الصحراء و..... المطر (( الحلقة ألاولى ))
[align=justify]
الصحراء و ..المطر (روايه ) بقلم : سعد محمد ابو حيمد ي
الحلقة ألاولى
من المتعارف عليه في أوساط البادية , أن الرجل الذي يملك قدرا كبيرا من الا بل , على الا قل في حدود ــ ذود ــ يعتبر من الا غنيا ء ( والذود في مصطلح البا دية ما بين ثلا ثين وخمسين ناقه ) و بنا ءا على هذا القيا س , فا ن ظا فر الغسا ني , الذى يمتلك ذودين من اطايب الا بل , يعتبر من الا غنياء مضا ف اليها بستا ن من شجر النخيل , و ذلك مما يؤ كد غناه , وظا فر هذا البدوى المخضرم , يهمنا لان له حضور في قصتنا هذه , .وقد قلنا عنه مخضرم ـ تجاوزا ـ لانه يقضي نصف وقته في البادية خلال اشهر الربيع والشتاء مربيا ومنميا حلاله من الإبل, أما النصف الآخر من وقته فيقيم به في الحاضرة وهي أيام الصيف والخريف التي يقضيها في بستانه من النخيل الواقع في القرية الزراعية - الرابية – يجني ثمر نخله ويمارس حياة الحاضرة, ولان ظافر ( ويسمونه الشيخ ظافر لانه من كبار جماعته و أغناهم ) يعنينا ونود أن نتعرف عليه, فإننا سنزوره بإقامته في البادية.ونتعرف عليه وعلى عائلته وحياته عن قرب...
بيت الشيخ ظا فر .. فى البا ديه
الشيخ ظافر له زوجة واحدة هي منيرة بنت نايف, وله ثلاثة أولاد..فارس وماجد وعبد الله , وله ابنتان ..وضحى ونجوى.
أما البيت الذي يقيم فيه ظافر وعائلته , فهو مكون من نسيج الشعر المحبوك جيدا , بحيث لا تخترقه الشمس ولا يتسر ب منه المطر ( هذه هى صفة بيوت البا دية المتنقلة ) .
وبيت الشيخ ظافر ينم عن مكانته واقتداره, فهو مبني على عدد من الأ عمدة وعلى طول عشرين مترا, وعرض أربعة أمتار, وله جوانب تضاف له حسب الحاجة, و البيت موزع على ثلاثة أقسام:, قسم للاستقبال والضيافة, و أخر لاقامة النساء, والثالث للنوم, وعلى بعد مترين أمام قسم الضيافة , هناك مكان اعداد القهوة على جمر الحطب, وعلى بعد ثلاثة أمتار خلف البيت , يوجد بيت صغير وهو ما يعد فيه الطعام , يميز مجلس الاستقبال فرش جيد , كما يوجد أنواع من السلاح المعلق على جوانب البيت , مثل البندق والسيف والجنبيه والرمح , وهذه تقاليد عند البادية لا يتخلون عنها, وعلى بعد عدة أمتار هناك مربط الخيل , وبه فرسان معدة لركوب الشيخ ظافر, أما الإبل فقد قسمها ظافر إلى قسمين , ولكل قسم راع خاص يذهب به إلى المراعي ويكون مسؤولا عنه, وعند المساء تأتى الإبل الى( المراح) وهو موقع على بعد عشرين أو ثلاثين مترا من البيت, وعندها تجرى الاستفادة من حليبها وتأخذ العائلة ما تحتاجه وما يمكن أن تستطيع منيرة أن تصنع منه اوتستخلص من سمن أو اقط, , أما باقي الحليب فيترك (للحيران ) أبناء النوق, والإبل في بعض الأحيان لا تأتى , وذلك حين يرى أو يقرر الراعي أن يبيت بها في المراعي ( يعزب ) لما في ذلك من صالح للإبل, أما شراب الإبل فإنها في وقت الشتاء لا تحتاج للماء إلا كل عشره أو خمسة عشر يو ما , اما طعا م الا سرة فا نه غير منتظم , فيو ما يذ بحون قعودا ويطبخو ته مع الرز, ويوما يأكلون التمرواللبن والسمن , وآخر يأكلون لحم صيد , حين يتفرغ الشيخ ظا فر ويذهب لا ما كن الصيد , ويصيد غزالا أو أرنبا,او حبا رى , وأحيانا يخبزون العجين على الجمر ويخلطونه بالسمن , وهكذا تعيش الاسرة في البادية. , أما محور البيت فهو أم فارس ( منيرة ) التي تتحمل كل مسؤولياته , فهي التي تعد طعام ألا سره وتقوم بعمليات الحليب الكثيرة ومنها إعداد الاقط من فائض الحليب, ومنها استخراج السمن من الزبدة الناتجة من رائب اللبن, كما أن عليها جمع الحطب وجلبه من الشعاب المجاورة – فذلك شان من شؤون النساء - وكان يساعدها ابنتاها و على قدر طاقتهما ومعرفتهما , وعندما تجد فسحة من الوقت بعد كل تلك المهمات , فان هناك عمل إضافي وهو المغزل , الذي تقوم من خلاله بإنتاج وإبرام خيوط الشعر الذي تنسج منه وحدات بيت الشعر , والذي تعده أم فارس كنواة لبيت المستقبل لإحدى بناتها عندما يحل زواجها. , ومنيرة لها مهنة اخرى مهمة ومكملة لحياة البادية ، وهى دباغة الجلود ، لذا فهى تجمع وتحتفظ بكل الجلود التى تتوفر فى محيط الا سرة ، سواء جلد قعود اوجلد شاة ، وحتى جلود الغزلان التى يصيدها الشيخ ظافر ، لتقوم بدباغتها وقد اعدت لذلك مايشبه المعمل او المصنع - اذا جاز التعبير– وهو ما يسمى ( الشن )وهو حوض مجوف مكون من جلود الا بل وعلى شكل دائرة نصف قطرها سبعين ( سم ) وهذا الجلد مثبت على طوق دائرى من اغصان الشجر والتى قد اعدت عند طراوتها ، ويرفعها عن الا رض اربعة اقواس من اغصان الشجر ايضا وبا رتفاع ثمانين ( سم ) اما مادة الدباغة فان منيرة –من واقع خبرتها – تجمعها من بعض الشجيرات الخاصة ومنها لباب نوع معين من الشجر, وتضيف اليها مادة اخرى ( الكرمع ) وهو ثمر الا ثل ، وتنتفع الا سرة بتلك الجلود فى مجالات متعددة , منهاقرب الماء وقرب اللبن ( السعن ) و ( العيبه )وهى على شكل اناء واسع وله اطراف يحمل بها على الجمال وعادة يوضع فى العيبة تموين الا سرة من التمر اثناء ترحالها ويصنع من الجلود وخاصة جلود الاغنام
[/align]
