المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تحفيز الصديق بسيرة المهندس محمد توفيق ( مؤسس دار تبليغ الإسلام ).



أهــل الحـديث
29-12-2013, 04:30 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم





تحفيز الصديق بسيرة المهندس محمد توفيق ( مؤسس دار تبليغ الإسلام ).



1 ـ أنشأ المهندس محمد توفيق ((دار تبليغ الإسلام)) عام 1929م، بدأ عمله في سويسرا عن طريق الرسائل والإعلانات، ففي كل محطةٍ من المحطات على طول الطريق من النمسا إلى زيورخ إلى بازل، تجد لُوَحاً تقول: ((لقد عملت خطأ عن الإسلام، إن كنت تريد أن تعرف الحقيقة، فاكتب إلى فلان، فإذا أرسلت إليه، أرسل لك كتباً صغيرة موجزة)) وقال لي : أرسل لي خمسةً من أصدقائك، ولا يلبث أن يرسل لهم بطاقاته، وامتد عمله في النمسا والسويد والنرويج وفرنسا، ونما هذا العمل الصامت الخالص لوجه الله، وفي سبيل التعريف بالإسلام، وتحرير مفاهيمه، حتى كتب إلى مائة ألفٍ من البشر، قال لهم كملة التوحيد، فكسب منهم أصدقاء، وكسب منهم معتنقين، ونشأ من خلال ذلك في هذه الأقطار مجتمعات إسلامية.

2 ـ في الوقت الذي كانت تحاصر فيه الصحافة الإسلامية وتخضع لأجهزةٍ متعددة من الرقابة، كان المهندس توفيق أحمد ((من العاملين في صمت وبلا دعاية)) .

3 ـ ودار تبليغ الإسلام تقوم على شخصٍ واحد، هو ((الساعي ومسؤول العلاقات العامة والمحرر ورئيس التحرير ومسؤول المراسلات والتمويل وغيرها)) وقد وصفته إحدى المجلات الإسلامية بأن هذا الجهد الكبير، الذي يقوم به، لا تستطيع مؤسساتٌ بكاملها عمله، ورجحت جهده على جهد أحد المؤتمرات الإسلامية، والتي أشرفت عليه مجموعة دولٍ في إحدى العواصم الأوروبية عام 1976، وكان هذا المؤتمر يهتم بالتراث من خلال مخطوطاتٍ إسلامية ومجموعة محاضرات، ورغم هذا لم يعلن أحدٌ إسلامه.

4 ـ اتخذ لنفسه شعاراً يلخصه في الجملة التالية : ((الناس جميعاً أسرة واحدة، ربها واحد، ودينها واحد، هو الإسلام الذي دعا إليه جميع رسل الله الكرام، والسعيد الناجي مَن فهم القرآن، وعمل على نشر تعاليمه التي تحقق المحبة والسلام بين بني الإنسان)) وهو يطبع هذا الشعار على الرسائل التي يوزعها مجاناً بسبع لغات على القارات الخمس. هذا الرجل تخطى عتبة الثمانين ولا يزال في فتوة وحيوية الشباب.

5 ـ أخذ في الدعوة إلى الإسلام في الأوساط المسيحية، ولقي عمله إقبالاً كبيراً، وفوجئ بتدفق لم يكن يتوقعه من شتى الأوساط، المتعلمة والمثقفة والعادية، فزاده ذلك إقبالاً على المضي في هذا الطريق، ودخل الكنائس والمدارس والسجون والنوادي الليلة، وأخذ ينفق على الدعوة من دخله الشخصي، وهداه تفكيره إلى استئجار الأماكن العامة، مثل: دور السينما والنوادي وقاعات الاجتماعات، لإلقاء المحاضرات وإدارة الندوات، وفجأة وجد نفسه في عالمٍ لم يخطط له.

6ـ كان في البداية يقدّر أن المسألة لا تعدو أن تكون عملاً متواضعاً. يقصد به وجه الله لا أقل ولا أكثر، فإذا به أمام نتائج باهرة وحركة واسعة وإقبالٍ لم يخطر على بال، وإذا باسم الرجل يتردد في أكثر من جهة في أوربا، وإذا بالصحافة تكتب عنه، وإذا برجال الكنيسة يتحركون لمعرفة السر وراء هذا النجاح، فلما أيقنوا أن الرجل لا يدعمه أحد سوى الله، كفُّوا عن المناوشة وسلّموا أمرهم لله، حتى إن بعض الرهبان والقساوسة أخذوا يترددون عليه في مقر إقامته بمدينة بادن (أرجاو) بسويسرا لمناقشته والأخذ عنه.

7 ـ قال : ((إنني في مجال تبليغ الدعوة للأجانب, لا أترك الأجنبي الذي يراسلني بصدد دعوة الإسلام إلا بعدما يعلن الشهادتين, وفي العادة قد تطول المراسلة أو تقصر, وأقصر مراسلة انتهت بإعلان إسلام أحد الأجانب من ألمانيا استمرت شهرين, وأطولها استمرت سبعة عشر عاماً مع رجل من تشيكوسلوفاكيا, ومع هذا الأخير الذي كانت تربطني به صداقة, وكان يتردد على القاهرة ويتفضل بزيارتي, وكان مصرًّا على التمسك بعقيدته, بيد أنه جاءني ذات مرة بعد مرور سبعة عشر عاماً على صداقتنا, وقال لي: إنني أحمل لك مفاجأة, فقلت له: ما هي؟ فقال: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله)).

8 ـ يراسل الشيخ محمد توفيق صيدلياً كاثوليكياً يسكن في ((بازل)) على الحدود الفرنسية وزوجته، مدة طويلة بعد طول جهدً معهما، ويرسل إلى زوجة هذا الصيدلي ترجمة معاني القرآن الكريم، وتستوقفها أشياء، ويسافر الشيخ إلى ((بازل)) ويصل بقطار الساعة الرابعة بعد الظهر، وكانوا في انتظاره – الصيدلي وزوجته وأولاده – ولم يكونوا يعرفونه، وكان قد وافاهم بمواصفاته، وأنه طويل نحيف بنظارة ومعه كتاب لونه أحمر، وكان قد حمله ليُعرَف به، واهتدوا إلى معرفته، وفور وصولهم إلى البيت قالت له زوجة الصيدلي: هل أ،ت متوضئ؟ فقال لها: نعم، فقالت: ونحن أيضاً متوضئون، ثم طلبت منه أن يصلي بهم إماماً، فتأثر وبكى.

9 ـ رجل يستحق التكريم ممن جعل الله تكريم الرجال على أيديهم، لقد أسعدني أن ألتقي بالمهندس محمد توفيق بن أحمد سعد، وهذا اسمه بالكامل. ألستم معي أن هذا الرجل يضاهي عمله المؤسسات، إنه يحق الرجل المؤسسة، ولا عجب.







بترتيب وتهذيب ... من كتاب ( أثر المرء في دنياه ) د/ محمد موسى الشريف.