المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نصب المنجنيق للرد على الشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك بشأن جواز الدعاء بكل ما يشتق من صفات ربنا الفعلية وكل ما صح إطلاقه على الله مدحا وثناء



أهــل الحـديث
17-12-2013, 10:20 AM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


ما حكم الدعاء بغير الأسماء الحسنى مما صح معناه؟

عبد الرحمن بن ناصر البراك (http://ar.islamway.net/scholar/166)





السؤال: ما حكم الدعاء بغير الأسماء الحسنى مما صح معناه مثل قولهم: يا سامع الصوت ويا سابق الفوت ويا كاسي العظام لحما بعد الموت، يا دليل، يا ساتر، ونحو ذلك؟

الإجابة: الحمد لله؛ قال الله تعالى: {ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه سيجزون ما كانوا يعملون} وقال تعالى: {قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أيًّا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى}، وقال صلى الله عليه وسلم:"إن لله تسعة وتسعين اسما مائة إلا واحدا من أحصاها دخل الجنة".

والله تعالى له أسماء كثيرة كما قال صلى الله عليه وسلم في دعاء الهم: "اللهم إني أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحدا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك..."، وقد اختلف العلماء في إحصاء عدد الأسماء الحسنى اختلافا كثيرا، وكلُّ ما صح إطلاقه على الله مدحا وثناء فهو من أسمائه سبحانه، وما يشتق من صفاته الفعلية إذا كان يظهر أنه مختص بالله فيجوز الدعاء به؛ كفارج الكربات ومغيث اللهفات ومصرف الرياح ومجري السحاب وهازم الأحزاب، وأما إذا كان لا يظهر اختصاصه بالله فلا يجوز الدعاء به؛ مثل سامع الصوت وسابق الفوت، وأما كاسي العظام لحما بعد الموت فهو من جنس ماسبق: فارج الكربات ومغيث اللهفات، كذلك لا يدعى سبحانه وتعالى بالأسماء التي لا يصح ذكره بها والثناء عليه، وإنما يجوز الإخبار بها عنه، مثل موجود وشيء وواجب الوجود، وأما الدليل والساتر فلم يرد إطلاقهما على الله، لكن إذا قيدا بما يدل على ما يختص به سبحانه جاز الدعاء بهما، مثل يا دليل الحائرين ويا ساتر العورات، فأما دليل الحائرين فقد جاء عن الإمام أحمد أنه قال لرجل: "قل يا دليل الحائرين" (مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام 22-483)، وأما ساتر العورات فهو من جنس مقيل العثرات، لا ينصرف إلا إلى الله تعالى، والله أعلم. 4-7-1431
هـ 2010-06-16

المصدر: موقع الشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك (http://www.albrrak.net/)

الرد على ما سبق يتمثل فيما يلي :


أولا : قال تعالى(وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا) الأعراف180.

فعندما يقول الله تعالى (ولله الأسماء الحسنى ) فلا شك أنه يأمرنا أن ندعوه بالأسماء وليس الأفعال ، وليس صفات الأفعال ، ولا شك أن هناك فرقا بين الإسم والصفة والفعل وليس كما يدعي البعض أنه ليس هناك فرق بين أسماء الله وأفعاله وصفاته.

1) الإسم :

مادل على الذات والوصف معا فتشترط فيه الدلالة على الذات أو العلمية على الذات وجميع أسماء الله أعلام وأوصاف والوصف بها لا ينافي العلمية بخلاف أوصاف العباد فإنها تنافي علميتهم فقد يسمى الإنسان سعيدا وهو شقي ويسمى جميلا وهو من أقبح الخلق ويسمى فائزا وهو خاسر بخلاف أسماء الله فهي أعلام وأوصاف.

فعندما نقول الرحمن دل على ذات الله فهو علم على ذات الله ودل على صفة الرحمة وإسم الرحمن يدل على الذات وصفة الرحمة معا بالمطابقة ويدل على إحداهما بالتضمن ويدل على صفة الحياة والعلم والحكمة باللزوم .


2) الوصف:

نعت كمال ثابت في النقل(القرآن والسنة) قائم بذات الله لا يقوم بنفسه ولا ينفصل عن الموصوف كالعلم والرحمة والعزة والحكمة والسمع والبصر، وينقسم الوصف إلى:

1- وصف ذات :

كل وصف كمال قائم بذات الله ثابت في النقل لا يتعلق بالمشيئة ولا يتصور وجود الذات الإلهية بغيره كالحياة والعلم والقدرة و الحكمة والقوة.

2- وصف فعل:

كل وصف كمال قائم بذات الله ثابت في النقل يتعلق بمشيئة الله وقدرته كالإحياء والتقدير والتعليم والإعزاز، فهو متعلق بالمشيئة إن شاء فعله وإن شاء لم يفعله.

وقد يكون الوصف وصف ذات وفعل في ذات الوقت :

فصفة الكلام وصف ذات لا يتصور وجود الذات بغير كلام وهو وصف فعل متعلق بالمشيئة فإن شاء الله تكلم وإن شاء لا يتكلم.

3) الفعل :

كل وصف كمال قائم بذات الله في النقل يتعلق بمشيئته وقدرته ويرتبط بزمان ومكان ، مثل (يوم يبعثهم جميعا ) ففعل يبعثهم مرتبط بزمان ومكان ، ويجوز أخذ وصف الفعل من الفعل كأن نقول البعث فالبعث وصف فعل من فعل بعث ولا يجوز إشتقاق الإسم من الفعل فنقول الباعث وهكذا.

** وهناك فروقا آخرى بين الإسم والفعل والصفة منها يلي:


1- أن الأسماء يشتق منها صفات وأفعال :

فنشتق من أسماء الرحيم والقادر والعظيم ، صفات الرحمة والقدرة والعظمة ، وأفعال يرحم ويقدر ويُعَظَم.

2- أن الصفات يشتق منها أفعال ولا يشتق منها أسماء :

فصفات الإرادة والمجيء والمكر والغضب والغيرة والضحك نشتق منها فعل يريد ويجيء ويمكر ويغضب ويغار ويضحك ، ولا يشتق منها اسم المريد والجائي والماكر والغاضب والغيور والضاحك وهكذا.

3- أن الفعل يشتق منه الصفة و لايشتق منه الإسم :

ففعل يريد ويجيء ويمكر ويغضب ويغار ويضحك يشتق منه صفة الإرادة والمجيء والمكر والغضب والضحك .

ولا نشتق من كونه يريد و يحب ويكره ويغضب اسم المريد والمحب والكاره والغاضب.

4- الأسماء يجوز أن يتعبد الله بها فنقول: عبد الكريم ، وعبد الرحمن ، وعبد العزيز، لكن لا يُتعبد بصفاته فلا نقول: عبد الكرم ، وعبد الرحمة ، وعبد العزة.

5- الأسماء يدعى الله بها بخلاف الصفات فنقول: يا رحيم ارحمنا ، ويا كريم أكرمنا ، ويا لطيف الطف بنا ، لكن لا ندعو صفاته فنقول: يا رحمة الله ارحمينا ، أو: يا كرم الله أو: يا لطف الله ذلك أن الصفة ليست هي الموصوف فالرحمة ليست هي الله ، بل هي صفةٌ لله.

6- أن أسماء الله عَزَّ وجَلَّ وصفاته تشترك في الإستعاذة بها كقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّاتِ) صحيح مسلم ، والكلام صفة من صفات الله.


ثانيا : أسماء الله الحسنى توقيفية:


ومعنى أنها توقيفية أي لا مجال فيها للإجتهاد بل هي توقيفية على النص من القرآن والسنة ومن ثم وجب علينا أن نثبت ما أثبته الله لنفسه ولا يجوز أن نثبت لله إسما لم يثبته الله لنفسه سواء في كتابه أو في سنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، ودليل ذلك ما يلي :

1- قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث (أسألك بكل اسم هو لك ، سميت به نفسك ) فسميت به نفسك أي لابد أن يكون الله قد سمى به نفسه أي ثابتة بنص من قرآن أو سنة .

2- وكذلك الحديث (وأعوذُ بك منك لا أُحْصى ثناءً عليك أنت كما أثنيتَ على نفسِك)صحيح مسلم.

والثناء لا يكون إلا بالأسماء والصفات ومعنى أنت كما أثنيت على نفسك تفيد التوقيف فلا نثبت إلا ما أثبتته الله لنفسه من الأسماء.

والإشتقاق يتنافى مع التوقيف فلابد أن يكون الإسم ثابتا في القرآن أوالسنة ومن ثم لا يجوز أن نشتق لله من أفعاله أو صفاته أسماء كأن نشتق من فعل نزل المنزل أو من صفة الغضب الغاضب وهكذا.

ونهى الله سبحانه وتعالى عن الإلحاد في أسمائه ، قال تعالى(وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)الأعراف 180.


وسئل الشيخ بن عثيمين عن الإلحاد في أسماء الله فأجاب بقوله :


الإلحاد في اللغة : هو الميل ، ومنه قول الله تعالى(لسان الذي يلحدون إليه أعجمي وهذا لسان عربي مبين)، ومنه اللحد في القبر فإنه سمي لحداً لميله إلى جانب منه ، ولا يعرف الإلحاد إلا بمعرفة الاستقامة ، لأنه كما قيل: بضدها تتبين الأشياء، فالاستقامة في باب أسماء الله وصفاته أن نُجري هذه الأسماء والصفات على حقيقتها اللائقة بالله عز وجل من غير تحريف ، ولا تعطيل ، ولا تكييف ، ولا تمثيل ، على القاعدة التي يمشي عليها أهل السنة والجماعة في هذا الباب.

فإذا عرفنا الاستقامة في هذا الباب فإن خلاف الاستقامة هو الإلحاد ، وقد ذكر أهل العلم للإلحاد في أسماء الله تعالى أنواعاً يجمعها أن نقول هو: "الميل بها عما يجب اعتقاده فيها".


وهو على أنواع:

النوع الأول: إنكار شيء من الأسماء ، أو ما دلت عليه من الصفات:

ومثاله: من ينكر أن اسم الرحمن من أسماء الله تعالى كما فعل أهل الجاهلية ، أو يثبت الأسماء ، ولكن ينكر ما تضمنته من الصفات كما يقول: بعض المبتدعة: أن الله تعالى رحيمٌ بلا رحمة ، وسميعٌ بلا سمع.

النوع الثاني: أن يسمي الله سبحانه وتعالى بما لم يسم به نفسه:

ووجه كونه إلحاداً أن أسماء الله سبحانه وتعالى توقيفية ، فلا يحل لأحد أن يسمي الله تعالى باسم لم يسم به نفسه ، لأن هذا من القول على الله بلا علم ومن العدوان في حق الله عز وجل وذلك كما صنع الفلاسفة فسموا الإله بالعلة الفاعلة ، وكما صنع النصارى فسموا الله تعالى باسم الأب ونحو ذلك ، أو نسميه الخافض الرافع المعز المذل العدل الجليل مع عدم ثبوت هذه الأسماء من القرآن أو السنة وإنما وردت أفعال وليس أسماء.

النوع الثالث: أن يعتقد أن هذه الأسماء دالة على أوصاف المخلوقين:

فيجعلها دالة على التمثيل ، ووجه كونه إلحاداً: أن من اعتقد أن أسماء الله سبحانه وتعالى دالة على تمثيل الله بخلقه فقد أخرجها عن مدلولها ومال بها عن الاستقامة ، وجعل كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم دالاً على الكفر، لأن تمثيل الله بخلقه كفر لكونه تكذيباً لقوله تعالى: (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير)، ولقوله:(هل تعلم له سمياً)، قال نعيم بن حماد الخزاعي شيخ البخاري رحمهما الله: "من شبّه الله بخلقه فقد كفر، ومن جحد ما وصف الله به نفسه فقد كفر، وليس فيما وصف الله به نفسه تشبيه".

النوع الرابع: أن يشتق من أسماء الله تعالى أسماء للأصنام:

كاشتقاق اللات من الله ، والعزى من العزيز، ومناة من المنان ، ووجه كونه إلحاداً: أن أسماء الله تعالى خاصة به ، فلا يجوز أن تنقل المعاني الدالة عليها هذه الأسماء إلى أحد من المخلوقين ليعطى من العبادة مالا يستحقه إلا الله عز وجل ، هذه أنواع الإلحاد في أسماء الله تعالى) مجموع فتاوى ورسائل الشيخ محمد صالح العثيمين المجلد الأول - باب الأسماء والصفات.


ثالثا : نعم الله لها أسماء حسنى كثيرة ، ودليل ذلك قوله صلى الله عليه وسلم(أسألك بكل اسم هو لك ، سميت به نفسك ، أو أنزلته في كتابك ، أو علمته أحدا من خلقك ، أو استأثرت به في علم الغيب عندك) صححه الألباني.
ولكن يجب أن نفهم الحديث فهما جيدا .

فسميت به نفسك: هذا يعنى أن أسماء الله الحسنى توقيفية على الكتاب والسنة فلابد أن يثبت الإسم في القرآن أو السنة .


وإذا كان لا يجوز أن نسمي الإنسان بغير ما سمي به فهل يجوز أن نسمي الله بغير ما سمى به نفسه في كتابه أو في سنتة نبيه؟


أنزلته في كتابك : هذا تفصيل لما سبق وتوضيح أن الأسماء التي سمى الله بها نفسه لابد أن تكون ثابتة في القرآن أو السنة ، فالسنة وحي كما أن القرآن وحي.


علمته أحد من خلقك : إما نبيا مرسلا وإما ملكا ، ومن ثم لكي نعلم نحن الإسم فلابد أن يكون الاسم ثابت بالقرآن أو السنة وإلا فمن أين نعلم أن الله علمه أحد من خلقه.


أستأثرت به في علم الغيب عندك: أي لم يطلع عليها أحد ، ولا مجال لعلمه.


ومن الحديث السابق (أسألك بكل اسم هو لك )يتبين لنا أن أسماء الله الكلية غير محصورة في عدد معين وتشتمل على ما يلي:

1) ما أستأثر به الله في علم الغيب عنده وهذا لا يعلمه إلا الله.

2) ما علمه الله أحدا من خلقه أي ملكا أو نبيا وهذا لا نعلمه إلا إذا ثبت بنص من القرآن أو السنة.

3) ما أنزله الله في كتابه أي ما ثبت في القرآن أو السنة ، وهذه الأسماء هي التي تعرف الله بها إلى عبادة.

ولا يوجد تعارض بين عدم الحصر للأسماء الكلية والإحصاء:

فعنه صلى الله عليه وسلم (إن لله تسعة وتسعين اسما ، مائة إلا واحدا ، من أحصاها دخل الجنة) متفق عليه .


فهذا الحديث لا يدل على حصر الأسماء بهذا العدد ونظير ذلك أن تقول عندي مائة درهم أعددتها للصدقة فليس معنى ذلك أنك ليس لديك دراهم أخرى ، وهذه الأسماء هي من جملة الأسماء التي تعرف الله بها إلى عباده والتي وردت في كتابه وفي سنة نبيه وقام الدليل عليها.
· قوله تعالى (وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا)الأعراف:180.

ووجه الدلالة أن الأسماء معهودة موجودة فالإسم موجود ويأمرنا الله بالدعاء به.

· وقوله عليه السلام(إن لله تسعة وتسعين اسما ، مائة إلا واحدا ، من أحصاها دخل الجنة) متفق عليه.

فكلمة أحصاها تدل على هناك إحصاء للأسماء فمن أين يكون الإحصاء إلا في القرآن والسنة.

فلا يجوز اشتقاق الأسماء من الأفعال والصفات ومن اشتق فعليه وزره ووقع في الإلحاد فلا يجوز تسمية الله إلا بما سمى به نفسه ، فلا يجوز الإشتقاق في أسماء الله شرعا أما في اللغة فيجوز إشتقاق الأسماء من الأفعال ، وأسماء الله أزلية أبدية والأسماء المشتقة مستحدثة ومن ثم فلا يجوز الإشتقاق شرعا.

· قوله تعالى (وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا)الأعراف:180.

ووجه الدلالة أن الله قال (الأسماء) ولم يقل الأفعال أو الأوصاف وشتان بين الأسماء والأوصاف فالوصف لا يقوم بنفسه وإنما يقوم بموصوفه ، فلا يصح مثلا أن نقول الرحمة استوت على العرش أو العزة أجرت الشمس أو العلم والحكمة والخبرة أنزلت الكتاب ، فهذه كلها أوصاف لا تقوم بنفسها.

· وقوله عليه السلام(إن لله تسعة وتسعين اسما ، مائة إلا واحدا ، من أحصاها دخل الجنة) متفق عليه.


ووجه الدلالة أن اللفظ ورد إن لله تسعة وتسعين إسما ولم يقل فعلا ولا وصفا.



نأتي لتفصيل الرد على الشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك:


فهو يقول (وكلُّ ما صح إطلاقه على الله مدحا وثناء فهو من أسمائه سبحانه، وما يشتق من صفاتهالفعلية إذا كان يظهر أنه مختص بالله فيجوز الدعاء به؛ كفارج الكربات ومغيث اللهفاتومصرف الرياح ومجري السحاب وهازم الأحزاب، وأما إذا كان لا يظهر اختصاصه بالله فلايجوز الدعاء به؛ مثل سامع الصوت وسابق الفوت، وأما كاسي العظام لحما بعد الموت فهومن جنس ماسبق: فارج الكربات ومغيث اللهفات، كذلك لا يدعى سبحانه وتعالى بالأسماءالتي لا يصح ذكره بها والثناء عليه، وإنما يجوز الإخبار بها عنه، مثل موجود وشيءوواجب الوجود، وأما الدليل والساتر فلم يرد إطلاقهما على الله، لكن إذا قيدا بمايدل على ما يختص به سبحانه جاز الدعاء بهما، مثل يا دليل الحائرين ويا ساترالعورات، فأما دليل الحائرين فقد جاء عن الإمام أحمد أنه قال لرجل: "قل يا دليلالحائرين" (مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام 22-483)، وأما ساتر العورات فهو من جنس مقيلالعثرات، لا ينصرف إلا إلى الله تعالى.

فقوله (وكلُّ ما صح إطلاقه على الله مدحا وثناء فهو من أسمائه سبحانه) نعم كل ما صح إطلاقه على الله مدحا وثناء فهو من أسمائه ، فمن الذي يطلق الاسم على الله ؟ هل نسمي الله بما سمى به نفسه في كتابه أو في سنة نبية صلى الله عليه وسلم أم نطلق للعقل العنان فيسمي كل منا ربه بما يشاء ويقول أن هذا يفيد الثناء والمدح ، وما هو معيار الثناء والمدح إذا .
وقوله (وما يشتق من صفاتهالفعلية إذا كان يظهر أنه مختص بالله فيجوز الدعاء به؛ كفارج الكربات ومغيث اللهفاتومصرف الرياح ومجري السحاب وهازم الأحزاب)


أولا : مجرى السحاب وهازم الأحزاب أسماء حسنى مقيدة وليس صفات أفعال والتقيد فيها ينبع من الإضافة وهي ثابتة بالسنة فيجوز أن ندعو الله بها ولكن نفيدها بما قيدها الله بها ومن ثم لا يجوز لنا إطلاق اسم المجري أو الهازم على الله أو الدعاء بذلك ولكن ندعوه بمجري السحاب وهازم الأحزاب وكذلك بديع السموات والأرض فلا نقول البديع وكذلك نور السموات والأرض فلا نقول النور وسريع العقاب فلا نقول السريع وشديد العقاب فلا نقول الشديد وهكذا.


ثانيا : هل ورد في السنة أن من أسماء الله فارج الكربات ومغيث اللهفات ومصرف الرياح ، وذلك على كثرة الأدعية التي وردت إلينا عن النبي صلى الله عليه وسلم .

أتستبدلون الذي هو أدني بالذي هو خير؟

أما في باب الإخبار فيجوز أن نقول أن الله يفرج الكربات ويصرف الرياح ويغيث الملهوف ولكن أن تسميه بتلك الأسماء وتدعوه بها فلا.

ثالثا: كيف يرد شيخنا عبد الرحمن بن ناصر البراك على الشيخ بن عثيمين: أن من الإلحاد أن يسمي الله سبحانه وتعالى بما لم يسم به نفسه ، ووجه كونه إلحاداً أن أسماء الله سبحانه وتعالى توقيفية ، فلا يحل لأحد أن يسمي الله تعالى باسم لم يسم به نفسه ، لأن هذا من القول على الله بلا علم ومن العدوان في حق الله عز وجل؟



رابعا : الشيخ يجيز الاشتقاق من الصفات الفعلية :



فهل يجوز أن نسمي الله وندعوه بالضاحك فقد ثبتت صفة الضحك.


والغاضب - والغيور- والمنزل- والجائي – المُضعِف – المفرغ – المريد – المخرج – الجاعل – الآتي – المتكلم – الآمر – الباعث – الهادي - الواعظ – الآذن – المحمود – المحب – الكاره – المزكي – المشرع – المؤيد – المكلف – المؤاخذ – الكاتب – المحاسب – المنشز – الكاسي – المخادع - الماكر؟


وهذه اسماء مشتقه من الصفات في صورة البقرة فقط فإن أردت المزيد جئنا بها.


مع ملاحظة أن مخرج الموتي اسم مقيد ولا يجوز اطلاق اسم المخرج .


وهادي المؤمني اسم مقيد ولا يجوز اطلاق اسم الهادي.


وكاتب سعي العباد ولا يجوز اطلاق الكاتب .


خامسا : قوله (وأما إذا كان لا يظهر اختصاصه بالله فلايجوز الدعاء به؛ مثل سامع الصوت وسابق الفوت)



فما هو معيار ذلك ؟ أليس الله يسمع الصوت ويسبق الفوت ؟ فإذا أجاز الشيخ تسمية الله بكاسي العظام وفارج الكربات ومغيث اللهفات ودليل الحائرين وساتر العورات ومقيل العثرات فكان يجب عليه أن يجيز ذلك أيضا .
وليس في قول الإمام أحمد أو قول بن تيمية دليلا فهل يستدل بقول الإئمة مع إجلالنا لهم أم يستدل بالقرآن والسنة ، فكل يؤخذ منه ويرد عليه إلا رسول الله صلى الله وسلم و الفيصل والفرقان في ذلك هو القرآن والسنة .


ثم هل دعونا الله بكل أسمائه الحسنى الثابتة في القرآن والسنة كلها ولم تكفي فذهبنا إلى الإشتقاق ؟


وهل اتباع ما جاء في القرآن وفي سنة نبيا الخير أم الاشتقاق؟



هذا ما أعلم فإن صوابا فمن الله وإن خطأ فمن نفسي والشيطان .