المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إلى من يهمه الأمر " تعليمنا يلفظ أنفاسه الأخيرة " - الفروقات حقنا وهدفنا



حقوق المعلمين
24-12-2013, 11:40 PM
بسم الله الرحمن الرحيم



إلى من يهمه الأمر



" تعليمنا يلفظ أنفاسه الأخيرة "


الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الخلق أجمعين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وبعد:


هناك ذكريات جميلة وأعمال جليلة تبقى في الذاكرة،وهناك رجالا سطروا أسماؤهم بحروف من نور علموا اجيالا و بنوا أمة و قدموا لهذا الوطن الكثير، لن ينساهم التاريخ ولن ينسى الناس فضلهم بعد فضل الله مهما طال الزمان ومن هذه الذكريات الفترة الذهبية التي مر بها التعليم السعودي ، في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد رحمه الله عندما كان وزيرا للتربية والتعليم ( وزارة المعارف سابقا ) ثم تبعه وسار على خطاه الوزير الخويطر فجزاهما الله خير الجزاء .
ولايخفى عليكم ما آل اليه حال التعليم في بلادنا الحبيبة بعد هذه الفترة فالتربية والتعليم وبكل أسف في انحدار مستمر وفي حال يرثى له فالله المستعان وإليه المشتكى وعليه التكلان .


بداية عند دراسة ظاهرة من الظواهر لابد من النظر في مسبباتها لأن السبب يعطي النتيجة مهما كانت حسنة أو سيئة،وما يهمنا في هذا المقام هودراسة ظاهرة تدهور الوضع التعليمي في المملكة فحري بنا أن نتأمل في أسباب تلك الظاهرة للوقوف عليها وإعادة النظر فيها ، فمن وجهة نظري ونظر كثير من الأخوة هناك الكثير من الأسباب أدت الى ذلك ولكن هناك أسباب محورية ورئيسية أدت الى هذا الظاهرة اما بشكل مباشر أو غير مباشر ومنها :

نظام التقويم المستمر المطبق حاليا

- فيجب الغاء نظام التقويم المستمرفي المرحلة الابتدائية فورا والعودة الى نظام الاختبارات والدرجات ( تحريرية أوشفهية حيث أن لكل مادة مايناسبها ) فهذا النظام الدخيل ( التقويم المستمر ) لا يصلح لتطبيقه في هذه المرحلة اطلاقا لأنها مرحلة الأساس ولا بد أن يكون الأساس قويا لا هشا ولابد أن يمارس الطلاب في هذه المرحلة القراءة والكتابة بشكل متقن وضعوا تحت هذه الكلمة من الخطوط ماتشائون ، ويجب أن لا ينتقل الطالب للصف التالي الا بعد اتقانه للقراءة والكتابة تمام الاتقان لأنهما شيئان أساسيان بل هما كل شيء خصوصا في الصفوف الدنيا من المرحلة الابتدائية ،لأن الطالب اذا أتقن القراءة والكتابة سيستطيع باذن الله أن يعتمد على نفسه في مذاكرة المواد المختلفة قرآن – دين – علوم – اجتماعيات .... الخ،فها نحن نجني ثمارتطبيق التقويم المستمر لأكثر من 12 عاما فقد خرج لنا جيلا لا يقرأ ولايكتب ( جيل جاهل ) وأكثر الطلاب وصل الى المرحلة الثانوية وهو لا يجيد القراءة ولا الكتابة فأذا كان هذا مستواه في القراءة والكتابة فلا تسأل عن مستواه في بقية المواد الدراسية ( حدث ولا حرج ) فمن المسؤول عن هذه الكارثة ولماذا لايعالج هذا الخلل الواضح وضوح الشمس ولماذا لا يلغى هذا النظام العقيم ، وأتعجب أشد العجب عندما اسمع استياء مسؤولي التعليم لدينا من تأخرنا ترتيبنا تعليميا على المستوى العربي ولا أقول العالمي،وهم يعلمون المسببات والسبب واضح واذا عرف السبب بطل العجب .

التراخي والتساهل في قضية النجاح والرسوب

- فيجب الغاء سياسة تعدية الطلاب ( الدَّف ) و منع المعلمين و مدراء المدارس على وجه الخصوص ( لأن بعض المدراء يحاول جاهدا ويحرص على أن تكون نسبة النجاح في مدرسته 100% حتى لا يكون محل مسآئلة من إدارة التربية والتعليم ، بغض النظر عن الأمانة أو المصلحة التعليمية للطلاب سواء كانت بالنجاح أو الرسوب ) من التدخل في درجات الطلاب أوتعديلها لتعدية الطلاب فهذه امانة ومن خانهافلا يستحق أن يكون معلما . ويجب سرعة ابلاغ الوزارة عن هذه التجاوزات وعقاب من يثبت تورطه في هذا العمل بالعقوبة الرادعة،
وعلى ضوء هذه السياسة ( الدَّف ) أصبح الطلاب في مدارسنا على علم مسبق من بداية العام الدراسي بأنهم سينجحون وينتقلون للصفوف التالية بطريقة أو بأخرى بسبب تساهل بعض المعلمين أوالصلاحية المعطاه لمدراء المدارس في النجاح والرسوب ، اذا فما الذي يحفز الطالب ويشجعه على التعلم والاستذكار وهو في النهاية سينجح إذا فلا اهتمام ولا مذاكرة ولا حل للواجبات ولا انتباه مع المعلم ولا احترام له ( يعني لا تربية ولا تعليم )

تسريب أسئلة الامتحانات في بعض المدارس

- انتشر مؤخرا في بعض المدارس ظاهرة تسريب المعلمين لأسئلة الامتحان واصبح الطالب يدخل الامتحان وهو على علم مسبق بما يحويه ، فكما تعلمون أن الامتحانات وسيلة ( لضمان التعلم والاستذكار والتحصيل ) وليست غاية بحد ذاتها ، فإذا سرب الامتحان للطلاب بشكل مباشر ( اسئلة صريحة ) او غير مباشر ( تحديد دروس معينة ) فسيركز الطلاب على هذه الأسئلة او الدروس لضمان درجات النجاح ويترك معظم المنهج ، ويخرج لنا جيل لا يملك من المعرفة الا القشور ، فيجب محاسبة كل من يثبت قيامه بهذا العمل الدنيء ومعاقبته بأشد عقوبة ، وأقترح تكليف ادارات التعليم بعمل اختبارات لجميع المواد الدراسية لضمان اعتماد الطلاب على أنفسهم ولضمان جودة التعليم

منع العقاب البدني بالمدارس وماترتب عليه

– فيجب اعادة المصداقية والهيبة للتعليم وذلك بإعادة الهيبة للمعلم ، واشعار الطلاب وأولياء امور الطلاب بأهمية احترام المعلم والتصدي لكل من يحاول الاخلال بالنظام التعليمي وذلك بتكوين لجنة تسمى لجنة الانضباط والتأديب بالمدرسة يترأسها مدير المدرسة ويكون من ضمن صلاحياتها العقاب البدني المقنن .

وتوعية أولياء الامور بأهمية اعادة العقاب البدني لأنه في ظل النظام الحالي ( منع العقاب ) أصبح الطالب لا يأبه بالمعلم ولا ينتبه لشرحه ولا يؤدي واجباته المنزليه ولا يذاكر دروسه بل ويحدث فوضى في الفصل لعلمه بأن الضرب ممنوع ولعلمه بأن المعلم لن يستطيع عمل أي شيء ( فكيف يتعلم الطلاب ؟؟؟؟ )
بل والأدهى والامر أن المعلم الذي يعاقب الطالب حتى على أشياء سلوكية تدخين أوأقوال أو أعمال منافية للدين والخلق يتم محاسبته من ادارة التعليم والحسم من مرتبه أو نقله نقلا تأديبيا أو تحويله لعمل اداري او قد تصل لفصله وبمباركة من وزارة التربية والتعليم ! ،مما أجبر بعض المعلمين في ظل هذا النظام التعليمي الجائر وفي ظل هذا التضييق على المعلم أن لا يحتك بالطلاب نهائيا مما أدى الى تدهور مستواهم التعليمي وانتشار ظواهر غير أخلاقية داخل المدارس اذا فلا تربية ولا تعليم !!
وأقترح على مسؤولي الوزارة في الأعوام القادمة ان يكون من ضمن شروط قبول الطلاب ( المستجدين والقدامى ) في المدارس التابعة لوزارة التربية والتعليم ( الابتدائية والمتوسطة والثانوية ) توقيع الطلاب وأولياء أموره على ورقة تتضمن موافقتهم والتزامهم بأهمية احترام المعلم وعدم الاخلال بالنظام المدرسي وإشعارهم باعادة العقاب البدني المقنن الذي هو من اختصاص لجنة الإنضباط والتأديب بالمدرسة ، ومن لا يرغب بالتوقيع من أولياء الأمور فبإمكانه الحاق ابنه بالمدارس الأهلية المتوفرة في جميع مدن المملكة

عدم حماية حقوق المعلم المادية والمعنوية وماترتب عليها

فكما قال الشاعر
إن المعلم والطبيب كلاهما .... لا ينصحان إذا هما لم يكرما
فاصبر لدائك إن أهنت طبيبه .... واصبر لجهلك إن جفوت معلما

وأرى أن ماذكره الشاعر في البيتين السابقين ينطبق على حال المعلم اليوم
وهنا اريد أن اقف قليلا عند نقطتين هامتين بشيء من التفصيل :

((عدم اكرام المعلم وتبعاته )) فإذا سلب المعلم حقوقه المادية كالدرجة الوظيفية المستحقة والفروقات على سبيل المثال فالبعض منهم ممن لا يخاف الله ولا يستشعر الأمانة ( حتى ولو كان منقوص الأجر ، فالله لا يظلم مثقال ذرة ) وأكرر البعض ولا أقول الكل سيتحجج بأن حقوقه منقوصه فيخل بعمله ويؤديه كيفما اتفق فلا اخلاص ولامتابعة ولا حرص ولا أمانة فيضيع جيل وتضيع أمة وهذه كارثة ، والحل هواعطاء المعلم كافة حقوقه ومحاسبته في حال تقصيره .

((اهانة المعلم وتبعاته )) وهي نقطة في غاية الأهمية فاذا لم تسن قوانين لحماية المعلم وممتلكاته فسيسير تعليمنا الى الوراء وكلنا يسمع بشكل دائم الاعتداء علي المعلمين بالضرب داخل المدرسة أو خارجها أو تهشيم وتكسير سياراتهم ، وخصوصا عند مراقبة الطلاب في قاعات الاختبار فمثلا عند اكتشاف أحد الطلاب يحاول الغش وعندما يثنيه المعلم عن هذا الفعل يقوم الطالب بتهديد المعلم بالضرب أو بتكسير سيارته فأن رضخ لتهديده خوفا منه وعلما من المعلم بأنه لن يحميه بعد الله أحد واتاح المجال للطالب بالغش فقد خان الأمانة وضيعها ، وان استشعر الأمانة وثنى الطالب عن فعلته فقد يتعرض لموقف لا يحسد عليه اما بالضرب أو بتكسير سيارته التي لا يزال يسدد أقساطها ، ولن يقف بجانبه أحد لا ادارة المدرسة ولا ادارة التعليم ولا الوزارة بنفسها ولن يتم تعويضه ماديا ولا معنويا وقد يصبح عنوانا في جريدة أو حديثا في مجلس والله المستعان،اذا فماذا تتوقع أن يكون تصرف هذا لمعلم المسكين في ظل هذه المعطيات والحسابات المعقدة ( أشبه مايكون بحرب ) فيعمل بعض المعلمين بالمثل الشعبي ( اللي عقله في راسه يعرف خلاصه ) يعني ( خل الدرعى ترعى ) فيصبح تعليمنا بلا معنى وشهاداتنا الدراسية بلا قيمة وأشبه ماتكون بالمزورة ( لعدم مصداقيتها ) وأكبر دليل على ذلك أن أكثر مخرجات التعليم العام من مدارسنا عند ذهابهم للجامعات يجدون انفسهم تائهين لا يوجد لديهم أساس علمي قوي لذلك اعتمدت أكثر الجامعات في اختبارات القبول على اختبار القدرات والاختبارات التحصيلية لقياس مهارات وتحصيل الطلاب لعلمهم بأن شهادات التعليم العام فقدت مصداقيتها وأن تعليمنا أصبح في حال الاحتضار، فأقترح تكليف دورية أمنية عند كل مدرسة أثناء فترة الاختبارات من الصباح الى الظهر لحماية المعلمين وممتلكاتهم من هذا العبث .



والله من وراء القصد