المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ولا تأتوا ببهتان تفترونه بين أيديكم وأرجلكم



أهــل الحـديث
09-12-2013, 06:00 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه وكان شهد بدرا وهو أحد النقباء ليلة العقبة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال، وحوله عصابة من أصحابه: «بايعوني على أن لا تشركوا بالله شيئا، ولا تسرقوا، ولا تزنوا، ولا تقتلوا أولادكم [ص:13]، ولا تأتوا ببهتان تفترونه بين أيديكم وأرجلكم، ولا تعصوا في معروف، فمن وفى منكم فأجره على الله، ومن أصاب من ذلك شيئا فعوقب في الدنيا فهو كفارة له، ومن أصاب من ذلك شيئا ثم ستره الله فهو إلى الله، إن شاء عفا عنه وإن شاء عاقبه» فبايعناه على ذلك.
قوله: «ولا تأتوا ببهتان تفترونه بين أيديكم وأرجلكم».
أصل هذا كان في بيعة النساء، وكنى بذلك ــ كما قال الهروي في الغريبين ــ عن نسبة المرأة الولد الذي تزني به أو تلتقطه إلى زوجها ثم لما استعمل هذا اللفظ في بيعة الرجال احتيج إلى حمله على غير ما ورد فيه أولًا، من أجل هذا فقد اختُلِف في المراد بقوله ^: «ولا تأتوا ببهتان» على خمسة أقوال:
القول الأول: أن معنى «ببهتان» البهتان الكذب الذي يبهت سامعه وخص الأيدي والأرجل بالافتراء؛ لأن معظم الأفعال تقع بهما إذ كانت هي العوامل والحوامل للمباشرة والسعي وكذا يسمون الصنائع الأيادي وقد يعاقب الرجل بجناية قولية فيقال هذا بما كسبت يداك، وهذا قول ابن حجر رحمه الله.
القول الثاني: أن يكون المراد لا تبهتوا الناس كفاحا وبعضكم يشاهد بعضا كما يقال: «قلت: كذا بين يدي فلان» قاله الخطابي.
قال الحافظ ابن حجر: «وفيه نظر لذكر الأرجل».
لكن أجاب الكرماني بأن المراد الأيدي وذكر الأرجل تأكيدا ومحصله أن ذكر الأرجل إن لم يكن مقتضيا فليس بمانع.
القول الثالث: أن يكون المراد بما بين الأيدي والأرجل القلب؛ لأنه هو الذي يترجم اللسان عنه فلذلك نسب إليه الافتراء، كأن المعنى: لا ترموا أحدا بكذب تزورونه في أنفسكم ثم تبهتون صاحبه بألسنتكم.
القول الرابع: أن يكون قوله: «بين أيديكم» أي في الحال وقوله: «وأرجلكم» أي في المستقبل؛ لأن السعي من أفعال الأرجل، وهذا قول أبي محمد بن أبي جمرة.انظر: فتح الباري لابن حجر: 1/ 65.