تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : تخريج أذكار الصباح والمساء (( اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ ))



أهــل الحـديث
12-12-2013, 11:40 AM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


حديث رسول الله  :(( اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ ، فِي دِينِي ، وَدُنْيَايَ ، وَأَهْلِي ، وَمَالِي ، اللَّهُمَّ اسْتُرْ عَوْرَاتِي ، وَآمِنْ رَوْعَاتِي ، اللَّهُمَّ احْفَظْنِي مِنْ بَيْنَ يَدَيَّ ، وَمِنْ خَلْفِي ، وَعَنْ يَمِينِي ، وَعَنْ شِمَالِي ، وَمِنْ فَوْقِي ، وَأَعُوذُ بِعَظَمَتِكَ أَنْ أُغْتَالَ مِنْ تَحْتِي))
_______________
هذا الحديث:
رواه عبد بن حميد في مسنده كما في المنتخب (837) ومن طريقه الحافظ بن حجر في نتائج الأفكار (2/381)
ورواه بن أبي شيبة في مصنفه (29889) و (29890)
ورواه النسائي (5529)وفي الكبرى (7916) و(10325) وعمل اليوم والليلة (571) وعنه بن السني في عمل اليوم والليلة (41) عن عمرو بن منصور .
ورواه النسائي (5530) وفي الكبرى (7915) والطبراني في الكبير (13296) والدعاء (305) وبن عبدالبر في التمهيد (6/158-159) وبن حجر في نتائج الأفكار (2/381) من طريق علي بن عبدالعزيز.
ورواه البيهقي في الأسماء والصفات (278) من طريق أحمد بن محمد بن عيسى البرتي القاضي .
ورواه البيهقي في الدعوات الكبير (32) من طريق محمد بن الوراق .
جميعهم أعني ((عبد بن حميد ، وبن أبي شيبة ، وعمرو بن منصور ، وعلي بن عبدالعزيز ، وأحمد بن محمد البرتي ، ومحمد الوراق ))عن أبي نعيم الفضل بن دكين.

وروى أحمد (4785) ومن طريقه الحاكم في المستدرك (1902)
وروى أبو داود (5074) عن يحي بن موسى البلخي .
وروى بن ماجه (3871) عن علي بن محمد الطنافسي .
وروى البخاري في الأدب المفرد (1200) عن محمد بن سلام .
وأشار إليه البخاري في التاريخ الكبير (2/225) .
وروى بن حبان (961) عن الحسن بن سفيان عن فياض بن زهير.
جميعهم أعني ((أحمد ، ويحي بن موسى ، وعلي الطنافسي ، ومحمد بن سلام ، وفياض)) عن وكيع بن الجراح .

وروى أبو داود (5074) عن عبدالله بن نمير .
وروى النسائي (5530) وفي الكبرى (7915) وفي عمل اليوم والليلة كما عزى ذلك المزي في تحفة الأشراف (6637) والطبراني كما عند المزي في تهذيب الكمال (14/192) من طريق علي بن عبدالعزيز .
وقال النسائي :(( علي بن عبد العزيز لا أعرفه ينبغي أن يكون نسبه إلى جده))
وعند الطبراني :(( حدثنا علي بن عبدالعزيز قال حدثنا أبو نعيم قال حدثنا عبادة ))
فلعل المزي اطلع على إسناد آخر عند الطبراني كما عند النسائي – والله أعلم-
جميعهم أعني :((أبا نعيم ، ووكيع ، وبن نمير، وعلي بن عبدالعزيز )) عَنْ عُبَادَةَ ، وَهُوَ ابْنُ مُسْلِمٍ ، حَدَّثَنِي جُبَيْرُ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ ، أَنَّهُ كَانَ جَالِسًا مَعَ ابْنِ عُمَرَ فَقَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ  يَقُولُ فِي دُعَائِهِ حِينَ يُمْسِي وَحِينَ يُصْبِحُ : ((اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ ، فِي دِينِي ، وَدُنْيَايَ ، وَأَهْلِي ، وَمَالِي ، اللَّهُمَّ اسْتُرْ عَوْرَاتِي ، وَآمِنْ رَوْعَاتِي ، اللَّهُمَّ احْفَظْنِي مِنْ بَيْنَ يَدَيَّ ، وَمِنْ خَلْفِي ، وَعَنْ يَمِينِي ، وَعَنْ شِمَالِي ، وَمِنْ فَوْقِي ، وَأَعُوذُ بِعَظَمَتِكَ أَنْ أُغْتَالَ مِنْ تَحْتِي))
هذا لفظ أبي نعيم الفضل بن دكين وزاد فيه :(( قَالَ جُبَيْرٌ : هُوَ الْخَسْفُ ، قَالَ عُبَادَةُ : فَلاَ أَدْرِي قَوْلُ النَّبِيِّ  أَوْ قَوْلُ جُبَيْرٍ ؟)).
وأمَّا لفظ وكيع بن الجراح ففيه :((...عن جُبَيْرُ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ قَالَ : سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ : لَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللهِ  يَدَعُ هَؤُلاَءِ الدَّعَوَاتِ حِينَ يُمْسِي ، وَحِينَ يُصْبِحُ : ((اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ..)) وفي آخره :(( قَالَ وَكِيعٌ : يَعْنِي الْخَسْفَ.))
قال الحافظ بن حجر في نتائج الأفكار (2/383):(( ووقع عند أبي داود وغيره قال وكيع : يعني الخسف ،فكأنه لم يحفظ تفسيره منقولاً فقاله من قبل نفسه . والله أعلم )) أهـ.
وهذا حديث إسناده صحيح .
فيه عبادة بن مسلم الفزاري قال فيه يحي بن معين :(( ثقة )) وكذلك قال النسائي وقال أبو حاتم ((لا بأس به)) ، وذكره بن حبان في كتاب الثقات فيمن اسمه عباد وكذلك ذكره في كتاب الضعفاء أيضا وقال ((منكر الحديث ساقط الاحتجاج بما يرويه)) انظر تهذيب الكمال - (ج 14 / ص 191)
وقال بن حجر في التهذيب :(( وصحح الترمذي حديثه ما نقص مال من صدقة الحديث وفيه إنما أهل الدنيا أربعة.
قلت:- القائل بن حجر - : بقية كلام ابن حبان في الضعفاء واحسبه الذي يروي عن الحسن ويروي عنه الثوري وأبو نعيم وان كان أدرك- هكذا في المطبوع ، والصواب " كذلك " كما في المجروحين - فهو مولي بني حصن وهو كوفي يخطئ وقال البخاري في تاريخه ((قال وكيع كان ثقة)) وقال ابن شاهين في الثقات قال ابن معين ((هو ثقة ثقة.))أهـ.
ولخص حاله الحافظ ين حجر في التقريب فقال ((ثقة اضطرب فيه قول بن حبان)) أهـ .
قلت والذي يظهر من كلام بن حبان أنَّه غير متثبت منه على الوجه المطلوب ويدل على ذلك أمران :
الأول : أنَّه وهم في اسمه فسماه كما في المجروحين (2/164) والثقات (7/160):(( عباداً)) بينما هو عبادة ولهذا يقول الدارقطني كما في تعليقاته على المجروحين لابن حبان (صـ202):(( وقد وهم في تسميته عباداً )).
الثاني : قول بن حبان :(( وأحسبه الذى يروى عن الحسن الذى يروى عنه الثوري وأبو نعيم فإن كان كذلك فهو مولى بنى حصن، كوفى يخطئ،))
فقوله :(( أحسبه )) دل على عدم الجزم به .
وبناءً على ذلك فالرجل ثقة ، لا مطعن فيه ولهذا فابن حبان نفسه ذكره في ثقاته (7/160)
وأمَّا جبير بن أبي سليمان بن جبير بن مطعم فقد وثقه بن معين وأبو زرعة كما في تهذيب الكمال (4/503).

وهناك متابعة لجبير بن أبي سليمان لكنها ضعيفة جداً ،فقد تابعه نافع بن جبير بن مطعم من طريق يونس بن خباب واختلف عليه فيه :
فرواه عبيدالله بن عمرو الأسدي عن زيد بن أبي أنيسه
واختلف علي عبيدالله بن عمرو فيه :
فرواه البخاري في الأدب المفرد (698) عن الوليد بن صالح قال حدثنا عبيد الله بن عمرو عن زيد بن أبي أنيسة عن يونس بن خباب عن نافع بن جبير بن مطعم عن بن عمر  قال : كان النبي  يدعو :((اللهم اني أسألك العفو والعافية في الدنيا والآخرة اللهم اني أسألك العافية في ديني وأهلي واستر عورتي وآمن روعتي واحفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن يساري ومن فوقي وأعوذ بك أن أغتال من تحتي))
وخالفه عبدالله بن جعفر الرقي عند الطبراني في الدعاء (1297) والبزار كما في كشف الأستار (4/60) فرواه عن عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ عَنْ يُونُسَ بْنِ خَبَّابٍ عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ  قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللهِ  يَقُولُ:((اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي دِينِي وَدُنْيَايَ وَأَهْلِي وَمَالِي)) فجعله عن بن عباس 
ولم يتفرد به زيد بن أبي أنيسه بل تابعه عن يونس بن خباب عمرو بن مجمع عند البزار كما في كشف الأستار (4/60) عَنْ يُونُسَ بْنِ خَبَّابٍ ، عَنِ ابْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ ، يَعْنِي : نَافِعَ بْنَ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ  فجعله أيضاً عن بن عباس  ولكن لا يفرح بها ، فعمرو بن مجمع = ضعيف وعامة ما يرويه لا يتابع عليه كما قال ابن عدي ((عامة ما يرويه لا يتابع عليه إما إسناداً وإما متناً )) ، وقال يحيى ((ليس حديثه بشيء)) وقال الدارقطني ((ضعيف)).
انظر الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (2/231)
وهذا الحديث بهذا الإسناد شديد الضعف لأنَّ مداره على يونس بن خباب وهذا الاضطراب فيما يبدو منه فقد قال أبو حاتم ((مضطرب الحديث ليس بالقوي)) وقال البخاري ((منكر الحديث)) وقال أبو عبيد الآجري سمعت أبا داود يقول ((يونس بن خباب شتام لأصحاب رسول الله )) قال أبو داود وحدثني من سمع عليا قال ((لا أحدث عنه حتى أتوسد يميني)) قال أبو داود ((وقد رأيت أحاديث شعبة عنه مستقيمة وليس الرافضة كذلك)) وقال النسائي ((ليس بالقوي مختلف فيه)) وقال في موضع آخر ((ليس بثقة))
انظر تهذيب الكمال (32/506)
ولهذا يقول الهيثمي في مجمع الزوائد (10/175) :(( رواه البزار وفيه يونس بن خباب وهو ضعيف )) وقال السخاوي في المقاصد الحسنة:((وعند البزار بسند ضعيف عن بن عباس..))
ويقول البزار كما في كشف الاستار (4/60):(( قَدْ رُوِيَ مِنْ غَيْرِ وَجْهِهِ ، بِغَيْرِ لَفْظِهِ ، فَذَكَرْنَا هَذَا لاخْتِلافِ لَفْظِهِ ، وَلا نَعْلَمُ أَسْنَدَ يُونُسُ عَنِ ابْنِ جُبَيْرٍ غَيْرَ هَذَا وَقَدْ رَوَى عَنْ يُونُسَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ ، وَعَبَّادٌ الْمُهَلَّبِيُّ ، وَجَمَاعَةٌ ، وَكَانَ لَهُ رَأْيٌ ، وَقَدِ احْتُمِلَ حَدِيثُهُ .))
وقد قال الحافظ بن حجر في نتائج الأفكار (3/383):((ووجدت له شاهداً من حديث بن عباس في الأدب المفرد ، وفي سنده راوٍ ضعيف ))
وعليه فالحديث بهذا الاسناد ضعيف جداً كما قلت سابقاً ففيه علتان :
((الأولى )) ضعف يونس بن خباب .
((والثانية )) هذا الاضطراب في سنده .
وإنما صح الحديث من طريق جبير بن أبي سليمان عن بن عمر  .
ولهذا لما قال النووي في الأذكار(217):(( وروينا بالأسانيد الصحيحة في سنن أبي داود ، والنسائي ، وابن ماجه ، عن ابن عمر رضي الله عنهما)) تعقبه الحافظ بن حجر في نتائج الأفكار(2/383) بقوله :((وقول الشيخ بالأسانيد الصحيحة يوهم أنَّ له طرقاً عن بن عمر ، وليس كذلك ))
والله أعلم .