أهــل الحـديث
25-12-2013, 09:40 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم
((( المختصر المفيد في احكام الكفر: متى يكفر المؤمن؟ )))
هذا المختصر جاء نتيجة صراع مع النفس في هذه المسالة الشائكة فتمخض عن ذلك هذا التقرير الذي افدت اكثره من مشايخي من اهل العلم والفضل
فان كان من صواب فمن الله وحده ثم من مشايخي جزاهم الله عني خيرا، وان كان من خطاء فمن نفسي والشيطان واستغفر الله من قبل ومن بعد
لا تخلو حالات العبد المؤمن مع الكفر من ثلاث:
الاولى: الا يقصد الكفر ولا يقصد الفعل الذي يكون به الكفر
فهذا لا يكفر اتفاقا ودليله قول ذلك الرجل الذي اضل راحلته ( اللهم انت عبدي وانا ربك) فقال صلى الله عليه وسلم :(( اخطا من شدة الفرح ))
فعبارة ( اللهم انت عبدي وانا ربك ) كفر قولا واحدا، بل من اعظم الكفر ، لكن العبد لم يكفر لانه لم يقصد ان يكفر ولم يقصد العبارة التي تلفظ بها.
والغرق بينهما ان قصد الكفر ان يقصد الردة، وقصد الفعل ان يقصد النطق بالعبارة وان لم يقصد الردة او ظن عدم ترتبها على قوله وفعله.
الثانية: ان يقصد الكفر ويقصد الردة فهذا كافر مرتد باتفاق المسلمين واحسن ما يمثل لهذا الصنف بمن تنصر او الحد.
الثالثة: ان يقصد الفعل الذي يكون به الكفر ولا يقصد الكفر والردة والخروج على الاسلام، وهذه الحالة هي التي تنازع فيها الناس.فقال بعضهم: لا بد ان يقصد الكفر، وعلى هذا القول يتوقف التكفير على معرفة قصد المتكلم والفاعل وهذا متعذر لان المقاصد محلها القلب وهي من خصائص الرب.
وقال اخرون: لا يشترط ان يقصد الكفر والردة بل يكفي ان يقصد الفعل ويكون عالما بحكمه في الشرع ولا يكون متاولا واستدلوا لذلك بحديث ابي هريرة في الصحيحين في الرجل الذي جامع اهله في نهار رمضان، فان الرسول صلى الله عليه وسلم الزمه بالكفارة لعلمه انه اتى منكرا لقوله ( هلكت ) وان كان يجهل الحكم. وهذا القول اعدل الاقوال قال شيخ السلام رحمه الله:
" وبالجملة من قال او فعل ما هو كفر كفر بذلك وان لم يقصد ان يكون كافرا، اذ لا يقصد الكفر حد الا ما شاء الله " الصارم المسلول ص 177.
قلت: ويشهد لهذا التقرير قوله تعالى { ولئن سالتهم ليقولن انما كنا نخوض ونلعب قل ابالله واياته ورسوله كنتم تستهزءون لاىتعتذروا قد كفرتم بعد ايمانكم }
فكفرهم سبحانه وتعالى بعد ان اثبت لهم الايمان ولم بكذبهم في ما ادعوه من الخوض واللعب.
يستثنى من هذه الحالة واقصد حالة من قصد الفعل ولم يقصد الكفر، من فعل ذلك متاولا، كما هو حال الصحابة الذين شربوا الخمر متاولين قوله تعالى { ليس على الذبن امنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا اذا ما اتقوا وامنوا وعملوا الصالحات } الاية.
اسال الله العظيم رب العرش الكريم ان ينفع بهذا المختصر كاتبه وقارئه وناشره ويكتب لي ولمشايخي اجره انه سبحانه خير مسؤول .
ملحوظة:
الكلام هنا على مسالة متى يقع المؤمن في الكفر لا عن مسالة تنزيل حكم الكفر عليه ( التكفير ) التي لابد فيها من استيفاء الشروط وانتفاء الموانع
وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم
وكتب:
ابو وائل حسان بن حسين ال شعبان
مكة المكرمة في 22 صفر 1435 ه
((( المختصر المفيد في احكام الكفر: متى يكفر المؤمن؟ )))
هذا المختصر جاء نتيجة صراع مع النفس في هذه المسالة الشائكة فتمخض عن ذلك هذا التقرير الذي افدت اكثره من مشايخي من اهل العلم والفضل
فان كان من صواب فمن الله وحده ثم من مشايخي جزاهم الله عني خيرا، وان كان من خطاء فمن نفسي والشيطان واستغفر الله من قبل ومن بعد
لا تخلو حالات العبد المؤمن مع الكفر من ثلاث:
الاولى: الا يقصد الكفر ولا يقصد الفعل الذي يكون به الكفر
فهذا لا يكفر اتفاقا ودليله قول ذلك الرجل الذي اضل راحلته ( اللهم انت عبدي وانا ربك) فقال صلى الله عليه وسلم :(( اخطا من شدة الفرح ))
فعبارة ( اللهم انت عبدي وانا ربك ) كفر قولا واحدا، بل من اعظم الكفر ، لكن العبد لم يكفر لانه لم يقصد ان يكفر ولم يقصد العبارة التي تلفظ بها.
والغرق بينهما ان قصد الكفر ان يقصد الردة، وقصد الفعل ان يقصد النطق بالعبارة وان لم يقصد الردة او ظن عدم ترتبها على قوله وفعله.
الثانية: ان يقصد الكفر ويقصد الردة فهذا كافر مرتد باتفاق المسلمين واحسن ما يمثل لهذا الصنف بمن تنصر او الحد.
الثالثة: ان يقصد الفعل الذي يكون به الكفر ولا يقصد الكفر والردة والخروج على الاسلام، وهذه الحالة هي التي تنازع فيها الناس.فقال بعضهم: لا بد ان يقصد الكفر، وعلى هذا القول يتوقف التكفير على معرفة قصد المتكلم والفاعل وهذا متعذر لان المقاصد محلها القلب وهي من خصائص الرب.
وقال اخرون: لا يشترط ان يقصد الكفر والردة بل يكفي ان يقصد الفعل ويكون عالما بحكمه في الشرع ولا يكون متاولا واستدلوا لذلك بحديث ابي هريرة في الصحيحين في الرجل الذي جامع اهله في نهار رمضان، فان الرسول صلى الله عليه وسلم الزمه بالكفارة لعلمه انه اتى منكرا لقوله ( هلكت ) وان كان يجهل الحكم. وهذا القول اعدل الاقوال قال شيخ السلام رحمه الله:
" وبالجملة من قال او فعل ما هو كفر كفر بذلك وان لم يقصد ان يكون كافرا، اذ لا يقصد الكفر حد الا ما شاء الله " الصارم المسلول ص 177.
قلت: ويشهد لهذا التقرير قوله تعالى { ولئن سالتهم ليقولن انما كنا نخوض ونلعب قل ابالله واياته ورسوله كنتم تستهزءون لاىتعتذروا قد كفرتم بعد ايمانكم }
فكفرهم سبحانه وتعالى بعد ان اثبت لهم الايمان ولم بكذبهم في ما ادعوه من الخوض واللعب.
يستثنى من هذه الحالة واقصد حالة من قصد الفعل ولم يقصد الكفر، من فعل ذلك متاولا، كما هو حال الصحابة الذين شربوا الخمر متاولين قوله تعالى { ليس على الذبن امنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا اذا ما اتقوا وامنوا وعملوا الصالحات } الاية.
اسال الله العظيم رب العرش الكريم ان ينفع بهذا المختصر كاتبه وقارئه وناشره ويكتب لي ولمشايخي اجره انه سبحانه خير مسؤول .
ملحوظة:
الكلام هنا على مسالة متى يقع المؤمن في الكفر لا عن مسالة تنزيل حكم الكفر عليه ( التكفير ) التي لابد فيها من استيفاء الشروط وانتفاء الموانع
وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم
وكتب:
ابو وائل حسان بن حسين ال شعبان
مكة المكرمة في 22 صفر 1435 ه