المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : النقاب في التراث النصراني



أهــل الحـديث
30-12-2013, 08:30 AM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


النقاب في التراث النصراني
يا أحفاد رومُلُسْ[1]
النِّقاب جزء من تُراثكم الإيطالي، فلا تعادوه (2)

الإيطاليون يَتنكَّرون لميراثهم الديني:
إن الأُمَّة الإيطالية من حيث الديانة أُمَّةٌ تنتسب للنَّصرانيَّة، وتدَّعي الولاء لها، بل كان لها الدَّوْر الأكبر على مَدار التاريخ العالَمي في نَشْرها مُحرَّفةً في أوربا، وسواحل البَحْر الأبيض المتوسط، عَقِب اعْتِناق الإمبراطور الرُّومانِي قُسْطَنْطِين[2] المتوفَّى سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة من ميلاد المسيح - عليه السلام - للنَّصرانيَّة المَلْكانيَّة في القَرْن الرَّابع من مِيلاد المَسيح - عليه السلام - على ما هو مَشْهور بتفاصيله وظُروفه المُكْتنِفة له في مُصنَّفات التاريخ والعقائد.

وقد جَعَل قُسطَنْطِين المُعْتقَدَ المَلكانيَّ[3] - ولم يكن إذ ذاك قد سُمِّي بذلك الاسم - دِينًا رَسْميًّا للإمبراطورية الرُّومانِيَّة من حينئذ[4]، وسلك أباطِرة الرُّوم النَّصارى العديد من الطُّرق والوسائل في نَشر مُعْتَقَدهم، ولم يَرْبأ القوم عن استِخدام السيف لإكراه النَّاس عليه، كما هو معلوم من تاريخهم[5]، واستمرَّ الأباطِرة على نَفْس النَّهْج بعد تَفكُّك الإمبراطورية إلى اثنتين[6]: إحداهُما شرقيَّة، عاصمتها القُسطَنْطينيَّة، والأخرى غربيَّة، عاصمتها ميلانو، ثمَّ رافينا، ووَرثهم في السَّير على ذات المِنْوال – أعني: نَشْر النَّصرانية بالسَّيْف - من خَلَفَهم من مُلوك أوربا، وكان من أشهرهم في ذلك الإمبراطور "شارلمان" مؤسّس الإمبراطوريَّة الرومانية المُقدَّسة - كما يُسمُّونها[7] - والذي أدخل "السكسون" وغيرهم في النصرانية قَسْرًا.

وقد ظلَّت البابويَّة في روما فيما تلا ذلك من عصور مُحْتفِظة بمنْزِلة الصَّدارة والرِّيادة بين أرجاء العالَم النَّصراني الكاثوليكي، حتى بعد اصْطِباغ كافَّة القارَّة الأوربيَّة - والتي تحول العديد من أهلها عن الكاثوليكيَّة إلى البروتستانتيَّة والإنجيليَّة - بالصِّبغَة العلْمانيَّة، وانْحِسار النُّفوذ السِّياسي والمَلَكي للبابا في رُقْعة صغيرة من تلك البلاد تُسَمَّى بالفاتيكان، تقع في شمال غرب روما، على بُقْعة يُفْتَرض أن قبر بُطْرس الحَوارِي بها[8]، وتُعْتَبر دولة ذات كِيان مُسْتَقِلٍّ عن إيطاليا منذ نحو ثمانين عامًا، بموجب اتِّفاق مُوقَّعٍ مع الحكومة الإيطاليَّة.

مُحاكَمة:
فإذا حاكَمْنا الإيطاليِّين لمَوْروثهم الدِّينِي الذي يَنْسِبون أنفسهم له، فسنجِد أنَّ الكِتاب الذي يُقدِّسونه قد شَمل في عَهْدَيه القديم والجديد العديدَ من الفقرات التي تضمَّنَتْ ذِكْرَ ستْر وَجْه المرْأة في سِياق المَدْح، أو العُرْف غير المُسْتَنكَر على أقلِّ الأحوال.

فمِن ذلك[9]:
ما وقع في الإصحاح الرَّابع والعشرين من "سفر التَّكوين" عن رفقة: أنَّها رفعت عينيْها، فرأت إسحاق، فنزلت عن الجَمَل، وقالت للعَبْد: مَن هذا الرَّجُل الماشي في الحقل للِقائي؟ فقال العبد: هو سيّدي، فأخذت البُرْقَع، وتَغَطَّت.

وفي الإصحاح الثَّامن والثَّلاثين من "سفر التَّكوين" أيضًا: أنَّ ثامار[10] مَضَتْ، وقعدت في بيت أبيها، ولمَّا طال الزَّمن خلعت عنها ثياب تَرمُّلِها، وتغطَّت ببُرْقع، وتَلفَّفتْ.

وفي النشيد الخامس من أناشيد سُليمان، تقول المرأة: أخبِرْني يا من تُحِبُّه نَفْسي: أين تَرْعى عند الظَّهيرة؟ ولماذا أكون كمُقَنَّعة عند قُطْعان أصحابك؟
وفي الإصحاح الثالث من "سِفْر أشعياء": إنَّ الله سيعاقب بنات صِهْيَون على تَبرُّجِهنَّ، والمُباهاة برَنِين خلاخِيلهنَّ، بأن ينزع عنهنَّ زينة الخلاخيل، والضَّفائر، والأهِلَّة، والحِلَق، والأساور، والبَراقِع، والعَصائِب.

ويقول "بولس"[11] في رسالتِه الأولى إلى أهل "كورنثوس": إنَّ النِّقاب شَرَفٌ للمرأة.

وكانت المرأة عندهم تضع البُرْقع على وجهِها حين تلتقي بالغُرباء، وتخلعه حين تَنْزَوِي في الدَّار بلباس الحِداد.
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــ
[1] بنى رومُلُس (Romulus) وأخوه أرمانوس أو رومانوس مدينة روما، ثم قتل روملس أخاه، واستأثر بحكمها، وإليه ينسب الروم.
انظر: التنبيه والإشراف للمسعودي (ص66، 67)، وتحقيق ما للهند من مقولة للبيروني (ص43)، وجمهرة أنساب العرب لابن حزم (2 /511)، وتاريخ ابن الوردي (1 /51)، وتاريخ ابن خلدون (2 /196، 197).
[2] قُسْطَنْطين: هو الذي نقل عاصمة الإمبراطورية من (رُوما) إلى المدينة الإغريقية القديمة (بيزنطة) وأسماها بروما الجديدة، وأنشأها على صورتها التي عرفت بها في التاريخ وصارت تُعرف بالقُسْطَنْطِينيَّة نسبة إليه بعد موته، وهو الذي أنشأ كنيسة آيا صوفيا الكبيرة بها.
انظر: تاريخ أوروبا في العصور الوسطى لسعيد عبدالفتاح عاشور (ص23 - 27).
[3] هو المذهب الذي يعتقد بوجود طبيعتين للمسيح - عليه السلام - إحداهما بشرية، وأخرى إلهيَّة؛ أي: إنَّ المسيح - عليه السلام - يُعَدُّ بَشرًا من جهة أمّه مريم - عليها السلام - وإلهًا من جهة أبيه، تعالى الله عمَّا يقول الظالمون عُلوًّا كبيرًا، وقد عرف فيما بعد بالمذهب الكاثوليكي، وكلمة الكاثوليك كلمة رومانيَّة تعني: الدين العام، وهم امتداد لطائفة المَلْكانِيَّة القديمة، وهي الطَّائفة التي نَصَر الملك قُسْطَنْطين قولها في المَجْمع الذي جَمَعهم فيه، ويسمَّى بمَجْمع "نيقية" أو المجمع المسكوني الأوَّل في عام 325م، وقد سُمُّوا بالمَلْكانِيَّة؛ لأنَّ هذه الفرقة تابعت القولَ الذي نَصَره المُلوك، فنُسِبوا إلى ذلك.
انظر: الفصل في الملل والأهواء والنحل لابن حزم (1/48)، والملل والنحل للشهرستاني (ص221)، والبداية والنهاية (2/101)، وتاريخ أوربا في العصور الوسطى للدكتور سعيد عبدالفتاح عاشور (ص36 - 42).
[4] من المؤرخين من يذهب إلى أن قُسْطَنْطين قد ظلَّ وثنيًّا إلى أن عُمِّد وهو على فراش الموت.
انظر: اضمِحلال الإمبراطورية الرومانية لجيبون (1/564)، وقد ذهب جيبون في الفصْل العشْرين من كتابه المذْكور إلى أنَّ قسطنْطين اعتنق النصرانية، وأعلنها ديانة رسميَّة، محاولةً منه لإنقاذ إمبراطوريَّته المتضعْضعة من التفكُّك والانحلال، وتبعه على قوله المؤرّخ الإنجليزي "ويلز" في كتابه "معالم تاريخ الإنسانية": (718 - 719)، وانظر كذلك: تاريخ أوربا في العصور الوسطى للدكتور سعيد عبدالفتاح عاشور (ص30 - 42).
واعلم أنَّ للمؤرِّخين كلامًا كثيرًا حول حقيقة عقيدة قسطنطين، وما مات عليه، ومنهم من يذهب إلى تَحوُّله إلى الأريوسيَّة التَّوحيديَّة، وتركه للوثنيَّة؛ مُراعاة لكثرة الآريوسيِّين المُوَحِّدين من النَّصارى في مَقرِّ مُلكه، وما حوله، وهذا ما ذهب إليه الإمام ابن حزم في الفِصَل (1 /47)، (2 /72) وكَذَّب النصارى في دعواهم مَلْكانية قُسطنطين، ولا يحتمل هذا الموضع تحرير هذه المسألة.
[5] كان لقسطنطين نفسه دورٌ كبير في إكراه الرَّعايا على النَّصرانية، واستخدام شتَّى الطرق لذلك، قال ابن حزم - رحمه الله تعالى - في الفصل (2 /72): أجبر النَّاس على النصرانيَّة بالسيف، والعطاء، وكان من عهوده المحفوظة: أن لا يولّي ولاية إلاَّ من تَنَصَّر من الناس. انتهى.
وقد كان هذا شأن النَّصرانية في كثير من الفترات التاريخية؛ فقد ألَّف المطران "برتولومي دي لاس كازاس" كتابًا بعنوان: "المسيحية والسيف" تعرَّض فيه لإبادة الهنود الحمر على أيْدي النَّصارى الإسبان، وهو شاهد عيان على الأحداث، وقامت بترجمة الكتاب إلى العربيَّة وتحقيقه: سميرة عزمي الزين، ونشره المعهد الدولي للدراسات الإنسانية، وكانت مصر من تلك البلاد التي أُجْبِر أهلُها على التَّنصُّر، حيث يقول جوستاف لوبون في كتابه "حضارة العرب": أُكْرِهت مصر على انتحال النصرانية، ولكنَّها هبطت بذلك إلى حَضيض الانحطاط، الذي لم ينتشِلْها منه سوى الفتح العربي. انتهى.
وللكاتب منير بديع مقال بعنوان "النصرانية والسيف" تحدَّث فيه عن كثير من حقائق الإكْراه على النصرانيَّة بقوَّة السيف، وهي التُّهمة التي ما انفكُّوا عن لصقها بالإسلام.
[6] بُذور التفكّك والانقسام بدأت قبل عصر قُسْطَنْطين حين كثرت الاضطرابات السياسيَّة والاجتماعيَّة الَّتي تلت الهزائم الفارسيَّة، والغارات البربريَّة، والآثار المترتِّبة على النظم التي وضعها دقلديانوس، وقد أجرى قُسْطَنطين العديد من الإصلاحات في الدَّولة بعد القضاء على خُصومه، وأعاد توحيدها، ولكنَّ انقسام الإمبراطوريَّة انقسامًا كاملا قد وقع بعد وفاته بفترة ليست بالبعيدة، حين قسم ثيودوسيوس الأوَّل (347 - 395م) آخر إمبراطور للإمبراطوريَّة الرومانية المُوحدة الإمبراطورية على ولديه آركاديوس في الشرق، وعاصمة بلاده القسطنطينيَّة، وهونوريوس في الغرب، وعاصمة بلاده ميلانو، وقد انتهت الإمبراطورية الغربية فعليًّا في أواخر القرن الخامس الميلادي بعد استيلاء البرابرة على حُكْمِها، ثمَّ إطاحة القوط الشرقيِّين حُلفاء الإمبراطوريَّة الرومانيَّة الشرقية بهم، وحُكمهم لها من قِبَل حلفائهم، وبسقوط الإمبراطورية الرومانيَّة الغربية بدأ ما يسَمَّى في التاريخ الأوربّي بالعصور الوسطى.
انظر: أوربا في العصور الوسطى لديفز (ص13 - 27)، وتاريخ أوربا الحديث لجفري براون، ترجمة علي المرزوقي (ص39 - ص51)، ومعالم تاريخ أوربا في العصور الوسطى لمحمود سعيد عمران (ص15 - 20)، (ص30 - 47)، وتاريخ أوروبا في العصور الوسطى لسعيد عبدالفتاح عاشور (ص27 - 29).
[7] شارلمان هو حفيد شارل مارتل - ومعنى مارتل: المطْرَقة - مؤسّس الإمبراطوريَّة الكارولينجيَّة، والذي يُعَدّ الواضع الأوَّل لأساس الإمبراطورية الرُّومانية المُسَمَّاة بالمقدسة، وكان قبل ذلك رئيسًا للبلاط المَلَكي في غالة - جزء كبير من فرنسا اليوم - وحاكمًا فعليًّا لتلك المملكة، وخلفه ابنه بيبين القصير والد شارلمان، ومارتل هو الذي هزم عبدالرحمن الغافقي - رحمه الله تعالى - في معركة بلاط الشهداء التي كانت مفصلية في تاريخ أوربا كلها، وهذا سبب تلقيبه باللَّقب المذكور، مع الوضْع في الاعتبار أنَّ أغلب جيشه في تلك المعركة كان من القبائل الوثنية الجرمانية وغيرها، وكان لمارتل - كما كان لحفيده - دور كبير في فرض النَّصرانيَّة على الشعوب الأوروبية التي حكمها، كما كان لابنه بيبين، وحفيده شارلمان دور كبير في مواجهة الدَّولة الإسلاميَّة في الأندلس؛ حيث أخرج الأوَّل المسلمين من معاقلهم في جنوب فرنسا، وحاول الثَّاني إخراج المسلمين من الأندلس بالكلّيَّة، فما أطاق جيوش قرطبة - ولله الحمد - ولكنَّه عاد بعد ذلك، فاستولى على كتالونية، وأراغون، كما أنَّه أجلى المسلمين عن جزيرتي سردينية، وكورسيكا لفترة، ثمَّ أرسل جيشًا فيما بعد، استولَى على شريط ضيق من شمال الأندلس، وضَمَّه لمملكته، كما استسْلمت له برشلونة.
وقد تَوَّج البابا ليو الثالث شارلمان حفيد مارتل إمبراطورًا مُقدَّسًا، مع ما اكتنف ذلك من عقبات كبار، أكبرها: خطورة ذلك التَّتويج على علاقة شارلمان بأباطرة بيزنطة الَّذين كانوا يستأثِرون حتَّى ذلك الحين بلقب الإمبراطور الروماني، وإنَّما خَفَّف من وطأة ذلك الأمر ما آل إليه حال الإمبراطورية البيزنطيَّة من ضعف شديد قبل ذلك بزمن، وأشياء أخرى يطول المقام بذكرها، وكان التَّتويج المذكور بداية عهد جديد في أوربَّا، تحالفت فيه الكنيسة الكاثوليكيَّة مع تلك الإمبراطورية، ومن خَلَفَها، فاستندت الإمبراطوريَّة إلى كلّ ما للكنيسة من هَيْبة، وقداسة، وقَوِيَت البابوية حين جعل ذلك التحالف السلطة الملكية مُسْتَمدة من الهِبة الكَنَسِيَّة، ومُستندة إلى قداستها المُدَّعاة، وكان بيبين والد شارلمان هو أوَّل من اعترف بسُلْطة البابا الزَّمَنيَّة، وثَبَّتها شارلمان من بعده، وكانت تلك الأحداث ترسيخًا لنظريَّة حق الملوك الإلهي في الحكم، المُسمَّاة بالحُكْم الثيوقراطي، والتي ظلَّت أوربا تَرْزَح تحتها قرونًا عِدَّة، إلى أن جاء العصْر المسمَّى بعصر التَّنوير في أوربا، والذي مَهَّد لقيام الدول الأوربيَّة الحديثة، والتي فصلت السياسة عن الكنيسة بالكلية.
ولا ينكر ما كان لشارلمان من إصلاحات كثيرة في مجالات السياسة، والاقتصاد، والتعليم، والحياة الاجتماعية، والدينية، وغيرها، وقد توفّي شارلمان سنة 814 م بعد أربعة عشر عامًا من حكم الإمبراطوريَّة المذكورة، سبقها اثنان وثلاثون أخرى من حُكم مملكة الفِرنْجَة.
وقد ترجم الأمير شكيب أرسلان لشارلمان وأبيه وجَدّه في حاشية تاريخ غزوات العرب (ص35، 36)، وذكر كثيرًا من أخبارهما مع مسْلمي الأندلس وجنوب فرنسا، وعلاقتهم بالخلافة العباسيَّة في بغداد نقلاً عن المؤرّخ رينو الفرنسي (ص113 - 122)، وقد نقل في الكتاب المذكور (ص243) عن المسيو رينو الفرنسي: أنَّ من قصص الفروسيَّة الغريبة المتعلقة بشارلمان، أنَّه قد ذهب في صغره، واقتبس من أنوار العرب، وأنَّه من تأثير ذلك تمكَّن من إدارة تلك السلطنة العظيمة التي جدَّد بها مَجْد العالم الغربي، وألمح رينو إلى كون تلك القصَّة من مَحْض الخيال، البعيد عن التَّمْحيص.
وانظر كذلك: تاريخ أوربَّا الحديث لجفري براون (ص111 - 122)، ومعالم تاريخ أوربا في العصور الوسطى لمحمود سعيد عمران (ص152، 153)، (ص162 - 184)، وقاعدة نربونة ودورها في الجهاد ضدَّ الفرنجة والتوسُّع في أوربَّا للدكتورة منى حسن أحمد محمود (ص15 - 17)، (ص27 - 31)، (ص35 - 37)، (ص42، 43)، وتاريخ أوربا في العصور الوسطى للدكتور سعيد عبدالفتاح عاشور (147 - 173)، وحضارة أوربَّا في العصور الوسطى لمحمود سعيد عمران (ص15 - 31)، (ص265).
[8] قال ابن خلدون في تاريخه (1 /73) عن رومة: وفيها كنيسة بطرس، وبولس من الحَواريِّين، وهما مدفونان بها. انتهى.
وبولس الحَواري غير بولس اليهودي المسمَّى عندهم ببولس الرَّسول، وفي موضع وفاة بولس الحواري اختِلاف كبير بين علماء النَّصارى؛ لخفاء المكان الذي ذهب إليه بعد أن أطلق الرومان سراحه.
[9] جميع النصوص الآتية مَنْقولة من كتاب "المرأة في القرآن" لعباس محمود العقاد (ص57، 58)، وعنه "عودة الحجاب" (3 /82، 83) للشَّيخ محمد إسماعيل المُقَدَّم - حفِظه الله تعالى.
[10] ثامار هي زوجة ابن يهوذا بن يعقوب - عليه السلام، وهو أحد الأسباط، والقصَّة الَّتي جاء النَّصّ المذكور أعلاه في ثناياها قصَّة فَجَّة جدًّا، بل باطلة يقينًا، ولا يَرِد هذا على الاستِشْهاد بها هنا؛ لأنَّ المقصود هو الاحتِجاج على القوم بما يعتقِدون قُدْسِيَّته، لا بما نعتقِد نحن بُطْلانه.
انظر: الفِصَل في الملل والأهواء والنِّحل لابن حزم (1 /113 - 115)، وإفحام اليهود للسمؤال بن يحيى المغربي المُهْتَدي (ص154، 155)، والإعلام بما في دين النصارى من الفساد والأوهام لأبي عبدالله القرطبي (ص197).
[11] لا يخفى أنَّ بولس هو المؤسّس الحقيقي للدّيانة النَّصرانية على صورتها المُحَرَّفة التي تَبَنَّتْها كثيرٌ من الكنائس، ومنها كنيسة الفاتيكان، ومعلوم أنَّه كان يهوديًّا مُضطهِدًا لأتباع المسيح - عليه السَّلام - ثمَّ ادَّعى أنَّه رأى المسيح - عليه السلام - في اليقظة وخاطبه، ثمَّ آمن بالمسيح إيمانًا مزْعومًا عقب تلك الرؤيا المُفْتَراة، وتَحوَّل من مُضطهِد للنَّصارى إلى داعية دُعاة النَّصرانيَّة، ولكن بصورتها المُشَوَّهة، المُلوَّثة بلَوْثَة الوثنيَّات القديمة.
وقد حاول عبدالله بن سبأ اليهودي أن يلعب دورًا شبيهًا بدوْره في تحريف الإسلام، فلم يستطِع، ولكن أثْمَرت جُهوده الخبيثة عن نُشوء الفِرَق الشيعيَّة على اختلافها.

المصدر: شبكة الألوكة