المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : || تحليل تكتيكي - الاتحاد × الشباب : ردود افعال ممتازة من المدربين ||



عميد اتحادي
21-12-2013, 12:20 AM
السلام عليكم ..



تمهيد :





مباراة الشباب و الاتحاد في الشرائع , انتهت بتعادل ايجابي لكلا الفريقين , بغض النظر عن عدد الاهداف التي سُجلت , كانت المباراة جميلة جداً تكتيكياً .
حيث كانت ردود الافعال حاظرة من المدربين بشكل سريع و ايجابي , ايضاً التبديلات كانت ممتازة , الشباب سيطر على المباراة بشكل عام , بينما حاول الاتحاد ان يلعب على عدم الخسارة .
الشباب سيطر على اول اربعة دقائق في المباراة بدون ان يشكل الاتحاد اي خطورة عليه اطلاقاً , لا من ناحية الهجمات ولا من ناحية تعطيل محاولات الشباب .
وكلنا راينا عدد المراوغات التي تمت في بداية المباراة . بشكل سريع الاتحاد دخل مرتبك و الشباب اراد ان يستغل ذلك ولكنه عجز في البداية , ثم عاد الاتحاد و استعاد الثقة .
نقطة التحول في المباراة كانت كما يعلم الكل طرد اللاعب عبد الرحمن الغامدي . غير ذلك .. كانت المباراة جميلة .







تشكيلة الفريقين :





تشكيلة الإتحاد : فواز القرني - راشد الرهيب , باسم المنتشري , منصور الحربي , محمد قاسم - سعود كريري , احمد عسيري - فهد المولد , عبد الرحمن الغامدي , العمري - مختار فلاته .

تشكيلة الشباب : وليد عبدالله - القميزي , مينغازو , كواك , الاسطا - الخيبري , توريس - الرويلي , رافينها , الصليهيم - مهند عسيري .



لا يوجد اي تغيير عن مباراة نجران الاخيرة التي لعبها الاتحاد , بإستثناء خروج حمد المنتشري وتعويضه بمنصور الحربي , بقية الاسامي في المباراة كانت متوقعة .

وعلى ارضية الملعب , كانت هذه هي المواقع للاعبين :







http://s16.postimg.org/y268cax91/image.png
http://s16.postimg.org/y268cax91/image.png (http://s16.postimg.org/y268cax91/image.png)






الاجنحة :



اهم نقطة في المباراة واكثرها تأثيراً , هي الاجنحة , وسنبدأ اولاً بـالفريق الاتحادي , حيث انه لعب بطريقة الاجنحة المعكوسة , وهي ان تضع اللاعب في المكان المعاكس لقدمه , فكلنا نعلم ان فهد المولد في الاساس هو لاعب بالقدم اليمنى , و العمري باليسرى , ولكن ماحصل .. هو ان فهد المولد كان في الجهة اليسرى , و العمري في اليمنى ؛ اي تماماً كل لاعب في الجهة المعاكسة لقدمه , هذا الامر اعطى مدرب الاتحاد عمرو انور فرصة في شيء ما , واخذ منه فرصة في شيء ما . ما خسره عمرو هو انه ببساطة اصبح يفتقد لخيار العرضيات من الاجنحة لمختار و الغامدي , لأنه لا يمكنك ارسال كرات عرضية من فهد المولد في الجهة اليسرى وهو يلعب بالقدم اليمنى . واذا اردت فعل ذلك , عليك ان تتوقف لثواني لتجعل جسدك يناسب الكرة العرضية . اي انه على فهد ان يجعل قدمه الضعيفة هي الاقرب للمرمى اولاً , ثم يرسل كرات عرضية .



وهذا لا يتناسب ابداً مع شخصية فهد المولد في اللعب , ففهد من تلك النوعية التي تعتمد على السرعة و المهارة فقط في الوصول للامام , ومن بعدها عليه التسديد . هذا بخصوص ماخسره المدرب عمرو , ولكن ماكسبه . هو انه سيضع العمري و فهد المولد امام المرمى في حالة ارادوا التسجيل ؛ كيف ..؟! , ببساطة سنقول ان الاجنحة المعكوسة توفر هذه الخدمة , حيث انها تضع اللاعب في مكان يسمح له بالتسديد وليس بإرسال الكرات العرضية . معضم الاندية الاوروبية تلعب بالاجنحة المعكوسة وتعتمد على الاظهرة في صناعة العرضيات , على سبيل المثال , رونالدو في الريال يلعب باليمين ولكنه يتواجد في اليسار , ومهمته التسجيل وليس ارسال العرضيات , وهذه هي مهمة مارسيلو كونه يلعب باليسار .



على العموم , عندما تم وضع العمري على اليمين و فهد على اليسار , كان هذا التبديل غير متوقع بالنسبة لمدرب الشباب رافينها , حيث ان الاخير توقع ان يكون فهد في اليمين , وبدأ المباراة بإستخدام تلك الجهة في الهجوم , فكنا نشاهد الاسطا و الصليهيم في الاشوط الاول يتحركون بكثافة في تلك المنطقة , وهذا لأن التوقعات كانت تشير بوجود فهد المولد امام راشد الرهيب , مما يعني تفوق شبابي في تلك الجهة , وهذا يعود لواقع ان فهد لا يجيد الدعم الدفاعي و الثقافة الدفاعية . ولكن العمري كان موجود بالجهة اليمنى , هذا ماجعل الكفة متوازنة بالنسبة للفريقين , فالرهيب و العمري اجادا التعامل مع الاسطا و الصليهيم , واستطاعوا ان يجعلوهم يقدمون مباراة هادئة نوعاً ما ..





نجح عمرو في انقاذ الاتحاد من تلك الجهة , حيث تجد العرضيات الخطيرة من الاسطا و الصليهيم قد اختفت تماماً , وتم قطع المد لـ مهند عسيري , اللاعب الذي يحتاج لكرات عرضية وبينية بإستمرار كي يسجل . اُجبر المدرب فيريرا مدرب الشباب على استغلال الاوضاع الاتحادية في خطف النقاط الثلاثة , فحول اللعب بشكل سريع على الجهة اليمنى , وهي اليسرى بالنسبة للإتحاد , وهنا حصل الفرق في المباراة , حيث ان فهد المولد كان في مواجهة القميزي بإستمرار , ولكن فهد كما قلنا لا يدرك الاساسيات الدفاعية , فكان القميزي ينطلق ليواجه محمد قاسم بإستمرار , ويلعب وكأنه جناح , على العموم . اللاعب الاساسي في الشباب في تلك المنطقة هو حسن معاذ , الذي لم يعلب اليوم .



القميزي بدعمه المستمر للجهة اليسرى , استطاع تحرير الرويلي من رقابة محمد قاسم . لأن قاسم كان عليه ايقاف امتداد القميزي في تلك الجهة , هذا ماجعل الرويلي يأخذ دور في العمق اكثر , حيث انه كان يتحرك مثل تلك الطريقة التي يتحرك بها اللاعب الهولندي ارين روبين , وهي ترك خط التماس خلف ظهره ويحاول بشكل مستمر ان يخترق العمق . لو ان محمد قاسم فضل ان يراقب الرويلي ويدخل معه للعمق , لوجد القميزي مساحة كافية للتحرك بحرية وارسال الكرات العرضية للصندوق , وفي ذلك الوقت .. لن يتردد مهند عسيري في التسجيل .



ولكن ماحصل , هو ان احمد عسيري كان موجود في المباراة كمحور ارتكاز في اليسار , هذا يعني , ان دخول الرويلي للعمق , جعله يصطدم مع قلب دفاع حقيقي من طراز ممتاز في منتصف الملعب , هذا ماجعل مهمة الرويلي صعبة , واعتمد الشباب في تلك الاثناء على " هل يستطيع القميزي الفوز على محمد قاسم في الطرف ..؟! " الاجابة في معظم الاحيان كانت لا . لذلك من جديد عادة ردة الفعل من كلا المدربين بالتحرك , حيث شاهدنا رافينها صانع العاب الشباب يحاول ان يتحرك في تلك المساحة القديمة لأحمد عسيري . في الوقت الذي اشتهر فيه رافينها بتصويباته القوية و تمريراته , ولكي نبسط اكثر :



دخول الرويلي للعمق جعله ينافس احمد عسيري في تلك الجهة , مما جعل احمد عسيري يبتعد عن منطقته المحددة , هذا ماجعل لرافيها مساحة اكبر للتحرك , في تلك الاثناء كان اللاعب سعود كريري يراقب رافينها جيداً و استطاع التغلب عليه وجعله يفقد عديد من الفرص . فيريرا من جديد يعود ليستخدم حيلة جديدة , وهي ابعاد رافينها عن استغلال تلك المنطقة التي تركها عسيري بسبب رقابة الرويلي , وجعله يبتعد على اليسار كثيراً ليسحب معه سعود كريري , في تلك الاثناء ستصبح هناك مساحة بين ارتكازين الاتحاد احمد عسيري وسعود كريري ..



وكانت فكرة فيريرا في جعل الخيبري يتقدم ليلعب بتلك المنطقة , ولكن الخيبري في الاساس يملك جواز سفر دفاعي غير مختوم في الاراضي الهجومية . لم يكن ذلك يعطي تهديد كبير على الاتحاد . ولكن التهديد الحقيقي , اتى حينما بدل فيريرا مركز الخيبري بتوريس , فيصبح توريس يتحرك للأمام في ظل عدم وجود لاعب اتحادي يستطيع التغطية هناك , في تلك الاثناء تم قرع ناقوس الخطر في الاتحاد , حيث كان الغامدي لا يملك مواصفات كافية لمساندة الدفاع , هذا مادفع عمرو لإعادة الجناح الايسر العمري لمنطقة عميقة وكأنه ارتكاز , ليصبح بثلاثة لاعبين امام الرويلي و رافينها و توريس .







هجمات الاتحاد :



كما شاهدنا في بداية المباراة , كان الاتحاد متوتر , وكانت هناك فكرة تسيطر في رأس اللاعبين بأن عليهم عدم التسجيل في المباراة و الاكتفاء بالتعادل السلبي , ولكن مع مرور الوقت تبرهن عكس ذلك , حيث ان الاتحاد كان يلعب بطريقة مباشرة جداً وبدون اي فلسفة . وذلك بجعل الكرة تنتقل من الثلث الاول للثلث الاخير بأقل عدد ممكن من اللمسات و الثواني , عكس الشباب الذي كان يمر على الثلاثة اثلاث بالكامل , في محاولة لصناعة مساحات وكرات عرضية لبقية اللاعبين . الاتحاد في البداية كان في حالة انه انتصر وفاز بالكرة , يرسل الكرة طويلة خلف ظهر المدافعين , وبسبب تفوق لاعبيه في الثلث الهجومي بالسرعة على مدافعي الشباب , كان هذا يعطي بوادر ايجابية للفريق , حيث انه استطاع في المرة الاولى رسم صورة في اذهان الكل على كيفية الهجوم , وفي المرة الثانية كان مختار قريب من الوصول , بعد ذلك عادة الثقة في لاعبي الاتحاد , وحاول المدرب عمرو تغيير الاستراتيجية في ايصال الكرة .



ادرك المدرب عمرو ان فهد المولد يشكل له انطلاقة ممتازة من الطرف للعمق وبإمكانه مواجهة المرمى بهذه الميزة . لذلك استغل عمرو هذا الشيء وجعل الكرات تصل لفهد المولد في تلك المنطقة , ثم يحاول فهد ان يتغلب على الكل بالسرعة و المهارة , ليصل لمختار و الغامدي , الغامدي كان بوضعية صانع الالعاب ولكنه كان كما يعرف بإسم " ظل المهاجم " .. حيث انه لم يصنع الفرص وكان فقط يكتفي بالمشاركة في الهجمات , في المان سيتي مثلاً , كنا نشاهد ان نيغريدو يسحب المدافعين ويجعل اغويرو يدخل من خلفه في تلك المساحات . في مباراة اليوم , حاول مختار ان يحسب كواك و مينغازو لمناطق متقدمة في الملعب , ويحاول بطريقة ما ان يجعل فهد المولد يتحرك في تلك المساحة المتروكة , او ان يتقدم الغامدي ليصبح راس حربة حقيقي . وكلنا نتذكر تلك التمريرة الفكاهية من مختار .



انفجرت الثقة في الاتحاد وحاول ان يبادر بالهجوم مجدداً . فكان هذه المرة بإستخدام سلاح العرضيات , ولكن فهد المولد و العمري لا يستطيعون ان يرسلوا الكرات العرضية بسبب صعوبة الموقف الذي هم فيه , فحول عمرو ذلك لجعل فهد في اليمين و العمري في اليسار , وبدأ بإعطاء الغامدي فرص اكثر لـيصبح بجانب مختار في الكرات العرضية , وكلنا نتذكر انه في مباراة نجران اتى الهدف في كرة عرضية , لذلك حاول عمرو ان يلعب بهذه الميزة ضد الشباب . الامر المهم الاخر , ان هذا جعل محمد قاسم يشارك في الهجمات كثيراً , وبدأ الشباب وكأنه سيستقبل هدف . ردة فعل مدرب الشباب بيريرا كانت ممتازة , حيث انه وجد فهد المولد في اليمين كما كان متوقع , و العمري في اليسار , فبدأ بإعادة الهجمات مجدداً للجهة اليسرى , لأن الرهيب سيدافع امام الصليهيم , في الوقت الذي لا يجيد فيه فهد المولد الدفاع امام الاسطى , هذا ماجعل كريري يساعد في المنطقة تلك , وترك رافينها امام عسيري , وبذلك يصبح العمري ارتكاز ايسر .





تبديلات المدربين :



وهذا هو اهم ثالث محور في المباراة , وهي التبديلات . ولنتذكر سوياً , ان الاتحاد افتقد للغامدي بسبب البطاقة الحمراء , لاعب شاب مثله عليه الا ينفعل في المباريات , مازال الامر مبكراً , خسر الاتحاد لاعب في منطقة صناعة الالعاب , ولأكون صريحاً , الغامدي لم يقدم مباراة كبيرة في الاساس , حيث كان على المدرب عمرو ان يقحم جيبسون مكانه , لانه يستطيع صناعة الالعاب بطريقة افضل من الغامدي , واعطاء واقعية افضل لذلك المركز , ولا ننسى ان تحركاته اكثر ازعاجاً . واذا كان المدرب عمرو لا يريد ان يقحم كروت هجومية منذ البداية , كان عليه اقحام بوسبعان في تلك المنطقة , او اعادته ليصبح ارتكاز وبذلك سيجد الشباب صعوبة كبيرة على مستوى العمق .



الطرد دفع فيريرا لإنشاء اول تبديلاته , فكان هذا بدخول احمد عطيف مايسترو الوسط مكان الصليهيم الذي قدم مباراة هادئة , هذا يعني ان الجناح الايسر خرج . فقام فيريرا بوضع رافينها في تلك المنطقة ليبعده عن كريري و عسيري الذان قدما مباراة جيدة , وليجعله ينافس راشد الرهيب , ومع عودة فهد المولد لليسار و العمري لليمين , كانت التبديل واقعي جداً , حيث ان فهد لا يستطيع تحمل رافينها و الاسطا سوياً , لذلك عزز عمرو المنطقة دفاعياً بإعادة العمري إليها . رافينها معروف بقدمه اليسارية الجيدة في التصويب ولكن هذه المباراة لم يصوب , كانت مهمته هي ارسال الكرات العرضية بشكل مستمر لمهند عسيري , كان دفاع الاتحاد يقاوم هذه الرغبة بقوة , ولكن الذي يحسب للمدرب فيريرا , هو انه بإضافة احمد عطيف للعمق بجانب الخيبري , استطاع ان يجعل توريس يتقدم لصناعة الالعاب امام كريري وعسيري , فأصبح الشباب يملك خطورة اكبر , حيث ان توريس يستطيع التمرير من الامام الان , واحمد عطيف يستطيع التمرير من الخلف والاشراف على الفريق بشكل ممتاز .



طريقة فيريرا في ذلك الوقت كانت بجعل رافينها يستلم الكرة ثم ينطلق للعمق , ونفس التعليمات لـ الرويلي بالضبط , في محاولة للزيادة العددية مع مهند عسيري , وترك مهمة العرضيات للأسطا و القميزي , كان الاتحاد وقتها يعود بـ فهد المولد و العمري للأطراف , ولكنه لاحظ ان الاظهرة هم من ينافسون الاظهرة , فالقميزي مع قاسم مباشرةً , و الاسطا مع الراهب مباشرةً , اي انه في جميع الاحوال تكون هناك منافسة واحد على واحد , بينما بدخول الاجنحة للعمق وتواجد توريس , يصبح ذلك 3×2 لمصلحة الشباب على الاتحاد ..!! , فقام المدرب عمرو بتغير العمري وادخل اللاعب بوسبعان , ولعب بطريقة ثلاثة محاور , حيث تكون هناك 3×3 في امام الدفاع من الشباب : ( الرويلي وتوريس و رافينها ) ومن الاتحاد ( عسيري وكريري وبوسبعان ) .. وواحد على واحد في الاطراف ( القميزي - قاسم ) ( الاسطا - الرهيب )



وفي تلك الوضعية , كان اللاعب احمد عطيف مرتاح تماماً في استقبال الكرات و اعادة توجيهها للأمام مع الخيبري , اكتشف فيريرا اخيراً انه لا يحتاج للخيبري في الوسط , فقام بإخراجه وادخال راس حربة حقيقي بجانب مهند عسيري , وهو اللاعب عيسى المحياني , هذا ماسيجعل الشباب ينتقل بصورة هجومية لـ 4-1-3-2 .. وكان يلعب بطريقة عرضية مستمرة احمد عطيف كان التبديل الاهم لـ فيريرا .. حيث انه ارسل كرة من خلف مدافعي الاتحاد استطاع الشباب كسب ركلة جزاء من خلالها .



بعد ذلك شعر الشباب بالخطر , خصوصاً ان جيبسون دخل بكامل نشاطه في اخر سبعة دقائق , فكان على فيريرا ان لا يغير في اسامي اللاعبين , كان عليه ان يعيد التوازن , وهذا ماحدث , حيث اعاد توريس ليصبح ارتكاز مع احمد عطيف , في تحول مباشر لـ 4-4-2 .





خاتمة :



تكتيكياً اعجبت بردود افعال المدربين , كانت ممتازة على المستوى الفني وفي توقع ماسيحدث في المباراة , ارفع القبعة لكلا المدربين .
كان معكم اخوكم هاشم الخدري . شكراً لكم .


Twitter : @Hashim_Alkhodry