المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كاس العالم للأندية 2013 :- أوكلاند وتادي، مصير واحد وأحلام مختلفة



عميد اتحادي
14-12-2013, 11:40 AM
كان أوكلاند سيتي قاب قوسين أو أدنى من مواصلة مشواره في كأس العالم للأندية المغرب FIFA 2013 لو لم يستقبل رفاق الأرجنتيني إيميليانو تادي هدفاً في الوقت بدل الضائع من عمر المباراة الافتتاحية ضد الرجاء البيضاوي (2-1) مما وضع حداً لمغامرة كتيبة نيفي بلوز في البطولة.

صحيح أن الفريق النيوزيلندي هو الوحيد الذي يلعب بنظام الهواية من بين الفرق المشاركة، بيد أنه كان من الصعب عليه هضم هذا الإقصاء المبكر. وقال تادي لموقع FIFA.com بعد بضع دقائق من نهاية اللقاء: "في مثل هذه الحالات، لا يوجد فرق بين المحترفين والهواة. ينتابنا شعور فظيع بعد الخسارة بهذه الطريقة، وخصوصاً عندما ندرك أننا صنعنا عدداً من الفرص السانحة لتحقيق الفوز".

فقبل بضع دقائق من تلك الضربة المفاجئة، كان أبناء المدرب رامون تريبوليتش قد نجحوا في تعويض تأخرهم أمام واحد من عمالقة كرة القدم الافريقية، حيث أوضح المهاجم الأمريكي الجنوبية في هذا الصدد قائلاً: " الخسارة مؤلمة دائما مهما كانت الطريقة، ولكننا نشعر بالارتياح لأننا كنا قادرين على التنافس حتى اللحظة الأخيرة. بصراحة، أعتقد أنه لم ينقصنا أي شيء، والدليل على ذلك أننا كنا في المستوى أمام فريق محترف حتى الثانية الأخيرة."

تغيير الأجواء

بالنسبة لهذا الأرجنتيني الطموح، كان هذا الإنجاز كبيراً للغاية علماً أن علاقته بكرة القدم كانت حتى عهد قريب مثل علاقة أي طالب في شعبة القانون يمارس هذه اللعبة من أجل المتعة. وقال صاحبنا مبتسما بينما ارتسمت آثار الخيبة على وجهه: "هذا صحيح! لو كان قد قيل لي أني سألعب في يوم من الأيام مباراة في كأس العالم أمام 40.000 شخص، لكنت قد اعتبرت ذلك ضرباً من الجنون! على الرغم من مرارة هذا الإقصاء إلا أني حققت حلم كل طفل يعشق كرة القدم. بالنسبة لي، ما عشته هنا يتجاوز كل ما كان من الممكن أن أحلم به".

وتابع: "كنت لا أرى أي مستقبل مشرق في ما كنت أفعله في الأرجنتين، ولاسيما في كرة القدم. عندما تبلغ 16 أو 17 سنة من العمر، وتجد أنك لا تلعب في نظام الاحتراف، فإنه من الصعب جداً أن تواصل طموحك باللعب في الدرجة الأولى. لذلك ركزت على دراستي، ولكن مرة أخرى، لم أجد نفسي ناضجاً بما فيه الكفاية، فخلصت إلى أني بحاجة إلى تغيير الأجواء، علماً أني أحببت السفر دائماً".

وكانت وجهته هي نيوزيلندا، على بعد آلاف الكيلومترات من سانتياجو ديل إستيرو، مسقط رأسه، إذ يروي مغامرته هذه بالقول: "لم أكن أتكلم ولا كلمة واحدة باللغة الإنجليزية. لم أكن أعرف ما يعنيه ’كان‘ أو ’فعل‘! ولكن بفضل مساعدة من بعض الناس، تكيفت مع الأجواء، ووجدت فرصة عمل وتعلمت اللغة، ثم فعلت كرة القدم البقية".

حياة ولا في الأحلام

في أحد الأيام، نصحه صديق بإجراء اختبار في ولينجتون يونايتد، الذي فتح له أبواب البطولة المحلية في عام 2009. وبعد أن قضى فترة في صفوفه خلال موسم 2010-2011 انتقل صاحبنا إلى الجار أوكلاند سيتي ليتذوق تادي طعم اللعب في دوري أبطال أوقيانوسيا وكأس العالم للأندية. وقال في هذا الصدد: "عندما أنظر إلى الوراء، فإن كل ما أراه يبدو جميلاً، بل ومن الصعب جدا تصديق ما وقع".

وتابع هذا المهووس بحب نادي بوكا جونيورز وأسطورته دييجو أرماندو مارادونا: "لكن في نيوزيلندا، لا يمكنني أن أكسب رزقي من كرة القدم. يجب أن أكمل ذلك بالعمل في مجال آخر. أنا الآن أعمل في مشروع "التدريب الجمعوي" في المدارس لتعليم كرة القدم للناشئين، وهذا شيء جميل، ومكمل مثالي لحياة لاعب كرة قدم، ولاسيما إذا كنت أجنبياً. فهو يسمح لي بتحقيق إضافة نوع من خلال نقل أجزاء من ثقافتي، كما يساعدني على الاندماج تماماً في المكان حيث أعيش".

وعندما يأتي المرء من بلد مجنون لكرة القدم، فمن الصعب أن يجد مكانه في بلد آخر مهووس برياضة الرجبي. وهو ما يشرحه تادي قبل توديع المغرب إثر إسدال الستار على مشاركته الثالثة في بطولة العالم للأندية: "أنا أنحدر من بلد كرة القدم، وبصراحة، في البداية وجدت بعض الصعوبات. ليس فقط على أرض الملعب، حيث يلعبون بشكل مختلف جداً يعتمد على الأسلوب المباشر والاندفاع البدني، علماً أني حاولت إضفاء بعض العناصر اللاتينية على لعب الفريق أحياناً. ولكن هناك أشياء خارج الملعب التي فاجأتني قليلا، مثل ما يُعرف باسم ’الشوط الثالث‘، وهو عرف تقليدي لديهم. فعندما تنتهي المباراة، يخرج كلا الفريقين معاً لتناول وجبة العشاء، حيث تُلقى بعض الخطب، ويتكلم المدربان أمام الملأ، بينما يقضي اللاعبون بعض الوقت معاً. إنها لفتة لطيفة وشعور جيد من جهة، ولكن بالنسبة لي من الصعب أن أعيش شيئاً كهذا عندما أكون قد خسرت مباراة للتو... "

لكن بعد الهزيمة ضد الرجاء، لم يجد إيميليانو نفسه مجبراً على تحمل مثل هذه الطقوس. وفي المقابل، بإمكانه أن يهضم هذا الإقصاء المبكر باستحضار الأوقات الجيدة التي عاشها حتى الآن، وتخيل تلك التي يخبئها له المستقبل، حيث ختم حديثه بالقول: "إن التفكير في العودة للعب في الأرجنتين قد يبدو أمرا غير واقعي بعض الشيء، فمستوى كرة القدم هناك أعلى بكثير. لكن بإمكاني أن أواصل الحلم. فقد بنيت حياتي بفضل أحلامي حتى الآن".