستيان) باختراع المظلة المعروفة بشكلها الحالي ويعد اول من هبط بالمظلة من برج عال ، وفي عام (1797) قام الفرنسي (جاك تناربنون) بالعملية نفسها بعدها ربط نفسه بالمظلة من نوع بدائي وصعد بالمنطاد الى ارتفاع 700م فوق سهل (مونسو) وعمد الى قطع الحبل الذي يربط بين المظلة والمنطاد وهكذا هبط من خلال حركة تموجية حتى اذا وصل الى الارض ارتطم باعشاب جرى تكديسها في مكان الهبوط ولم يصب باي اذى لكنه اصاب المتفرجين بالدهشة (Chris , 2000 , p15-23) (www.seed.sib.com) . واستمرت محاولات تطوير المناطيد والمظلات(*) حتى تم اكتشاف الطائرة وكان الطيار الامريكي الكابتن (البرت بيري) اول من هبط بالمظلة من الطائرة عام (1912) وكذلك وضع (ليزلي آرتن) هو الاخر امريكي الجنسية اول مظلة دولية للسقوط الحر وقفز بها بالقرب من (دايتون اوهايو) عام (1919) مستخدماً قفز التحكم بيديه ، وقد احدث هذا التصميم ثورة في مجال رياضة القفز بالمظلات (www.bpa.org.uk/history.htm) . ومنذ ذلك الحين انتشرت فكرة تطوير الهبوط بالمظلات والطيران وخاصة بين الحربين اذ اصبحت المظلة سلاحاً مهماً ابان الحرب العالمية الثانية ، ففي بداية العشرينات اعلن الاتحاد السوفيتي عن فتح مراكز للمظلات بوصفها وسائل لتزويد الشباب القومي بتمارين بناء الشخصية وفي عام (1935) كان هناك (115) مركزاً تدريبياً وقد تم تحقيق احد عشر الف قفزة من قبل الناس الاعتياديين ، وبعد الحرب العالمية الثانية بدأ الفرنسيون بالسير على خطى السوفيت حينئذ بدأوا بتدريس التحكم في السقوط الحر وتطويره (Chris , 2000 , p15-23) .
وانتشرت رياضة الهبوط بالمظلات بين المدنيين في بداية الخمسينات والستينات من القرن الماضي ، وقد اقيمت اولى بطولات العالم في (بليد) في يوغسلافيا عام (1951) (www.bpa.org.uk/history.htm) . وقد اقيمت ثاني بطولة رسمية عالمية عام (1954) في (فرنسا) ، وبعد عام (1954) تطورت المظلات تطوراً سريعاً وبدأت الشركات والمتخصصون في تصاميم المظلات ادخال تحويرات على المظلة واعتبرت رياضة استراتيجية في عدد من البلدان وخاصة الاوربية منها ، بدأوا بتشكيل فرق لكلا الجنسين واعدت وصايا وقوانين للعبة تصدر عن الاتحاد الجوي الدولي تلزم الدول الاعضاء للمشاركة ببطولاتها .

2 طرائق القفز بالمظلات للمبتدئين (*)


هناك العديد من الطرائق التي يمكن للقافز للمرة الاولى ان يتبعها ليتعلم كيفية القفز بامان ، وتتغير هذه الطرائق حسب خبرة القافز وسرعة تعلمه للمهارات الاساسية ، ولكنها تشترك جميعاً في عناصرها الاساسية . ومن هذه الطرائق :

اولاً: طريقة (الحبل الساكن) او القفز المباشر


وفي هذه الطريقة تتصل المظلة بهيكل الطائرة ، وبعد ان يقفز المظلي من الطائرة يقوم الحبل الساكن او الشريط بفتح الكيس وسحب حقيبة فتح المظلة ، ونظراً لان المظلة لا يمكن ان تخرج خارج حقيبة الفتح حتى تصبح كل الحبال مشدودة على آخرها ، فان هذه الطريقة تساعد تجنب تشابك الحبال مع قماش المظلة ، ولكنها تتطلب وقتاً اطول من غيره لتعلم المهارات (Seed , 2004 , p1) .

ثانياً: طريقة السقوط الحر المتسارع


وفي هذه الطريقة يقفز القافز بالفعل خارج الطائرة على ارتفاع 3500 متر وتسقط سقوطاً حراً لمدة (40) ثانية تقريباً قبل ان تسحب القبضة لفتح المظلة في اثناء السقوط الحر على القافز الحفاظ على الوضع الهوائي الحر المناسب للجسم وللتأكد من اتباع كل الاجراءات المطلوبة بطريقة صحيحة سوف يمسك به اثنان من المدربين ابتداءً من لحظة قفزه وحتى يتم فتح مظلته وطريقة السقوط الحر المتسارع طريقة آمنة جداً وتسمح للقافز بتعلم القفز بطريقة اسرع كثيراً من طريقة الحبل الساكن (Seed , 2004 , p1) .

ثالثاً: طريقة القفزة الترادفية


وتتمثل فائدة هذه الطريقة بأن اي فرد تقريباً يمكنه الاستمتاع بالقفز دون الحصول على اية دورة تدريبية . ولكي تقوم بقفزة ترادفية سوف ترتدي احزمة متصلة باحزمة المدرب ، ويكون المدرب هو الوحيد الذي يرتدي مظلة ويكون القافز بالفعل مجرد مسافر يطير مع المدرب ويتولى المدرب الرحلة كلها بدءاً من القفز وانتهاء الهبوط (Seed , 2004 , p1) .
وفي العراق تستخدم الطريقة الاولى لتدريب القافزين المبتدئين عند انخراطهم في دورات القفز بالمظلات ولعدم توفير الامكانيات لا تستخدم الطريقة الثانية والثالثة .

3 مراحل القفز بالمظلات(*)

تمر القفزة بالمظلة من الطائرة بثلاث مراحل وكما يأتي :
اولاً. مرحلة (الخروج) اي القفز من الطائرة

وتبدأ هذه المرحلة من اخذ وضع التهيؤ للقفز داخل الطائرة وتنتهي عند امتلاء قبة المظلة الاصلية بالهواء .
ثانياً. مرحلة الطيران

وتبدأ هذه المرحلة من امتلاء المظلة الاصلية بالهواء وتنتهي عند ملامسة قدمي القافز الارض .
ثالثاً. مرحلة (الحط) الهبوط

وتبدأ هذه المرحلة عند ملامسة قدمي القافز للارض وتنتهي عند استقرار الجسم على الارض .
ولكل مرحلة من هذه المراحل تفصيلات جزئية يتلقاها القافز خلال الوحدات التدريبية لتطوير مهاراته الفردية ولا مجال لذكرها لاننا لسنا بصدد دراستها .
ومن خلال خبرة الباحث الميدانية يعتقد أن حالة القلق تزيد عند القافزين في المرحلة الاولى داخل الطائرة والتي ينتج عنها بعض الاضطرابات النفسية والوظيفية (كارتعاش اليدين والتعرق وزيادة ضربات القلب وزيادة عدد مرات التنفس) .

2-1-2-4 اعراض القلق في مجال القفز بالمظلات

ان فكرة الطيران والهبوط بالمظلة والتحليق بالجو بين السماء والارض حلم يراود غالبية الاشخاص ومجرد التفكير لتحقيق هذا الحلم يثير قلق الكثيرين منهم ، "وانه من الصعب ان نوضح للمبتدئين ان رياضة القفز بالمظلات هي رياضة ممتعة فقط وغير خطرة ، وان الهبوط بالمظلات لا ينتج عنه اصابات بدنية ، لذا لا بد ان نتصور الشد او التوتر العصبي الذي ينتاب الشخص الذي يؤدي القفز للمرة الاولى وبدون سابق خبرة فعلية"
(Counby , 1972 , 131) وان من بين اكثر الحالات التي تثير قلق قافزي المظلات هي حالات الطوارئ التي قد يتعرض لها القافز المظلي في اثناء تنفيذ قفزاته الفعلية ، ولاهمية هذا الموضوع أرتأى الباحث التطرق الى حالات الطوارئ بشيء من التفصيل في مبحث منفصل لزيادة الايضاح بالنسبة الى القارى .
وللحد من تأثير القلق لا بد من اللجوء الى تركيز انتباه القافز الى العمل الذي سيقوم عليه لانه لا مجال للقلق مع تركيز الانتباه ، لان بوجود احدهما يختفي الثاني (التكريتي وعبدالغفور ، 1990 ، 7) .
ويجب ان يتمتع قافز المظلات بقوة الارادة التي تساعد على الحد من حالة القلق ، وقد تجعل قلق اللاعب ميسراً "لان الارادة هو ذلك النشاط النفسي للانسان الذي يوجه الى التحكم في اعماله وافكاره وانفعالاته وحركات جسمه على ممارسة التأثير على تحقيق الوظائف الداخلية للجسم بغية الوصول الى الاهداف التي حددت بصورة واعية مع التغلب على مختلف الصعوبات من اجل هذه البواعث او تلك" (مجيد وسكر ، 1988 ، 61) .

2-1-2-5 حالات الطوارئ التي تزيد قلق قافزي المظلات

حالات الطوارئ وهي الاحداث غير الطبيعية التي تحدث للقافز منذ لحظة صعود الطائرة والتهيؤ للقفز لمغادرة الطائرة والطيران بالمظلة في الجو حتى لحظة ملامسة قدميه الارض .
وهناك انواع عديدة من حالات الطوارئ التي يمكن ان تحدث في اثناء تنفيذ فعاليات القفز المظلي التي تزيد قلق قافزي المظلات ويمكن تقسيم حالات الطوارئ الى ثلاثة اقسام :

اولاً: حالات الطوارئ في اثناء الطيران (داخل الطائرة)

كثيراً ما تحدث بعض الحالات الطارئة داخل الطائرة والتي تستوجب اتخاذ اجراء سريع وسليم للسيطرة على الموقف وعدم حدوث مضاعفات قد تؤثر نفسياً في القافزين وتزيد من قلقهم كلما اقتربت الطائرة من ساحة الهبوط وعندما يفتح باب الطائرة لغرض القفز يتضح هذا التاثير من خلال رفض بعض القافزين للقفز خارج الطائرة ومن هذه الحالات :
أ- انفتاح المظلة الاصلية او الاحتياطية داخل الطائرة
احياناً تحدث هذه الحالة داخل الطائرة نتيجة توتر الاشرطة المثبتة في السلك او سقوط القافز على ارض الطائرة نتيجة حركة سريعة غير طبيعية او اشتغال جهاز الفتح الطوعي نتيجة سحب المسمار المرن وتعد هذه من اخطر حالات الطوارئ .
ب- رفض او امتناع احد القافزين من القفز
قد يحدث احياناً امتناع احد القافزين من القفز من الطائرة لاي سبب كان مما يؤثر في اندفاع بقية القافزين .
ج- الهبوط والقفز الاضطراريين
وعادة ما تحدث حالات الهبوط والقفز الاضطراريين نتيجة لعطل الطائرة ، فاذا كان ارتفاع الطائرة اكثر من 350 متر غالباً ويتلقى القافزون الامر بالقيام بالقفز
الاضطراري (Seed , 2004 , p1) .

حالات الطوارئ اثناء الطيران بالمظلة (بعد مغادرة الطائرة)(*)
كثيراً ما تحدث حالات الطوارئ بعد مغادرة القافز الطائرة فعليه في هذه الحالة مجابهة الحالات الطارئة بمفرده ومعالجتها ويمكن تقسيم هذه الحالات الى ما ياتي :
أ- حالات العطل الكلي

وحالات العطل الكلي هي التي لا تنفتح فيها المظلة الاصلية بسبب انقطاع الشريط او تعلق الشريط الذي يربط حقيبة المظلة بسلك الطائرة الذي يمنع القافز من الانفصال عن الطائرة او رداءة رزم المظلة ، وينتج عن هذه الاوضاع ان المظلة الاصلية لن تنفتح .
ب-حالا ت العطل الجزئي

يحدث العطل الجزئي عندما تنفتح المظلة الاصلية ولكنها لا تعمل بكامل كفاءتها ويؤدي ذلك الى خلق وضع لا يسمح للقافز بالهبوط الى الارض بامان ، والمظلات التي تتعطل جزئياً لا يكون هبوطها جيداً وتتحرك بسرعة وعنف لفقدان السيطرة عليها .

ج- حالات الاشتباك والاقتراب

هو اقتراب مظلي او اكثر الى بعضهما في الجو ، أي أن سير اتجاه كل واحد منهما يصبح امام الاخر فيؤدي الى الاشتباك وفي حالة عدم تمكن المظليين من الابتعاد عن بعضهما فسيشتبكان مع بعضهما وذلك بدخول احدهما في خيوط مظلة زميله ، وهذا يؤدي الى تخلخل في احدى المظلتين او كلتيهما مما يؤدي الى انتهاء احدهما بالكامل وهذا يؤدي الى ان يكون الهبوط اسرع من الاعتيادي .

د- حالات التواء او لفات خيوط المظلة

تحدث احياناً التواء او لفات بخيوط المظلة بعد مغادرة القافز الطائرة لعدة اسباب نذكر منها :
1- دوران حقيبة المظلة الداخلية في اثناء انفتاح الخيوط وقبل ان تخرج القبة من الحقيبة
2- نتيجة الخروج الرديء للقافز عند مغادرة الطائرة .
3- نتيجة الرزم الرديء للمظلة بسبب السرعة او عدم الدقة .

- حالات فتح المظلة الاحتياطية


يضطر القافز المظلي احياناً الى فتح المظلة الاحتياطية نتيجة الاسباب الاتية :

1- عند حدوث شقوق كثيرة في قماش قبة المظلة الاصلية وتكون سرعة الهبوط غير اعتيادية .
2- عند حدوث قطع اكثر من ثلاثة خيوط في رافعة واحدة .
3- عند عبور احد الخيوط فوق القبة مما يؤدي الى قسمها الى قسمين .
4- عند وجود التواء او لفات طويلة لخيوط المظلة .
5- عند عدم انفتاح المظلة الاصلية .

ثالثاً: حالات الطوارئ عند الهبوط وملامسة الارض (*)


تحدث تلك الحالات بسبب الاخطار في منطقة الهبوط او بالقرب منها ، وافضل الطرئق للتعامل مع هذه الظروف هي ان يبادر القافز بالتخلص من هذا الموقف حينما يتوافر له الوقت والارتفاع ، وعادة ما تعتمد الاستجابة لمخاطر الهبوط على حسن تقدير المظلي للامور وخبرته في القفز ومن امثلة تلك الاخطار ما يأتي :


أ- الهبوط على الاشجار .
ب- الهبوط في الماء .
ج- الهبوط على الطرق المبلطة .
د- الهبوط على مدارج اقلاع الطائرات وهبوطها.
هـ- الهبوط على المباني .
و- الهبوط على الاسلاك الكهربائية .


"على الرغم من كل الحالات الطارئة التي ذكرت والتي تؤدي الى زيادة قلق قافزي المظلات ، نرى انه من المدهش حقاً ان القفز بالمظلات ليس اخطر انواع الرياضة ، إذ يصاب في هذه الرياضة اصابات مميتة نحو 29 شخصاً في المتوسط كل عام ، ويمثل هذا الرقم حالة وفاة واحدة من بين كل 82000 قفزة او شخص واحد من بين 3800 شخص بينما نجد ان ركوب الدراجات اكثر خطورة ، إذ يبلغ المتوسط فيه 586 حالة وفاة بين 581000 اصابة (1985) في امريكا الشمالية وفي الولايات المتحدة الامريكية يبلغ متوسط حالات الوفاة عن طريق الغرق التي يعلن عنها 7000 فرد سنوياً و 1063 فرداً نتيجة انشطة الرياضات البحرية و 47 في التزحلق على الماء و 4 اثناء لعب كرة السلة" (فيليب ، 2003 ، 3) .

2 الدراسات والبحوث المشابهه


على الرغم من اطلاع الباحث على الادبيات والمصادر العلمية والتصفح بشبكة المعلومات (الانترنيت) بحثاً عن موضوع البحث ، فأنه لم يعثر على اي بحث او دراسة علمية متخصصة تتناول القلق لقافزي المظلات .
وعلى حد علم الباحث فانه لا توجد دراسة علمية سابقة تناولت هذا الموضوع سوى البحث الذي انجزه الباحث بالاشتراك مع التكريتي عام 1990 والذي يعد بمثابة النواة الاولى للدراسات التخصصية عن هذا اللون من الرياضات الجوية .

2-2-1 دراسة التكريتي وعبدالغفور 1990


"تقويم قلق الحالة لدى قافزي المظلات المبتدئين"


هدف البحث الى تقويم حالة القلق لدى المظليين المبتدئين بعد القفزة الاولى مباشرة خلال مراحل القفز المختلفة وكذلك معرفة المراحل التي تزيد من القلق لدى قافزي المظلات .
وقد اجري البحث على عينة قوامها (20) مظلياً يمثلون الدورة الثانية من مظليي طلبة كلية التربية الرياضية بجامعة الموصل للعام 1990 ، وقد تكونت استمارة الاستبيان من (6) محاور هي :

المحور الاول : قبل المباشرة بالتدريب الارضي وبعده .
المحور الثاني : الصعود الى الطائرة والتسلق .
المحور الثالث : الوقوف بباب الطائرة والاستعداد لمغادرتها .
المحور الرابع : بعد مغادرة الطائرة وقبل انفتاح المظلة بشكل كامل .
المحور الخامس : مرحلة الطيران بالمظلة والهبوط والتهيؤ لملامسة الارض .
المحور السادس : الهبوط وملامسة الارض وانتهاء القفز .
واحتوت هذه المحاور على (49) عبارة تمثل الخطوات الجزئية لمراحل القفز المظلي وبعد جمع البيانات تمت معالجتها احصائياً باستخدام الوسط الحسابي والانحراف المعياري ومعامل الارتباط البسيط واستنتج الباحثان ما ياتي :

ان من اكثر المراحل التي تثير القلق لدى القافز المظلي المبتدئ – رزم المظلة من قبل الغير واللحظات التي تسبق القفز من الطائرة وقد اوصى الباحثان بعدة توصيات تسهم في تطوير كفاءة المظلي خلال التدريبات او الحد من قلق الحالة ومن اهم التوصيات :


1- قيام المدرب بالاشراف المباشر على مراحل رزم المظلة لانه يحقق الثقة والاطمئنان التام لدى القافز المظلي .
2- جعل الوقوف بباب الطائرة احد مراحل القفز والتدريب المتكرر وزيادة عدد الطلعات الجوية قبل القفز لكي يالف القافز المظلي الارتفاعات العالية ومشاهدة الارض من الطائرة .


منقول للفائده

صباح الخير طيبه

موضوع جميل وتطرق للقفز بالمضلات

وهي معلومات جديده قراتها باستمتاع

كل التقدير والمحبة لك

http://q6rr.com/uploads/ed0cb7f9c9.jpg





مشكوره دكتوره لمياء الديوان

على قرائتك الموضوع