المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تخريج أذكار الصباح والمساء (( اللهم عافني في بدني ... ))



أهــل الحـديث
12-12-2013, 11:40 AM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


عن عبد الرحمن بن أبي بكرة أنه قال لأبيه :(( يا أبت اني أسمعك تدعو كل غداة:(( اللهم عافني في بدني اللهم عافني في سمعي اللهم عافني في بصري لا إله إلا أنت)) تعيدها ثلاثا حين تمسي وحين تصبح ثلاثا
وتقول :((اللهم اني أعوذ بك من الكفر والفقر اللهم اني أعوذ بك من عذاب القبر لا إله إلا أنت)) تعيدها ثلاثا حين تمسي وحين تصبح ثلاثا؟
فقال:(( نعم يا بني سمعت رسول الله  يقول بهن وأنا أحب أن أستن بسنته))
قال:(( وقال رسول الله  :(( دعوات المكروب اللهم رحمتك أرجو ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين وأصلح لي شأني كله لا إله إلا أنت))
هذا الحديث :
رواه البخاري بهذا اللفظ في الأدب المفرد (701) عن عبدالله بن محمد .

ورواه أبو داود (5090) والنسائي في الكبرى (9766) وعمل اليوم والليلة (22) وعنه بن السني في عمل اليوم والليلة (70) من طريق العباس بن عبدالعظيم بزيادة دعاء المكروب عند أبي داود دون البقية .

ورواه أبو داود أيضاً (5090) والنسائي في الكبرى (10332)وعمل اليوم والليلة (577) من طريق محمد بن المثنى بزيادة دعاء المكروب عند أبي داود دون البقية .

ورواه أحمد في مسنده (20430) بدون زيادة دعاء المكروب .

ورواه إسحاق بن راهويه في مسنده كما أشار إليه بن حجر في نتائج الأفكار (2/390) ومن طريقه الطبراني في الدعاء (345)مقتصراً على المقطع الأول فقط.

ورواه النسائي في الكبرى (10412) وفي عمل اليوم والليلة (656) عن إسحاق بن منصور. مقتصراً على دعاء المكروب فقط.
ورواه بن حبان في صحيحه (970) وأشار اليه بن حجر في نتائج الأفكار (2/390) وبن أبي الدنيا في الفرج بعد الشدة (49) ومن طريقه الذهبي في معجم الشيوخ (2/226) من طريق زيد بن أخزم ،مقتصراً على دعاء المكروب فقط.
جميعهم أعني (( عبدالله بن محمد ، والعباس بن عبد العظيم ، ومحمد بن المثنى ، وأحمد بن حنبل ، وإسحاق بن راهويه ، وإسحاق بن منصور ، وزيد بن أخزم )) عن عبدالملك بن عمرو أبي عامر العقدي

ورواه أبو داود الطيالسي في مسنده (909) و (910) ومن طريقه البيهقي في الدعوات الكبير (33) وكذا بن حجر في نتائج الأفكار (2/390)

ورواه أبو بكر بن أبي شيبة في مصنفه (29794) و(29764) ومن طريقه بن السني في عمل اليوم والليلة (343) ورواه الطبراني في الدعاء (345)من طريق عثمان بن أبي شيبة
كلاهما أعني (( أبا بكر بن أبي شيبة و عثمان بن أبي شيبة )) عن زيد بن الحباب

ثلاثتهم أعني (( أبا عامر العقدي ،وأباداود الطيالسي ، وزيد بن الحباب)) عن عبدالجليل بن عطية عن جعفر بن ميمون حدثني عبد الرحمن بن أبي بكرة إنه قال لأبيه : ((يا أبت إني أسمعك تدعو كل غداة اللهم عافني في بدني..........)) الحديث .
وهذا إسناد ضعيف لوجود جعفر بن ميمون الذي ضعفه الأئمة فقد قال عنه أحمد بن حنبل ((ليس بقوي في الحديث)) وقال يحيى بن معين ((ليس بذلك )) وقال في موضع آخر ((صالح الحديث)) وقال في موضع آخر ((ليس بثقة )) وقال أبو حاتم ((صالح)) وقال الدارقطني ((يعتبر به )) وقال أبو أحمد بن عدي ((ليس بكثير الرواية وقد حدث عنه الثقات مثل سعيد بن أبي عروبة وجماعة من الثقات ولم أر أحاديثه منكرة وأرجو أنه لا بأس به ويكتب حديثه في الضعفاء))
انظر تهذيب الكمال (5/116)

ولهذا قال النسائي عقب هذا الحديث :(( جَعْفَرُ بْنُ مَيْمُونٍ لَيْسَ بِالْقَوِيِّ فِي الْحَدِيثِ ، وَأَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ ثِقَةٌ.))
كما أنَّه تفرد بهذا الحديث مع قلة روايته فهو ممن لا يحتمل تفرده .
وقد حسنه الحافظ في نتائج الأفكار (2/389) وأشار إلى تصحيح بن حبان له كما في فتح الباري (11/148)
لكن الحديث بهذا الإسناد ضعيف لضعف جعفر بن ميمون وتفرده بهذا الحديث فلا يوجد له متابع يعتبر به وقد قال الدارقطني (( يعتبر به )) أي إذا لم يتفرد .

قلت : لكن الحديث ورد من طريق آخر عن مسلم بن أبي بكرة بصورة أخرى :
فعن مُسْلِمُ بْنُ أَبِي بَكْرَةَ:أَنَّهُ مَرَّ بِوَالِدِهِ وَهُوَ يَدْعُو يَقُولُ: (( اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكِ مِنَ الْكُفْرِ، وَالْفَقْرِ، وَعَذَابِ الْقَبْرِ ))، فَأَخَذْتُهُنَّ عَنْهُ، فَكُنْتُ أَدْعُو بِهِنَّ فِي دُبُرِ الصَّلاةِ، فَمَرَّ بِي وَأَنَا أَدْعُو بِهِنَّ، فَقَالَ لِي: يَا بُنِيَّ ؛ أَنَّى عَلِقْتَ بِهَؤُلاءِ الْكَلِمَاتِ ؟، قُلْتُ: يَا أَبَتَاهُ، سَمِعْتُكَ تَدْعُو بِهِنَّ فِي دُبُرِ الصَّلَاةِ، فَأَخَذْتُهُنَّ عَنْكَ قَالَ: فَالزَمْهُنَّ يَا بُنِيَّ ؛ فَإِنَّ نَبِيَّ اللهِ  كَانَ يَدْعُو بِهِنَّ فِي دُبُرِ الصَّلاةِ ))
هذا الحديث بهذا الذكر ورد تاماً مع القصة مقيداً بدبر الصلاة ، وورد مختصراً مطلقاً .
فما ورد تاماً مقيداً رواه :
1- روح بن عبادة عند أحمد (20447)ومن طريقه بن حجر في نتائج الأفكار (2/309) والطحاوي في شرح مشكل الآثار (5185) والبيهقي في الدعوات الكبير (345) وفي إثبات عذاب القبر (182) والقضاء والقدر (259).
2- ويحي بن سعيد القطان عند النسائي (1347) وفي الكبرى (1271) وعنه بن السني في عمل اليوم والليلة (111)
3- ومحمد بن أبي عدي عند النسائي (5465) وفي الكبرى (7849) وتهذيب الآثار للطبري (876)
4- ووكيع بن الجراح عند أحمد (20381) و (20402) وعنه بن أبي عاصم في السنة (896) وبن خزيمة (747) وبن أبي شيبة (12155) و(29748) والطبري في نهذيب الآثار (877)
حميعهم أعني ((روح بن عبادة ، ويحي القطان ، ووكيع بن الجراح ، ومحمد بن عدي )) عن أبي سلمة عثمان الشحام البصري عن مسلم بن أبي بكرة أَنَّهُ مَرَّ بِوَالِدِهِ وَهُوَ يَدْعُو يَقُولُ: (( اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكِ مِنَ الْكُفْرِ، وَالْفَقْرِ، وَعَذَابِ الْقَبْرِ ))،
فَأَخَذْتُهُنَّ عَنْهُ، فَكُنْتُ أَدْعُو بِهِنَّ فِي دُبُرِ الصَّلاةِ، فَمَرَّ بِي وَأَنَا أَدْعُو بِهِنَّ، فَقَالَ لِي: يَا بُنِيَّ أَنَّى عَلِقْتَ بِهَؤُلاءِ الْكَلِمَاتِ ؟،
قُلْتُ: يَا أَبَتَاهُ، سَمِعْتُكَ تَدْعُو بِهِنَّ فِي دُبُرِ الصَّلاةِ، فَأَخَذْتُهُنَّ عَنْكَ قَالَ: فَالزَمْهُنَّ يَا بُنِيَّ ؛ فَإِنَّ نَبِيَّ اللهِ  كَانَ يَدْعُو بِهِنَّ فِي دُبُرِ الصَّلاةِ ))

ومما ورد مختصراً مطلقاً رواه :
1- حماد بن سلمة عند بن حبان (1028) وبن أبي خيثمة في التاريخ الكبير (4192) وبن عدي في الكامل (6/293) برقم (1328) والحاكم في المستدرك (99)
2- وقريش بن أنس عند الطبري في تهذيب الآثار (874)
3- وأبو عاصم الضحاك بن مخلد النبيل ولكن اختلف عليه في متنه :
فرواه عنه محمد بن بشار عند الترمذي (350) والطبري في تهذيب الآثار (875) ونصه عن :(( مسلم بن أبي بكرة قال : (سمعني أبي وأنا أقول : اللهم إني أعوذ بك من الهم والكسل وعذاب القبر )) قال : (با بني ممن سمعت هذا ؟) قلت :( سمعتك تقولهن ) قال:( الزمهن فإني سمعت رسول الله  يقولهن))
ورواه عنه أبو قلابة في مستدرك الحاكم (927) تاماً مقيداً بدبر الصلاة .
ورواه عنه البخاري تعليقاً في تاريخه الكبير (7/257)برقم (1086) مختصراً مطلقاً .
ورواه عنه أبو مسلم الكشي عند بن حجر في نتائج الأفكار (2/309) ولم يذكر متنه .
والذي يظهر أنَّ هذه اللفظة (( اللهم إني أعوذ بك من الهم والكسل )) شاذة لمخالفتها بقية الروايات التي رواها الثقات الأثبات ، ومحمد بن بشار وإن كان ثقة إلاَّ أنَّ الثقة قد يخطيء – والله أعلم – ولهذا عقب الترمذي بعد هذا الحديث بهذا اللفظ بقوله :(( هذا حديث حسن غريب ))
4- ورواه عبدالرحمن بن مرزوق كما أشار إلى ذلك المزي في تحفة الأشراف (9/57) برقم (11706) وعزاه إلى النسائي في عمل اليوم والليلة
جميعهم أعني (( أبا عاصم النبيل ، وحماد بن سلمة ، وقريش بن أنس ، وعبدالرحمن بن مرزوق )) عَنْ عُثْمَانَ الشَّحَّامِ ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ ، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ ، قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ : اللَّهُمَّ أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْكُفْرِ وَالْفَقْرِ ، وَعَذَابِ الْقَبْرِ .))
وهذا الحديث أعني حديث أبي بكرة إسناده حسن ، من أجل عثمان الشحام فهو كما قال بن حجر في نتائج الأفكار (2/310):(( وعثمان مختلف فيه : قواه أحمد وبن عدي ، ولينه القطان والنسائي ))أهـ.
قلت : من وثقه أكثر ممن لينه
فقد وثقه وكيع ، وأبو زرعة ، ويحي بن معين ، وأبو داود ، وقال أحمد : ((ليس به بأس )) وقال أبو داود مرة أخرى :(( ليس به بأس )) وقال أبو حاتم :(( ما أرى بحديثه بأساً )) وقال بن عدي :(( وما أرى به بأساً في روايته )) وقال الدارقطني (( يعتبر به )) وأخرج له مسلم حديثاً واحداً شاهداً .
بينما لينه القطان بقوله :(( تعرف وتنكر ، ولم يكن عندي بذاك )) وقال النسائي :(( ليس بالقوي )) وقال أبو أحمد ((ليس بالمتين عندهم ))
ولو لاحظنا أنَّ من ضعفه هم من المتشددين في الجرح : فيحي القطان – كما هو معروف عنه -كان متشدداً في الجرح ، ومثله النسائي ، ومع ذلك فقد قال النسائي في موضع آخر :(( ليس به بأس ))
بينما الأكثرون على قبول حديثه وروايته ،
انظر تهذيب الكمال (19/512) وتهذيب التهذيب (7/161) والكامل لابن عدي (6/293)
ولهذا لا ينزل حديث هذا عن مرتبة الحسن – والله أعلم –
وقد قال عبدالله بن الإمام أحمد في العلل ومعرفة الرجال (3/286) برقم (5272) :(( سئل أبي عن عيينة بن عبد الرحمن ؟ قال ((ليس به بأس صالح الحديث)) قيل أبوه؟ قال ((ليس بالمشهور)) .
قيل له عثمان الشحام عن مسلم بن أبي بكرة عن أبيه أحب إليك أو عيينة عن أبيه عن أبي بكرة؟ قال(( ما أقربهما ))أهـ . فالإمام أحمد قد قبل هذين الإسنادين .
ولهذا حسنه الحافظ بن حجر في نتائج الأفكار (2/310)

قلت : جاء هذا الحديث من طريق آخر عن أبي بكرة وبدون ذكر متنه ، لكن بإسناد ضعيف. وذلك ما رواه بن عساكر في تاريخ دمشق (57/209) حيث قال :(( أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور وأبو القاسم بن البسري وأبو نصر الزينبي (ح) وأخبرنا أبو الفضل بن ناصر أنا أبو القاسم ابن البسري قالوا أنا أبو طاهر المخلص نا يحيى بن محمد بن صاعد نا علي بن الحسين الدرهمي نا مرجى بن وداع قال سمعت قطن القطعي يقول سمع أبو بكر ابنا له يدعو بدعوة فقال:(( أي بني أنى لك هذه الدعوة ؟)) قال:(( سمعت يا أبة تدعو بها فدعوت)) قال:(( فادع بها قال: ((وسمعت رسول الله  يدعو بها ولا فصمتا سمعته يقول ذلك عوذوا بالله من الكفر والفقر وعذاب القبر))
هكذا في تاريخ دمشق (( سمع أبو بكر ))فلعله خطأ مطبعي أو من النساخ .
قلت : هذا إسناد ضعيف فيه آفتان :
(( الأولى )) فيه مرجى بن وداع قال فيه أبو حاتم:(( لا بأس به )) وقال يحيى بن معين:(( ضعيف )) وفي رواية ((صالح الحديث)) انظر تهذيب التهذيب (10/84)
(( الثانية )) الانقطاع بين قطن القطعي وهو قطن بن كعب القطعي وبين أبي بكرة .
وعليه فالحديث ضعيف بهذا الإسناد .



وأما أين الموطن الذي يقال فيه هذا الذكر ؟
هل يقال بعد التشهد الأخير وقبل السلام من الصلاة والفراغ منها ؟
أو يقال بعد السلام والفراغ من الصلاة ؟
ورد في هذا الحديث أنَّه يقال ((في دبر الصلاة )) فما المراد من دبر الصلاة ؟ هل هو داخلٌ فيها بحيث يكون آخر الصلاة وقبل التسليم ؟ أم يكون خارجاً عنها بحيث يكون بعد السلام؟
يقول الفيروز أبادي في قاموسه مادة ((دبر)) :(( و- أي دبر – الصلاة في آخِرِ وقتِها وتُسَكَّنُ الباءُ ولا تَقُلْ بضمتينِ فإنه من لحنِ المحدِّثينَ .))
ويقول بن فارس في معجم مقاييس اللغة :(( (دبر) الدال والباء والراء. أصل هذا الباب أنَّ جُلّه في قياسٍ واحد، وهو آخِر الشَّيء وخَلْفُه خلافُ قُبُلِه. وتشذّ عنه كلماتٌ يسيرة نذكرُها.فمعظم الباب أنَّ الدُّبُرَ خلافُ القُبُل.))
إذن هذا هو الأصل أنَّ دبر الشيء منه لا خارجاً عنه .
وقد بوب النسائي لهذا الحديث بقوله :(( التعوذ في دبر الصلاة )) وذكر هذا الحديث ، وكان قد بوب لحديث قبله بقوله :(( نوع آخر من الدعاء عند الانصراف من الصلاة )) فكأنَّ النسائي يخص هذا الدعاء بما كان قبل السلام .
أمَّا بن خزيمة فإنه بوب في صحيحه فقال :(( باب التعوذ بعد السلام من الصلاة )) ثم ذكر هذا الحديث .
وورد عند بن أبي شيبة في مصنفه كما سبق (12155) قوله :(( أنَّه كان يدعو في إثر الصلاة ..)) ومعنى ذلك بعد الفراغ من الصلاة ،
لكن جميع الروايات فيها أنه كان يقولها ((في دبر الصلاة )) فلعلها لفظة تفسيرية من بعض الرواة أو من بن أبي شيبة .
ويرى الحافظ بن حجر أنَّ هذا الذكر يقال عقب الفراغ من الصلاة فقال في فتح الباري (11/133) في معرض رده على بن القيم :((قال بن القيم في الهدي النبوي:(( وأما الدعاء بعد السلام من الصلاة مستقبل القبلة سواء الامام والمنفرد والمأموم فلم يكن ذلك من هدى النبي  أصلاً ولا روى عنه بإسناد صحيح ولا حسن،وخص بعضهم ذلك بصلاتي الفجر والعصر ولم يفعله النبي  ولا الخلفاء بعده ولا أرشد إليه أمته، وإنما هو استحسان رآه من رآه عوضا من السنة بعدهما)) قال :((وعامة الأدعية المتعلقة بالصلاة إنما فعلها فيها وأمر بها فيها )) قال:(( وهذا اللائق بحال المصلى فإنه مقبل على ربه مناجيه فإذا سلم منها انقطعت المناجاة وانتهى موقفه وقربه فكيف يترك سؤاله في حال مناجاته والقرب منه وهو مقبل عليه ثم يسأل إذا انصرف عنه)) ثم قال:((لكن الأذكار الواردة بعد المكتوبة يستحب لمن اتى بها أن يصلى على النبي  بعد ان يفرغ منها ويدعو بما شاء ويكون دعاؤه عقب هذه العبادة الثانية وهي الذكر لا لكونه دبر المكتوبة))
قلت – القائل بن حجر – ((وما ادعاه من النفي مطلقا مردود فقد ثبت عن معاذ بن جبل أن النبي  قال له :((يا معاذ اني والله لأحبك فلا تدع دبر كل صلاة أن تقول:(( اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك)) أخرجه أبو داود والنسائي وصححه بن حبان والحاكم
وحديث أبي بكرة في قول:(( اللهم اني أعوذ بك من الكفر والفقر وعذاب القبر كان النبي  يدعو بهن دبر كل صلاة)) أخرجه أحمد والترمذي والنسائي وصححه الحاكم.........
وحديث زيد بن أرقم :((سمعت رسول الله  يدعو في دبر كل صلاة اللهم ربنا ورب كل شيء..)) الحديث أخرجه أبو داود والنسائي .
وحديث صهيب رفعه :((كان يقول إذا انصرف من الصلاة اللهم أصلح لي ديني)) الحديث أخرجه النسائي وصححه بن حبان وغير ذلك.
فإن قيل : المراد بدبر كل صلاة قرب آخرها وهو التشهد.
قلنا: قد ورد الأمر بالذكر دبر كل صلاة والمراد به بعد السلام إجماعا فكذا هذا حتى يثبت ما يخالفه)) أهـ
قلت : لاشك أنَّ الدبر يطلق ويراد به أحياناً آخر الشيء وهو ما كان منه ، ويطلق ويراد به أحياناً ما كان خارجاً عن الشيء ، والذي يحدد ذلك هو سياق الكلام ، وقد ورد في الأحاديث ((دبر الصلاة )) وورد فيها أيضاً (( في دبر الصلاة )) ولعل المقصود بها في هذا الحديث هو ما كان قبل السلام لا بعده لتضمن (( في )) معنى الظرفية
والحقيقة أن الأحاديث التي ورد فيها قول الذكر دبر الصلاة تحتاج إلى جمع واستقراء فلعله من مجموع هذه الأحاديث ما يكون عوناً في تحديد المراد وذلك بوجود ألفاظ تفسيرية إما من الصحابة أو من دونهم بالإضافة إلى سياق الحديث وعمل الصحابة والتابعين
– والله أعلم -