المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نلسون مانديلا



أهــل الحـديث
08-12-2013, 01:50 AM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


نلسون مانديلا

لايكاد يختلف أكثر الناس من غير المسلمين في نلسون مانديلا. فإننا لانسمع من إذاعاتهم وفضائياتهم ومجلاتهم وسياسييهم إلا التبجيل والتعظيم. أما أهل الإسلام فاختلفوا في تعاملهم مع الحدث على آراء:

1. فريق بالغ في الثناء وجعل كل ما قاله وفعله الرجل يصلح لكل زمان ومكان. وجعلوا سياسته في التسامح هي الحل لكل الصراعات في العالم. ويمكن للمخالف أن يقول إن التسامح يكون حلاً إذا صدر عن مقتدر. ولكن تسامح الضعيف أو المغلوب يعني ذهاب الحقوق وتسلط الأقوياء.

2. فريق بالغ في الذم لأنه لم يكن مسلما وجعلوا الثناء على الرجل من مسائل الولاء والبراء. ونقول لهؤلاء قد نهى النبي، صلى الله عليه وسلم، عن سب مشرك محارب لله ورسوله لأن سبه كان يؤذي أقاربه وأولياءه. فقال: "لاَ تَسُبُّوا الأَمْوَاتَ فَتُؤْذُوا الأَحْيَاءَ". وقد أثنى عليه السلام على ملك الحبشة النصراني وقال: "لوْ خَرَجْتُمْ إلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ، فَإِنّ بِهَا مَلِكًا لا يُظْلَمُ عِنْدَهُ أَحَدٌ" فقد مدحه بالعدل. بل أخبر أنه يقبل شفاعة المشرك الذي أحسن إليهم فقال: " لو كان المطعِم بنُ عَدِيّ حيّا، ثم كلَّمني في هؤلاء النَّتْنَى، لتركتهم له". أخرجه البخاري وغيره. والأدلة من هذا النوع كثيرة في السنة.

3. وفريق سكت عن قصد حتى لايفهم من قوله أنه من الفريق الأول فيؤذيه الفريق الثاني ولامن الفريق الثاني فيؤذيه الفريق الأول. أو لأن الأدلة تعارضت عنده فآثر السلامة وهو مسلك آمن لولا ما يخشى من ضياع عوام المسلمين بين المتكلمين بغير علم.

4. والفريق الرابع ذكر ما في الرجل من صفات حميدة كالصبر على الأذى والتسامح مع من آذاه والزهد في المناصب والاهتمام بالفقراء وسلامة اليد من أموال الدولة وغير ذلك من المناقب التي لاتخفى على أحد. ولكن كل ذلك من أمر الدنيا ولعله كان يعمل لها كما كان عظماء الجاهلية يتنافسون في أعمال الخير فتنفعهم في الدنيا لا في الآخرة. وحين سألت عائشة أم المؤمنين قالت: قلت يا رسول الله! ابن جدعان كان في الجاهلية يصل الرحم ويطعم المسكين فهل ذلك نافعه؟ قال: "لا ينفعه إنه لم يقل يوما: رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين" رواه مسلم وغيره.
وحين سأل عدي بن حاتم الطائي عن والده وكرمه قال له عليه السلام "إن أباك أراد أمرا فأدركه يعني الذكر" رواه أحمد وغيره. يعني إن أباك كان يحب الشهرة في الدنيا فرزقه الله ذلك.

"وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا"

وأرى أن هذا أعدل الأقوال

والله أعلم