المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الادلة من الكتاب والسنة على ان الصيحة قادمة



أهــل الحـديث
18-12-2013, 12:20 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


اولا الادلة الصريحة من القرآن الكريم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
ذكر الله سبحانه وتعالى في آيات كثيرة انه سبحانه ارسل رسلا كثيرة الى اقوامهم لعبادة الله وحده ونبذ الشرك وما كان من هؤلاء الا ان كذبوا الرسل واصروا على اتباع آبائهم ورفضهم عبادة الله وحده ومعاداة ومحاربة رسل الله فأعطاهم الله قوة استدراجا لهم فلما كذبوا وتجبروا وبغوا حقت عليهم كلمة العذاب فأرسل الله عليهم الصيحة وتوعد الله سبحانه ان من يفعل فعلهم ويسير على دربهم فسيلقى مصيرهم واخبر ان مشركي زماننا استحقوا ذلك لانهم نسبوا الى الله الولد تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا ولم يكتفوا بذلك بل تجبروا وطغوا وقالوا من اشد منا قوة ولم يكتفوا بذلك بل حاربوا التوحيد والموحدين فحقت عليهم كلمة العذاب فالصيحة قادمة لهم لا محالة اعاذنا الله ونجانا منها وسأذكر ان شاء الله الآيات التي اخبرت اوهددت بان عذاب الامم السابقة واقع بمشركي هذا الزمان او التي ذكرت الصيحة صراحة ومنها :-

1- قوله تعالى (فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ (13))]فصلت[
هنا الانذار موجه للكافرين ولا يظن الظان انه كان موجه للمشركين في عهد النبي صلى الله عليه وسلم فقط وانتهى بعد عهده صلى الله عليه وسلم بدليل قوله تعالى في سورة الكهف(وَيُنْذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا (4)) ولكي نعرف من الذين قالوا اتخذ الله ولدا نقرأ قوله تعالى في سورة التوبة (وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (30))
وايضا قوله تعالى ( فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ (41))اي سننتقم منهم بعد موتك يامحمد (صلى الله عليه وسلم)
وكما اثبتنا ان الخطاب ليس موجه للمشركين في عهد النبي صلى الله عليه وسلم فقط بل موجه لكل المشركين المتجبرين الطاغين المكذبين المعانديين في كل زمان ومكان انه سيأتيهم العذاب في الدنيا كما فعل باسلافهم سنة الله ولن تجد لسنته تبديلا ولا تحويلا
اذا الصاعقة آتية لليهود والنصارى لأنهم اعرضوا عن التوحيد مثل الامم السابقة وتجبروا وبغوا في الارض ولم يكتفوا بذلك بل يحاربون التوحيد واهله
اذا أي وعيد للمشركين في القرآن بصيحة اوبصاعقة او بعذاب عام في الدنيا معناه ان الصيحة التي عذب الله بها الأمم المتجبرة السابقة مثل عاد وثمود قادمة لمشركي ومتجبري هذا الزمان لانها سنة الله في الذين خلو من قبل وعليه فاالآيات القادمة تؤكد ان الصيحة قادمة.
نلاحظ ايضا في قوله تعالى (فَإِنْ أَعْرَضُوافَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةًمِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍوَثَمُودَ) هنا انذار ان اعرضوا فسوف يأتيهم صاعقة وهذه الصاعقة مثل صاعقةعاد وثمود فهذا تهديد ووعيد مشروط باعراضهم وكما قلنا ليس فقط للمشركين في عهدالنبي صلى الله عليه وسلم ولكنه لكل من اشرك بالله وادعى له الولد - سبحانه وتعالى عما يقولون علوا كبيرا-
اذا فهذا تهديد مشروط فأين الاخبار بأن الصيحة واقعة بهم لامحالة تجده في آيات كثيرة جدا منها قوله تعالى(وَلَوْ تَرَى إِذْ فَزِعُوافَلَا فَوْتَ وَأُخِذُوامِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ (51))]سبأ[
قال ابن عباس رضى الله عنه ان هذا عذابهم في الدنيا
لاحظ قوله تعالى (فَزِعُوا) اى اصابهم الفزع من شيء رهيب اذا فهي الصاعقةوالصيحة التي نفزعهم بها ومن ثم نأخذهم فلا مفر ولا مهرب لهم (فَلَا فَوْتَ).
لاحظ ان الكلام هنا ليس تهديدا مشروطا ولكنه اخبار انه واقع بهم لا محالة والكلام واضح بان الله سبحانه يخبر النبي صلى الله عليه وسلم بحال المشركين وقت الصيحة وكأنه يراه امامه ومعنى كلامه سبحانه اي لو ترى يامحمد حال المشركين اذ ارسلنا عليهم الصاعقة او الصيحة التي هي مثل صاعقة عاد وثمود فأفزعتهم ثم اخذناهم من مكان قريب فلم نغادر منهم احدا .
وايضا في قوله تعالى ((أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا(10))] محمد[
لاحظ هنا قوله (دمر الله عليهم) وهذا عقاب الامم السابقة مثل عاد وثمود دمر الله عليهم بالصاعقة او الصيحة ثم يأتي الخبرالمؤكد بأن للكافرين امثال هذا العقاب(وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا)وهذا اخبار وتأكيد بأن الصيحة قادمة ومعجزة قرآنية بأن الله اخبر ان الكفار سوف يعرضوا وسيظلوا على اعراضهم الى ان تأتيهم الصيحة كما جاءت لسابقيهم وهذا اخبار بالغيب ليس مشروطا وانما تأكيد على انه واقع بهم وهذا دليل على ان الصيحة قادمة لا محالة بسبب الذنوب كما في قوله تعالى(فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُواذَنُوبًامِثْلَ ذَنُوبِ أَصْحَابِهِمْ فَلَا يَسْتَعْجِلُونِ (59) فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوامِنْ يَوْمِهِمُ الَّذِي يُوعَدُونَ (60)) ]الذاريات[
جاء في لسان العرب (من المكتبة الشاملة)ص390
والذَّنُوبُ: الفَرسُ الوافِرُ الذَّنَبِ،والطَّويلُ الذَّنَبِ.
ويومٌ ذَنُوبٌ: طويلُ الذَّنَبِ لَا يَنْقَضي،يَعْنِي طُولَ شَرِّه. وَقَالَ غيرُه: يومٌ ذَنُوبٌ: طَوِيلُ الشَّر لَا يَنْقَضِي، كأَنه طَوِيلُ الذَّنَبِ. وَرَجُلٌ وَقَّاحُ الذَّنَب: صَبُورٌ عَلَى الرُّكُوب. وَقَوْلُهُمْ: عُقَيْلٌ طَويلَةُ الذَّنَبِ، لَمْ يُفَسِّرْهُ ابْنُ الأَعرابي؛قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وعِنْدي أَنَّ مَعْنَاهُ: أَنها كَثِيرَةُ رُكُوبِ الْخَيْلِ. وحديثٌ طويلُ الذَّنَبِ: لَا يكادُ يَنْقَضِي، عَلَى المَثَلِ أَيضاً. ابْنُ الأَعرابي: المِذْنَبُ الذَّنَبُ الطَّويلُ، والمُذَنِّبُ الضَّبُّ، والذِّنابُ خَيْطٌ يُشَدُّ بِهِ ذَنَبُ البعيرِ إِلى حَقَبِه لئَلَّا يَخْطِرَ بِذَنَبِه،فَيَمْلأَ راكبَه. وذَنَبُ كلِّ شيءٍ: آخرُه، وَجَمْعُهُ ذِنابٌ. والذِّنابُ،بِكَسْرِ الذَّالِ: عَقِبُ كلِّ شيءٍ. وذِنابُ كلِّ شيءٍ: عَقِبُه ومؤَخَّره،بِكَسْرِ الذَّالِ؛ قَالَ: ونأْخُذُ بعدَه بذِنابِ عَيْشٍ ... أَجَبِّ الظَّهْرِ،ليسَ لَهُ سَنامُ.ا.هـ
اتضح من هذا الكلام ان لفظة ذنوب عند العرب تستعمل ايضا لشيء طويل الذنب
لاحظ هذه الآية قوية جدافي ذكر الذنوب وهذه يفسرها قلق ابن عباس من كوكب ذو ذنب وفيما قرأت كثيرا لم اجداحدا ربط بين هذه الآية وهذا الآثر الا الفقير الى الله كاتب الموضوع فالله الحمدوالمنه
2- قوله تعالى (مَا يَنْظُرُونَ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ (49))]يس[
هنا يذكر الله سبحانه وتعالى لفظ الصيحة صريحا ويذكر ان المشركين لاينتظرون الا هي فتأمل .
3- قوله تعالى (وَمَا يَنْظُرُ هَؤُلَاءِ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً مَا لَهَا مِنْ فَوَاقٍ (15))]ص[
وهنا ايضا نفس المعنى تأكيدا على ان الكفار لاينتظرون الا الصيحة اعاذنا الله منها
4- قوله تعالى (وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنَادِ الْمُنَادِ مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ (41) يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ (42))]قّ[
وهنا ايضا لفظ الصيحة صريح ولكن هنا اشارة قوية الى ان المقصود بالخطاب ليس المشركيين في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم لان الصيحة لم تكن في زمانهم ولكن مشركي آخر الزمان سيسمعون الصيحة بالحق وذلك يوم خروجهم من الدنيا معذبين مثل من سبقهم من المشركين

5- قوله تعالى (فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذَنُوبًا مِثْلَ ذَنُوبِ أَصْحَابِهِمْ فَلَا يَسْتَعْجِلُونِ (59) فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ يَوْمِهِمُ الَّذِي يُوعَدُونَ (60)) ]الذاريات[
وقوله: ( فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذَنُوبًا ) أي: نصيبا من العذاب( مِثْلَ ذَنُوبِ أَصْحَابِهِمْ فَلا يَسْتَعْجِلُونِ) أي: فلا يستعجلون ذلك فإنه واقع بهم لا محالة.( فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ يَوْمِهِمُ الَّذِي يُوعَدُونَ ) يعني: يوم القيامة.] تفسير ابن كثير (من المكتبة الشاملة)[
وتبين بكل وضوح ان من معاني( ذنوب)عند العرب اي( طويل الذنب)والقرآن نزل بلسان العرب ويفسر ذلك قول ابن عباس(كوكب ذو ذنب)اذا الكوكب ذو الذنب مذكور في القرآن بلفظة(ذنوب) وليس فقط في اثر ابن عباس واعتقد والله اعلم ان الفقير الى الله هو اول منتوصل الى ذلك بفضل الله فالله الحمد حمدا كثيرا طيبامباركا فيه مباركا عليه كما يحب ربنا ويرضى
واذا ربطنا بين(الذنوب)و(الطارق)و(النجم الثاقب)و(النجم اذا هوى)واثر ابن عباس عن(كوكب ذوذنب)تبين انه (سيطرق) نجم ثم (يثقب ) ثم (يهوي) فيسبب الصاعقة او الصيحة
هذه الآية اذا ربطنا بينها وبين اول سورة الطارق (وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ (2) النَّجْمُ الثَّاقِبُ (3)) وبين اول سورة النجم (وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى (1)) وبين هذا الأثر
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ قَالَ: غَدَوْتُ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ذَاتَ يَوْمٍ فَقَالَ: مَا نِمْتُ اللَّيْلَةَ حَتَّى أَصْبَحْتُ. قُلْتُ: لِمَ؟ قَالَ: قَالُوا طَلَعَ الْكَوْكَبُ ذُو الذَّنَبِ، فَخَشِيتُ أَنْ يَكُونَ الدُّخَانُ قَدْ طَرَقَ فَمَا نِمْتُ حَتَّى أَصْبَحْتُ. قال ابن كثير وَهَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما حَبْرِ الْأُمَّةِ وَتُرْجُمَانِ الْقُرْآنِ وَهَكَذَا قَوْلُ مَنْ وافقه من الصحابة والتابعين رضي الله عنهم أَجْمَعِينَ مَعَ الْأَحَادِيثِ الْمَرْفُوعَةِ مِنَ الصِّحَاحِ وَالْحِسَانِ وغيرهما التي أوردوها مِمَّا فِيهِ مَقْنَعٌ، وَدَلَالَةٌ ظَاهِرَةٌ عَلَى أَنَّ الدُّخَانَ مِنَ الْآيَاتِ الْمُنْتَظَرَةِ مَعَ أَنَّهُ ظَاهِرُ القرآن، قال الله تبارك وتعالى( فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّماءُ بِدُخانٍ مُبِينٍ) أَيْ بَيِّنٍ وَاضِحٍ يَرَاهُ كُلُّ أَحَدٍ، وَعَلَى مَا فَسَّرَ بِهِ ابْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِنَّمَا هُوَ خَيَالٌ رَأَوْهُ فِي أَعْيُنِهِمْ مِنْ شدة الجوع والجهد، وهكذا قوله تعالى: يَغْشَى النَّاسَ أي يتغشاهم ويعميهم، وَلَوْ كَانَ أَمْرًا خَيَالِيًّا يَخُصُّ أَهْلَ مَكَّةَ الْمُشْرِكِينَ لَمَا قِيلَ فِيهِ يَغْشَى النَّاسَ. ]تفسير ابن كثير (من المكتبة الشاملة)[
تبين ان(الطارق) او( النجم ثاقب) معه كوكب ذو ذنب(ذنوب) سيهوي جزءا منه على الأرض يسبب دخان يكون عذابا للكافرين وعلامة على خروج الدجال
نلاحظ هنا ان الله سبحانه وتعالى توعد الكافرين بذنوب مثل ذنوب اصحابهم وفي الأثر عن ابن عباس قلقه من كوكب ذو ذنب وانه علامة على الدخان وفي رواية علامة على الدجال لاحظ العلاقة بين كلمتي (ذنوب وذو ذنب) وبين (الدخان والدجال) واذا ربطنا الاربع كلمات ببعضهم يتبين الكثير وهو انه عند اقتراب موعد خروج الدجال يرسل الله سبحانه وتعالى الذنوب او الكوكب ذو الذنب على الكافرين ومن آثار هذا الذنوب الدخان الذي يكون عذابا للكافرين والمنافقين ورحمة للموحدين المؤمنين مما ينهي تفوق الكافرين المادي ونعود من حيث بدأنا فيعود التفوق والنصر للمؤمنين الموحدين مما يغضب الدجال فيخرج من هذه الغضبة كما اخبر النبي صلى الله عليه وسلم
وسنعرض فيما بعد ان شاء الله اقوال علماء الفلك فيما يتوقعون من آثار اقتراب كوكب ذو ذنب من الارض واهمها وابينها الدخان

6- قوله تعالى (أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا (10))]محمد[
هنا يخاطب الله سبحانه وتعالى الكفار ويقول لهم الم تسيرو في الارض الم تروا آثار وبقايا الامم المعذبة السابقة وعلمتم ان الله دمر عليهم قراهم ومساكنهم بدليل بقايهم وآثارهم وهنا نأتي للتأكيد بأن نفس ما حدث للامم السابقة سيحدث لمشركي وكفار ومنافقي هذا الزمان في قوله تعالى (وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا) اي وسيحدث للكافرين مثل ما حدث لكافري الامم السابقة وهنا الكلام بصيغة الاخبار وليس بصيغة الوعيد والتهديد اي ان الله سبحانه وتعالى قد قدر ذلك والعذاب بالصيحة واقع بهم لامحالة

7- قوله تعالى (وَلَوْ تَرَى إِذْ فَزِعُوا فَلَا فَوْتَ وَأُخِذُوا مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ (51))]سبأ[
يقول تعالى: ولو ترى - يا محمد-إذ فَزِع هؤلاء المكذبون يوم القيامة، ( فَلا فَوْتَ ) أي: فلا مفر لهم، ولا وزر ولا ملجأ ( وَأُخِذُوا مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ ) أي: لم يكونوا يُمنعون في الهرب بل أخذوا من أول وهلة.
وعن ابن عباس والضحاك: يعني: عذابهم في الدنيا.]تفسير ابن كثير (من المكتبة الشاملة)[
نلاحظ في قوله تعالى (وَلَوْ تَرَى) اشارة الى ان العذاب سيأتي بعد موته صلى الله عليه وسلم مصداقا لقوله تعالى(وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (33))(الأنفال)
8- قوله تعالى (قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ (65))]الأنعام[
لما قال:( ثُمَّ أَنْتُمْ تُشْرِكُونَ ) عقبه بقوله:( قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ ) أي: بعد إنجائه إياكم.]تفسير ابن كثير (من المكتبة الشاملة)[
9- قوله تعالى (أَفَأَمِنْتُمْ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمْ جَانِبَ الْبَرِّ أَوْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا ثُمَّ لَا تَجِدُوا لَكُمْ وَكِيلًا (68) أَمْ أَمِنْتُمْ أَنْ يُعِيدَكُمْ فِيهِ تَارَةً أُخْرَى فَيُرْسِلَ عَلَيْكُمْ قَاصِفًا مِنَ الرِّيحِ فَيُغْرِقَكُمْ بِمَا كَفَرْتُمْ ثُمَّ لَا تَجِدُوا لَكُمْ عَلَيْنَا بِهِ تَبِيعًا (69))]الاسراء[
هنا تهديد من الله سبحانه بارسال العذاب وانه اذا وقع فلا راد له وكما سيأتي ان شاء الله ان الصيحة عبارة عن صوت شديد وهو صوت النجم الثاقب (الطارق) كما في قوله تعالى (وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ (2) النَّجْمُ الثَّاقِبُ (3)) والكوكب ذو الذنب (الذنوب) كما في قوله تعالى(فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذَنُوبًا مِثْلَ ذَنُوبِ أَصْحَابِهِمْ فَلَا يَسْتَعْجِلُونِ) تؤدي الى هبوط حجارة من السماء كما في قوله (أَوْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا) تؤدي الى حدوث بلايا وامور عظام على الارض منها دخان كثيف يملئ السماء ويحجب الرؤية كما في قوله تعالى(فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ) وحدوث براكين وزلازل وخسف (أَفَأَمِنْتُمْ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمْ جَانِبَ الْبَرِّ) وفيضانات كما في قوله تعالى (فَيُرْسِلَ عَلَيْكُمْ قَاصِفًا مِنَ الرِّيحِ فَيُغْرِقَكُمْ) وتزول جبال وتتهدم كما في قوله تعالى (وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا) كل ذلك بسبب شركهم بالله وادعائهم له الولد تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا
10- قوله تعالى (أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتًا وَهُمْ نَائِمُونَ (97) أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ (98) أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ (99) أَوَلَمْ يَهْدِ لِلَّذِينَ يَرِثُونَ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ أَهْلِهَا أَنْ لَوْ نَشَاءُ أَصَبْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَنَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ (100) تِلْكَ الْقُرَى نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَائِهَا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا بِمَا كَذَّبُوا مِنْ قَبْلُ كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِ الْكَافِرِينَ (101) وَمَا وَجَدْنَا لِأَكْثَرِهِمْ مِنْ عَهْدٍ وَإِنْ وَجَدْنَا أَكْثَرَهُمْ لَفَاسِقِينَ (102) )]الاعراف[
ثانيا الادلة غير الصريحة من القرآن الكريم
هنا سنذكر ان شاء الله الآيات التي لم تصرح بلفظة الصيحة ولكن تتكلم عن سببها وهي اقتراب نجم وكوكب ذو ذنب (ذنوب) وسقوط اجزاء منه او تتكلم عن آثارها ونتائجهاكاشارة الى الصيحة ومنها:-
1- قوله تعالى (تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا (90) أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا (91)]مريم[
هنا يشير الله سبحانه وتعالى اشارة غير صريحة الى الصيحة بالحديث عن قرب حدوث اثارها فيخبر سبحانه ان السماء اوشكت ان تنشق والارض كذلك واوشكت ان تخر الجبال هدا لانهم ادعوا الولد لله وكل هذا سيكون نتيجة للصيحة القادمة وكما سيأتي في الاحاديث التي تخبر ان من علامات الساعة كثرة الزلازل والخسف وزوال جبال عن اماكنها وهي اشارات غير صريحة من السنة الى الصيحة لانها تخبر عن آثارها ونتائجها ولم تصرح بلفظة الصيحة واذا ربطنا هذه الآية باالتي في سورة الكهف (وينذر الذين قالوا اتخذالله ولدا ) علمنا ينذرهم بماذا انها الصيحة التي تشقق السماوات والارض وتخر جبال هدا منها
2- قوله تعالى (وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ (36)]النحل[
هنا اشارة الى ان عاقبة المكذبين واحدة وهي الصيحة او الصاعقة او الريح الصرصر العاتية
3- قوله تعالى (وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ كَمَا فُعِلَ بِأَشْيَاعِهِمْ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا فِي شَكٍّ مُرِيبٍ (54))]سبأ[
وقوله: ( وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ ) : قال الحسن البصري، والضحاك، وغيرهما: يعني: الإيمان.
وقال السُّدِّي: ( وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ ) وهي: التوبة . وهذا اختيار ابن جرير، رحمه الله.
وقال مجاهد: ( وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ ) من هذه الدنيا، من مال وزهرة وأهل. وروي ذلك عن ابن عباس وابن عمر والربيع بن أنس. وهو قول البخاري وجماعة. والصحيح: أنه لا منافاة بين القولين؛ فإنه قد حيل بينهم وبين شهواتهم في الدنيا وبين ما طلبوه في الآخرة، فمنعوا منه. ]تفسير ابن كثير (من المكتبة الشاملة)[
وقوله: ( كَمَا فُعِلَ بِأَشْيَاعِهِمْ مِنْ قَبْلُ ) أي: كما جرى للأمم الماضية المكذبة للرسل، لما جاءهم بأس الله تمنوا أن لو آمنوا فلم يقبل منهم، { فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا قَالُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ. فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْكَافِرُونَ }[غافر: 84، 85]. ]تفسير ابن كثير (من المكتبة الشاملة)[
4- قوله تعالى(وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ (2) النَّجْمُ الثَّاقِبُ (3))
5- قوله تعالى (وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى (1))]النجم[
6- قوله تعالى (فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذَنُوبًا مِثْلَ ذَنُوبِ أَصْحَابِهِمْ فَلَا يَسْتَعْجِلُونِ (59) فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ يَوْمِهِمُ الَّذِي يُوعَدُونَ (60)) ]الذاريات[
7- قوله تعالى (فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ (10) يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ (11) رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ (12))]الدخان[
كما ذكرنا سابقا بفضل الله اننا اذا ربطنا الايات السابقة ببعضها تبين ان الطارق الذي هو النجم الثاقب سيهوي هو او جزء منه او جزء من (الذنوب) (او الكوكب ذو الذنب) ويسبب الصيحة والدخان والبلايا والامور العظام
وهذا مذكور في التوراة والانجيل كما سيأتي ان شاء الله
وايضا يؤيد هذا الفهم اقوال علماء الفلك كما سيأتي ايضا ان شاء الله
8- قوله تعالى (إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالْأَنْعَامُ حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (24)) ]يونس[
هنا اشارة الى ان الصيحة ستأتي والارض في اوج زينتها والكفار الذين هم اهل الدنيا وطلابها يظنون انهم في اوج قوتهم وقدرتهم وان لن يقدرعليهم احد
وهنا اشارة ايضا الى سرعة حدوث ذلك وهذا رد على من يقولون ان هلاك الكفار سيكون تدريجيا ويأخذ وقت طويل او يقولون ان هلاك الكفار سيكون بسبب الحروب بينهم وبين بعضهم
وكل الآيات تشير ان هلاك الكفار سيكون بالصيحة وسيكون سريع وحاسم كما حدث لكفار الامم السابقة
9- قوله تعالى (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا (1) قَيِّمًا لِيُنْذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِنْ لَدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا (2)) ]الكهف[
علمنا مما سبق ما هو البأس الشديد الذي ينذر الله به في كتابه انها الصيحة
10- قوله تعالى( إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا (7) وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيدًا جُرُزًا (8)) ]الكهف[
هنا تأكيد بان الصيحة قادمة لا محالة للقضاء على زينة الارض وهي الحضارة والتقدم كما يحب ان يسميها الغرب والمفتون بهم ولكن الله سبحانه وتعالى سماها (زينة الارض)
11- قوله تعالى(فَهَلْ يَنْتَظِرُونَ إِلَّا مِثْلَ أَيَّامِ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِهِمْ قُلْ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ (102) ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا كَذَلِكَ حَقًّا عَلَيْنَا نُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ (103)) ]يونس[
هنا سؤال ووعيد من الله للكفار والمشركين هل تنتظرون ايام العذاب مثل ايام الذين من قبلكم قل لهم فانتظروا واني منتظر معكم هذه الايام وعندما تأتي هذه الايام النحسات على الكفار يهلككم الله كما اهلك الذين من قبلكم ثم ينجي الله عباده المؤمنين وهذا حقهم الذي اوجبه الله على نفسه سبحانه وتعالى
وهنا اشارة واضحة الى ان العذاب الذي وقع للامم السابقة واقع بهم لامحالة ثم ينجي الله عباده المؤمنين
والآيات التالية من سورة فصلت تشرح وتفصل الذي حدث في تلك الايام
12-قوله تعالى (فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ (15) فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي أَيَّامٍ نَحِسَاتٍ لِنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَخْزَى وَهُمْ لَا يُنْصَرُونَ (16) وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (17) وَنَجَّيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (18)) ]فصلت[
هنا يقص الله سبحانه علينا ماذا حدث في ايام العذاب التي وقعت لعاد وثمود
ويؤكد ان عذاب الحياة الدنيا للكفار هو الصيحة كما عذب بها الامم المكذبة السابقة
وهي عذاب الخزي وعذاب الهون في الحياة الدنيا
ولذلك اى آية تهدد بعذاب في الحياة الدنيا معناه التهديد بالصيحة
كما في الآيات التالية :-
13- قوله تعالى(قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (40)) ]الأنعام[
هنا الفرق واضح بين عذاب الله الذي هو الصيحة (او الصاعقة) وبين الساعة فتأمل
14-قوله تعالى(قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ بَغْتَةً أَوْ جَهْرَةً هَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الظَّالِمُونَ (47)) ]الأنعام[
هنا ايضا اشارة انه لافرق بين ان يأتي العذاب(الصيحة) فجأة او بعد مقدمات
15- قوله تعالى (وَإِنْ مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًا كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا (58)) ]الاسراء[
هنا اخبار بانه لابد من اهلاك كل القرى وتعذيب كل القرى المشركة عذابا شديد قبل يوم القيامة
وهنا تفريق ايضا بين عذاب الدنيا (الصيحة ) وبين يوم القيامة
وان الصيحة واقعة لا محالة لتعذيب الكفار والمشركين واهلاكهم قبل يوم القيامة
16- قوله تعالى(وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ (106) أَفَأَمِنُوا أَنْ تَأْتِيَهُمْ غَاشِيَةٌ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ أَوْ تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (107)) ]يوسف[
هنا تأكيد بأن المشركين وحتى الذين يظنون انهم مؤمنون بالله لايأمنوا ان يأتيهم العذاب (الصيحة) او تأتيهم الساعة فجأة
والمقصود والله اعلم ان المشركين والمنافقين اما ان يعيشوا الى ان تأتيهم الصيحة اي العذاب في الدنيا او يموتوا فجأة ومن مات قامت قيامته فتكون كأنها الساعة اتتهم بغتة

17- قوله تعالى(وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَمْلَيْتُ لِلَّذِينَ كَفَرُوا ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ (32) أَفَمَنْ هُوَ قَائِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ قُلْ سَمُّوهُمْ أَمْ تُنَبِّئُونَهُ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي الْأَرْضِ أَمْ بِظَاهِرٍ مِنَ الْقَوْلِ بَلْ زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مَكْرُهُمْ وَصُدُّوا عَنِ السَّبِيلِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ (33) لَهُمْ عَذَابٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَشَقُّ وَمَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَاقٍ (34)) ]الرعد[
هنا التاكيد بان للذين كفروا عذاب في الحياة الدنيا الذي اثبتنا انه الصيحة
كما حدث مع كل الكافرين السابقين
18- قوله تعالى(وَلَئِنْ مَسَّتْهُمْ نَفْحَةٌ مِنْ عَذَابِ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ (46)) ]الأنبياء[
هنا اشارة الى ان الكفار لايفيقوا الا اذا بدأ نزول العذاب
ساعتها يشعروا انهم كانوا ظالمين مشركين متجبرين
19-قوله تعالى (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (19)) ]النور[
اثبتنا ان العذاب في الدنيا هو الصيحة
20- قوله تعالى(لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنْكُمْ لِوَاذًا فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (63)) ]النور[

21- قوله تعالى(قُلْ يَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ (39) مَنْ يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُقِيمٌ (40)) ]الزمر[
وقوله:{ قُلْ يَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ } أي: على طريقتكم، وهذا تهديد ووعيد. .{ إِنِّي عَامِلٌ } أي: على طريقتي ومنهجي، { فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ } أي: ستعلمون غب ذلك ووباله { مَنْ يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ } أي: في الدنيا، { وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُقِيمٌ } أي: دائم مستمر، لا محيد له عنه. وذلك يوم القيامة.]تفسير ابن كثير (من المكتبة الشاملة)[
وقد اثبتنا بفضل الله ان عذاب الدنيا هو الصيحة

22- قوله تعالى(فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ (24) تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا فَأَصْبَحُوا لَا يُرَى إِلَّا مَسَاكِنُهُمْ كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ (25) وَلَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ فِيمَا إِنْ مَكَّنَّاكُمْ فِيهِ وَجَعَلْنَا لَهُمْ سَمْعًا وَأَبْصَارًا وَأَفْئِدَةً فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلَا أَبْصَارُهُمْ وَلَا أَفْئِدَتُهُمْ مِنْ شَيْءٍ إِذْ كَانُوا يَجْحَدُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (26) وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا مَا حَوْلَكُمْ مِنَ الْقُرَى وَصَرَّفْنَا الْآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (27)) ]الأحقاف[
هنا يذكر الله سبحانه وتعالى انه من سنن الكفار انهم عندما تبدأ ظواهر ومقدمات العذاب يظنها المشركين شيئا عاديا بل حتى مقدمة خير سيأتي اليهم ولكن الحقيقة انه ما يستعجلون به دائما وهي الصيحة والعياذ بالله
23-قوله تعالى ( وَنَبِّئْهُمْ أَنَّ الْمَاءَ قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ كُلُّ شِرْبٍ مُحْتَضَرٌ (28) فَنَادَوْا صَاحِبَهُمْ فَتَعَاطَى فَعَقَرَ (29) فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ (30) إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَكَانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ (31) وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (32) كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ بِالنُّذُرِ (33) إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ حَاصِبًا إِلَّا آلَ لُوطٍ نَجَّيْنَاهُمْ بِسَحَرٍ (34) نِعْمَةً مِنْ عِنْدِنَا كَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ شَكَرَ (35) وَلَقَدْ أَنْذَرَهُمْ بَطْشَتَنَا فَتَمَارَوْا بِالنُّذُرِ (36) وَلَقَدْ رَاوَدُوهُ عَنْ ضَيْفِهِ فَطَمَسْنَا أَعْيُنَهُمْ فَذُوقُوا عَذَابِي وَنُذُرِ (37) وَلَقَدْ صَبَّحَهُمْ بُكْرَةً عَذَابٌ مُسْتَقِرٌّ (38) فَذُوقُوا عَذَابِي وَنُذُرِ (39) وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (40) وَلَقَدْ جَاءَ آلَ فِرْعَوْنَ النُّذُرُ (41) كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا كُلِّهَا فَأَخَذْنَاهُمْ أَخْذَ عَزِيزٍ مُقْتَدِرٍ (42) أَكُفَّارُكُمْ خَيْرٌ مِنْ أُولَئِكُمْ أَمْ لَكُمْ بَرَاءَةٌ فِي الزُّبُرِ (43) أَمْ يَقُولُونَ نَحْنُ جَمِيعٌ مُنْتَصِرٌ (44) سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ (45) بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ (46)) ]القمر[
هنا يخبر الله سبحانه وتعالى عن عذاب الامم السابقة في الدنيا بالصيحة
وبعد ذلك يأتي التأكيد بان الكفار والمشركين سياتيهم نفس العذاب ونفس الصيحة
وتسائل (سبحانه) انكارا واستهزاءا بهم اهم خيرمن الكفار السابقين الذين نزل بهم العذاب ام لهم براءة من هذا العذاب مكتوبة في الكتب السابقة
24-قوله تعالى (أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ فَذَاقُوا وَبَالَ أَمْرِهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (5)) ]التغابن[
هنا سؤال واضح الم تعلموا ما حل بالامم الكافرة السابقة من عذاب في الدنيا وهو الصيحة
25- قوله تعالى(أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ (6) إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ (7) الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ (8) وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ (9) وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ (10) الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ (11) فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ (12) فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ (13) إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ (14)) ]الفجر[
وهنا وصف للصيحة التي حلت بكل من عاد وثمود وفرعون
................يتبع ان شاء الله