المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : يبسط الرزق لمن يشاء



عميد اتحادي
19-12-2013, 02:40 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم


نجد أن جملة يبسط الله لمن يشاء ويقدر تاتي غالباً في معظم الآيات و لكنها اختلفت في ثلاث سور ( القصص – العنكبوت – سبأ )و هذا يُحدث لبس عند بعض الاخوات في الحفظ :

يقول ابن ابي جماعة : أحوال الناس في الرزق :-
- من يبسط له تارة و يضيق عليه تارة ( في سبأ و العنكبوت )

- يوسع على قوم مطلقا و يضيق عليهم مطلقا( القصص)

- الاطلاق من غير تقييد في البسط ولا القبض ولا يذكر فيها العباد عامة في معظم السور


الاطلاق من غير تعيين في البسط ولا القبض ولا يذكر فيها العباد عامة في معظم السور



اللّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقَدِرُ وَفَرِحُواْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ مَتَاعٌ }الرعد26
اللّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقَدِرُ وَفَرِحُواْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ مَتَاعٌ }الرعد26
أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ }الروم37
قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ وَيَقْدِرُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ }سبأ36
أَوَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ }الزمر52
لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ }الشورى12


- من يبسط له تارة و يضيق عليه تارة ( في سبأ و العنكبوت )


قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ }سبأ39
في هذه السورة تكررت هذه الآية مرتين مرة بالوجه العام
قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ وَيَقْدِرُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ }سبأ36
كان المترفين يعتقدون أنهم بكثرة أموالهم و أولادهم فلن يُعذبوا في الآخرة لأن الله أكرمهم في الدنيا بالمال و الأولاد و أنه سبحانه إن لم يكن راض عنهم فما كان رزقهم بالمال و الأولاد فجاءت هذه الآية رد عليهم بأن بسط الله للرزق يكون على وجه الابتلاء فلا يدل البسط على الرضا و لا القبض على السخط
ثم بين لهم أن لا الأموال و لا الأولاد هى التي تُقرب إلى الله ولكن العمل الصالح
وبعد ذلك ذكر الآية الآخرى :
قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ }سبأ39
ولما أبطل حجتهم بالنسبة للأشخاص المختلفين قرب ذلك بدليل واحد في شخص واحد أي لو كان ظنهم هذا صحيح فالله سبحانه و تعالى قد يبسط الرزق ثم يُضيقه على نفس الشخص و هو بصفة واحدة على عمل واحد فلو أن الإكرام والإنعام يوجب الدوام لما تغيرت حاله من السعة إلى الضيق
ولو أن في يده نفع نفسه لما اختلف حاله (نظم الدرر)





{اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ }العنكبوت62

نجد أن سياق الآيات قبلها

يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ{56} كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ{57} وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُبَوِّئَنَّهُم مِّنَ الْجَنَّةِ غُرَفاً تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ{58} الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ{59} وَكَأَيِّن مِن دَابَّةٍ لَا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ{60} وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ{61} اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ{62}

الله جل في علاه يدعو عباده أن يعبدوه في أي أرض و يدعوهم إلى الهجرة في سبيله




وهون عليهم هذه الهجرة و ما فيها من مشقة بتذكيرهم بالموت و أنه أعظم هجرة فيهون عليهم ذلك
و الشئ الثاني هو مخافة الرزق فبين لهم أننا إن توكلنا عليه حق التوكل نُرزق كالطير و بتوحيده في ربوبيته و انه هو وحده الخالق فهو أيضا الرازق المدبر ثم بين لهم أن التفاوت في الرزق و التوسعة على عبد له تارة و التضييق تارة آخرى هذا من كمال علمه بالعبد و حاله و ما يصلح له .

وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالْأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلَا أَن مَّنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ }القصص82
ولما كانت القصة لقارون وكان له من المكنة في الدنيا وكانت العادة جارية بأن مثله يبطر و قد يؤدي إلى تألهه قال منبهاً بالإيقاع به على الوجه الماضي أنه من جملة عبيده لا فرق بينه و بين أضعفهم بالنسبة إلى قدرته و يضيق على من يشاء