المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : صلاة النافلة وفضلها



عميد اتحادي
06-01-2014, 11:30 AM
صلاة النافلة وفضلها
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين





الصلاة فرضها ونفلها صلة بين العبد وربه عز وجل وهي تكفر الذنوب والآثام وتنهى عن الفحشاء والمنكر ، والصلاة نور لصاحبها ونجاة له يوم القيامة .
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحافظ في اليوم والليلة على أربعين ركعة ، ولنا في رسول الله أسوة حسنة ، فالصلوات الخمس سبع عشرة ركعة ، والسنن الرواتب قبل الصلاة وبعده عشر ركعات أو أثنتا عشرة ركعة وصلاة الليل والوتر إحدى عشرة ركعة أو ثلاث عشرة ركعة ، ومجموعها أربعون ركعة في اليوم والليلة .
قال ابن القيم رحمه الله : ما أقرب الإجابة لمن يقرع باب مولاه في اليوم والليلة أربعين مرة ، وصلاة النوافل وأداؤها مع الفرائض قبلها وبعدها تجبر ما نقص من الفرائض ، وكل واحد منّا في صلاته نقص ، قال صلى الله عليه وسلم (( أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة من عمله الصلاة فإن صلحت فقد أفلح وأنجح وإن فسدت فقد خاب وخسر ، فإن انتقص من الفريضة شيء قال الله لملائكته : انظروا هل لعبدي من تطوع فيكمل به ما نقص من الفريضة ؟ ثم يكون سائر عمله كذلك )) حديث صحيح رواه أبو داود .
كما أن أداء الفرائض وتكميلها بالنوافل من أسباب محبة الله عز وجل لعبده وإجابة دعائه ، قال النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه عز وجل أنه قال (( وما تقرب إلى عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه ..... إلى أن قال .. ولئن سألني لأعطينه ولأن استعادني لأعيذنه )) رواه البخاري .
وأداء الفرائض وتكميلها بالنوافل من أسباب دخول الجنة ، قال صلى الله عليه وسلم (( من صلى اثنتي عشرة ركعة في يومه وليلته تطوعا غير الفريضة بني له بهن بيت في الجنة )) رواه مسلم ، زاد الترمذي (( أربع قبل الظهر وركعتان بعدها وركعتان بعد المغرب وركعتان بعد العشاء وركعتان قبل صلاة الفجر )) .
وآكد السنن : سنة الفجر ، قال النبي صلى الله عليه وسلم (( ركعتا الفجر ـــ أي سنة الفجر ـــ خير من الدنيا وما فيها )) رواه مسلم . وقال (( صلوا ركعتي الفجر وإن طردتكم الخيل )) رواه أحمد وأبو داود ، وقالت عائشة رضي الله عنها (( لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم على شيء من النوافل أشد تعاهدا منه على ركعتي الفجر )) رواه البخاري ومسلم .
ومن السنن المؤكدة : الوتر وأقله ركعة وأكثره إحدى عشرة ركعة أو ثلاث عشرة ركعة ، وأدنى الكمال ثلاث ركعات بسلامين , ويجوز بسلام واحد ، ووقته ما بين العشاء إلى الفجر ، والأفضل أن يكون آخر الليل لمن وثق بالقيام وإلا أوتر قبل أن ينام ، قال صلى الله عليه وسلم (( الوتر حق على كل مسلم من أحب أن يوتر بواحدة فليفعل ومن أحب أن يوتر بثلاث فليفعل ومن أحب أن يوتر بخمس فليفعل )) رواه أحمد وأصحاب السنن إلا الترمذي . وروي عنه صلى الله عليهوسلم أنه قال (( من لم يوتر فليس منّا )) رواه أحمد ، وبهذا استدل من قال : إن الوتر واجب . ويروى عن الإمام أحمد رحمه الله تعالى أنه قال : تارك الوتر رجل سوء لا ينبغي أن تقبل شهادته .
فينبغي لنا أن نوتر ولو بركعة واحدة بعد سنة العشاء .
كما أن من السنن المؤكدة : سنة الضحى ويبين فضلها الحديث الذي رواه مسلم أن الإنسان مكوّن من ثلاثمائة وستين مفصلا على كل مفصل منها صدقة في كل يوم . ففي كل تسبيحة صدقة وفي كل تهليلة صدقة وفي كل خطوة يمشيها إلى الصلاة صدقة وأمر بالمعروف صدقة ونهي عن المنكر صدقة إلى ان قال (( ويجزيء من ذلك ركعتين يركعهما من الضحى )) .
أخي المسلم ، والإكثار من النوافل مما يكفر الله به الخطايا ويرفع به الدرجات ، قال صلى الله عليه وسلم (( إنك لن تسجد سجدة إلا رفعك الله بها درجة وحط عنك بها خطيئة )) رواه مسلم .
ومما يؤسف له أن كثيرا من الشباب هداهم الله لا يهتمون بالنوافل والسنن قبل الصلاة وبعدها ولا يهتمون بصلاة الوتر ولا يهتمون بصلاة الضحى على الرغم مما ورد فيها من الفضل العظيم والثواب الجسيم .
فينبغي لك يا أخي المسلم أن تحافظ على الفرائض وأن تكملها بالنوافل عملا بقول الله تعالى (( حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين )) ، واحتسابا وتصديقا بالفضل العظيم والأجر والثواب المترتب عليها ، وتذكروا أن إخوانكم المسلمين الذين ماتوا وانقطعت أعمالهم لا يستطيعون نقصا من السيئات ولا زيادة في الحسنات . يتمنون الأعمال الصالحة من صلاة وصدقة وصوم وحج وتلاوة قرآن وذكر الله ودعاء واستغفار وتوبة نصوح تمحى بها الآثام وتكفر بها السيئات وتضاعف بها الحسنات وترفع بها الدرجات ولكن فات الأوان (( وحيل بينهم وبين ما يشتهون )) وإننا إلى ما صاروا صائرون ، وعلى ما قدمنا من الأعمال قادمون ، وعلى ما فرطنا في زمن الإمكان نادمون ، فإنا لله وإنا إليه راجعون (( وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون )) فالصلوات فرضها ونفلها من أسباب السعادة في الدنيا والآخرة قال تعالى (( والذين هم على صلاتهم يحافظون أولئك في جنات مكرمون )) .
جعلنا الله وإياكم منهم أجمعين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين