المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لماذا نتكئ على الواسطة ونتجاهل الدعاء ؟!



سيف الله المسلول
23-04-2007, 09:08 PM
الواسطة أصبحت قارب النجاة الذي نبحث عنه لنقضي حاجاتنا سواء كانت كبيرة أو صغيرة عندما تهم بمراجعة المرور أو تفكر في الذهاب إلى البلدية المتأمل في همومنا اليومية يجد أن هاجس الواسطة يهيمن علينا لتجديد الرخصة.
وعندما يكون الحديث عن البحث عن وظيفة أو القبول في الجامعة فإن الواسطة هي قارب النجاة الذي يوصلك إلى الوظيفة.. وكثيراً ما تسمع هذه العبارة تردد في المجالس والاستراحات "عندك واسطة..؟ الأمر سهل..! ما عندك واسطة الأمر مختلف الواسطة هي نتاج فساد إداري يلغي مبدأ تكافؤ الفرص ثم أصبحت ثقافة ثم تحولت إلى عقيدة نسأل الله العافية والسلامة.

وهذا قد يتنافى مع {إياك نعبد وإياك نستعين} أطلق سبحانه فعل الاستعانة ولم يحدد نستعين على شيء أو نستعين على طاعة أو غيره إنما اطلقها لتشمل كل شيء وليست محددة بأمر واحد من أمور الدنيا. وتشمل كل شيء يريد الإنسان أن يستعين بربه لأن الاستعانة غير مقيدة بأمر محدد.
وهذا قد يتنافى مع الذكر الذي نردده خمس مرات في اليوم بعد كل صلاة "اللهم لا مانع لما اعطيت ولا معطي لما منعت".
وقال سبحانه وتعالى {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون}.

أهمية الدعاء وكيفيته في السنة النبوية للدعاء أهمية كبرى، وثمرات جليلة، وفضائل عظيمة، وأسرار بديعة منها:

1- أن الدعاء طاعة لله وامتثال لأمره - عز وجل -: قال تعالى: {وقال ربكم ادعوني أستجب لكم} (غافر: 60).

2- السلامة من الكبر: قال تعالى: {وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين} (غافر: 60).
قال الإمام الشوكاني في هذه الآية: (والآية الكريمة دلت على أن الدعاء من العبادة؛ فإنه - سبحانه وتعالى - أمر عباده أن يدعوه، ثم قال: {إن الذين يستكبرون عن عبادتي}.
فأفاد ذلك أن الدعاء عبادة، وأن ترك دعاء الرب - سبحانه - استكبار، ولا أقبح من هذا الاستكبار. وكيف يستكبر العبد عن دعاء من هو خالق له، ورازقه، وموجده من العدم، وخالق العالم أجمع، ورازقهم، ومحييه، ومميته، ومثيبه، ومعافيه؟!
فلا شك أن هذا الاستكبار طرفٌ من الجنون، وشعبة من كفران النعم.

3- الدعاء عبادة: للآية السابقة، وكما جاء عن النعمان بن بشير - رضي الله عنهما - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ليس شيء أكرم علِى الله - عز وجل - من الدعاء".
قال الشوكاني في هذا الحديث: (قيل وجه ذلك أنه يدل على قدرة - الله تعالى - وعجز الداعي).
والأولى أن يقال: إن الدعاء لمَّا كان هو العبادة، وكان مخ العبادة كما تقدم - كان أكرم على الله من هذه الحيثية؛ لأن العبادة هي التي خلق الله - سبحانه - الخلق لها، كما قال - تعالى -: {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون} الذرايات:

4- الدعاء محبوب لله - عز وجل - فعن ابن مسعود - رضي الله عنه - مرفوعاً: "سلوا الله من فضله؛ فإن الله يجب أن يُسال".

5- الدعاء سبب لإنشراح الصدر: ففيه تفريج الهم، وزوال الغم، وتيسير الأمور، ولقد أحسن من قال:

وإني لأدعو الله والأمرُ ضيَّقُ *** عليَّ فما ينفكُ أن يتفرجا
ورُبَّ فتى ضاقت عليه وجوهه *** أصاب له في دعوة الله مخرجاً

6- الدعاء سبب لدفع غضب الله: فمن لم يسأل الله يغضب عليه؛ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من لم يسأل الله يغضبُ عليه".
ففي هذا الحديث دليلٌ على أن الدعاء من العبد لربه من أهم الواجبات، وأعظم المفروضات؛ لأن تجنب ما يغضب الله منه لا خلاف في وجوبه.

لا تسألن بني آدم حاجة *** وسل الذي أبوابه لا تحجبُ
الله يغضبُ إن تركت سؤاله *** وبني آدم حين يُسألُ يغضبُ

7- الدعاء دليلٌ على التوكل على الله: فَسرُّ التوكل على الله وحقيقته هو اعتماد القلب على الله وحده.
وأعظم ما يتجلى التوكل حال الدعاء؛ ذلك أن الداعي حال دعائه مستعين بالله، مفوض أمره إليه وحده دون سواه.
ثم إن التوكل لا يتحقق إلا بالقيام بالأسباب المأمور بها، فمن عطلها لم يصح توكله، والدعاء من أعظم هذه الأسباب إن لم يكن أعظمها.

8- الدعاء وسيلة لكبر النفس وعلو الهمة: فبالدعاء تكبر النفس وتشرف، وتعلو الهمة وتتسامى؛ ذلك أن الداعي يأوي إلى ركن شديد، ينزل به حاجاته، ويستعين به في كافة أموره، وبهذا يقطع الطمع مما في أيدي الخلق، فيتخلص من أسرهم، ويتحرر من رقهم، ويسلم من منتهم، فالمنة تصدع قناة العزة، وتنال نيلها من الهمة. وبالدعاء يسلم من ذلك كله، فيظل مهيب الجناب، موفور الكرامة، وهذا رأس الفلاح، وأس النجاح.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية (وكلما قوي طمع العبد في فضل الله ورحمته لقضاء حاجته ودفع ضرورته - قويت عبوديته له، وحريته مما سواه؛ فكما أن طمعه في المخلوق يوجب عبوديته له - فيأسه سنة يوجب غنى قلبه عنه).

9- الدعاء سلامة من العجز، ودليلٌ على الكياسة: فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "أعجز الناس من عجز عن الدعاء، وأبخل الناس من بخل بالسلام".
فأضعف الناس رأياً، وأدناهم همة، وأعماهم بصيرة - من عجز عن الدعاء؛ ذلك أن الدعاء لا يضره أبداً، بل ينفعه.

10- ثمرة الدعاء مضمونة - بإذن الله -: فإذا أتى الداعي بشرائط الإجابة فإنه سيحصل على الخير، وسينال نصيباً وافراً من ثمرات الدعاء ولا بد.
فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "ما من أحد يدعو بدعاء إلا آتاه الله ما سأل، أو كف عنه من سوء مثله، ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم".

خالد المصرى
23-04-2007, 09:18 PM
الف شكر اخى الكريم

بارك الله فيك

وجزاك الله خير الجزاء

بـيـبـرس
23-04-2007, 11:52 PM
نـعـوذ بـالله مـن الـكـبـر
ونـعـوذ بـه مـن الـغـفـلـة والـذلـة والمـسـكـنـة
رزقـنـي الله وإيـاك حـسـن الـتـوكـل عـلـيـه
يـعـطـيـك الـعـافـيـة يـا خـالـد
وجـزاك الله عـنـا خـيـر الـجـزاء
تـحـيـتـي وودي لـك

سيف الله المسلول
25-04-2007, 08:06 PM
الله يجزاكم الجنه

*أهداب*
26-04-2007, 02:43 AM
أخي ..لا نجد ضير أن يرافق الدعاء الأخذ بالأسباب ..وخاصة أننا في زمن الواسطات والمعرفة ..مادام هذه الواسطة
لا تضر شخص آخر وتكون على حسابه ..
مع التوكل على الله حق توكله ..

جزاك الله كل خير ..

شمس ما تذريها غيوم
26-04-2007, 03:47 AM
جزاك الله خيرا
موضوع نحن بحاجه اليه
لاحرمك الله الجنه

خــــالـــــد
26-04-2007, 10:13 AM
شبل الإسلام
http://www.sfsaleh.com/vb/attachment.php?attachmentid=21450&d=1150313192
ضعف الإيمان بالله هو السبب

ويجب على مسلم أن يجعل الله دائماً وأبداً أمامه

ويلجأ إليه في السراء والضراء

شكراً لك
http://www.sfsaleh.com/vb/attachment.php?attachmentid=21451&d=1150313192

!! التوفي !!
26-04-2007, 10:41 AM
أخي فعلاً كما قلت لماذا لايلجأ الكثير للدعاء فالكل يبحث عن الواسطه أولاً وأخيراً
ولله الحمد أنا من الناس التي ترفض هذا الأسلوب ولاأستخدمها في حياتي

أختي الكريمه *أهداب*
اسعدني تواجدك في هذا الموضوع ولكن كيف لا تضر الواسطه بأحد وليس كل العالم لديها تلك الواسطه لإكمال أمورهم !!!!!

مثال بسيط أخيتي لوكانت هناك معلمة متخرجة بدرجة البكالوريوس وبتقدير ممتاز أو جيد جداً ولم يتم تعيّنها ولها الآن 3 سنوات تبحث عن عمل في كل مكان وفي نفس الوقت تم تعيّن صديقتها التي تخرجت بتقدير جيد بعد التخرج ب 4 أشهر لأنها بنت فلان بن فلان !!!!!!!!!!!!!!!! إلا يعتبر هذا فيه ضرر على الآخرين ؟؟؟؟؟ وتعطيل مصلحة أحدهم على حساب مصلحة آخر ؟؟؟!! وكيف تكون واسطه ولاتضر بأحد من وجهة نظري أن الواسطة لا يمكن أن تكون عادله بين أفراد المجتمع الواحد مع العلم أنها مؤذيه لغير المستفيدين منهابالتأكيد .
مثال من واقع حياتي أنا
جزاك الله كل خير أخي على طرح مثل هذه المواضيع المفيده

وجهة نظر أتمنى منكم تقبلها
أختكم
التوفي

أمل عبدالعزيز
26-04-2007, 11:41 AM
,
,,
الأخ الكريم السيف المسلول

موضوع نقي وصادق
ومقدمة كاملة وافية عن واقع مرير.
.

بقي أن أشير إلى شرك دَبَّ في روح الأمَّة هو( شرك الأخذ بالأسباب)..
فبدلاً من كون الأخذ بالأسباب من المتممات للإعتقاد بأن الأمر كلُه يعود للمُسبِب الحقيقي ألا وهو الله سبحانه
وبناءً على ذلك :
فقد بات الأمر للغاية مخيف وخطر جسيم على عقيدة كل مسلم ومسلمة.
.
.
إذاً لايمكن البعد عن الله بدعوى الأخذ بالأسباب...

والأصل في الأمر هو اللجوء الكامل لله وحده دون سواه , لأن الإعتقاد في الأسباب يعني خلل في كمال التوحيد وهذا من الأمور المفضية للوقوع في أكبر من ذلك.
.
.
وبارك الله فيك وفي ماخطت يمينك.
.

*أهداب*
26-04-2007, 01:43 PM
الأخت التوفي..


مادام هذه الواسطة
لا تضر شخص آخر وتكون على حسابه ..مع التوكل على الله حق توكله ..
كان هذا ردي ..ولم أكتبه إلا وكنت على يقين من قولي ..
هل وجدتي أي أمر يكون من غير سعي وطلب المساعدة ..
وسأورد لك مثال : لو معلمة طلبت نقلها لظروف خارجة عن إرداتها كالعناية بوالدة لها وتحتاج إلى عمل في منطقة قريبة من مستشفى من أجل هذه الأم ...فطلبت واسطة من معارفهامع التوكل على الله بلا شك والدعاء بالتوفيق
ووجدوا ذلك (ولم يكن ذي ذلك ضرر مثل تحويل معلمة لتكون في محلها وهي تكون محل المعلمة )
فهل هذا محرم ..؟؟
عزيزتي ليس كل من طلب للمساعدة أو التوسط في أمر ما ..يتعبر فيه ضرر على الآخرين ..

**
مثال آخر ..

هناك معاملات ..تتراكم الأيام والشهور تلو الشهور ..وليس لها سبب إلاّ الكسل من الموظف .
هل لو طلبت الواسطة في تحريك معاملة مهمة وحث الموظف الكسول على إنهائها يوجد فيها ضرر ..


***
مثال آخر ..

لو دخل أحد ما مستشفى أهلي ..وطلب منه مبلغ مادي ضخم مقابل علاجه ..وتوسط بشخص معرفة من أجل تخفيض المبلغ ..هل في ذلك ضرر ؟؟


أختاه :
أهل الإيمان لهم من التوكل على ربهم مايجعلهم على ثقة ويقين ألاّ يجعل الأمر ملتبساً عليهم لاسيما في هذا الأمر الكبير...فلا تحرفي قولي ..

وهذا هو الفرق ...بينهما ..

فالتوكل: يكون بالاعتماد على الله تعالى مع الأخذ بالأسباب دون اعتماد عليها وهو مطلوب من المسلم في جميع أموره وأحواله.فلا بد من الأمرين تفويض الأمر إلى الله سبحانه الأخذ فى الأسباب وانفراد واحد منهما عن الأخر خطأ. فالأخذ بالأسباب دون التفويض لله يناقض الإيمان ودليل ذلك الحديث المشهور عن أنس بن مالك قال: جاء رجل على ناقة له، فقال: يا رسول الله؛ أدعها وأتوكل؟ أو أرسلها وأتوكل؟ فقال صلى الله عليه وسلم: (اعقلها وتوكل).

وهذا نص حاسم صريح في مراعاة الأسباب مع مراعاة تعلق القلب بالله وعدم الإعتماد عليها وأنها لا تنافي التوكل.

أما من ( قال بعدم الأخذ بالأسباب )
فهم الصوفية ..وأئمتهم ...
الذين يرون في إخراج الشوكة من أرجلهم أمر منافي للتوكل على الله ...



أما التواكل: فهو ترك الأخذ بالأسباب وهو خلق مذموم شرعاً.



هذا مالدي وبالله وعلى الله توفيقي وإعتمادي ...

][aJgJI pJLc][
27-04-2007, 04:22 PM
الف شكر

بالفعل من توكل على الله حق توكله فهو حسبه

ولكن من منا الان يتوكل عليه حق توكله ..!!