تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : متى يجب الانصات لتلاوة القران الكريم ؟؟



حمد الزاهد
11-05-2007, 08:49 AM
سؤال:

ما هو حكم إذا كنا جالسين في مجلس كبير يقرأ فيه القرآن ، وكنت أنا ورفيق لي منفصلين بحوار آخر عن الموجودين .


إذا كنا في سيارة أو حافلة والسائق يستمع إلى


القرآن أو يقرؤه ولم نكن مشاركين له فيما يقرأ . إذا كنا في غرفة ما ، و يوجد من يصلي جهراً ، أو يقرأ القرآن جهرا .



أو أي حالة أخرى في مكان يقرأ القرآن فيه ولم


نكن نرغب أو نشارك فيما يقرأ ، فهل يجب علينا أن ننصت حتى يفرغ القارئ ، و تنطبق علينا الآية الكريمة ؟


الجواب:


الحمد للَّه


اختلف العلماء في حكم الإنصات لقراءة القرآن خارج الصلاة ، على قولين :


القول الأول : الوجوب ، وهو مذهب الأحناف ، وبعضهم جعله وجوبا عينيا ، وآخرون قالوا وجوب كفائي ، واستدلوا



بعموم قوله سبحانه وتعالى : ( وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ



فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ) الأعراف/204



جاء في "الموسوعة الفقهية" (4/86) :



" الاستماع إلى تلاوة القرآن الكريم حين يقرأ خارج الصلاة واجبٌ إن لم يكن هناك عذرٌ مشروعٌ لترك الاستماع .



وقد اختلف الحنفيّة في هذا الوجوب ، هل هو وجوبٌ عينيٌّ ، أو وجوبٌ كفائيٌّ ؟



قال ابن عابدين : الأصل أنّ الاستماع للقرآن فرض كفايةٍ ، لأنّه لإقامة حقّه ، بأن يكون ملتفتاً إليه غير مضيّعٍ ، وذلك



يحصل بإنصات البعض ، كما في ردّ السّلام .


ونقل الحمويّ عن أستاذه قاضي القضاة يحيى الشّهير بمنقاري زاده : أنّ له رسالةً حقّق فيها أنّ سماع القرآن فرضُ



عينٍ .


نعم إنّ قوله تعالى في سورة الأعراف ( وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ) قد نزلت لنسخ جواز



الكلام أثناء الصّلاة ، إلاّ أنّ العبرة لعموم اللّفظ لا


لخصوص السّبب ، ولفظها يعمّ قراءة القرآن في الصّلاة وفي غيرها " انتهى .


القول الثاني : الاستحباب والندب ، وحملوا الآية التي في سورة الأعراف في حال الصلاة فقط ، أما في غير الصلاة



فالأمر على الندب والاستحباب ، وهذا قول جماهير



أهل العلم .



يقول ابن كثير في "تفسير القرآن العظيم" (2/372) :



" وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في الآية قوله : ( وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ )



الأعراف/204 : يعني في الصلاة المفروضة . وكذا


روي عن عبد الله بن المغفل . وقال ابن جرير : حدثنا حميد بن مسعدة حدثنا بشر بن المفضل حدثنا الجريري عن طلحة بن


عبيد الله بن كريز قال : رأيت عبيد بن عمير


وعطاء بن أبي رباح يتحدثان والقاص يقص فقلت : ألا تستمعان إلى الذكر وتستوجبان الموعود ؟ قال : فنظرا إلي ثم


أقبلا على حديثهما . قال : فأعدت ، فنظرا إلي وأقبلا


على حديثهما . قال : فأعدت الثالثة ، قال : فنظرا إلي فقالا : إنما ذلك في الصلاة ( وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ


وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ) الأعراف/204


وكذا رواه غير واحد عن مجاهد وقال عبد الرزاق عن الثوري عن ليث عن مجاهد قال : لا بأس إذا قرأ الرجل في غير


الصلاة أن يتكلم .


وكذا قال سعيد بن جبير والضحاك وإبراهيم النخعي وقتادة والشعبي والسدي وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم : أن المراد


بذلك في الصلاة .


وهذا اختيار ابن جرير : أن المراد من ذلك الإنصات في الصلاة وفي الخطبة كما جاء في الأحاديث من الأمر بالإنصات خلف


الإمام وحال الخطبة " انتهى .


ويظهر أن هذا القول هو القول الراجح ، لأن الوجوب يلزمه دليل صريح ، وإلا ألزمنا الناس بما فيه مشقة ظاهرة من غير



دليل .


سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله كما في "لقاءات الباب المفتوح" ( لقاء رقم/197، سؤال رقم/26) :


كان مجموعة في السيارة يمشون ، وشغل أحدهم شريط قرآن ، فهل يجب على الجميع استماع هذا الشريط ، وهل يأثم



من يتكلم والشريط شغال ؟


فكان الجواب :


قال الإمام أحمد رحمه الله في هذه الآية : هذا في الصلاة . وقال : أجمعوا على أن ذلك في الصلاة . وعلى هذا فلو كنت



بجوار شخص يقرأ القرآن ويجهر به ، وأنا


أسبح وأهلل - ذكر خاص - فإنه لا يلزمني أن أستمع له ، وإنما ذلك في الصلاة فقط .


ولكني أقول للأخ الذي شغل المسجل : لا تشغل والناس غافلون ؛ لأن هذا أدنى ما نقول فيه أنه يشبه من قال الله



فيهم : ( وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا



فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ ) فصلت/26 ، فإذا رأيت إخوانك لا يريدون الاستماع ، إنما هم مشغولون بالحديث بينهم ، فلا تشغل



المسجل ، وإذا كنت تشتاق لهذا فهناك سماعة صغيرة


أدخلها في أذنك ، ويجعل الصوت له وحده " انتهى .


وجاء في "المنتقى من فتاوى الفوزان" (3/سؤال رقم 437)


" أقضي بعض الأوقات الساعات الطوال في المطبخ ، وذلك لإعداد الطعام لزوجي ، وحرصًا مني على الاستفادة من


وقتي ؛ فإنني أستمع إلى القرآن الكريم ، سواء كان


من الإذاعة ، أو من المسجل ؛ فهل عملي هذا صحيح أم أنه لا ينبغي لي فعل ذلك ؛ لأن الله تعالى يقول :


( وَإِذَا قُرِىءَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ) ؟


الجواب : لا بأس باستماع القرآن الكريم من المذياع أو من المسجل والإنسان يشتغل ، ولا يتعارض هذا مع قوله : (



فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ ) ؛ لأن الإنصات مطلوب حسب


الإمكان ، والذي يشتغل ينصت للقرآن حسب استطاعته " انتهى .


واختيار القول بالاستحباب لا يعني التساهل وتعمد التغافل عن الإنصات لكلام الله سبحانه وتعالى حين يتلى ، فالحرص



على الإنصات لا بد أن يكون أصلا ثابتا في حياة


المسلم ، ولا ينصرف عنه إلا لشغل أو حاجة .


يقول النووي في "التبيان في آداب حملة القرآن" (92) :


" ومما يُعْتنى به ويتأكد الأمر به : احترام القرآن من أمور قد يتساهل فيها بعض الغافلين القارئين مجتمعين ، فمن ذلك :


اجتناب الضحك واللغط والحديث في خلال القراءة


، إلا كلاما يضطر إليه ، وليمتثل قول الله تعالى : ( وَإِذَا قُرِىءَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ) وليقتد بما



رواه ابن أبي داود عن ابن عمر رضي الله عنهما :



( أنه كان إذا قُرئ القرآنُ لا يتكلم حتى يُفرَغَ منه ) " انتهى .


ويقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في "لقاءات الباب المفتوح" (لقاء رقم/146،سؤال رقم 9):


" ليس من الآداب أن يتلى كتاب الله ولو بواسطة الشريط وأنت متغافل عنه " انتهى .



والله أعلم .


المصدر: http://www.islam-qa.com/special/index.php?ref=88728&ln=ara&subsite=17

*محب الإسلام*
11-05-2007, 09:30 AM
أخي حمد

http://sfsaleh.com/9war/uploads/77f6b09623.gif (http://sfsaleh.com/9war/)

أشكر لك المشاركة

تقبل تحيتي وتقديري

أهلاوي أصيل
11-05-2007, 09:30 AM
أخي حمد : جزاك الله كل خير على كل ما كتبت وجعل ذلك في موازين حسناتك

اللهم اجعلنا ممن يستمع القرآن بخشوع ويتدبر ألفاظه ومعانيه

دمت في حب وسعادة