المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصيدة للمختار السوسي



أهــل الحـديث
30-12-2013, 09:40 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


تلبية لرغبة أحد الأضاء الأفاضل وهو الأخ: حمودة أضع هذه القصيدة الشعرية للفقيه المؤرخ الأديب محمد المختار السوسي التي أوردها في كتابه المعسول الجزء الأول وقدم لها بما يلي:
ها أنا ذا الآن أنفى إلى إلغ, إلى مسقط رأسي, حيث أمنع من أن أتصل بالناس, فوجدتني فجأة أمام بيئة كنت نسيتها، فخاطبت من هناك بهذه القصيدة التي ألممت فيها ببعض لعب الولدان الإلغيين, وبذكريات أول شبابي, أتمطق بها الآن بكل حلاوة:
إليكمـ بني أميـ أئيب ركائبي *** فيا ليت شعري هل أنا خير آئب(1)
فقد غبت أحقابا طوالا وذا أنا *** أعود كأن لم أغدـ قطـ بغائب
صدفت إلى أن كان ميلي إليكم *** ورجعاي هذا اليوم إحدى العجائب(2)
كأن لم يكن إلغ بلادي التي بها *** سموت به فوق الذرى والمناكب
كأن لم يكن أصلي ومنبت نبعتي *** ومجمع إخواني ومغنى أصاحبي
كان لم تكن لي أرضها خير مرتقى *** سربت صغيرا بين شتى المسارب
وروض وصال قد تمتعت برهة *** بأزهاره بين اللمى والذوائب
إذ الدهر بشر والحياة مسرة *** وروض الأماني مستهل المعاشب
ويوم الصبا يوم ضحوك كأنما *** تغازل صبا سافرات الكواعب
نهاري حبور ثم إن زرت مضجعي *** فأطيب بحلم مستلذ المشارب
قليلي هناء والنهار سعادة *** وعيشي طليق الوجه عذب المشانب
تناغيني الآمال من كل وجهة *** مناغاة أم الطفل مهما تلاعب
فأمي وأختي لا تريدان غير ما *** أريد جناه من جميع المراغب
أشير فيؤتى لي بكل الذي أشا *** وإن كان مجناه مناط الكواكب
فأحسبني بالأمر والنهي أنني *** أمير على أهلي وكل صواحبي
فلم أدر إلا أن أنال المراد كي *** أساجل أقراني بكل الملاعب
فأسدر في ميدان لهوى وإنني ***ـ إخالـ ذكاء قد علت كل ثاقب(3)
أجول كما أشهى وأجري كما أشا *** وأسحب ذيلي سحب سكران شارب
ألاعب أترابي فنغدو إلى المسا *** وما أن درينا كيف مس المتاعب
نظل على فر وكر كأنما *** تلاطم ميدان الوغى بالكتائب
على قصبات شققت جنباتها *** ولكنها من تحتنا كالشوازب(4)
__________
(1) أئيب؛ تقرأ الهمزة الثانية بالهاء تسهيلا على ما عرف من القاعدة إذا اجتمعت همزتان.
(2) صدف عن الشيء: مال عنه.
(3) السادر: الذي لا يهتم ولا يبالي بما صنع؛ والفعل سدر كفرح، وذكاء بضم الذال ممنوع من الصرف ولكنه مصروف هنا ضرورة: الشمس
(4) الفرس الشازب: الضامر. والصبيان يشقون من أخريات قصباتهم التي يركبون عليها لتثير الغبار كالخيل عند إجرائها.