المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كاس العالم للأندية 2013 :- ديك برازيلي لا يتوقف عن الصياح



عميد اتحادي
16-12-2013, 03:50 PM
سلسلة من الهزائم وتقهقر في جدول ترتيب الدوري البرازيلي وإحباطات متتالية في سنة 2011 كانت لها بالغ الأثر في نفسية لاعبي أتليتيكو مينيرو، ولكنها شكلت أيضاً حافزاً للقفز على الصعاب والإخفاقات ليتوّج الفريق سنتين بعد ذلك بكوبا ليبيرتادوريس.

كانت لمقولة "أنا أؤمن" التي تحولت لشعار لا مناص منه في مباريات المنافسات القارية دور إيجابي كُتبت أولى فقراته في الشهور الأخيرة من تلك السنة، حيث راهنت إدارة النادي على مردود عمل المدرب كوكا الذي تم التعاقد معه على الرغم من قراره الإبتعاد عن الملاعب. كان الإيمان بالنجاح وسط كل تلك الزوابع التي أحاطت بالنادي قراراً صائباً أعطى ثماره وسيتحول إلى منهجية سيعتمدها النادي في مواجهة الإكراهات المستقبلية.

حقق أتليتيكو مينيرو بفضل تلك المعنويات المرتفعة اللقب المحلي سنة 2012، بعد التحاق نجوم ومواهب كرونالدينيو جاوتشو وجو وفيكتور الذين شكلوا الدعائم الأساسية لتأهل النادي لكوبا ليبيرتادوريس بعد احتلاله مركز الوصافة في الدوري البرازيلي الممتاز. وكان الديك يحلم في تلك الفترة بالمزيد وضخّ في صفوفه القوية والواثقة في نفسها عناصر جديدة مثل دييجو تارديلي وأسماء محنكة من قبيل أليساندور وجيلبيرتو سيلفا وجوزويه وهي العناصر التي حولت حلم الفريق إلى ألقاب في 2013.

وكانت رؤية المدرب صائبة بعد عامين من العمل الدؤوب. وقد أعرب رونالدينيو في مقابلة مع موقع FIFA.com عن ذلك قائلاً :" كوكا مدرب يتمتع بالكفاءة اللازمة، لقد خطط وبحث عن اللاعبين الذين سيستجيبون لخططه والأسلوب الذي يفضله في اللعب. وقد اندمج اللاعبون ولم يكن ذلك من محظ الصدفة".


أسلوب فريد

إنه رونالدينيو المتألق. فبعد سنوات قضاها في اللعب على مستوى الأجنحة، عاد إلى وسط الميدان وبات في أتليتيكو مينيرو القلب النابض لهجمات بيرنارد وتارديلي وموزع الكرات الذكية لانطلاقات جو في خط الهجوم. ويقول كوكا في هذا الصدد: "لم أضعه ليلعب كما في السابق في الجناح الأيسر، بل منحته كل الحرية في التحرك والتفكير في تمرير الكرات الحاسمة لللاعبين السريعين." ومن جانبه يعلق رونالدينيو على ذلك :"كنت ألعب بنفس الطريقة حين ولجت عالم الإحتراف. لقد وضّح لي ماذا يريد ولم يكن لدي مشكل في ذلك. أنا أحب أن ألعب كموزع للفريق."



((وجدت في أتليتيكو أناساً يثقون في أسلوب لعبي. تعاقد معي كوكا لألعب بالأسلوب الذي أفضل وسارت الأمور بشكل طبيعي.)) %%رونالدينيو%%


بات رونالدينيو سعيداً من جديد في المستطيل الأخضر، وهو الشيء الذي غاب عنه حين كان يلعب في فلامينجو، وأصبح قائداً لخط هجومي لا يرحم سواء في الدوري البرازيلي أو في كوبا ليبيرتادوريس، حيث دكّ الديك شباك خصوم من العيار الثقيل بأهداف ساحرة. وبهذا أضحى رونالدينيو أيقونة ساهمت في تطور أداء زملاءه كجو الذي توّج هدافاً للمسابقة القارية. ويؤكد جو:"وجدت في أتليتيكو أناساً يثقون في أسلوب لعبي. تعاقد معي كوكا لألعب بالأسلوب الذي أفضل وسارت الأمور بشكل طبيعي. خضت مباريات كبيرة في السنة الماضية وحققنا نتائج رائعة هذه السنة. مرّ كل شيء على ما يرام ولا تنقصنا الثقة."


نجوم الفريق

يعود فضل تألق أتليتيكو مينيرو بدون شك لكوكا الذي أعاد الثقة ليس للفريق فحسب، بل للاعبيه أيضاً. فعلاوة على رونالدينيو وجو، أبان القصير بيرنارد عن نضج بعدما كان على وشك مغادرة الفريق، وتحوّل ماركوس روتشا إلى أبرز جناح أيمن في البلاد بعد عودته من الإعارة، وعاد تارديلي يحمل وصف أيقونة الفريق بعدما عاد للفريق بعد تجربة احترافية لم تكن بارزة في أوروبا والشرق الأوسط، وأضحى كما كان سابقا عنصراً نشيطاً في خط هجوم الفريق.

وفي تصريح يؤكد تارديلي:" كان الفريق يلعب في 2012 بخطة تعتمد على مهاجمين يلعبا بالقرب من جناحي الفريق الخصم. وكان من الضروري علي التأقلم مع هذا النهج. ولم أجد صعوبة في ذلك، لأني لم أكن قط مهاجماً 100% في مربع العمليات. وقد تفاجأت أنا أيضاً بسرعة نضجي في رقعة الميدان، وأن تلعب أحياناً كرأس حربة وأحياناً أخرى كلاعب وسط. إنه لأمر جميل أن أتمكن من تطوير مستواي بهذا الشكل، إضافة إلى لعبي مع لاعبين مميزين."

رغم غياب بعض اللاعبين كحالة بيرنارد الذي تعاقد مع شاختار دونيستك بعد كوبا ليبيرتادوريس، لم يفقد أتليتيكو بقيادة كوكا بريقه وسرعان ما تم تدارك النقص وبشكل ناجع. وكما كان حال تارديلي، التحق فيرناندينيو بالفريق قادماً من الشرق الأوسط، ولم يمضِ وقت طويل حتى كسب ثقة المدرب والعشاق الفريق بحماسته وعروضه المذهلة. وقد راهن عليه كوكا في نهاية الدوري البرازيلي، ويقول: "إنه في أوج الإستعداد، إذا استمر باللعب بهذا الشكل، ستتاح له لا محالة فرصة لعب كأس العالم."


الثقة في النفس

جعلت الإستعدادات والثقة في النفس نادي أتليتيكو مينيرو يحط الرحال مرتاح البال إلى المغرب لمواجهة نادي الرجاء البيضاوي، خصمه الأول في كأس العالم للأندية المغرب 2013 FIFA. وتشبه هذه الحالة وضعية ممثل البرازيل في مسابقة 2012؛ وعلى الرغم من أن أسلوبي الديك وكورينثيانز لا يتشابهان، يشكل مسار المدربين ومشروعيهما مصدراً يلهم لاعبي أتليتيكو مينيرو.

ففي نهاية المطاف، عانى كوكا كما تيتي مشاكل لا تحصى في مساريهما. وكان تيتي على مشارف الإستقالة بعد انهزامه أمام توليما في الدور المؤهل لكوبا ليبيرتادوريس 2011، لكنه استمر مع ممثل ساو باولو وحمل الفريق إلى العالمية في السنة اللاحقة. ولا شيء يبدو أنه قد يحول دون أن يعتقد كوكا وفريقه بنهاية سعيدة بعد كل هذا المخاض العسير.