المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تحليل رائع لحديث أفضل الصيام صيام داود



أهــل الحـديث
08-12-2013, 12:00 AM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم




تحليل رائع لحديث: أفضل الصيام صيام داود وأفضل القيام قيام داود





روايات الحديث




عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو - رضى الله عنهما – قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-:
« إِنَّ أَحَبَّ الصِّيَامِ إِلَى اللَّهِ صِيَامُ دَاوُدَ ، وَأَحَبَّ الصَّلاَةِ إِلَى اللَّهِ صَلاَةُ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ ، كَانَ يَنَامُ نِصْفَ اللَّيْلِ وَيَقُومُ ثُلُثَهُ وَيَنَامُ سُدُسَهُ ، وَكَانَ يَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمًا ».


وفي رواية:
عن عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو - رضى الله عنهما - بَلَغَ النَّبِىَّ - صلى الله عليه وسلم - أَنِّى أَسْرُدُ الصَّوْمَ وَأُصَلِّى اللَّيْلَ ، فَإِمَّا أَرْسَلَ إِلَىَّ ، وَإِمَّا لَقِيتُهُ ، فَقَالَ: « أَلَمْ أُخْبَرْ أَنَّكَ تَصُومُ وَلاَ تُفْطِرُ ، وَتُصَلِّى وَلاَ تَنَامُ ، فَصُمْ وَأَفْطِرْ ، وَقُمْ وَنَمْ ، فَإِنَّ لِعَيْنِكَ عَلَيْكَ حَظًّا ، وَإِنَّ لِنَفْسِكَ وَأَهْلِكَ عَلَيْكَ حَظًّا » .
قَالَ: إِنِّى لأَقْوَى لِذَلِكَ .
قَالَ: « فَصُمْ صِيَامَ دَاوُدَ - عَلَيْهِ السَّلاَمُ - » .
قَالَ: وَكَيْفَ؟
قَالَ: « كَانَ يَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمًا ، وَلاَ يَفِرُّ إِذَا لاَقَى » .
قَالَ: مَنْ لِى بِهَذِهِ يَا نَبِىَّ اللَّهِ ؟ قَالَ عَطَاءٌ: لاَ أَدْرِى كَيْفَ ذَكَرَ صِيَامَ الأَبَدِ.
قَالَ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم -: « لاَ صَامَ مَنْ صَامَ الأَبَدَ » . مَرَّتَيْنِ .


وفي رواية:
عن يَحْيَى قَالَ: انْطَلَقْتُ أَنَا وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ حَتَّى نَأْتِىَ أَبَا سَلَمَةَ ، فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهِ رَسُولاً فَخَرَجَ عَلَيْنَا وَإِذَا عِنْدَ بَابِ دَارِهِ مَسْجِدٌ - قَالَ - فَكُنَّا فِى الْمَسْجِدِ حَتَّى خَرَجَ إِلَيْنَا.
فَقَالَ: إِنْ تَشَاءُوا أَنْ تَدْخُلُوا وَإِنْ تَشَاءُوا أَنْ تَقْعُدُوا هَا هُنَا.
قَالَ: فَقُلْنَا: لاَ بَلْ نَقْعُدُ هَا هُنَا فَحَدِّثْنَا.
قَالَ: حَدَّثَنِى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ - رضى الله عنهما – قَالَ: كُنْتُ أَصُومُ الدَّهْرَ ، وَأَقْرَأُ الْقُرْآنَ كُلَّ لَيْلَةٍ - قَالَ - فَإِمَّا ذُكِرْتُ لِلنَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم ، وَإِمَّا أَرْسَلَ إِلَىَّ ، فَأَتَيْتُهُ.
فَقَالَ لِى: « أَلَمْ أُخْبَرْ أَنَّكَ تَصُومُ الدَّهْرَ وَتَقْرَأُ الْقُرْآنَ كُلَّ لَيْلَةٍ ».
قُلْتُ: بَلَى يَا نَبِىَّ اللَّهِ ، وَلَمْ أُرِدْ بِذَلِكَ إِلاَّ الْخَيْرَ.
قَالَ: « فَإِنَّ بِحَسْبِكَ أَنْ تَصُومَ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ ».
قُلْتُ: يَا نَبِىَّ اللَّهِ ! إِنِّى أُطِيقُ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ.
قَالَ: « فَإِنَّ لِزَوْجِكَ عَلَيْكَ حَقًّا وَلِزَوْرِكَ عَلَيْكَ حَقًّا وَلِجَسَدِكَ عَلَيْكَ حَقًّا ، قَالَ: فَصُمْ صَوْمَ دَاوُدَ نَبِىِّ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَإِنَّهُ كَانَ أَعْبَدَ النَّاسِ ».
قَالَ: قُلْتُ: يَا نَبِىَّ اللَّهِ ! وَمَا صَوْمُ دَاوُدَ؟
قَالَ: « كَانَ يَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمًا ».
قَالَ: « وَاقْرَإِ الْقُرْآنَ فِى كُلِّ شَهْرٍ ».
قَالَ: قُلْتُ: يَا نَبِىَّ اللَّهِ ! إِنِّى أُطِيقُ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ.
قَالَ: « فَاقْرَأْهُ فِى كُلِّ عِشْرِينَ ».
قَالَ: قُلْتُ: يَا نَبِىَّ اللَّهِ ! إِنِّى أُطِيقُ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ.
قَالَ: « فَاقْرَأْهُ فِى كُلِّ عَشْرٍ ».
قَالَ: قُلْتُ: يَا نَبِىَّ اللَّهِ ! إِنِّى أُطِيقُ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ.
قَالَ: « فَاقْرَأْهُ فِى كُلِّ سَبْعٍ وَلاَ تَزِدْ عَلَى ذَلِكَ ، فَإِنَّ لِزَوْجِكَ عَلَيْكَ حَقًّا ، وَلِزَوْرِكَ عَلَيْكَ حَقًّا ، وَلِجَسَدِكَ عَلَيْكَ حَقًّا ».
قَالَ: فَشَدَّدْتُ فَشُدِّدَ عَلَىَّ.
قَالَ: وَقَالَ لِىَ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم-: « إِنَّكَ لاَ تَدْرِى لَعَلَّكَ يَطُولُ بِكَ عُمْرٌ ».
قَالَ: فَصِرْتُ إِلَى الَّذِى قَالَ لِىَ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- ، فَلَمَّا كَبِرْتُ وَدِدْتُ أَنِّى كُنْتُ قَبِلْتُ رُخْصَةَ نَبِىِّ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- .


وفي رواية:
عن عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو - رضى الله عنهما - بَلَغَ النَّبِىَّ - صلى الله عليه وسلم - أَنِّى أَسْرُدُ الصَّوْمَ وَأُصَلِّى اللَّيْلَ ، فَإِمَّا أَرْسَلَ إِلَىَّ ، وَإِمَّا لَقِيتُهُ ، فَقَالَ:
« أَلَمْ أُخْبَرْ أَنَّكَ تَصُومُ وَلاَ تُفْطِرُ ، وَتُصَلِّى وَلاَ تَنَامُ ، فَصُمْ وَأَفْطِرْ ، وَقُمْ وَنَمْ ، فَإِنَّ لِعَيْنِكَ عَلَيْكَ حَظًّا ، وَإِنَّ لِنَفْسِكَ وَأَهْلِكَ عَلَيْكَ حَظًّا » .
قَالَ: إِنِّى لأَقْوَى لِذَلِكَ .
قَالَ: « فَصُمْ صِيَامَ دَاوُدَ - عَلَيْهِ السَّلاَمُ - » .
قَالَ: وَكَيْفَ؟
قَالَ: « كَانَ يَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمًا ، وَلاَ يَفِرُّ إِذَا لاَقَى » .


وفي رواية:
عَنْ أَبِى قِلاَبَةَ قَالَ: أَخْبَرَنِى أَبُو الْمَلِيحِ قَالَ: دَخَلْتُ مَعَ أَبِيكَ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو فَحَدَّثَنَا: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ذُكِرَ لَهُ صَوْمِى فَدَخَلَ عَلَىَّ ، فَأَلْقَيْتُ لَهُ وِسَادَةً مِنْ أَدَمٍ ، حَشْوُهَا لِيفٌ ، فَجَلَسَ عَلَى الأَرْضِ ، وَصَارَتِ الْوِسَادَةُ بَيْنِى وَبَيْنَهُ .
فَقَالَ: « أَمَا يَكْفِيكَ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ ثَلاَثَةُ أَيَّامٍ » .
قَالَ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ .
قَالَ: « خَمْسًا » .
قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ .
قَالَ: « سَبْعًا » .
قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ .
قَالَ: « تِسْعًا » .
قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ .
قَالَ: « إِحْدَى عَشْرَةَ » .
ثُمَّ قَالَ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم -: « لاَ صَوْمَ فَوْقَ صَوْمِ دَاوُدَ - عَلَيْهِ السَّلاَمُ - شَطْرَ الدَّهْرِ ، صُمْ يَوْمًا ، وَأَفْطِرْ يَوْمًا » .



تخريج الحديث:


رواه البخاري: 1079 ، 1874 ، 1876 ، ومسلم: 2787 ، 2791 ، 2793 ، 2796 .


غريب الحديث:


حظا: نصيبا.
لاقى: العدو .
لا صام: لم يكتب له ثواب الصيام .
الأبد: الدهر والمراد هنا تابع الصيام مدة عمره ولم يفطر إلا الأيام التي يحرم صومها كالعيدين وأيام التشريق.
أحب الصلاة: الصلاة المحبوبة من النوافل .
أحب الصيام: الصيام المحبوب من التطوع.
بحسبك: كافيك .
قبلت رخصة النبي: أي وأخذت بالأخف من أول الأمر ، ولم يعجبه أنه يتركه لالتزامه به فتمنى لو أنه أخذ بالأخف من البداية.
أدم: جلد .
يا رسول الله: أي زدني على ذلك .
شطر الدهر: نصفه .
هداية البري مختصر فتح الباري: 2/314 ، تعليقات البغا على صحيح البخاري: 1/ 380 ، 2/697، 698 ، 699 .



فوائد الحديث:



1-وصف النبي صلى الله عليه وسلم نبي الله داود عليه السلام بأنه كان أعبد الناس ، ومقام العبودية من أعلى المقامات ، فكيف إذا كان الموصوف هو أعبد الناس؟

2-كان داود عليه السلام يقسم ليله ونهاره لحق ربه وحق نفسه، فأما الليل فاستقام له ذلك في كل ليلة، وأما النهار فلما تعذر عليه أن يجزئه بالصيام لأنه لا يتبعض، جعل عوضاً من ذلك أن يصوم يوماً ويفطر يوماً.

3-بين النبي صلى الله عليه وسلم أن أفضل الصيام صيام داود ، حيث كان يصوم يما ويفطر يوما.

4-ولا تتعارض هذه الأفضلية مع النهي عن صيام يوم الجمعة ، لأن النهي عن صيام الجمعة إنما هو فيمن خصَّه من بين الأيام ، والذي يصوم صيام داود عليه السلام لم يتقصد يوم الجمعة بصيام .

5-لماذا لم يصم النبي صلى الله عليه وسلم كصيام داود ، مع أنه أفضل الصيام؟
لقد وقع على عاتق النبي صلى الله عليه وسلم عاتق الدعوة كاملا ، فحياته كلها جهاد واجتهاد ودعوة وصلة واتباع جنازة والمشي في حوائج المسلمين ، بخلاف نبي الله داود عليه السلام الذي كان ملكا فيأمر بالأمر فيسارع إلى تنفيذه ، ومما لا شك فيه أن الصيام يتعب الجسم فيحتاج بعده إلى راحة ، فيصعب عليه القيام بالمهام.

6-وبين كذلك أن أفضل القيام قيام داود: كان ينام نصف الليل ، ويقوم ثلثه لأنه وقت التجلي في العبادة ، حيث ينزل ربنا سبحانه في الثلث الأخير من الليل ، وينام سدسه حتى يكون في صلاة الفجر على قدر من الخشوع ، وقد أخذ قسطا من الراحة.

7-وفيه من الفوائد استحباب إخفاء العمل الصالح ليكون أقرب إلى الإخلاص ، لأنه من نام وقام إلى إلى صلاة الفجر لا يكون عليه أثر القيام ، وأما إذا أتى وقد أتعبه القيام فلا بد أن يظهر عليه أثر القيام ، وقد قرأت عن أحد السلف أنه كان يكتحل قبل صلاة الفجر حتى لا يعرف أحد أنه كان في قيام وبكاء.

8-من الصفات العظيمة التي كان يتمتع بها داود أنه شجاع ، فلا يفر من أرض المعركة ، بل يواجه العدو بما آتاه الله من قوة وشجاعة.

9-وفيه دليل على تواضعه فرغم أنه ملك يستطيع أن يأمر الجنود بالحرب دون مشاركته ، إلا أنه كان يؤثر المشاركة لما فيها من الأجر والتواضع.

10- الظاهر أن مملكة داود لم تكن على كل الأرض بدليل وجود الحرب بينه وبين غيره.

11- وبه نعرف وجود الكفار في زمانه ، لوجود الحرب ، وإلا ما كان لنبي الله أن يحارب المسلمين.

12- رفق النبي صلى الله عليه وسلم بأمته وشفقته عليهم ورحمته بهم ، حيث لم يشرع لهم قيام الليل كله ، وصيام الدهر كله رغم وجود من يقدر على هذا كأمثال عبد الله بن عمرو بن العاص.

13- ذهب بعض العلماء إلى تحريم صيام الدهر استنادا لهذا الحديث وإن كان الجمهور على القول بكراهته ، والعلة في النهي عن صيام الدهر لما في ذلك من الإضرار بالنفس ، والحمل عليها ، ومنعها من الغذاء الذي هو قوامها.

14- الإرشاد إلى الاقتصاد في العبادة ، لأن الله يحب من العمل ما داوم صاحبه عليه.

15- الإرشاد إلى تدبر القرآن ، بحسن قراءته وعدم التسرع في ختمته ، فالأولى قراءته كل شهر كما أرشد النبي صلى الله عليه في الحديث.

16- قوله: إن لولدك عليك حقا: فيه أن على الأب تأديب ولده وتعليمه ما يحتاج إليه.

17- في الحديث ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم من التواضع حيث جلس على الأرض.

18- للجسم على صاحبه حق ، وحق الجسم أن يترك فيه من القوة ما يستديم به العمل ، لأنه إذا أجهد نفسه قطعها عن العبادة وفترت.

19- للزوجة حق على الإنسان خصوصا في المعاشرة الجنسية ، وصوم الدهر يعارض هذا الحق ، لذا لم يشرعه النبي صلى الله عليه وسلم لأمته.

20- أثبت النبي صلى الله عليه وسلم حق الضيف في الحديث ، لأن الضيف إذا قدمت له طعاما وشرابا ولم تأكل معه شعر بالخجل ولم يشعر بحسن الضيافة.

21- في الحديث الهمة العالية التي كان يتمتع بها الصحابة الكرام رضي الله عنهم.

22- وفيه ثبوت البركة في الوقت حيث كانوا يقرؤون القرآن كل ليلة ، وهذا أمر نراه في زماننا مستحيلا.


23- ينبغي للإنسان أن لا يحمل نفسه على الشدة ، فالدين يسر ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه.