المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ( حكم خلوة المراه مع السائق الاجنبي في طريق مزدحم )



عميد اتحادي
14-12-2013, 05:50 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

سؤال : ما حكم خلوة المرأة مع السائق وهل هي خلوة أم لا ؟ إذا علمت أن الطريق مزدحم بالمارة ؟
وجزاك الله كل خير مقدماً


http://www.almeshkat.net/vb/images/bism.gif (http://www.almeshkat.net/vb/images/bism.gif)


الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا


لا يجوز للمرأة أن تخلو بِرَجُل أجنبي عنها ، سواء كان سائقا أو غيره ، لِقوله عليه الصلاة والسلام : لا يخلون رجل بامرأة إلا ومعها ذو محرم . رواه البخاري ومسلم .


وكون الطريق مُزدَحِم بالمارّة لا يُعتبر عُذرا ، فالطريق يكون تارة مزدحما وتارة ليس بِمزدحم ، هذا مِن جهة .

ومن جهة ثانية فإن الشريعة جاءت بِحسم مادّة الشرّ وقطعها ، وجاءت الشريعة أيضا بسدّ الذرائع والأسباب الْمُفْضِيَة إلى الفِتن والفواحِش .
ألا ترى أن الله أمَر بِغضّ البصر لِكونه سببا لِوقوع الفاحشة ، ولِما يترتّب على إطلاق البصر من مفاسد ؟ حتى وإن افتُرِض أن بعض النظر ليس كذلك .
فالعبرة بالعموم ، والْحُكم للأغلب .

وكم هي المفاسد التي حَصَلت وتحصل بسبب الخلوة .

وليس هذا في زماننا فحسب ، بل في زمن النبي صلى الله عليه وسلم .

روى البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة وزيد بن خالد الجهني رضي الله عنهما أنهما قالا : إن رجلا من الأعراب أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله أنشدك الله إلا قَضَيت لي بكتاب الله . فقال الخصم الآخر - وهو أفقه منه - : نعم فاقْضِ بيننا بكتاب الله ، وائذن لي .

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قُل .
قال : إن ابني كان عسيفا على هذا ، فَـزَنَـى بامرأته ، وإني أُخْبِرتُ أن على ابني الرَّجم فافتديت منه بمائة شاة ووليدة ، فسألت أهل العلم ، فأخبروني أنما على ابني جلد مائة وتغريب عام ، وأن على امرأة هذا الرجم .
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : والذي نفسي بيده لأقضين بينكما بكتاب الله ؛ الوليدة والغنم رَدّ ، وعلى ابنك جلد مائة وتغريب عام ، أُغْـدُ يا أنيس إلى امرأة هذا فإن اعترفت فارجمها . قال : فغدا عليها فاعْتَرَفَتْ ، فأمَر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فرُجِمَتْ .
والعسيف هو الأجير .
ويُشبه العامل الذي يعمل في البيوت ، والسائق الذي يخلو بالنساء ، وخطورته تَكمُن في الخلوة بالمرأة الأجنبية .






ومهما يكن مِن أمر فالمرأة بطبيعتها تَميل إلى الرَّجُل ، كما أن الرجل يميل إلى المرأة .



قال ابن عباس رضي الله عنهما : خُـلق الرجل من الأرض فجعلت نِهمته الأرض ، وخُـلقت المرأة من الرجل فجُعلت نهمتها في الرجل ، فاحبسوا نساءكم .

يعني عن الرجال الأجانب ، وامنعوهن من الاختلاط أو الخلوة بهم .





وقال ميمون بن مهران : ثلاث لا تَبْلُونّ نفسك بِهنّ : لا تدخل على السلطان ، وإن قُلْتَ آمره بطاعة الله ، ولا تُصغينّ بسمعك إلى هَوى ، فإنك لا تدري ما يَعْلَق بقلبك منه ، ولا تدخل على امرأة ، ولو قُلْتَ أعلمها كتاب الله .



قيل لامرأة شريفة من أشراف العرب : ما حملك على الزنا ؟ قالت : قربُ الوساد ، وملول السِّواد .

تعني قرب وساد الرجل من وسادتي ، وطول السواد بيننا .

أي كثرة الاختلاط والمخالطة .
قال اللحياني : السِّوادُ هنا المُسارَّةُ . ذَكره ابن منظور في " اللسان " ، وذكره ابن القيم في " الجواب الكافي" .







وليس معنى هذا اتِّهام النساء المؤمنات ، وإنما من باب حمايتهن ، ومن باب المحافظة عليهنّ



كما أنه من باب دفع المفاسد .



فالسائق الأجنبي شرّ ، وهو مظهر مِن مظاهر الـتَّرَف .



والله تعالى أعلم .




المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم

عضو مركز الدعوة والإرشاد