المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ألا وانجديني إنني عزّ منجدي (من الروائع)



أهــل الحـديث
15-12-2013, 06:40 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


ألا وانْجدِيني إنَّنِي عزَّ مُنْجدي ... بدمعٍ كريمٍ ما يُخَيَّبُ سائلُهْ

إذا ما عَصاني كلُّ شيءٍ أطاعَنِي ... ولم يَجْرِ في مَجرى الزمانِ يُبَاخِلُهْ

بإحدى الرزايا ابكِ الرزايا جميعَها ... كذلكَ يدعو غائِبَ الحُزْنِ ماثِلُهْ

وإنَّكَ بَيْنَ اثْنَيْنِ فاختَرْ ولا تَكُنْ .... كمَنْ أوقعَتْهُ في الهلاكِ حبائِلُهْ

فمِنْ أمَلٍ يَفنى ليَسْلَمَ ربُّهُ ... ومِنْ أملٍ يبقى ليَهْلَكَ آمِلُهْ

فكُنْ قاتلَ الآمالِ أو كُنْ قتيلَها ... تساوى الرَّدى يا صاحبي وبدائلُهْ...!

أَنَا عَالِمٌ بالحُزْنِ مُنْذُ طُفُولَتي ... رفيقي فما أُخْطِيهِ حينَ أُقَابِلُهْ

وإنَّ لَهُ كَفَّاً إذا ما أَرَاحَها ... عَلَى جَبَلٍ ما قَامَ بالكَفِّ كَاهِلُهْ

يُقَلِّبُني رأساً على عَقِبٍ بها كما أَمْسَكَتْ سَاقَ الوَلِيدِ قَوَابِلُهْ

وَيَحْمِلُني كالصَّقْرِ يَحْمِلُ صَيْدَهُ وَيَعْلُو به فَوْقَ السَّحابِ يُطَاوِلُهْ

فإنْ فَرَّ مِنْ مِخْلابِهِ طاحَ هَالِكاً وإن ظَلَّ في مِخْلابِهِ فَهْوَ آكِلُهْ...

عَزَائي مِنَ الظُّلاَّمِ إنْ مِتُّ قَبْلَهُمْ عُمُومُ المنايا مَا لها مَنْ تُجَامِلُهْ

إذا أَقْصَدَ الموتُ القَتِيلَ فإنَّهُ كَذَلِكَ مَا يَنْجُو مِنَ الموْتِ قاتِلُهْ

يَقُومُ بها يَوْمَ الحِسابِ مُدَافِعاً ... يَرُدُّ بها ذَمَّامَهُ وَيُجَادِلُهْ

وَلكنَّ قَتْلَى في بلادي كريمةً سَتُبْقِيهِ مَفْقُودَ الجَوابِ يحاوِلُهْ...
....
ترى الطفلَ مِنْ تحت الجدارِ منادياً ... أبي لا تَخَفْ والموتُ يَهْطُلُ وابِلُهْ

وَوَالِدُهُ رُعْبَاً يُشِيرُ بَكَفِّهِ ... وَتَعْجَزُ عَنْ رَدِّ الرَّصَاصِ أَنَامِلُهْ

أَرَى اْبْنَ جَمَالٍ لم يُفِدْهُ جَمَالُهُ وَمْنْذُ مَتَي تَحْمِي القَتِيلَ شَمَائِلُهْ

عَلَى نَشْرَةِ الأخْبارِ في كلِّ لَيْلَةٍ نَرَى مَوْتَنَا تَعْلُو وَتَهْوِي مَعَاوِلُهْ

لنَا يَنْسجُ الأَكْفَانَ في كُلِّ لَيْلَةٍ لِخَمْسِينَ عَامَاً مَا تَكِلُّ مَغَازِلُهْ
...

وَقَتْلَى عَلَى شَطِّ العِرَاقِ كَأَنَّهُمْ نُقُوشُ بِسَاطٍ دَقَّقَ الرَّسْمَ غَازِلُهْ

يُصَلَّى عَلَيْهِ ثُمَّ يُوطَأُ بَعْدَها وَيَحْرِفُ عُنْهُ عَيْنَهُ مُتَنَاوِلُهْ

إِذَا ما أَضَعْنَا شَامَها وَعِراقَها فَتِلْكَ مِنَ البَيْتِ الحَرَامِ مَدَاخِلُهْ...

(للشاعر تميم البرغوثي)