المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تخريج أذكار الصباح والمساء (( بسم الله الذ لا يضر مع اسمه شيء في الأرض و لا في السماء وهو السميع العليم))



أهــل الحـديث
08-12-2013, 10:00 AM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


عن أبان بن عثمان عَنْ عُثْمَانَ بن عفان ، عَنِ النَّبِيِّ  قَالَ: ((مَنْ قَالَ: بِسْمِ اللهِ الَّذِي لَا يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ))
فَقَالَهَا حِينَ يُمْسِي , لَمْ تَفْجَأْهُ فَاجِئَةُ بَلَاءٍ حَتَّى يُصْبِحَ .
وَإِنْ قَالَهَا حِينَ يُصْبِحُ لَمْ تَفْجَأْهُ فَاجِئَةُ بَلَاءٍ حَتَّى يُمْسِيَ )) .
وَإِنَّ أَبَانَ أَصَابَهُ فَالِجٌ فَقِيلَ لَهُ: أَيْنَ مَا كُنْتَ حَدَّثْتَنَا ؟ قَالَ: " وَاللهِ مَا كَذَبْتُ، وَلَا كُذِبْتُ، وَلَكِنِّي حِينَ أَرَادَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ مَا أَرَادَنِي بِهِ أَنْسَانِي ذَلِكَ الدُّعَاءَ )) .
_________
هذا الحديث انفرد به أبان بن عثمان رحمه الله عن أبيه عثمان بن عفان  .
وقد رواه أبو مودود عبدالعزيز بن أبي سليمان الهذلي واختلف عليه فيه :
فروى الطبراني في الدعاء (317) من طريق إبراهيم بن حمزة الزبيري ، وعلي بن المديني .
وروى بن حبان (862) من طريق الحسين بن علي البسطامي .
وروى البزار في مسنده [ البحر الزخار (357)] من طريق أحمد بن أبان القرشي .
وروى عبدالله في زوائده على المسند (528) ومن طريقه الضياء في المختارة (309) وكذا بن حجر في نتائج الأفكار (2/367) من طريق محمد بن إسحاق المسيبي .
وروى الطحاوي في شرح مشكل الآثار (3074) من طريق أسد بن موسى .
وروى الطبراني في الدعاء (317) والبيهقي في الأسماء والصفات (72) من طريق إبراهيم بن بشار الرمادي .
وروى النسائي في الكبرى (9759) وفي عمل اليوم والليلة (15) وعنه بن السني (45) وكذا الطحاوي قي شرح مشكل الآثار (3075) وبن حبان (752) والطبراني في الدعاء (317) من طريق قتيبة بن سعيد .
وروى بن فيل في جزئه (36) والبغوي في شرح السنة (1320) وبن حجر في نتائج الأفكار (2/368) من طريق هارون بن موسى الفروي .
وروى أبو داود (5089) من طريق نصر بن عاصم الأنطاكي .
وروى الحافظ بن حجر في نتائج الأفكار (2/368) من طريق الزبير بن بكار .
وروى المعمري كما ذكر ذلك بن حجر في نتائج الأفكار(2/368) من طريق هشام بن عمار .
جميعهم أعني ( إبراهيم الزبيري , و الحسين البسطامي ، و علي بن المديني ، وأحمد القرشي ، ومحمد المسيبي ، وأسد بن موسى ، وإبراهيم الرمادي ، و قتيبة بن سعيد ، وهارون بن موسى ، ونصر الأنطاكي ، والزبير بن بكار ، وهشام بن عمار) عن أبي ضمرة أنس بن عياض عن أبي مودود عن محمد بن كعب القرظي عن أبان بن عثمان عن عثمان بن عفان  عن النبي  قال :(( َمنْ قَالَ: بِسْمِ اللهِ الَّذِي لَا يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ، فَقَالَهَا حِينَ يُمْسِي , لَمْ تَفْجَأْهُ فَاجِئَةُ بَلَاءٍ حَتَّى يُصْبِحَ , وَإِنْ قَالَهَا حِينَ يُصْبِحُ لَمْ تَفْجَأْهُ فَاجِئَةُ بَلَاءٍ حَتَّى يُمْسِيَ " . وَإِنَّ أَبَانَ أَصَابَهُ فَالِجٌ فَقِيلَ لَهُ: أَيْنَ مَا كُنْتَ حَدَّثْتَنَا ؟ قَالَ: " وَاللهِ مَا كَذَبْتُ، وَلَا كُذِبْتُ، وَلَكِنِّي حِينَ أَرَادَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ مَا أَرَادَنِي بِهِ أَنْسَانِي ذَلِكَ الدُّعَاءَ ))
فرووه عن أنس بن عياض مرفوعاً متصلاً.
ولم يتفرد به أنس بن عياض فقد تابعه
1- خالد بن يزيد العمري كما ذكر ذلك الدارقطني في العلل سؤال رقم (254) لكن لا يفرح بها ، فخالد بن يزيد العمري هو المكي ((ذاهب الحديث))كما قال البخاري في التاريخ الكبير (3/184) وقال يحي بن معين :(( كذاب ))كما في الجرح والتعديل (3/360) فمتابعته والحالة هذه لا تفيد شيئاً .
2- وكذا تابعه علي بن بحر القطان وثقه أبو حاتم كما في الجرح والتعديل (6/176) كما وثقه أيضاً الإمام أحمد وبن معين والدارقطني كما في تاريخ بغداد (13/268)
3- وكذا تابعهم هارون بن معروف وثقه العجلي وأبو زرعة وأبو حاتم وأبو داود كما في تهذيب الكمال (30/109)
كلاهما أعني ((علي بن بحر ، وهارون بن معروف)) عند الخرائطي في مكارم الأخلاق (823)


وخالفهم يونس بن عبد الأعلى :
1- فرواه مرسلاً
2- كما أنَّ الواسطة بين أبي مودود وأبان رجل مبهم .
فرواه يونس بن عبد الأعلى عن أنس بن عياض عن أبي مودود عن رجل – قال يونس : لا أعلمه إلاَّ محمد بن كعب القرظي – عن أبان بن عثمان وَلَمْ يَتَجَاوَزْ بَعْدُ بِهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ  قَالَ: (( مَنْ قَالَ: بِسْمِ اللهِ الَّذِي لَا يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ...)) الحديث ، مرسلا
رواه الطحاوي في شرح مشكل الآثار (3073) وابن أبي حاتم في علله (5/413)

وخالف يونسَ عبدُالله بن مسلمة القعنبي واختلف عليه فيه أيضاً :
أ****- ففد روى أبو داود (5088) من طريق عبدالله بن مسلمة القعنبي عن أبي مودود عمن سمع أبان بن عثمان عن أبان بن عثمان عن عثمان بن عفان قال : قال رسول الله  ......................الحديث ))
فرواه مرفوعاً مع إبهام الواسطة أيضاً.
وتابعه على ذلك زيد بن الحباب عند بن أبي شيبة في مصنفه (29885) من طريق زيد بن الحباب بنفس السند والمتن .
ب****- ورواه عبدالله بن مسلمة القعنبي أيضاً لكن مع إبهام واسطتين بين أبي مودود وأبان
كما قال النسائي :(( خالفه عبد الله بن مسلمة رواه عن أبي مودود عن رجل عمن سمع أبان بن عثمان ))
فقد روى النسائي في الكبرى (9760) وفي عمل اليوم والليلة (16) وابن أبي حاتم في العلل (2105) من طريق عبدالله بن مسلمة القعنبي قال حَدَّثَنا أَبُو مَودُودٍ ، عَن رَجُلٍ ، قالَ : حَدَّثَنا مَن سَمِعَ أَبانَ بنَ عُثمانَ بنِ عَفّانَ ، يَقُولُ : سَمِعتُ عُثمانَ بنَ عَفّانَ ، يَقُولُ : سَمِعتُ رَسُولَ اللهِ  ، يَقُولُ :.......................... وَذَكَرَ الحَدِيثَ.
وتابعه على ذلك :
1- أبو عامر العقدي كما عند بن أبي حاتم في العلل (2079)والدارقطني في العلل (254)
2- وعبدالرحمن بن مهدي كما عند أبي نعيم في الحلية (9/42) وبن أبي حاتم في العلل (2079) .
ت****- وروى الحاكم (1895) ومن طريقه البيهقي في الأسماء والصفات (2) من طريق عبدالله بن مسلمة القعنبي عن عبدالرحمن بن أبي الزناد عن أبيه أبي الزناد عن أبان بن عثمان عن أبيه عثمان بن عفان  قال رسول الله :(( ما من عبد يقول في صباح كل يوم .....)) الحديث .
وإذا نظرنا إلى هذه الروايات نجد أنَّ :
((الرواية الأولى)) وهي القعنبي عن أبي مودود عمن سمع أبان عن أبان عن عثمان مرفوعاً يرويها أبو داود صاحب السنن عن القعنبي .وتابع القعنبي في ذلك زيد بن الحباب.
(( وأمَّا الرواية الثانية )) وهي القعنبي عن أبي مودود عن رجل عمن سمع أبان عن أبان عن عثمان مرفوعاً .
يرويها أبو زرعة الرازي ، ومحمد بن علي ، وتابع القعنبي على ذلك أبو عامر العقدي وعبدالرحمن بن مهدي .
(( وأمَّا الرواية الثالثة )) وهي القعنبي عن عبدالرحمن بن أبي الزناد عن أبيه عن أبان عن عثمان مرفوعاً .
يرويها أحمد بن محمد بن عيسى القاضي .
وإذا جئنا إلى الموازنة بين هذه الروايات فلا شك أنَّ ما يرويه اثنان أولى مما يرويه واحد ، و لاسيما إذا تابع القعنبي اثنان أيضاً.
وعليه فالرواية الثانية بإبهام راويين أرجح من الرواية الأولى والثالثة .والله أعلم .
وقد قال بن أبي حاتم في العلل (2079):((وَسَأَلْتُ أَبِي عَنْ حَدِيثٍ ؛ رَوَاهُ أَبُو ضَمْرَةَ ، عَنْ أَبِي مَوْدُودٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ ، عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ ، عَنْ أَبِيهِ ، أَنّ النَّبِيَّ  ، قَالَ : ((مَنْ قَالَ حِينَ يُصْبِحُ : بِسْمِ اللهِ الَّذِي لا يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ فِي الأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ...)) وَذَكَرَ الْحَدِيثَ.
قَالَ أَبِي : ذُكِرَ هَذَا الْحَدِيثُ لابْنِ مَهْدِيٍّ ، فَقَالَ : أَمْلَى عَلَيَّ أَبُو مَوْدُودٍ ، حَدَّثَنِي رَجُلٌ ، عَنْ رَجُلٍ : أَنَّهُ سَمِعَ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ ، عَنْ عُثْمَانَ ، عَنِ النَّبِيِّ  ، وَأَنْكَرَ أَنْ يَكُونَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقَرَظِيِّ.
أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي ، قَالَ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَاذَانَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ مَهْدِيٍّ ، مِنْ كِتَابِهِ أَمْلاهُ عَلَيْنَا وَذَلِكَ أَنَّ عَلَيَّ بْنَ الْمَدِينِيِّ ، قَالَ : حَدَّثَنِي اثْنَانِ بِالْمَدِينَةِ ، عَنْ أَبِي مَوْدُودٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ فَقَالَ ابْن مهدي : هو باطل ، ثم أخرج ابْن مهدي كتابه فأملاه علينا. أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِصَامٍ ، عَنْ أَبِي عَامِرٍ الْعَقَدِيِّ ، كما رَوَاهُ ابْنُ مَهْدِيٍّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ يَعْنِي الْعَقَدِيَّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو مَوْدُودٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي رَجُلٌ ، قَالَ : حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ أَبَانَ بْنَ عُثْمَانَ ، قَالَ : سَمِعْتُ عُثْمَانَ يَقُولُ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ  يَقُولُ.
أما ما قَالَ عَلِيّ بْن الْمَدِينِيّ فقد أَخْبَرَنَا يُونُس بْن عَبْد الأعلى ، قَالَ : أَنبأنا أَنَس بْن عِيَاض ، عَنْ أَبِي مودود ، عَنْ رجل لا أعلمه إلا مُحَمَّد بْن كعب ، عَنْ أبان بْن عُثْمَان : أن رَسُول الله ، قَالَ : ولم يذكر عُثْمَان فِي الإسناد.))
وقال بن أبي حاتم أيضاً في العلل (2105) :(( وَسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حَدِيثٍ ؛ رَوَاهُ أَبُو ضَمْرَةَ ، عَنْ أَبِي مَوْدُودٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ ، عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ ، عَنْ أَبِيهِ ، أَنّ رَسُولَ اللهِ  ، قَالَ : ((مَنْ قَالَ حِينَ يُصِبِحُ : بِسْمِ اللهِ الَّذِي لا يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ فِي الأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ثَلاثَ مَرَّاتٍ ، مَنْ قَالَهَا حِينَ يُصْبِحُ لَمْ تَفْجَأْهُ فَاجِئَةُ بَلاء.))
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ : هَذَا خَطَأٌ ، وَالصَّحِيحُ : مَا حَدَّثَنَا الْقَعْنَبِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو مَوْدُودٍ ، عَنْ رَجُلٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مَنْ سَمِعَ أَبَانَ بْنَ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ  ، يَقُولُ : وَذَكَرَ الْحَدِيثَ.))
وقال الدارقطني في العلل (254) عندما سُئِل :((عَن حَدِيثِ أَبان بنِ عُثمان ، عَن عُثمان ، عَنِ النَّبِيِّ  قال : مَن قال : بِسمِ الله الَّذِي لا يَضُرُّ مَع اسمِهِ شَيءٌ فِي الأَرضِ ولا فِي السَّماءِ وهُو السَّمِيعُ العَلِيمُ ثَلاَث مَرّاتٍ لَم يَفجَأهُ بَلاَءٌ ، فَقال : هُو حَدِيثٌ يَروِيهِ أَبُو مَودُودٍ عَبد العَزِيزِ بن أَبِي سُلَيمان ، عَن مُحَمدِ بنِ كَعبٍ ، واختُلِف عَنهُ ، فَرَواهُ أَبُو ضَمرَة ، عَن أَبِي مَودُودٍ ، عَن مُحَمدِ بنِ كَعبٍ ، عَن أَبان بنِ عُثمان ، عَن عُثمانَ.
وَتابَعَهُ خالِد بن يَزِيد العُمَرِيُّ ، وخالَفَهُما زَيد بن الحُبابِ ، فَرَواهُ عَن أَبِي مَودُودٍ ، قال : حَدَّثَنِي مَن سَمِع أَبان ، ولَم يُسَمِّ أَحَدًا.
وَخالَفَهُم عَبد الرَّحمَنِ بن مَهدِيٍّ ، وأَبُو عامِرٍ العَقَدِيُّ رَوَياهُ عَن أَبِي مَودُودٍ ، قال : حَدَّثَنِي رَجُلٌ ، عَن من سَمِع أَبان بن عُثمان ، عَن عُثمانَ.
وَهَذا القَولُ هُو المَضبُوطُ عَن أَبِي مَودُودٍ.
وَمَن قال فِيهِ : عَن مُحَمدِ بنِ كَعبٍ القَرَظِيِّ فَقَد وهِم ، قالَهُ أَبُو ضَمرَة أَنَسُ بن عَيّاضٍ ، حَدَّثنا الحُسَينُ بن إِسماعِيل ، وآخَرُون ، عَنِ الزُّبَيرِ بنِ بَكّارٍ ، عَن أَبِي ضَمرَةَ.
وَرَوَى هَذا الحَدِيث أَبُو الزِّنادِ ، عَن أَبان بنِ عُثمان ، عَن أَبِيهِ ، حَدَّث بِهِ عَبدُ الرَّحمَنِ بن أَبِي الزِّنادِ ، عَن أَبِيهِ.
وَهَذا مُتَّصِلٌ ، وهُو أَحسَنُها إِسنادًا.)).

إذن من خلال كلام هؤلاء الأئمة يظهر أنَّ في هذا الحديث العلل التالية :
(( العلة الأولى )) الاضطراب في سنده فقد جاء إسناد هذا الحديث بأربع صور :
1- عن أبي مودود عن محمد بن كعب القرظي عن أبان بن عثمان عن أبيه
2- عن أبي مودود عن رجل عن أبان بن عثمان مرسلاً
3- عن أبي مودود عمن سمع أبان بن عثمان عن أبان بن عثمان عن أبيه .
4- عن أبي مودود عن رجل عن من سمع أبان بن عثمان عن أبان بن عثمان عن أبيه
والذي يظهر أنَّ سبب هذا الاضطراب في سنده من قبل أبي مودود وهو وإن وثقه الإمام أحمد ويحي بن معين وأبو داود وعلي بن المديني وغيرهم إلاَّ أن المدار عليه وقد روى عنه إمامان جليلان
((أحدهما)) علي بن المديني وهو من هو في الضبط والإتقان ورواها عن اثنين عنه متصلاً .
((والآخر)) عبدالرحمن بن مهدي وعلمه وفضله معروف لا يخفى ورواه عنه معضلاً .
مع رواية يونس بن عبد الأعلى المرسلة وفيها راوٍ مبهم أيضاً .
بل . رواية العدد الكبير عن أنس بن عياض عنه متصلة مرفوعة
إّذن لا يتصور هذا الاختلاف ناشئاً من الجميع بل هو من أبي مودود غالباً .
((العلة الثانية )) إبهام الواسطة إلى أبان بن عثمان
((العلة الثالثة )) الانقطاع بل والإعضال في هذا السند
فأبو مودود رواه عن رجل وهذا الرجل يرويه عن آخر مبهم عن أبان بن عثمان .
وهذا السند بهذا الإعضال هو الصواب ، كما أنَّ ذكر محمد بن كعب القرظي في هذا الإسناد خطأ كما قال الدارقطني :(( وَهَذا القَولُ هُو المَضبُوطُ عَن أَبِي مَودُودٍ، وَمَن قال فِيهِ : عَن مُحَمدِ بنِ كَعبٍ القَرَظِيِّ فَقَد وهِم))
وقال أبو زرعة الرازي :(( هَذَا خَطَأٌ ، وَالصَّحِيحُ : مَا حَدَّثَنَا الْقَعْنَبِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو مَوْدُودٍ ، عَنْ رَجُلٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مَنْ سَمِعَ أَبَانَ بْنَ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ  ، يَقُولُ : وَذَكَرَ الْحَدِيثَ.))
ولهذا يقول الحافظ بن حجر في نتائج الأفكار (2/369):((ووقع لنا في الحلية في ترجمة عبدالرحمن بن مهدي وهي علة خفية راجت على البزار وبن حبان ))
فالحديث بهذا الإسناد باطل كما قال عبدالرحمن بن مهدي رحمه الله تعالى . والله أعلم .
وهذا الحديث لا يمكن أن يُتَابَع أو يُتَابِع
والسبب في ذلك أنَّ هذا الحديث بذكر محمد بن كعب القرظي هو في الحقيقة خطأٌ من أبي مودود في الغالب أو من غيره .
ثم إنَّ الصواب أنَّ هذا الحديث بهذا الإسناد معضل فيه راويان مبهمان لا يمكن أن نحدد من هما حتى نتمكن من معرفة ما لو أمكن المتابعة لغيرهما أو لهما، وحيث إنَّ الراوي مبهم فلا يمكن والحالة هذه قبول متابعته لاحتمال أن يكون أحد الكذابين أو الوضاعين أو ممن اتهم بالكذب ونحو ذلك . والله أعلم .

وقد جاء هذا الحديث من طريق آخر عن عبدالرحمن بن أبي الزناد عن أبيه عن أبان به
فقد روى أبو داود الطيالسي في مسنده (79)
وروى الترمذي (3388) وبن ماجه (3869) والنسائي في الكبرى (10106) وفي عمل اليوم والليلة (348)من طريق محمد بن بشار
وروى البيهقي في الدعوات الكبير (2434) والضياء المقدسي في المختارة (310) وبن حجر في نتائج الأفكار (2/367)من طريق يونس بن حبيب .
وروى الطحاوي في شرح مشكل الآثار (3076) من طريق بكار بن قتيبة .
وروى البخاري في الأدب المفرد (660) من طريق عبدالله بن محمد الجعفي المسندي .
جميعهم أعني (( محمد بن بشار و يونس بن حبيب و بكار بن قتيبة وعبدالله بن محمد الجعفي)) عن أبي داو الطيالسي .

وروى أحمد في مسنده (474) من طريق سريج بن النعمان الجوهري البغدادي
وكذا روى أحمد في مسنده أيضاً (446) من طريق عبيد بن أبي قرة .
وروى بن أبي خيثمة في تاريخه (1039)والخرائطي في مكارم الأخلاق (822) ومن طريقه الحافظ بن حجر في نتائج الأفكار (2/366) من طريق سعد بن عبدالحميد .
وروى الدولابي في الكنى والأسماء (57) من طريق داود بن عمرو الضبي .
وروى بن فيل في جزئه (37) من طريق داود بن منصور و يحي بن الطباع .
جميعهم أعني ( أبا داود الطيالسي ،وعبيد بن أبي قرة ، وسعد بن عبدالحميد ، وسريج ، و داود بن عمرو الضبي ، وداود بن منصور ، ويحي بن الطباع) عن عبدالرحمن بن أبي الزناد عن أبيه أبي الزناد عن أبان بن عثمان عن أبيه عثمان بن عفان  قال رسول الله :(( ما من عبد يقول في صباح كل يوم ومساء كل ليلة:(( بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم)) ثلاث مرات لم يضر بشيء.
فكان أبان قد أصابه طرف فالج فجعل الرجل ينظر إليه فقال له أبان ما تنظر ؟ أما إن الحديث كما حدثتك ولكني لم أقله يومئذ ليمضي الله علي قدره )).



وهذا الحديث أعل بالعلل التالية :
(( أولاً )) مداره على عبدالرحمن بن أبي الزناد وقد ضعفه الأكثرون ووثقه قوم آخرون .
قال فيه احمد بن حنبل ((مضطرب الحديث)) وقال يحيى بن معين ((ليس ممن يحتج به أصحاب الحديث ليس بشيء)) وقال مرة (( ضعيف ))
وقال علي بن المديني ((كان عند أصحابنا ضعيفا)) وقال يعقوب بن شيبة ((ثقة صدوق وفي حديثه ضعف)) وقال النسائي ((لا يحتج بحديثه)) وقال النسائي مرة أخرى (( ضعيف ))
انظر تهذيب الكمال للمزي (17/95-101)
(( الثانية )) أنَّ في روايته عن أبيه ضعفاً وهذه منها .
قال محمد بن سعد :((قدم بغداد في حاجة له فسمع منه البغداديون وكان كثير الحديث وكان يضعف لروايته عن أبيه))
وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم :(سألت أبا زرعة عن عبد الرحمن بن أبي الزناد وورقاء والمغيرة بن عبد الرحمن وشعيب بن أبي حمزة من أحب إليك فيمن يروي عن أبي الزناد؟) قال :((كلهم أحب الي من عبد الرحمن بن أبي الزناد)) وقال صالح بن محمد البغدادي ((روى عن أبيه أشياء لم يروها غيره وتكلم فيه مالك بن أنس من سبب روايته عن أبيه كتاب السبعة وقال أين كنا نحن عن هذا))انظر تهذيب الكمال للمزي (17/95-101)
(( الثالثة )) أنَّ في روايته عن العراقيين اضطراباً قال علي بن المديني ((ما حدث بالمدينة فهو صحيح وما حدث ببغداد افسده البغداديون ورأيت عبد الرحمن يعني بن مهدي خطط على أحاديث عبد الرحمن بن أبي الزناد وكان يقول في حديثه عن مشيختهم ،ولقنه البغداديون عن فقهائهم عدهم فلان وفلان وفلان)) وقال علي بن المديني ((حديثه بالمدينة مقارب وما حدث به بالعراق فهو مضطرب )) قال علي ((وقد نظرت فيما روى عنه سليمان بن داود الهاشمي فرأيتها مقاربة)) وقال عمرو بن علي ((فيه ضعف ، ما حدث بالمدينة أصح مما حدث ببغداد كان عبد الرحمن يعني بن مهدي يخط على حديثه))وقال محمد بن سعد ((قدم بغداد في حاجة له فسمع منه البغداديون)) وقال زكريا بن يحيى الساجي ((فيه ضعف وما حدث بالمدينة أصح مما حدث ببغداد)) قال محمد بن سعد ((كان يفتي ، مات ببغداد))
انظر تهذيب الكمال للمزي (17/95-101)
وهذا هو ما يظهر من حال عبدالرحمن بن أبي الزناد فالتفصيل في حاله أقرب إلى الصواب فما كان من رواية المدنيين عنه فحديثه مقارب وحسن كما قال عبدالرحمن بن مهدي ،كما في شرح علل الترمذي (2/606)
ولهذا كان الإمام مالك يأمر بالأخذ عنه حال كونه بالمدينة ، فقد قال سعيد بن أبي مريم عن خاله موسى بن سلمة ((قدمت المدينة فأتيت مالك بن أنس فقلت له: إني قدمت لأسمع العلم وأسمع ممن تأمرني به فقال عليك بابن أبي الزناد))
ولهذا يقول الترمذي في سننه (1755):(( و عبد الرحمن بن أبي الزناد ثقة كان مالك بن أنس يوثقه ويأمر بالكتابة عنه))
قلت : والترمذي قال هذا القول عقب الحديث الذي يرويه عبدالرحمن بن أبي الزناد عن هشام بن عروة حيث قال الترمذي في سننه (1755) :(( حدثنا هناد حدثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت :(( كنت أغتسل أنا ورسول الله  من إناء واحد وكان له شعر فوق الجمة ودون الوفرة))
قال أبو عيسى:(( هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه وقد روي من غير وجه عن عائشة أنها قالت:(( كنت أغتسل أنا ورسول الله  من إناء واحد)) ولم يذكروا فيه هذا الحرف ((وكان له شعر فوق الجمة ودون الوفرة))
و عبد الرحمن بن أبي الزناد ثقة كان مالك بن أنس يوثقه ويأمر بالكتابة عنه )) أهـ.
فلعل الترمذي وثقه وصحح حديثه لأنّهَ من روايته عن هشام بن عروة وقد قال يحي بن معين كما في تهذيب الكمال (17/98) :((أثبت الناس في هشام بن عروة عبد الرحمن بن أبي الزناد)) و لايقصد توثيقه مطلقاً . والله أعلم .

وحديث الباب هذا = من رواية العراقيين عنه فإننا لو تأملنا الرواة عنه وهم :
1- أبو داود الطيالسي وهو بصري عراقي .
2- عبيد بن أبي قرة وهو عراقي من أهل بغداد كما قال بن حبان في ثقاته (14255)
3- عبدالله بن محمد الجعفي وهو واسطي عراقي .
4- سعد بن عبدالحميد أبو معاذ المدني سكن بغداد ((تهذيب الكمال (10/285))
5- سريج بن النعمان الجوهري البغدادي ((تهذيب الكمال (10/218))
6- عبد الله بن مسلمة القعنبي البصري العراقي أصله من المدينة وسكنها مدة
لوجدنا هؤلاء الرواة عراقيين ممن سكنوا إحدى مدن العراق كبغداد أو البصرة أو واسط ، أضف إلى ذلك أنَّ عبدالرحمن بن أبي الزناد ممن سكن ببغداد وتوفي فيها رحمه الله .
وعليه فما رواه عنه أهل العراق ففيه ضعف أو اضطراب كما نص على ذلك علي بن المديني وعمرو بن علي الفلاس و زكريا بن يحي الساجي وصنيع عبدالرحمن بن مهدي يفهم منه ذلك .
وهذا الحديث من هذا القبيل . والله أعلم .
(( العلة الرابعة )) أنَّ هذا الحديث فيما يظهر أنَّه مما تفرد به عبدالرحمن بن أبي الزناد عن أبيه ولهذا قال الترمذي عقبه :(( حسن صحيح غريب ))
وقد قال صالح بن محمد البغدادي:((روى عن أبيه أشياء لم يروها غيره))
( تهذيب الكمال (17/100)
وقد قال بن حبان في المجروحين (2/21):((فلا يجوز الاحتجاج بحبره إذا انفرد، فأما فيما وافق الثقات فهو صادق في الروايات يحتج به))
(( العلة الخامسة )) أنَّ بعض أهل العلم تكلم في سماع أبان بن عثمان عن أبيه عثمان بن عفان 
فأثبته البخاري في تاريخه الكبير (1/451)
وأبو حاتم في الجرح والتعديل (2/295)
وبن عساكر في تاريخ دمشق (6/147)
والنووي كما في تهذيب الأسماء (صـ107)
وأنكره أحمد كما في جامع التحصيل (صـ139) نقلاً عن مراسيل بن أبي حاتم .
وبن معين قال ((روايته عن أبيه مرسلة ))كما في تاريخ بن أبي خيثمة (1038)


والذي يظهر – والعلم عند الله – صحة سماعه من أبيه للأسباب التالية :
(( أولاً)) ثبت تصريحه بسماعه من أبيه في أحاديث كثيرة بطرق كثيرة أيضاً
فمن ذلك روايته لحديث (( لا ينكح المحرم ولا ينكح )) في صحيح مسلم برقم (3512)
ومن ذلك أيضاً هذا الحديث الذي نحن بصدده فقد أطبقت الروايات كافة إلاَّ ما ندر على ذكر سماع أبان من أبيه عثمان  .
(( ثانياً )) ذكرت التراجم أنَّ أبان قد تعلم من أبيه القضاء فمن ذلك ما رواه البخاري في تاريخه الكبير (1/451) وبن عساكر بسنده في تاريخ دمشق (6/152) عن ((مالك حدثني عبد الله بن أبي بكر أن أبا بكر بن محمد بن عمرو بن حزم كان يتعلم من أبان بن عثمان القضاء قال مالك وكان أبان بن عثمان قد علم أشياء من القضاء من أبيه عثمان بن عفان.)) فلا يعقل أنَّه تعلمه بدون مشافهة وسماع من أبيه .
(( ثالثاً)) أنَّ من علم حجة على من لا يعلم لأنَّ عنده زيادة علم ، فالبخاري وأبو حاتم أثبتا سماع أبان من أبيه عثمان 
وإذا ثبت ذلك فقد انتفت هذه العلة – والحمد لله –
وبناءً على العلل السابقة فالحديث ضعيف لا يرتقي إلى درجة الحسن إلاَّ بتكلف شديد واضح – والله أعلم –

ولم يتفرد به أبو الزناد عن أبان بل تابعه عليه يزيد بن فراس كما عند النسائي في سننه الكبرى (10107) وعمل اليوم والليلة (349) وعبد بن حميد كما في منتخبه (54) من طريق بن أبي فديك قال حدثني يزيد بن فراس عن أبان بن عثمان عن أبيه عن النبي  قال ((من قال حين يصبح بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شئ في الارض ولا في السماء وهو السميع العليم لم يصبه في يومه فجأة بلاء ومن قالها حين يمسي لم يعني يصبه في ليلته فجاءة بلاء.))
وعند عبد بن حميد :(( حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو ، قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ فِرَاسٍ ، عَنْ أَبَانَ بْنِ عُثْمَانَ ، عَنْ عُثْمَانَ بنِ عَفَّانَ يَرْفَعُهُ إِلَى النَّبِيِّ  ، قَالَ : ((مَنْ قَالَ حِينَ يُصْبِحُ : بِسْمِ اللهِ الَّذِي لاَ يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ فِي الأَرْضِ ، وَلاَ فِي السَّمَاءِ ، وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ، حُفِظَ حَتَّى يُمْسِيَ ، وَمَنْ قَالَهَا حِينَ يُمْسِي حُفِظَ حَتَّى يُصْبِحَ.))
قلت : لكن هذا الحديث إسناده ضعيف.
لأنَّ في إسناده يزيد بن فراس وهو حجازي مجهول قال أبو حاتم ((مجهول لا يعرف)) وقال النسائي فيه :(( مجهول لا نعرفه)) انظر الجرح والتعديل (9/283) والسنن الكبرى للنسائي (10107) وعمل اليوم والليلة (349) .
فالحديث بهذا الإسناد ضعيف – والله أعلم –

وللحديث متابع آخر وهو المنذر بن عبدالله الحزامي فقد روى بن أبي خيثمة في تاريخه الكبير (1038) وعنه أبو يعلى الموصلي في مسنده كما عند الضياء المقدسي في المختارة (1/436) وأشار إليه بن حجر في نتائج الأفكار (2/369)وبن عساكر في تاريخ دمشق (6/148)
من طريق قدامة بن محمد بن قدامة عن المنذر بن عبدالله الحزامي عن أبان بن عثمان قال سمعت عثمان بن عفان قال : قال رسول الله  :((من قال إذا أصبح أو أَمْسَى ثلاث مرات : ((بسم اللَّه الْحَيِّ الذي لا يضرّ مع اسمه شيءٌ في الأَرْض ولا في السَّمَاء ، وهو السَّميع العليم ؛ لم يُصِبْه شيءٌ))
فأصبح أَبَان قد ضَرَّتْه الْفَالِجُ فنظر إليه بعض جلسائه ، فقال : أما والله ما كَذَبْتُ ولا كُذِبْتُ ولقد قلتُها منذ ثلاثون سنة حتى كانت هذه الليلة فأُنْسِيْتُها وكان ذلك للقضاء والْقَدَر.))
قلت : هذا حديث إسناده ضعيف لانقطاعه فإنَّ في إسناده :المنذر بن عبدالله الحزامي والد إبراهيم بن المنذر الحزامي ، روى عن أبان بن عثمان بن عفان مرسلا .
كما في تهذيب الكمال (28/503) وتحفة التحصيل (صـ317) ولم يصرح بالسماع في جميع الروايات إلاَّ في تاريخ بن أبي خيثمة فقد صرح بالسماع بقوله (( حدثنا أبان بن عثمان )) فلعل ذلك إمَّا تصحيفاً من النساخ أو هو من أخطاء قدامة بن محمد بن قدامة فقد قال عنه أبو حاتم وأبو زرعة (( لا بأس به)) كما في الجرح والتعديل (7/129) وذكره بن عدي في الكامل (7/179-180) وذكر له بعض الأحاديث من غير هذه الطريق ثم قال :(( ولقدامة عن إسماعيل عن بن جريج غير ما ذكرت من الحديث وكل هذه الأحاديث في هذا الإسناد غير محفوظة))
ويقول بن حبان في المجروحين (2/222) :(( لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد))
وقال بن معين كما في رواية الدارمي عنه (( لا أعرفه )) وفسرها بن أبي حاتم في الجرح والتعديل (7/129)بقوله :(( يعنى لا يخبره وأما قدامة فمشهور.)) وقال عنه الحافظ بن حجر في التقريب ((صدوق يخطىء))
وقد تتبعت شيوخ المنذر بن عبدالله كما ذكرهم المزي في تهذيب الكمال فوجدتهم لا ينزلون عن الطبقة الخامسة التي ذكرها الحافظ بن حجر في التقريب ،وقد عد الحافظ بن حجر في التقريب المنذر بن عبدالله الحزامي من أهل الطبقة الثامنة ، كما أنَّه عد أبان بن عثمان بن عفان من أهل الطبقة الثالثة فبينهما تفاوت كبير .
ولهذا يقوى القول بعدم سماع المنذر بن عبدالله من أبان بن عثمان – والله أعلم -.

وقد ذكر النسائي في سننه الكبرى أنَّ هذا الحديث قد روى مقطوعاً بلفظ آخر
فقال (9761) :(( وَقَدْ رُوِيَ عَنْ أَبَانَ بْنِ عُثْمَانَ بِغَيْرِ هَذَا اللَّفْظِ.
أَخْبَرَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى ، قَالَ : أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ : أَخْبَرَنِي اللَّيْثُ ، عَنِ الْعَلاَءِ بْنِ كَثِيرٍ ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ ، عَنْ أَبَانَ بْنِ عُثْمَانَ ، أَنَّهُ قَالَ : ((مَنْ قَالَ حِينَ يُمْسِي : سُبْحَانَ اللهِ الْعَظِيمِ وَبِحَمْدِهِ ، لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ ، لَمْ يَضُرَّهُ شَيْءٌ حَتَّى يُصْبِحَ ، وَإنْ قَالَ حِينَ يُصْبِحُ لَمْ يَضُرَّهُ شَيْءٌ حَتَّى يُمْسِيَ))
فَأَصَابَ أَبَانًا الْفَالِجُ ، فَجِئْتُهُ فِيمَنْ جَاءَهُ مِنَ النَّاسِ ، فَجَعَلَ النَّاسُ يُعَزُّونَهُ وَيَخْرُجُونَ وَأَنَا جَالِسٌ ، فَلَمَّا خَفَّ مَنْ عِنْدَهُ قَالَ لِي : قَدْ عَلِمْتُ مَا أَجْلَسَكَ ، أَمَا إِنَّ الَّذِي حَدَّثْتُكَ حَقٌّ ، وَلَكِنِّي أُنْسِيتُ ذَلِكَ.
تَابَعَهُ الزُّهْرِيُّ عَلَى رِوَايَتِهِ فَوَقَفَهُ.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللهِ النَّيْسَابُورِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى ، قَالَ : حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الصَّائِغُ ، عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ فُرَافِصَةَ ، عَنْ عُقَيْلٍ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ أَبَانَ بْنِ عُثْمَانَ قَالَ :((مَنْ قَالَ حِينَ يُمْسِي وَحِينَ يُصْبِحُ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ : سُبْحَانَ اللهِ الْعَظِيمِ وَبِحَمْدِهِ ، لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ ، لَمْ يُصِبْهُ شَيْءٌ يَضُرُّهُ ))
فَدَخَلْنَا عَلَيْهِ وَقَدْ أَصَابَهُ الْفَالِجُ فَقَالَ ابْنُ أَخِي : أَمَا إِنِّي لَمُ أَكُنْ قُلْتُهَا حِينَ أَصَابَنِي.
لكن الطريقين ضعيفان :
(((أمَّا السند الأول))) فرجاله ثقات إلاَّ أبا بكر بن عبدالرحمن بن المسور بن مخرمة فذكره المزي في التهذيب ولم يذكر فيه جرحاً أو توثيقاً وكذا بن حجر في تهذيبه لكنه قال في التقريب ((مقبول )) أي إذا توبع ، لكن الذي يظهر أنَّه إلى الجهالة أقرب
(((وأمَّا السند الآخر))) ففيه إبراهيم بن إسماعيل الصائغ قال عنه الذهبي ((مجهول)) كما في تهذيب التهذيب (1/107) وقال عنه بن حجر في التقريب (( مجهول ))
إذن كلا الإسنادين فيهما مجهول في إحدى طبقات السند
إذن خلاصة هذا المبحث أنَّ الحديث إلى الضعف أقرب منه إلى الصحة وذلك أنَّ الحديث حيثما دار فإنَّما يدور على :
1- إسناد مختلف فيه كما في رواية أبي مودود ولهذا يقول المزي في تهذيب الكمال (22/534) حول هذا الحديث :(( وهو حديث مختلف في إسناده )).
2- وكذا يدور على راوٍ ضعيف كعبدالرحمن بن أبي الزناد
3- أو راوٍ مجهول لا يعرف كيزيد بن فراس
4- وإسناد منقطع كرواية المنذر بن عبدالله عن أبان
إذن الحديث يدور على الضعف والجهالة – فالحديث ضعيف –والله أعلم .