المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من الشيخ محمد بن عبد اللطيف، والله رائعة.



أهــل الحـديث
16-12-2013, 12:30 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


الدرر السنية في الأجوبة النجدية(564/1).


(رسالة الشيخ محمد بن عبد اللطيف إلى أهل اليمن وغيرهم في بيان عقيدة أهل نجد)

وقال الشيخ: محمد بن الشيخ عبد اللطيف بن الشيخ عبد الرحمن، وفقه الله تعالى:

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الملك الحق المبين، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، وخليله الصادق الأمين، صلى الله عليه، وعلى آله وأصحابه والتابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وسلم تسليما كثيرا.

من محمد بن عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن، آل الشيخ، إلى من يراه من أهل القرى، ورؤساء القبائل، من أهل اليمن، وعسير، وتهامة، وشهران، وبني شهر، وقحطان، وغامد، وزهران، وكافة أهل الحجاز، وغيرهم، هدانا الله وإياهم لدين الإسلام، وجعلنا وإياهم من أتباع سيد الأنام، آمين، سلام عليكم، ورحمة الله وبركاته.

أما بعد: فإنه لما كان في هذه السنة - وهي سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة وألف، من الهجرة النبوية، على صاحبها أفضل الصلاة وأشرف التحية - بعثنا الإمام المقدم، والرئيس

المفضل المفخم، صاحب السعادة والسيادة: عبد العزيز بن عبد الرحمن بن فيصل، آل سعود، أعلى الله سعوده، وأدام للمسلمين وجوده، لأجل تعليمكم ما أوجبه الله عليكم، وتعبدكم به، من دين الإسلام الذي معرفته، والعمل به، والبصيرة فيه، سبب لدخول الجنة; والجهل به، والإعراض عنه، وعدم قبوله، والانقياد له، سبب لدخول النار.

فلما قدمنا بعض جهاتكم رأينا أهلها قد جال بهم الشيطان والهوى، وتمادوا في الغي والطغيان، والإعراض عن النور والهدى، وفرقوا أمرهم، وكانوا شيعا، وغلب عليهم الجهل وإيثار الشهوات، واستجابوا لداعي الشبهات، فوقعوا في وادي جهل خطير، فهم على شفا حفرة من السعير، وغلب على أكثرهم الاعتقاد في أهل القبور والأحجار والغيران، وتعظيم أهل الصلاح من المقبورين، وهذا هو دين أهل الجاهلية الأولين، الذي بعث فيهم سيد المرسلين وإمام المتقين.
فلما رأينا ذلك، وجب علينا الدعوة إلى الله بالحجج والبراهين، وهي طريقة النبي الأمين، وسبيل من اتبعه من الصحابة والتابعين، ومن سلك منهاجهم إلى يوم الدين، كما قال تعالى: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [سورة يوسف آية: 108] .

وكتبنا من الآيات القرآنية، والأحاديث النبوية، والعقائد السلفية، إلى القبائل والبلدان، بعدما سفت عليها السوافي، وقل من يعرفها من أهل القرى، والبوادي، نصحا لله ولرسوله ولكتابه، ولعباده المؤمنين.
وصار بعض الناس يسمع بنا معاشر الوهابية، ولا يعرف حقيقة ما نحن عليه، وينسب إلينا، ويضيف إلى ديننا ما لا ندعو إليه، فبعضهم يتقول علينا وينسب إلينا السفاسف والأباطيل، تنفيرا للناس عن قبول هذا الدين، وصدا لهم عن توحيد رب العالمين، فأوجب لنا تسويد هذه العجالة، بيانا لما نعتقده وندين الله به، وندعو إليه ونجاهد الناس عليه.