أهم صفة في شريك حياتك

[عميد اتحادي]

يضع كل منا صفات محددة وصارمة لشريك حياته، فالأنثى كما عهدناها تحلم بالفارس ذي الحصان الأبيض، ذلك الشخص الذي ينطبق عليه جميع المعايير المطلوبة، والذي سوف يحقق لها جميع أمنياتها بعصايته السحرية، والرجل أيضًا يحلم بأن يحصل على فتاة أحلامه، ذات الوجه الملائكي والجسم الهيفاوي، تكون حنونة كأمه، وشقيقة كأخته، وتملك عقلية صديقه.
ولكن كل ذلك مجرد أحلام في عالم الخيال فقط، وما إن تحين لحظة اختيار شريك الحياة، حتى نجد أن صفات كثيرة ومعايير كثيرة يتم التنازل عنها مقابل صفة واحدة لا يمكن الاستغناء عنها أو التنازل عنها أبدًا، فمنا من لا يقبل إلا بالزوجة الجميلة أو بالزوج الوسيم، ومنا من لا يقبل إلا بابن الأصول ذي الحسب والنسب والسمعة الطيبة، ومنا من لا يقبل إلا بصاحب المال والأراضي والعقارات، وفي ظل هذه الدوامة الكبيرة ينسى الكثير منا كلام رسولنا الكريم، حيث قال: "إذا أتاكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه، إن لم تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير"، وقال أيضًا:" تنكح المرأة لأربع، لمالها وجمالها ودينها وحسبها ونسبها، فاظفر بذات الدين تربت يداك".
أي أن رسولنا عليه أفضل الصلاة والسلام أوصانا باختيار ذي الدين - الوصية للرجل والمرأة - ففي الحديث ذَكر"دينه ثم خُلقه" وأيضًا قال:"اظفر بذات الدين".
إن أهم صفة في شريك حياتك هي الدين، وليست السيارة الفارهة أو الجمال أو غيره، فالدين هو الذي سوف يربي أبناءك التربية السليمة ويعلمهم التعليم الصحيح، وهو الذي سينشئ جيلًا قويًا له القدرة على حماية أرضه ووطنه، جيل يفكر ويتنفس بأخلاق عالية، جيل صحيح وسليم مليون بالمئة ، وهذا لايمنع أبدًا من أن تكون شريكة حياتك جميلة، أو أن يكون شريك حياتك صاحب مال، ولكن أهم صفة في شريك حياتك، والتي لا يمكن أبدًا التنازل عنها هي الدين، لذا أحسنوا اختيار أزواجكم وزوجاتكم، وضعوا معايير الدين والأخلاق في الحسبان، وليس المال وجمال الوجه.