المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : القصة



مكفختني دنيتي
10-05-2007, 01:42 AM
يُحْكى أنّ رجلاً ميسور الحال كان له ابنٌ فتى كثير اللهو واللعب ، لا يعمل بل يقضي معظم أوقاته مع رفاق له في مثل سنه ، وكانوا يقضون الساعات الطوال في اللعب واللهو والكلام الفارغ من المعنى ، وتناول الطعام في بيت والد ذلك الفتى .
وكان والد الفتى يتذمر من كثرة هؤلاء الأصدقاء ، الذين لا منفعة ترجى منهم ومن كثرتهم ، فهم لا يعملون ، وإنما يضيعون وقتهم سدى ، وكان ينصح ابنه بتركهم والابتعاد عنهم .
وكان يقول لابنه إن رفاقك هؤلاء هم رفاق سوء ، ولا ينفعوك بشربة ماء ، ولن تجد أحداً منهم لو احتجت إليه في ساعة شدة ، وما صداقتهم لك إلا من أجل وضعك المادي الحسن ، ولو كنت فقيراً معدماً لما رأيت أحداً منهم .
وكان الابن يلوم والده ويقول له : إنكم معشر الآباء ، لا تثقون بنا ، ولا يعجبكم أي تصرّفٍ نقوم به ، وتقيسون الناس بالمقاس الذي تريدونه . فخلِّي بيني وبين أصحابي ، فأنا أعرفهم أكثر منك ، وبيني وبينهم مودّة وعشرة طويلة ، وصداقة حميمة ، وأنا متأكد من صدق كلّ واحد منهم .
سكت الأب على مضض ، ولم يقتنع بما سمعه من ابنه ، وتركه مع أصحابه في لهوهم ولعبهم ، إلى أن حدث ذات يوم ما قلب تلك الأمور رأساً على عقب .
ففي ليلة مظلمة ، طرق الأب باب حجرة ابنه وقـال له بصوت خافـت ، لقد قتلت رجلاً يا ابني ، وأحسبه لصاً دخل ليسرق من البيت ، وقد لففته في كيس وغطيته بغطاء ، وأريد منك أن تذهب وتدعو بعض أصحابك وتأخذوا ذلك القتيل وتدفنوه في مكان بعيد .
وذهل الابن لما يسمع من أبيه ، ولكنه سار فزعاً إلى أقرب صديق له وقرع عليه الباب وأخبره بصوت خافت عما فعل أبوه ، وطلب منه أن يأتي معه ليدفنا ذلك القتيل قبل أن يدركهما الصباح .
ولكن صديقه رده قائلاً : من يفعل جريمة يتحمل نتائجها وعواقبها لوحده ، ولن أكون شريكاً في دفن تلك الجثة ، فاذهب وابحث لك عن صديق آخر من بين أصدقائك ، فأنا لن أذهب معك .
فقال له ابن الرجل : إذن لا تخبر أحداً عما سمعت مني ، وسار من عنده إلى صديق آخر فسمع منه مثلما سمع من الأول ، ثم صار يذهب لأصدقائه واحداً تلو الآخر ، فيجد عندهم ما وجد عند الذين قبلهم .
فعاد إلى أبيه خائباً كاسف البال ، يكسو وجهه الخوف والخجل ، فقال له أبوه : لا عليك يا ابني ، إذهب الآن إلى الرجل الفلاني ، فهو صديقي الوحيد وأخبره بما حدث واطلب منه أن يأتي معك لدفن تلك الجثة .
فذهب الفتى لصديق والده وطرق عليه الباب ، فخرج وإذا به شيخ تكسوه الهيبة والوقار ، فأخبره بصوت خافت ما جرى لأبيه في ليلته هذه ، وطلب منه أن يذهب معه لمواراة تلك الجثة قبل أن يدركهم الصباح .
لم يسأل الرجل عن التفاصيل ، بل لبس حذاءه وسار مع الفتى حتى وصل إلى بيت صديقه ، وهناك رأى جثة مغطاة فحملها مع ابن الرجل وسارا في جنح الظلام حتى وصلا إلى جهة منزوية في حقل الرجل وهناك حفرا لها حفرة غير عميقة وغطياها بالتراب ، ثم عادا أدراجهما ، وعاد الرجل إلى بيته وكأن شيئاً لم يحدث .
وفي الصباح كان أصحاب الفتى قد نشروا الخبر في القرية بأن الرجل الفلاني قتل رجلاً ودفنه في جنح الظلام ، فالتمّ الناس بين مصدّق ومكذّب يستفسرون عن الأمر ، وجاء أقرباء الرجل يستوضحون منه صحة ما وصل إلى أسماعهم ، ولما كثر السائلون ، عندها قال الرجل لابنه اذهب وادعُ أصدقاءك وادعُ صديقي وتعالوا في الحال ، فجاء صديق الرجل وجاء القليل من أصحاب الفتى ، فقال لابنه ولصديقه ، اذهبا واحضرا تلك الجثة التي دفنتماها ، فغابا برهة ثم عادا بهـا .
فرفع الرجل عنها الغطاء على مشهد من الجميع ، وإذا به كبش كبير مذبوح ومسلوخ ، فقال لصديقه وأقربائه ، يمكنكم الآن تقطيع هذا الكبش وطبخه ، وإعداد طعام لكم منه ، وأضاف قائلاً : إنما أردت أن أُري ابني من هو الصديق الحقيقي .
وبعد أن تأكد الابن بأن أصدقاءه كانوا رفاق سوء ، يعينون على الفساد والرذيلة ، ولم يجد أحداً منهم في محنته بل تخلوا عنه جميعاً ، كفّ عن ملاقاتهم ومصاحبتهم ، وطرد بعضهم وأصبح يستمع لنصح أبيه ، ويعمل معه في حقله وأعماله . ولم يعد يعاشر رفاق السوء بعد أن تعلم درساً عملياً في الحياة ، عرف من خلاله من هو الصديق الحقيقي ، ومن هو رفيق السوء ، وتمثل بالمثل الذي يقول :" عند الشدائد تُعرف الإخوان " .



____________________________________
يحكى أن رجلاً غنيّاً كان على قدرٍ كبير من الثراء ، وكان في أكثر أوقاته مشغولاً في إدارة أعماله وشؤونه المالية ، ولا يجد الوقت الكافي للجلوس مع زوجته وعائلته جلسات فيها شيء من الراحة وهدوء البال .وكان له جار فقير الحال لا يكاد يجد قوت يومه ، ولكنه كان سعيداً في حياته ، وفي كلّ يوم كان يجلس الساعات الطوال مع زوجته وأفراد عائلته .
وكانت زوجة الرجل الغنيّ ترى هذه العائلة الفقيرة وتحسدهم على تلك السعادة التي تفتقدها ، وهي الثريّة الغنية ، ويتمتع بها هؤلاء الفقراء الذين لا يملكون شيئاً.
وتحدثت ذات يوم مع زوجها وقالت له : يا رجل ماذا تنفعنا هذه الأموال الكثيرة ونحن لا نجد طعماً للسعادة ، ولا يكاد الواحد منا يرى الآخر ، بينما هذه العائلة الفقيرة التي تعيش بجوارنا لا يهمها من أمور الدنيا شيء ، وهم في غاية السعادة والهناء .
وفكّر الرجل الغنيّ هنيهةً ثم وعد زوجته أن يتفرّغ لهم ، وأن يخصّص بعضاً من وقته ليقضيه معهم في جلسات هادئة هانئة .
وفي اليوم التالي أرسل الرجل الغنيّ من يدعو إليه جاره الفقير ، واستغرب الرجل الفقير تلك الدعوة ، فليس من عادة ذلك الرجل أن يدعوه ، أو حتّى يشعر به ، فذهب إليه وعندما وصل استقبله الرجل الغنيّ بلطفٍ وأكرمه وتحدّث معه بهدوء وقال له : أراك يا أخي تجلس كلّ يومك في البيت ، ألا تجد عملاً تعمل به .
فقال الرجلُ الفقير : والله يا أخي ليس عندي ما أعمل به ، فأقضي لذلك كل وقتي في البيت .
فقال له الغني : ما رأيك لو أعطيتك بعض المال كرأسمالٍ تشتري به بيضاً وتبيعه كلّ يوم وتربح منه ، وبذلك تعمل وتطعم عيالك ، ولا ترجع لي مالي إلا بعد أن تتحسن أحوالك ، ويصبح لديك رأسمال كافٍ تعمل به .
وافق الرجل الفقير ووجدها فرصة سانحة ليعمل ويرتزق ويطعم عياله بكرامة ، وأخذ المال من الرجل الغني ، وعاد أدراجه .
وفي الصباح ذهب إلى السوق واشترى بيضاً وأخذ يبيع ويشتري ، وكان في ساعات الفراغ بدل أن يجلس مع أفراد عائلته ، يأخذ في تصنيف تلك البيوض فيضع الكبيرة في جهة ، ويضـع الصغيرة في جهة أخـرى ، حتى يبيع كلّ صنفٍ منها بسعر .
وبعد عدة أيام نظر الرجل الغنيّ من شرفة منزله إلى جاره الفقير فوجده مشغولاً في عدّ بيوضه وتصنيفها ، فابتسم ابتسامة عريضة ملؤها الخبث والدهاء . وقال لزوجته : أهذا هو الرجل الذي تقولين إنه يقضي كلّ أوقاته مع زوجتـه وأولاده ، انظري إليه ماذا يفعل الآن .
ونظرت المرأة فرأت ذلك الرجل مشغولاً على تلك الحالة ، فتعجبت لتغيّر أحواله ، ولكنها لم تعرف السبب الذي سلب منه تلك السعادة التي كانت تحسده عليها . بينما كان زوجها يشيح بوجهه ويحدِّق في الفراغ ليخفي ابتسامة خبيثة كانت ترتسم على شفتيه .

___________________________________


في ليلة شاتية من ليالي الشتاء وبينما كان الملازم خالد يؤدي عمله اليومي بالقرب من إحدى إشارات المرور إذ لمح سيارة مقبلة نحوه تسير بسرعة جنونية وقد انطلقت كالسهم ضاربة بعرض الحائط كل تعاليم المرور ابتداء من قطع الإشارة والسرعة الزائدة بالإضافة إلى ضرب المنبه بطريقة مزعجة مما أدى إلى تذمر السكان وإزعاجهم وهرعوا إلى الشارع يستطلعون الأمر 0

حاول الملازم خالد اعتراض السيارة فلم يستطع مما اضطره لركوب سيارته (( الدورية )) واللحاق بهذا المتهور وهو يتميز غيظاً على هذا الطائش ويتوعده بإيقاع العقوبات وتسجيل القسائم عليه لردعه ولكل من تسول له نفسه الإقدام على ذلك 00 بينما الملازم خالد غارق بأفكاره إذ يتفاجأ بوجود السيارة إلى جوار بقالة صغيرة في محطة منزوية عن الطريق ففزع إليها ودخل إلى المحل وظل يحملق في الزبائن فلم يجد إلا رجلاً مسناً وطفلاً صغيراً لم يتجاوز العاشرة فسأل صاحب البقالة من آخر من دخل عليك ؟ فأشار مباشرة إلى ذلك الطفل البائس ففغر خالد فاه ويبست شفتاه 0 هل أنت يابني من كان يقود تلك السيارة وأشار إلى مكان وقوفها فقال بنبرة الواثق نعم هو أنا 0 وهل تحمل معك رخصة قيادة يابطل ؟ لا ولكني أجيد القيادة جيداً 0 ماشاء الله جيداً وكدت تودي بحياتنا جميعاً وحياتك قبلنا وتقول جيداً 0 هياّ معي 0 الطفل / إلى أين ياعماه ؟ الملازم / إلى الحجز ياشاطر 0 الطفل وقد بدأ يصرخ ويولول أرجوك ياعم والله لن أعيدها البتة 0 ومن يضمن لي 0 لن أتركك حتى يأتي والدك ويسجل محضراً وتعهداً بذلك 0 وجره الشرطي إلى سيارته ومن ثم إلى المركز ولم يتركه حتى حضر والده في اليوم التالي وأقسم أن ينتبه لولده مرة أخرى وألا يكرر فعلته التي فعلها

لأجلكم ملطوش
( الرجاء دعوة في ظهر الغيب لكاتبيه وناقليه

أ- منصور
11-05-2007, 11:28 PM
هــديـل

بارك الله فيك وفي جهودك المتميزة
لك خالص تحياتي