المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تخريج أذكار الصباح والمساء (( دعاء سيد الاستغفار ))



أهــل الحـديث
08-12-2013, 10:00 AM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


قال رسول الله  :(( سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ ، أَنْ يَقُولَ : اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي ، لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ ، وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ ، وَأَبُوءُ بِذَنْبِي ، فَاغْفِرْ لِي ، فَإِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلا أَنْتَ..))
هذا الحديث يرويه :
1- شداد بن أوس 
2- بريدة بن الحصيب 
3- جابر بن عبدالله 
أمَّا حديث شداد بن أوس  :
فيرويه عبدالله بن بريدة بن الحصيب واختلف عليه فيه :
1- فتارةً يروى عن عبدالله بن بريدة عن بشير بن كعب عن شداد بن أوس 
وهذا الحديث بهذا السند رواه البخاري في صحيحه (6323) وفي الأدب المفرد (617) والنسائي (5522)وفي الكبرى (7908) وفي عمل اليوم والليلة (468) والبزار (3488) والطبراني في المعجم الكبير (7173) وفي الدعاء (312) كلهم من طرق عن يزيد بن زريع

ورواه البخاري في صحيحه (6306) وفي الأدب المفرد (620) وأحمد (17131) والبغوي في شرح السنة (1302) من طريق عبد الوارث بن سعيد .

ورواه النسائي في الكبرى (9763) وفي عمل اليوم والليلة (19) ومن طريقه بن منده في التوحيد (247) وكذا أبو القاسم الأصبهاني في الحجة في بيان المحجة (صـ128) من طريق محمد بن جعفر غندر .
ورواه النسائي في الكبرى (10225) من طريق بشر بن المفضل .
ورواه احمد (17111) والمروزي في مختصر قيام الليل (صـ99) والنسائي في الكبرى (10225) و(10341) وعمل اليوم والليلة (586) وبن حبان (933) من طريق يحي بن سعيد القطان .
ورواه أحمد (17130) ومن طريقه بن الجوزي في ذم الهوى (صـ173) والنسائي في الكبرى (10225) من طريق محمد بن أبي عدي .
ورواه الطبراني في الكبير (7172) وفي الأوسط (1014) وفي الدعاء (313) من طريق مرجي بن رجاء .
ورواه بن أبي شيبة في مصنفه (30052) ومن طريقه الطبراني في الكبير (7174) وكذا بن حبان (932) والحاكم في المستدرك (3707) وعنه البيهقي في شعب الإيمان (667)وفي القضاء والقدر (241) وبن عساكر في تاريخ دمشق (10/318) من طريق أبي أسامة حماد بن أسامة .
ورواه البيهقي في الدعوات الكبير (140)وبن أبي حاتم في العلل (2/194) والخطيب البغدادي في تلخيص المتشابه في الرسم (134) من طريق روح بن عبادة .

جميعهم أعني (( بن زريع ، وعبدالوارث ، وغندر، وبشر، والقطان ، وبن أبي عدي ومرجي ، وأبا أسامة ، وروح )) عن حسين بن ذكوان المعلم عن عبدالله بن بريدة عن بشير ين كعب العدوي عن شداد بن أوس الأنصاري  عَنِ النَّبِيِّ  ، قَالَ : ((سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ ، أَنْ يَقُولَ : اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي ، لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ ، وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ ، وَأَبُوءُ بِذَنْبِي ، فَاغْفِرْ لِي ، فَإِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلا أَنْتَ ))
قَالَ : وَمَنْ قَالَهَا مِنَ النَّهَارِ مُوقِنًا بِهَا ، فَمَاتَ مِنْ يَوْمِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِيَ ، فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، وَمَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ ، وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا ، فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ ، فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ))
وهذا حديث صحيح انفرد به البخاري عن مسلم رحمه الله تعالى .
وفي قول الحاكم في مستدركه :(( هذا حديث صحيح الإسناد و لم يخرجاه)) فيه نظر حيث أخرجه البخاري رحمه الله تعالى .
قلت : وقد خالف هؤلاء الجمع شعبة بن الحجاج رحمه الله حيث يقول بن أبي حاتم رحمه الله في العلل (2/194) :(( وَسَأَلْتُ أَبِي عَنْ حَدِيثٍ ؛ رَوَاهُ يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ ، عَنْ حُسَيْنٍ الْمُعَلِّمُ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُرَيْدَةَ ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ كَعْبٍ ، عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ ، عَنِ النَّبِيِّ ، قَالَ : سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ أَنْ تَقُولَ : اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي وَأَنَا عَبْدُكَ ، لا إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ ، أَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ الْحَدِيثُ.قَالَ أَبِي : رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ. شُعْبَةُ ، عَنْ حُسَيْنٍ الْمُعَلِّمُ ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ كَعْبٍ ، عَنِ النَّبِيِّ ، وَلَمْ يَقُلْ : شَدَّادٌ.
َقالَ أَبِي : الصَّحِيحُ : ((عَنْ شَدَّادٍ ، عَنِ النَّبِيّ ِ )) نَقَّصَ شُعْبَةُ رَجُلاً.
وسَمِعْتُ أَبَا زُرْعَةَ ، وَذَكَرَ هَذَا الْحَدِيثَ ، فَقَالَ : رَوَى عَبْدُ الْوَارِثِ ، عَنْ حُسَيْنٍ الْمُعَلِّمِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُرَيْدَةَ ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ كَعْبٍ ، عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ ، عَنِ النَّبِيِّ .وَرَوَاهُ شُعْبَةُ ، عَنْ حُسَيْنٍ الْمُعَلِّمِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُرَيْدَةَ ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ كَعْبٍ ، عَنِ النَّبِيِّ.والحديث حَدِيث عَبْد الوارث ، وقصر شُعْبَة به.وَحَدَّثَنَا الرمادي ، عَنْ روح بْن عبادة ، عَنْ حُسَيْن كما رَوَاهُ يَزِيد بْن زريع ، وعبد الوارث.)) أهـ

وكذا خالفهم واصل مولى أبي عيينة بن المهلب الأزدي كما في تاريخ دمشق (10/318) حيث قال بن عساكر :(( رواه واصل مولى أبي عيينة عن بن بريدة فأسقط بشيرا من إسناده ونقص بعض متنه )) ثم روى بن عساكر بسنده ..((عن واصل مولى أبي عيينة عن عبد الله عن شداد بن أوس أنه صحب قوما في سفر قال فقال سمعت رسول الله  يقول: (( اللهم إني أعوذ بك من شر ما صنعت وأبوء إليك بنعمتك علي وأبوء لك بذنبي فاغفر لي ذنوبي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت إما دخل الجنة وإما قال غفر له))
وعلى كلٍ فرواية الجماعة مقدمة على رواية شعبة بن الحجاج ورواية واصل مولى أبي عيينة- والله أعلم –
وهذا الحديث من طريق حسين المعلم صحيح .
وقد خالفه الوليد بن ثعلبة
فقد روى النسائي في الكبرى (10340) و(10227) وفي عمل اليوم والليلة (470) و(585) وأبو داود (5070) والبغوي في شرح السنة (1303) والبيهقي في الدعوات الكبير (31) من طريق زهير بن معاوية .
وروى النسائي في الكبرى (9764) وفي عمل اليوم والليلة (20) وبن حبان (1035) من طريق عيسى بن يونس .
وروى بن ماجه (3872) من طريق إبراهيم بن عيينة .
وروى الطبراني في الدعاء (309) من طريق المنذر بن ثعلبة .
جميعهم أعني (( زهير، وعيسى ، وإبراهيم ، والمنذر )) عن الوليد بن ثعلبة عن عبدالله بن بريدة عن أبيه بريدة بن الحصيب  قال : (قال رسول الله  :((من قال حين يصبح وحين يمسي فمات من يومه أو ليلته دخل الجنة :(( من قال : اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء بنعمتك وأبوء بذنبي فاغفر لي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت))
قال النسائي عقبه :(( حسين أثبت عندنا من الوليد بن ثعلبة ، وأعلم بعبد الله بن بريدة ، وحديثه أولى بالصواب)) أهـ .
ووافقه بن منده في كتابه التوحيد (247) بعدما أخرج هذا الحديث من طريق النسائي قال بن منده :(( رواه شعبة وجماعة عن حسين المعلم ، ورواه الوليد بن ثعلبة ، فقال : عن عبد الله بن بريدة ، عن أبيه ووهم فيه والصواب حديث حسين)) أهـ
بينما قال بن حبان في صحيحه :(( سمع هذا الخبر عبد الله بن بريدة عن أبيه وسمعه من بشير بن كعب عن شداد بن أوس فالطريقان جميعا محفوظان ))
وكلام بن حبان لا يستبعد إلاَّ أنَّ حسين المعلم أوثق من الوليد ،كما ذكر ذلك النسائي رحمه الله ، ويدل على ذلك أنَّ حسين المعلم مما أخرج له الشيخان في صحيحيهما بخلاف الوليد بن ثعلبة الذي لم يخرجا له شيئاً .
ولعل عبارة أبي زرعة السابقة وهي :(( والحديث حَدِيث عَبْد الوارث ))تشير إلى أنَّه محفوظ من رواية حسين المعلم ، والله أعلم .
وقد تابع عبدالله بن بريدة أخوه سليمان بن بريدة ولكن لا يفرح بها فهي متابعة ضعيفة فقد روى بن السني في عمل اليوم والليلة (44) فقال :(( أخبرنا أبو عروبة ، حدثنا معلل بن نفيل ، حدثنا موسى بن أعين ، عن ليث ، عن عثمان ، عن سليمان بن بريدة ، عن أبيه ، قال : قال رسول الله : « من قال إذا أصبح : اللهم أنت ربي ، لا إله إلا أنت ، خلقتني وأنا عبدك ، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت ، أعوذ بك من شر ما صنعت ، أبوء بنعمتك علي ، وأبوء بذنبي فاغفر لي ، إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت ، فإن مات من يومه مات شهيدا ، وإن مات من ليلته مات شهيدا »
وهذا إسناد ضعيف جداً فيه الليث بن أبي سليم وهو ضعيف مضطرب الحديث ، وهذا الحديث مما يدل على اضطرابه لأنَّ الحديث من رواية عبدالله بن بريدة ، لا سليمان بن بريدة
ولهذا يقول البزار في مسنده (3488) بعدما ذكر طريق حسين المعلم:(( وهذا الحديث لا نعلمه يروى بهذا اللفظ إلا عن شداد بن أوس ، وهذا الإسناد من أحسن إسناد يروى عن شداد وأشده اتصالا عنه))

2- وتارةً يروى عن عبدالله بن بريدة عن أناس صحبوا شداد بن أوس عن شداد بن أوس 
فقد روى النسائي في الكبرى (10226) وفي عمل اليوم والليلة (469) و(587) من طريق ثابت بن أسلم البناني.
وروى النسائي أيضاً في الكبرى (10342)وفي عمل اليوم والليلة (587) والمزي في تهذيب الكمال (23/141) من طريق فائد بن كيسان الباهلي أبي العوام.
وأبو العوام ذكره البخاري في تاريخه الكبير (7/132) وبن أبي حاتم في الجرح والتعديل (7/84) ولم يذكرا فيه جرحاً أو تعديلاً وذكره بن حبان في ثقاته (7/323) كعادته في توثيق من لم يذكرا فيه جرحاً أو تعديلاً. فهو إلى الجهالة أقرب
كلاهما أعني (( ثابت البناني وأبا العوام )) عن عبدالله بن بريدة أن ناسا من أهل الكوفة كانوا في سفر ومعهم شداد بن أوس قالوا له :(حدثنا رحمك الله) قال :(( إيتوني بصحيفة ودواة)) فأتوه بصحيفة ودواة فقال:(( اكتب سمعت رسول الله  يقول:(( من قال حين يصبح وحين يمسي اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بالنعمة علي وأبوء لك بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت )) فإن قالها مصبحا فمات من يومه غفر له وأدخل الجنة وإن قالها ممسيا فمات من ليلته غفر له وأدخل الجنة.))
وهذا إسناد ضعيف فيه رجال مبهمون .وإن كان الحديث قد صح من طريق آخر .

ولم يتفرد به بشير بن كعب العدوي بل تابعه عليه غيره من طريق كثير بن زيد واختلف عليه فيه :
فقد روى الترمذي (3393) والطبراني في الكبير (7187) وفي الدعاء (316) من طريق سليمان بن بلال عن كثير بن زيد عن عثمان بن ربيعة عن شداد بن أوس  أنَّ النبي  قال له :(( ألا أدلك على سيد الاستغفار ......الحديث )) .
وروى بن أبي شيبة في مصنفه (30053) والطبراني في الكبير (7189)وفي الدعاء (315) من طريق زيد بن الحباب عن كثير بن زيد عن المغيرة بن سعيد بن نوفل عن شداد بن أوس  عن النبي  قال :(( أَلا أَدُلُّك عَلَى سَيِّدِ الاسْتِغْفَارِ ؟ أَنْ تَقُولَ : اللهم أَنْتَ إلَهِي لاَ إلَهَ إِلاَّ أَنْتَ .....)) الحديث .
وهذا الاختلاف جاء فيما يظهر من قبل كثير بن زيد ، فإنَّ سليمان بن بلال ثقة وزيد بن الحباب صدوق بينما كثير بن زيد قال فيه أحمد بن حنبل :(( ما أرى به بأسا)) وقال يحيى بن معين:((ليس بذاك)) وقال يعقوب بن شيبة:(( ليس بذاك الساقط وإلى الضعف ما هو)) وقال أبو زرعه:((صدوق فيه لين ))وقال أبو حاتم:(( صالح ليس بالقوي يكتب حديثه)) وقال النسائي:(( ضعيف)) ولخص حاله بن حجر في التقريب بقوله :(( صدوق يخطىء)) انظر تهذيب الكمال (24/114-115)
و هذا الاختلاف يظهر أنه بسبب خطأه .
وفي الإسناد الأول فيه عثمان بن ربيعة ذكره البخاري في التاريخ الكبير (6/221) وبن أبي حاتم في الجرح والتعديل (6/149) فلم يذكرا فيه جرحاً أو تعديلاً ، وذكره بن حبان في ثقاته (5/156) كعادته في ذكر من لم يذكرا فيه جرحاً أو تعديلاً وأضاف قائلاً :((يروي المراسيل )) ولخص حاله بن حجر في التقريب بقوله (( مقبول )) أي إذا توبع ، والذي يظهر أنَّه إلى الجهالة أقرب ، ولهذا لم يخرج له أحد من أصحاب الكتب الستة إلا الترمذي ، ولم يخرج له الترمذي إلاَّ حديثاً واحداً .
ولهذا يقول المزي في تهذيب الكمال (19/365) :(( روى له الترمذي حديثا واحدا عن شداد بن أوس في ذكر سيد الاستغفار وهذا غريب من هذا الوجه ))
ولعل عبارة ((وهذا غريب من هذا الوجه)) هي من قول الترمذي لكن حصل سقط في العبارة ونص العبارة كما في سنن الترمذي :(( وهذا حديث حسن غريب )) كما نص على ذلك المزي أيضاً في تحفة الأشراف حيث قال بعد ذكره لهذا الحديث :(( وقال – أي الترمذي - : حسن غريب من هذا الوجه.)) وهذا النص هو الذي يوافق ما في مخطوطة الترمذي نسخة الكروخي ((صـ 231)) – والله أعلم -

وأمًّا الإسناد الآخر ففيه المغيرة بن سعيد بن نوفل لم أجد من ترجم له ، وذكره بن حبان في الثقات (5/407) كعادته رحمه الله تعالى في ذكر المجاهيل في ثقاته .
فالذي يظهر أَّن مدار هذا الحديث بهذا الإسناد على كثير بن زيد وهو إلى الضعف أقرب منه إلى التوثيق وأنَّ روايته– إن صحت ولم تكن خاطئة – فهي عن مجهولين .
وعليه فهذا الحديث بهذا الإسناد ضعيف – والعلم عند الله –

بقي أن يقال : إنَّ هناك متابعاً آخر غير هذين الاثنين وهو العلاء بن زياد لكن لا يفرح به ،فإسناده ضعيف جداً .
فقد روى الطبراني في معجمه الكبير (7185) وفي الأوسط (4560) وفي الدعاء (314)
حيث قال :(( حدثنا عبدان بن أحمد ثنا محمد بن مرداس ثنا جارية بن هرم عن إسحاق بن سويد عن العلاء بن زياد عن شداد بن أوس : أن النبي  قال : ((ما من عبد إذا أصبح وإذا أمسى قال : ((اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وعلى عهدك ووعدك ما استطعت أبوء بنعمتك علي وأبوء بذنبي فاغفر ذنوبي إنه لا يغفرها غيرك)) فإن مات من يومه دخل الجنة وإن مات من ليلته دخل الجنة))
وهذا الحديث إسناده ضعيف جداً ، فيه العلل التالية .
(( العلة الأولى )) في إسناده جارية بن هرم وهو الفقيمي قال الذهبي في ميزان الاعتدال (1/385-386) :(( قال النسائي ((ليس بالقوي)) وقال الدارقطني ((متروك)) وقال بن عدي ((أحاديثه كلها لا يتابعه عليها الثقات )) وزاد بن حجر في لسان الميزان (2/118) :((وقال أبو حاتم الرازي ((ضعيف الحديث)) وقال العقيلي ((كان رأسا في القدر ضعيف الحديث)) وقال الساجي ((صاحب بدعة متروك الحديث)) وقال بن ماكولا(( ليس بالقوي في الحديث )) أهـ .
تنبيه :ما نسبه الحافظ للعقيلي في الضعفاء إنما هو من قول علي بن لمديني حيث قال العقيلي في ضعفائه :(( قال علي : وقد رأيت أبا الشيخ هذا كان يقال له : جارية بن هرم وكان رأسا في القدر وكان ضعيفا في الحديث كتبنا عنه وتركناه)) أهـ.
(( العلة الثانية )) فيه محمد بن مرداس أبو عبد الله الأنصاري ذكره البخاري في تاريخه (1/248) ولم يذكر فيه جرحاً أو تعديلاً بينما ذكره بن أبي حاتم في الجرح والتعديل (8/97) ونقل عن أبيه قوله فيه :(( مجهول)) وذكره بن حبان في ثقاته (9/107) وقال (( مستقيم الحديث )) وقال الذهبي في ميزان الاعتدال برقم (8153) :(( وذكره ابن حبان في الثقات فأصاب)) ولعل أبا حاتم يقصد بالجهالة هنا قلة أحاديثه – والله أعلم .
(( العلة الثالثة )) العلاء بن زياد لم يسمع من شداد بن أوس فروايته عنه مرسلة منقطعة
ولهذا يقول المزي في تهذيب الكمال (12/390) في ترجمة شداد بن أوس  في ذكر من روى عنه قال :(( والعلاء بن زياد العدوي مرسل))
وقال المزي في تهذيب الكمال (22/497) في ترجمة العلاء بن زياد :(( العلاء بن زياد بن مطر بن شريح العدوي أبو نصر البصري قدم الشام أرسل عن النبي  روى عن بشير بن كعب العدوي والحسن البصري وأبيه زياد بن مطر العدوي وشداد بن أوس مرسل )) ولهذا يقول أبو زرعة العراقي في تحفة التحصيل (صـ252) عن العلاء بن زياد :(( وذكر في التهذيب ايضا أنه أرسل عن شداد بن أوس وعبادة بن الصامت))
وعليه فهذا الحديث ضعيف جداً لهذه العلل السابقة – والله أعلم –

وللحديث شاهد من حديث جابر بن عبدالله رضي الله عنهما
فقد روى عبد بن حميد في مسنده (1063)
وروى النسائي في الكبرى (10228)وفي عمل اليوم والليلة (471) والمقريء في معجمه (477)وعنه المزي في تهذيب الكمال (26/515)من طريق إسحاق بن أبي إسرائيل إبراهيم بن كامجر .
وروى الطبراني في الدعاء (311) وعنه المزي في تهذيب الكمال (26/515)من طريق زيد بن المبارك .
وبن السني في عمل اليوم والليلة (373)من طريق سلمة بن شبيب .
جميعهم أعني ((عبد بن حميد ، وإسحاق بن إبراهيم ، وزيد بن المبارك ، وسلمة بن شبيب )) عن محمد بن منيب عن السري بن يحي عن هشام عن أبي الزبير عن جابر قال قال رسول الله  :((تعلموا سيد الاستغفار: اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك على عهدك ووعدك ما استطعت وأعوذ بك من شر ما صنعت أبوء بنعمتك علي وأبوء بذنبي فاغفر لي ذنبي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت ))
ومحمد بن منيب العدني ذكره البخاري في تاريخه الكبير (1/240) ولم يذكر فيه جرحاً أو تعديلاً ، وقال أبو حاتم في الجرح والتعديل (8/102):(( شيخ ليس به بأس )) وذكره بن حبان في ثقاته مرتين (9/52) و(9/90) وفي نفس الطبقة فلعله وهم أو يرى أنهما اثنان ،
وهذا الحديث بهذا الإسناد ضعيف ، لتفرد محمد بن منيب به ، ولهذا يقول الدارقطني كما في أطراف الغرائب والأفراد برقم (1836) قال :(( تفرد به محمد بن منيب عن السري بن يحيى عن هشام وحده عن ابي الزبير.)) ومحمد بن منيب كما قال عنه أبو حاتم الرازي :(( شيخ ، ليس به بأس )) وهو ممن لا يحتمل تفرده .
قلت : لم يتفرد به محمد بن منيب بل تابعه عليه العباس بن الفضل الأزرق لكن لا يفرح بها لإنه متهم بالكذب
فقد روى النسائي في الكبرى (10229) وفي عمل اليوم والليلة (472) من طريق العباس بن الفضل الأزرق حدثنا السري عن هشام عن أبي الزبير عن جابر أن رسول الله  قال ((تعلموا سيد الاستغفار اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني أنا عبدك أنا على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء بنعمتك وأبوء بذنبي فاغفر لي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت))
وهذا إسناد ضعيف جداً فيه العباس بن الفضل الأزرق قال بن حجر في تهذيب التهذيب (5/128) :(( قال البخاري وأبو حاتم ((ذهب حديثه)) وقال ابن أبي حاتم ((كتب عنه أبي أيام الانصاري وترك أبو زرعة حديثه ولم يقرأه علينا)) ... وقال ابراهيم بن الجنيد عن ابن معين ((كذاب خبيث)) وذكره ابن حبان في الثقات وقال ((يخطئ ويخالف)) وقال عبدالله بن علي بن المديني سمعت أبي وسئل عن حديث رواه عباس الازرق عن أبي الاسود عن حميد عن أنس ان النبي  استبرأ صفية بحيضة....فأنكره وقال ليس هذا في كتب أبي الاسود وضعف عباسا جدا))
فالحديث بهذا الإسناد ضعيف جداً .إن لم يكن منكراً بهذا السند ،
وعليه فلا يعتبر بهذا الإسناد لوجود راوٍ قال عنه بن معين (( كذاب خبيث ))
فكأنَّ الدارقطني عندما نص آنفاً على تفرد محمد بن منيب بهذا الحديث ،لم يعتبر برواية العباس بن الفضل الأزرق .لا تهامه بالكذب .
وبهذا يتبين لنا دقة ما قاله البزار في مسنده بعد أن ذكر هذا الحديث بإسناده إلى حسين المعلم من حديث شداد بن أوس فقال برقم (3488) :(( وهذا الحديث لا نعلمه يروى بهذا اللفظ إلا عن شداد بن أوس ، وهذا الإسناد من أحسن إسناد يروى عن شداد وأشده اتصالا عنه))
وعليه فالذي يترجح لي – والعلم عند الله – أنَّ حديث (( سيد الاستغفار )) لا يصح إلاَّ من حديث شداد بن أوس ، و لايصح من حديث شداد بن أوس إلاَّ من طريق حسين بن ذكوان المعلم عن عبدالله بن بريدة عن بشير بن كعب العدوي .
والله أعلم ، وأحكم .