على ماذا نفرح .. وعلى ماذا نحزن .. وعلى ماذا نتحاسد ..
*إن من حق أنفسنا علينا أن نعطيها متعتها من الدنيا مع استصحاب النية الطيبة في ذلك ..
فلرب عمل صغير تعظمه النية وعمل كبير تحقره النية كما قيل ..و أيضاً نية المؤمن خيرٌ من عمله ..
* ومن حق أنفسنا علينا أيضاً أن نمتعها متاعاً حسناً مع الحرص دوماً على أن تكون الدنيا في اليد والآخرة في القلب ..
وان هذا الأمر لهو أمر عزيز إلا على من يسره الله عليه فنسأله تعالى تيسير هذا الأمر على أنفسنا ..
*لقد نقل لنا القرآن قصة قارون .. وماحصل معه من قومه حين رأوا ماله الذي كان منه (( ما إن مفاتحه لتنوء بالعصبة أولي القوة)) سبحان الله هذه مفاتيح أمواله يصعب حملها على عدة رجال أقوياء .. إنها ثروة هائلة .. لربما حتى في هذا العصر لاتوجد أمثال هذه المفاتيح ..
وحين نجد ما ذُكر أن ثلثي القرآن قصص فلماذا .؟؟
من أجل أن نستلهم العبر لحياتنا الدنيا والأخرى .. فلننظر لموقف قوم قارون حين رأوه مقبلاً على ثروته ونسبها لنفسه ولم يراعي الله فيها ..
انقسم قومه الى فريقين ..
فريق تمنى ان لو كان له مثل مالقارون دون أي اعتبارات ..
وفريق خشي عليه ونصحه أن يراعي حق ربه فيما أعطاه وألا ينسى مع هذا نصيبه من الدنيا .
فلننظر إلى هذه القصة وحال قارون مع ماله ولننظر لحالنا مع أموالنا (مهما قلت أو كثرت )
ولننظر الى موقف قومه منه ومواقفنا من أصحاب الأموال أو الأحوال السعيدة ..
هذا كلام الله سبحانه وهو الحكمة البالغة .. وفيه العبرة والموعظة الحسنة ..
*ولننظر الى حديث الرسول صلى الله عليه وسلم : (لا حسد إلا في اثنتين )
والحسد هنا بمعنى الغبطة .. فهل نغبط بعضنا على طاعات ربنا أم أشغلنا أنفسنا وأغرقناها بماهو متاح أو غير متاح وبما هو لنا أو لغيرنا ..
كيف هو فرحنا بطاعة ربنا وكيف هو فرحنا بقطعة بالية نحصلها من الدنيا ..
كم هو حزننا على فائتة تفوتنا من فرض أو نفل أو عبادة .. وكم هو حزننا على مايفوتنا من دنيا نصيبها او مال نكتسبه ..
كم هو فرحنا أو حزننا بما يحصل لانفسنا من خير أو شر في مقابل فرحنا أو حزننا لمايحدث من أمور في بلاد المسلمين هنا وهناك ..
اللهم لاتجعل الدنيا أكبر همنا ولامبلغ علمنا ولا الى النار مصيرنا واجعل الجنة دارنا ..
لافتة / (( قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا ))
