سندهم
19-04-2007, 06:29 AM
السلام عليكم :صباح الخير
معدل حوادثهن 6.2 حوادث لكل 100 و17 ألفاً لم يشملهن النقل
المعلمات يبتسمن أخيرا ومنهن من تنتظر
الرياض: موسى بن مروي
__________________
في حين يفترض أن بسمة سيطرت على ملامح 9648 معلمة شملتهن حركة النقل المعلن عنها أمس، فإن البسمة ذاتها لا بد أن تكون قد غابت عن 17 ألفاً أخريات كن قد تقدمن بطلبات للنقل من مدارسهن إلى مدارس قريبة من مقار سكنهن، إذ لا تعني قوائم الأسماء المنشورة اليوم، بالنسبة لهن، سوى أن ينتظرن عاما آخر قد يمتد إلى أعوام.
أما حالة الترقب التي سبقت الإعلان عن أسماء المعلمات المنقولات، والحالة التي عكستها الاتصالات الواسعة التي انهالت أمس على مكاتب الصحف، والزيارات الكثيفة لموقع الوزارة الرسمي على الإنترنت والتي تسببت في بطء تصفحه، من قبل معلمات يبحثن عما إذا كانت أسماؤهن قد وردت في القوائم، فلا تشيران إلا إلى تلك السنين العجاف التي قضتها الكثيرات من المعلمات السعوديات وهن يكابدن مشقة السفر اليومي للعمل في المدارس النائية.
وتنتظر نحو 26 ألف معلمة وأسرهن سنوياً موعد حركة النقل على أحر من الجمر، نظرا لما تشكله الحركة من بريق أمل وسط ظلام الغربة وخطر الموت اليومي على الطرقات.
أما الأرقام فتؤكد تصاعد مشكلة حوادث المعلمات، إذ خلال العام الدراسي الحالي لقيت 23 معلمة مصرعهن وأصيبت 68 معلمة في حوادث جماعية أثناء رحلات يومية تتجاوز مئات الكيلو مترات يقطعنها في تنقلهن بين مدارسهن و مقار سكنهن.
وحددت دراسة مرورية سابقة أعدتها مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية "اللجنة الوطنية للسلامة المرورية" بالتعاون مع جامعة الملك فهد للبترول والمعادن حملت عنوان (الحوادث المرورية الناجمة عن نقل المعلمات والطالبات خارج المدن) معدل حوادث المعلمات 6.2 حوادث لكل مئة معلمة متنقلة أي أن معدل حوادث نقل المعلمات أكبر من المعدل الوطني لعموم الحوادث الذي يعد مرتفعاً وهو 4 حوادث لكل مئة فرد بمعنى أن معدل حوادث المعلمات في المملكة يفوق المستويات الطبيعية لحوادث المرور عموماً، وذلك نتيجة للرحلات اليومية والمسافات الطويلة التي تقطعها المعلمة من وإلى مدرستها.
ويشكل موعد إعلان حركة النقل التي تجريها وزارة التربية والتعليم نقطة فاصلة في حياة السعوديات العاملات في مدارس خارج مدنهن لأن ذلك يعد إيذاناً بخروجهن من كابوس الخوف والخطر اليومي الذي يعشنه على الطرق بسبب مخاوف الحوادث، وتؤكد الدراسة أن أغلب حوادث المعلمات يقع في ساعات الصباح الباكر أي في وقت تكون الرؤية فيه محدودة أو أثناء العودة من المدارس، ورأت الدراسة أن أساليب معالجة ظاهرة حوادث نقل المعلمات موزعة بين المرور وأمن الطرق ووزارة النقل ووزارة التربية والتعليم ووزارة الخدمة المدنية وهيئة المواصفات والمقاييس.
وبينت الدراسة أن منطقة الرياض تشهد أعلى نسبة من حوادث نقل المعلمات حيث بلغت 17.5% تلتها منطقة عسير في المرتبة الثانية بنسبة 14.2% ثم منطقة مكة المكرمة بنسبة 13.3% والباحة بنسبة 7.2% والمنطقة الشرقية بنسبة 3.3%، وأخيرا جاءت منطقة حائل في آخر القائمة بنسبة 2.5%.
وقالت الدراسة التي نفذها المقدم علي الرشيدي من إدارة المرور، إن كثرة الحوادث المرورية لنقل المعلمات في منطقة الرياض تعود إلى طول رحلات العمل اليومية للعاملات في التعليم خارج مدينة الرياض حيث يبلغ مجموع أطوال الرحلات اليومية التي تقوم بها ما يقارب من 561 معلمة من المعلمات إلى خارج الرياض 59802.6 كلم يوميا، ومتوسط المسافة المقطوعة للرحلة المفردة للمعلمة يوميا 106.6 كيلومترات.
وأرجعت الدراسة كثرة حوادث معلمات منطقة عسير إلى طبيعتها الجبلية الوعرة وطول رحلات العمل اليومية. وكشفت الدراسة أن الأسباب الرئيسية لحوادث نقل المعلمات هي السرعة بنسبة 32.1 % يليها انفجار الإطارات بنسبة 22.6 %، في حين شكل عدم انتباه السائق نسبة 9.4 % .
ولم تفلح كل النداءات والمطالب السابقة في وضع حد للحوادث الجماعية للمعلمات، في حين اكتفت الجهات ذات العلاقة بإلقاء المسؤولية عن استمرار النزيف اليومي لدماء المعلمات على الطرق، ومن ضمن المطالب والحلول التي لم تر النور تعيين المعلمات في القرى أو المدن التي ينتمين إليها فقط وعدم السماح للحافلات بنقل أكثر من معلمتين إضافة للسائق والمحرم لتفادي كثرة الضحايا في الحوادث الجماعية المميتة والعمل على إلحاق المعلمة بأقرب مدرسة لولي أمرها رغبة في اعتمادها عليه في التوصيل وتمكين المعلمة من التقاعد المبكر بعد مضي 10 سنوات على الخدمة لتكسب فرصة أكبر للسلامة من حوادث نقل المعلمات ولتتيح الفرصة لتقليص قوائم الانتظار والتوعية المكثفة بخطر النقل الجماعي للمعلمات بالإضافة إلى اشتراط توفر وسائل أكثر دقة في سلامة المركبة المخصصة لنقل المعلمات، وأن تكون حديثة الصنع وتحديد مسافة معينة لنقل المعلمة، ووضع برنامج لتوطين الوظائف في القرى النائية من خلال رعاية طلاب وطالبات من أبناء المناطق النائية من مراحل مبكرة حتى الجامعة ليعودا بعد ذلك كمعلمين ومعلمات في مسقط رؤوسهم ومع ذلك تنتفي الحاجة لتنقل المعلمين والمعلمات بشكل يومي.
الخميس 2 ربيع الآخر 1428هـ الموافق 19 أبريل 2007م العدد (2393) :جريدة الوطن
معدل حوادثهن 6.2 حوادث لكل 100 و17 ألفاً لم يشملهن النقل
المعلمات يبتسمن أخيرا ومنهن من تنتظر
الرياض: موسى بن مروي
__________________
في حين يفترض أن بسمة سيطرت على ملامح 9648 معلمة شملتهن حركة النقل المعلن عنها أمس، فإن البسمة ذاتها لا بد أن تكون قد غابت عن 17 ألفاً أخريات كن قد تقدمن بطلبات للنقل من مدارسهن إلى مدارس قريبة من مقار سكنهن، إذ لا تعني قوائم الأسماء المنشورة اليوم، بالنسبة لهن، سوى أن ينتظرن عاما آخر قد يمتد إلى أعوام.
أما حالة الترقب التي سبقت الإعلان عن أسماء المعلمات المنقولات، والحالة التي عكستها الاتصالات الواسعة التي انهالت أمس على مكاتب الصحف، والزيارات الكثيفة لموقع الوزارة الرسمي على الإنترنت والتي تسببت في بطء تصفحه، من قبل معلمات يبحثن عما إذا كانت أسماؤهن قد وردت في القوائم، فلا تشيران إلا إلى تلك السنين العجاف التي قضتها الكثيرات من المعلمات السعوديات وهن يكابدن مشقة السفر اليومي للعمل في المدارس النائية.
وتنتظر نحو 26 ألف معلمة وأسرهن سنوياً موعد حركة النقل على أحر من الجمر، نظرا لما تشكله الحركة من بريق أمل وسط ظلام الغربة وخطر الموت اليومي على الطرقات.
أما الأرقام فتؤكد تصاعد مشكلة حوادث المعلمات، إذ خلال العام الدراسي الحالي لقيت 23 معلمة مصرعهن وأصيبت 68 معلمة في حوادث جماعية أثناء رحلات يومية تتجاوز مئات الكيلو مترات يقطعنها في تنقلهن بين مدارسهن و مقار سكنهن.
وحددت دراسة مرورية سابقة أعدتها مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية "اللجنة الوطنية للسلامة المرورية" بالتعاون مع جامعة الملك فهد للبترول والمعادن حملت عنوان (الحوادث المرورية الناجمة عن نقل المعلمات والطالبات خارج المدن) معدل حوادث المعلمات 6.2 حوادث لكل مئة معلمة متنقلة أي أن معدل حوادث نقل المعلمات أكبر من المعدل الوطني لعموم الحوادث الذي يعد مرتفعاً وهو 4 حوادث لكل مئة فرد بمعنى أن معدل حوادث المعلمات في المملكة يفوق المستويات الطبيعية لحوادث المرور عموماً، وذلك نتيجة للرحلات اليومية والمسافات الطويلة التي تقطعها المعلمة من وإلى مدرستها.
ويشكل موعد إعلان حركة النقل التي تجريها وزارة التربية والتعليم نقطة فاصلة في حياة السعوديات العاملات في مدارس خارج مدنهن لأن ذلك يعد إيذاناً بخروجهن من كابوس الخوف والخطر اليومي الذي يعشنه على الطرق بسبب مخاوف الحوادث، وتؤكد الدراسة أن أغلب حوادث المعلمات يقع في ساعات الصباح الباكر أي في وقت تكون الرؤية فيه محدودة أو أثناء العودة من المدارس، ورأت الدراسة أن أساليب معالجة ظاهرة حوادث نقل المعلمات موزعة بين المرور وأمن الطرق ووزارة النقل ووزارة التربية والتعليم ووزارة الخدمة المدنية وهيئة المواصفات والمقاييس.
وبينت الدراسة أن منطقة الرياض تشهد أعلى نسبة من حوادث نقل المعلمات حيث بلغت 17.5% تلتها منطقة عسير في المرتبة الثانية بنسبة 14.2% ثم منطقة مكة المكرمة بنسبة 13.3% والباحة بنسبة 7.2% والمنطقة الشرقية بنسبة 3.3%، وأخيرا جاءت منطقة حائل في آخر القائمة بنسبة 2.5%.
وقالت الدراسة التي نفذها المقدم علي الرشيدي من إدارة المرور، إن كثرة الحوادث المرورية لنقل المعلمات في منطقة الرياض تعود إلى طول رحلات العمل اليومية للعاملات في التعليم خارج مدينة الرياض حيث يبلغ مجموع أطوال الرحلات اليومية التي تقوم بها ما يقارب من 561 معلمة من المعلمات إلى خارج الرياض 59802.6 كلم يوميا، ومتوسط المسافة المقطوعة للرحلة المفردة للمعلمة يوميا 106.6 كيلومترات.
وأرجعت الدراسة كثرة حوادث معلمات منطقة عسير إلى طبيعتها الجبلية الوعرة وطول رحلات العمل اليومية. وكشفت الدراسة أن الأسباب الرئيسية لحوادث نقل المعلمات هي السرعة بنسبة 32.1 % يليها انفجار الإطارات بنسبة 22.6 %، في حين شكل عدم انتباه السائق نسبة 9.4 % .
ولم تفلح كل النداءات والمطالب السابقة في وضع حد للحوادث الجماعية للمعلمات، في حين اكتفت الجهات ذات العلاقة بإلقاء المسؤولية عن استمرار النزيف اليومي لدماء المعلمات على الطرق، ومن ضمن المطالب والحلول التي لم تر النور تعيين المعلمات في القرى أو المدن التي ينتمين إليها فقط وعدم السماح للحافلات بنقل أكثر من معلمتين إضافة للسائق والمحرم لتفادي كثرة الضحايا في الحوادث الجماعية المميتة والعمل على إلحاق المعلمة بأقرب مدرسة لولي أمرها رغبة في اعتمادها عليه في التوصيل وتمكين المعلمة من التقاعد المبكر بعد مضي 10 سنوات على الخدمة لتكسب فرصة أكبر للسلامة من حوادث نقل المعلمات ولتتيح الفرصة لتقليص قوائم الانتظار والتوعية المكثفة بخطر النقل الجماعي للمعلمات بالإضافة إلى اشتراط توفر وسائل أكثر دقة في سلامة المركبة المخصصة لنقل المعلمات، وأن تكون حديثة الصنع وتحديد مسافة معينة لنقل المعلمة، ووضع برنامج لتوطين الوظائف في القرى النائية من خلال رعاية طلاب وطالبات من أبناء المناطق النائية من مراحل مبكرة حتى الجامعة ليعودا بعد ذلك كمعلمين ومعلمات في مسقط رؤوسهم ومع ذلك تنتفي الحاجة لتنقل المعلمين والمعلمات بشكل يومي.
الخميس 2 ربيع الآخر 1428هـ الموافق 19 أبريل 2007م العدد (2393) :جريدة الوطن