اقتباس:
ولما كان طالب الصراط المستقيم طالبَ أمرٍ أكثرُ الناس ناكبون عنه, مريداً لسلوك طريقٍ مرافقهُ فيها في غاية القلة والعزّة, والنفوس مجبولـة على وحشـة التفرد, وعلى الأنس بالرفيق, نبه الله سبحانه على الرفيق في هذه الطريق, وأنهم هم (( الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا )) . فأضاف الصراط إلى الرفيق السالكيـن له. وهم الذين أنعم الله عليهم, ليزول عن طالب الهداية وسلوك الصراط وحشـة تفرده عن أهل زمـانه وبني جنسـة, وليعلم أن رفيقه في هذا الصراط هم الذين أنعم الله عليهم, فلا يكترث بمخالفة الناكبين عنه له, فإنهم هم الأقلون قدراً, وإن كانوا لأكثرين عدداً, كما قال بعض السلف : (( عليك بطريق الحق, ولا تستوحش لقلة السالكين
اختى بنت سليمان