المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل قرأ جعفر على النجاشي غير سورة مريم ؟



أهــل الحـديث
30-12-2013, 08:40 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
قرأت في احدى المقالات ان جعفر بن ابي طالب رضي الله عنه قرأ على النجاشي رحمه الله في قصة الهجرة إلى الحبشة سورة الكهف و الروم و العنكبوت بالاضافة الى سورة مريم
و لكني لم اجد هذا عندما بحثت في الاحاديث كما أني لم اجد ما ينفيه
فهل هذا صحيح
وجزاكم الله كل خير


هذا هو المقال
جعفر والنجاشي وجهاً لوجه
لما هاجر المسلمون إلى الحبشة، فرارا بدينهم من أذى قريش، بعثت قريش عمرو بن العاص وعمارة بن الوليد تطلب من النجاشي -ملك الحبشة العادل- تسليمهم.. فقال جعفر لإخوانه: أنا خطيبكم اليوم.. فكان نعم الخطيب، ونعم المدافع عن قضيته..
لما دخل جعفر على النجاشي سلّم ولم يسجد، معللا ذلك بقوله: - إنا لا نسجد إلا لله عز وجل.. ثم زاد الأمر إيضاحا: إن الله بعث إلينا رسولا، ثم أمرنا ألا نسجد لأحد إلا لله عز وجل، وأمرنا بالصلاة والزكاة.
ثم قال جعفر للنجاشي: إنّك ملك لا يصلح عندك كثرة الكلام ولا الظلم، وأنا أحب أن أجيب عن أصحابي، فأمُرْ هذين الرجلين(أي: عمرو بن العاص، وعمارة بن الوليد) فليتكلم أحدهما، فتسمع محاورتنا.. فقال عمرو لجعفر: تكلّم.. فقال جعفر للنّجاشي: سله: أعبيد نحن أم أحرار؟ فإن كنا عبيداً أبقنا من أربابنا، فارددنا إليهم. فقال عمرو: بل أحرار كرام. فقال: هل أهرقنا دماً بغير حقٍ فيُقتص منا؟ قال عمرو: ولا قطرة. فقال: هل أخذنا أموال الناس بغير حق، فعلينا قضاؤها؟ فقال عمرو: ولا قيراط(مختصر سيرة الرسول). لقد استطاع جعفر أن يحصل من خصمه اللدود على اعتراف بأنهم –أي المسلمين- قوم شرفاء، أطهار، أحرار.. فلا مبرر إذاً لما تقوم به قريش من محاولة استعادتهم وتسليمهم..
وعندئذ، شعر جعفر بأنها اللحظة المناسبة لبيان حقيقة هذا الدين الجديد للنجاشي ومن معه.. فقال له: أيها الملك، كنا قوما أهل جاهلية، نعبد الأصنام، ونأكل الميتة، ونأتي الفواحش، ونقطع الأرحام، ونسيء الجوار، ويأكل القوي منا الضعيف، فكنا على ذلك حتى بعث الله إلينا رسولا منا، نعرف نسبه وصدقه وأمانته وعفافه، فدعانا إلى الله لنوحّده ونعبده، ونخلع ما كنا نعبد نحن وآباؤنا من الحجارة والأوثان، وأمرنا بصدق الحديث، وأداء الأمانة، وصلة الرحم، وحسن الجوار، والكف عن المحارم والدماء، ونهانا عن الفواحش، وقول الزور، وأكل مال اليتيم، وقذف المحصنات، وأمرنا أن نعبد الله وحده لا نشرك به شيئا، وأمرنا بالصلاة والزكاة والصيام... فصدقناه وآمنا به، واتبعناه على ما جاء به من الله، فعبدنا الله وحده فلم نشرك به شيئا، وحرّمنا ما حرّم علينا، وأحللنا ما أحل لنا، فعدا علينا قومُنا، فعذبونا، وفتنونا عن ديننا، ليردونا إلى عبادة الأوثان من عبادة الله تعالى، وأن نستحل من الخبائث، فلما قهرونا وظلمونا وضيقوا علينا وحالوا بيننا وبين ديننا، خرجنا إلى بلادك واخترناك على من سواك، ورغبنا في جوارِك، ورجونا أن لا نُظلَم عندك أيها الملك»( السيرة النبوية لابن هشام).
ثم أوضح له الفرق بين ما كانوا عليه قبل الإسلام، وكيف أصبحوا بعد أن شرّفهم الله بالإسلام: أمّا الذي كنا عليه فتركناه، فهو دين الشيطان. كنا نكفر بالله، ونعبد الحجارة. وأمّا الذي تحوّلنا إليه فهو دين الله الإسلام، جاءنا به من الله رسولٌ، وكتاب مثل كتاب ابن مريم موافقاً له(مختصر سيرة الرسول للشيخ محمد بن عبد الوهاب).
ثم قرأ جعفر على القوم سورتي العنكبوت والرّوم، ففاضت عينا النجاشي من الدمع، فقال: زدنا من هذا الحديث الطيب، فقرأ عليه سورة الكهف. ولعل أصعب اللحظات التي مرت على جعفر وأصحابه هي تلك التي سأله فيها النجاشي عن رأي الإسلام في عيسى ابن مريم وأمه.. ولم يجد جعفر حرجا في بيان ما يعتقده المسلمون في عيسى وأمه.. فالمقام ليس مقام مناورة ومجاملة، ولكنه مقام مكاشفة ومصارحة..
قال جعفر: نقول كما قال الله: هو كلمته وروحه ألقاها إلى العذراء البتول التي لم يمسها بشر ولم يفرضها ولد(السيرة النبوية لابن كثير، وفي رواية النهاية لابن الأثير: ولم يفترضها ولد، أي: لم يؤثر فيها ولم يحزها –يعني قبل المسيح- وفي رواية ابن الجوزي: ولم يقرعها ذكر).. ثم قرأ عليه سورة مريم.. وحينئذ.. جمع النجاشي كل قسيس وراهب، فقال لهم: أنشدكم الله الذي أنزل الإنجيل على عيسى، هل تجدون بين عيسى وبين يوم القيامة نبيّاً؟ قالوا: اللهم نعم. قد بَشَّرَنَا به عيسى، وقال: مَن آمن به فقد آمن بِي، ومَن كفر به فقد كفر بِي.. ثم رفع النجاشي بقَشَّةٍ من سواكه قدر ما يقذي العين، فقال: واللهِ ما زاد المسيح على ما تقولون نقيراً.. ثم قال لجعفر وأصحابه: مرحبا بكم وبمن جئتم من عنده.. أشهد أنه رسول الله، وأنه الذي نجد في الإنجيل، وأنه الرسول الذي بشر به عيسى بن مريم.. انزلوا حيث شئتم، واللهِ لولا ما أنا فيه من المُلك لأتيته حتى أكون أنا الذي أحمل نعليه وأوضئه. ثم أقبل على جعفر، ثم قال: اذهبوا فأنتم سُيوم (سيوم أي: آمنين) بأرضي، من سَبّكم غرم.