المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : دومينيك: يجب خوض كأس العالم بذهنية الفوز



عميد اتحادي
07-12-2013, 02:30 PM
يملك ريموند دومينيك مدرب منتخب فرنسا السابق بين عامي 2004 و2010، خبرة في سحب قرعة كأس العالم FIFA حيث عايش عمليتين عامي 2005 و2009. وقد التقى موقع FIFA.com بدومينيك الذي خاض 8 مباريات دولية كلاعب، وأشرف على تدريب المنتخب في 79 مباراة ليتحدث عن هذه اللحظات الخاصة.

كما تطرق المدرب اللبق الذي قاد منتخب بلاده إلى نهائي كأس العالم في ألمانيا 2006 FIFA، لمواضيع أخرى مثل أخطائه في 2010 وجوسيب جوارديولا وتوقعاته لمنتخب فرنسا في كأس العالم البرازيل 2014 FIFA وكأس أوروبا 2016.

ريموند، عايشت قرعة كأس العالم مرتين قبل نهائيات كأس العالم 2006 و2010. هل عشت أوقاتاً عصيبة لدى عملية متابعة سحب القرعة؟

ريموند دومينيك: الشد العصبي كنا قد عشناه سابقاً خلال مشوار التصفيات خصوصاً أننا احتجنا الى الملحق لبلوغ النهائيات، وبالتالي كانت عملية سحب القرعة مريحة بالنسبة لنا حيث قلنا في قرارة أنفسنا، نحن ضمن المنتخبات المشاركة في القرعة! إنها مرحلة جديدة، لأن معرفة هوية المنتخبات التي نواجهها تجعلنا ندخل أجواء كأس العالم. الواقع أن القرعة مثيرة أكثر منها مخيفة. جئنا بالدرجة الأولى لنتعرف على المزيد من المعلومات، لكن ما هو أكيد أيضاً بأننا كنا نتطلع لمعرفة هوية المنتخبات التي ستكون منافستنا. هناك أيضاً رغبة في رؤية المدربين الآخرين، إنها للحظة للإجتماع والتواصل. لا تشعر بالضغوطات التي تعيشها خلال البطولة. إنها لحظة حميمية حيث تتواصل مع الأصدقاء. لكن الأمر يختلف بعد ذلك (يضحك)!

عام 2010 وصفت قرعة فرنسا بأنها جيدة لأنها وقعت في مجموعة ضمت منتخبات أوروجواي والمكسيك وجنوب أفريقيا. بيد أن المنتخب الفرنسي فشل في تخطي دور المجموعات، هل يعني ذلك بأنه من الأفضل الوقوع على منتخبات أصعب؟

الصحافة هي التي تقول بأنها قرعة سهلة. المدربون لا يقولون ذلك أبداً! بالطبع الجميع يفضل تحاشي الوقوع في مجموعة تضم هولندا أو البرازيل، لكن في المقابل، ندرك بأن المنتخبات الثلاثة التي نواجهها ستلعب مباريات العمر على أي حال. المستويات متقاربة جداً...أتذكر جيداً عام 2006 عندما أوقعتنا القرعة مع كوريا الجنوبية وتوجو وسويسرا التي واجهناها في التصفيات أيضاً ولم نكن نود اللعب معها مرة جديدة. عشنا جحيماً حقيقياً ولم نتأهل إلا في المباراة الأخيرة وبصعوبة بالغة. لكن بعد ذلك بلغنا المباراة النهائية.

المفتاح إذا هو المحافظة على التواضع بغض النظر عن نتيجة القرعة؟

المفتاح هو أن تشارك وأن تملك الأسلحة اللازمة. الجميع يدرك بأن الأمور ستكون صعبة لكن يريدون الذهاب بعيداً. لا نشارك في البطولة لكي نرقص السامبا أو تمضية إجازة على مدى أسبوعين. نخوض غمار نهائيات كأس العالم للفوز بها، أو بلوغ أبعد دور ممكن. هذا هو الهدف ويجب أن يكون راسخاً في عقول اللاعبين منذ البداية. الأمر لا يتعلق بالتواضع، لا أعتقد بأن هذه الكلمة مناسبة في هذا الإطار. لقد تأهلنا، وهذا يعني بأننا نملك الوسائل اللازمة لتحقيق شيء ما. مواجهة البرازيل أو كوستاريكا، الأمر سيان، يجب الإنطلاق من فكرة الفوز في جميع المباريات. الأمر الأكثر تعقيداً هو لحظة دخول الملعب، لأنه بحسب نتيجة المباراة الأولى قد تتغير أمور كثيرة.

بدأ جيل شاب يفرض نفسه في منتخب فرنسا ويبرز منه بول بوجبا ورافاييل فاران. هل يتعين على هؤلاء أن يقودوا منتخب فرنسا في البرازيل؟

لقد حان الوقت لكي يبرزوا موهبتهم. إذا كانت قيادة المنتخب تعني أن نظهر بأننا أقوياء، بأننا على مستوى عال، فإن الجواب نعم لم لا! يتعين عليهم أن يكونوا بمستوى جيد والجميع ينتظر هذا الأمر في فرنسا. أعتقد بأنك لا تستطيع أن تكون قائداً بعمر العشرين أو الحادية والعشرين، لأن الخصال القيادية بحاجة لخبرات متراكمة. أصبح زيدان قائداً بعمر السادسة والعشرين أو السابعة والعشرين مثلاً. يجب ألا تضع العربة أمام الحصان. إذا نجح الجيل الجديد في تقديم عروض جيدة وأن يكون على مستوى التطلعات، سيكون الأمر جيداً. حتى بنزيمة كان لاعباً شاباً، وستكون الفرصة سانحة أمامه لإظهار قدرته على تقديم أفضل ما لديه في بطولة كبرى في صفوف فريقه.

ألا تعتقد بأن المشكلة تكمن في أن الشعب الفرنسي منذ التتويج باللقب عام 1998 ينتظر من منتخبه الوطني أن يفوز باستمرار، في الوقت الذي لا يتمتع به الجيل الحالي بموهبة الجيل السابق بطل العالم؟

إنها الحال في كل فريق. باستثناء المنتخب البرازيلي القادر على الفوز بكأس العالم كل أربع سنوات، فإن جميع الدول تواجه سؤال الأجيال حيث تبلغ القمة في بعض الأحيان وتعيش أوقاتاً صعبة في أحيان أخرى. بعض المنتخبات يتماشى مع هذا الأمر بطريقة أفضل من غيره وتحديداً المنتخب الألماني الذي حتى عندما يواجه هبوطاً في المستوى يبلغ الدور ربع النهائي أو نصف النهائي في البطولات الكبرى. ويبدو أن فترة التراجع يعيشها المنتخب الفرنسي حالياً بعد اعتزال الجيل الإستثنائي 1998-2006. لكن منتخبات الفئات العمرية حققت نجاحات عدة، حيث بلغنا نهائي بطولة أوروبا تحت 17 سنة، وتوجنا أبطالاً لكأس العالم تحت 20 سنة، وهذا يعني وجود قدرات كبيرة، وبأن جيلاً جديداً بات جاهزاً لحمل المشعل. برأيي نحن نسير بخطى تصاعدية وسنكون منافسين مجدداً على الألقاب في السنوات القادمة في ما يتعلق بكأس أوروبا 2016 وفي كؤوس العالم التي تليها.

((أساس كرة القدم هي العلاقة التي يمكن نسجها بين جميع أفراد الفريق. الوسيلة هي الكرة والتحرك داخل أرضية الملعب ثم سحر اللعب الجماعي.))ريموند دومينيك

كيف تمت مقاربتك للأمور بعد اعتزال زيدان؟

على مدى ست سنوات قضيتها في تدريب المنتخب الفرنسي، عشت كيفية انتقالنا من فريق استثنائي بفضل لاعبين بلغوا النضوج الكامل، إلى جيل بدأ يفقد وهجه. هذا كل الفارق بين الجيل الجديد والجيل القديم. كان هناك جيل عاش على أمجاد الجيل الذي سبقه من دون أن يقدم كثيراً لبناء هذا المدماك.

هل اكتشفت أخطاءاً ارتكبتها عام 2010؟

نستطيع شرح جميع الأمور بعد حصولها. لكن إذا قلت في نفسي بأنه كان يتعين علي اتخاذ هذا القرار أو ذاك.، من يستطيع أن يؤكد بأن الخيار الذي لم أتخذه كان صائباً؟ إنها أساس كرة القدم وواقع الحياة. عندما نقوم بشيء ما، يجب عدم الإلتفات إلى الوراء والقول بأن الخيار الثاني كان أفضل. يكون قد فات الآوان، إنه القدر ولا نستطيع تغيير شيء. هناك أشياء تتخطى المنطق في بعض الأحيان. نقوم بأشياء غير متوقعة لأننا نشعر بشيء ما. هذه هي مهنة التدريب. في بعض الأحيان نرتكب الأخطاء، وفي أحيان أخرى نكون على صواب. كانت الأمور هكذا بالنسبة لي حتى عام 2006. لقد سبحت عكس التيار وتعرضت لانتقادات كثيرة ومفتوحة في تلك الحقبة. لكني سرت وراء خياراتي وفي النهاية النتيجة وحدها هي التي تحتسب. لو فزنا لكنا الأفضل في العالم، وعندما نخسر نكون الأسوأ. إنها سنَة الرياضة.

تولي أهمية كبيرة للعب الجماعي وهي ميزة أساسية في برشلونة. ما رأيك بالأشخاص الذي يعتبرون أسلوب لعب برشلونة مملاً؟

على هؤلاء أن يقوموا بمشاهدة لعبة أخرى. برشلونة ليس فريقاً يقوم بتبادل الكرات لمبدأ معين، خلافاً لما نسمعه في بعض الأحيان. يقوم الفريق بتبادل الكرات من أجل إيجاد ثغرات وحلول. يقوم لاعبو برشلونة بالإجهاز على الخصم من خلال إيجاد ثغرات في خطوطه الخلفية. واذا راقبتم جيداً العمل الدفاعي الذي يقوم به برشلونة، فإنكم ستلاحظون بأنه فن قائم بحد ذاته. بالنسبة لي، اللعب الجماعي هو مثالي سواء أكان الأمر بأسلوب برشلونة أم لا. الأساس هو في اللعب الجماعي سواء أكان الأمر يتعلق بالناحية الهجومي أو الدفاعية. أساس كرة القدم هي العلاقة التي يمكن نسجها بين جميع أفراد الفريق. الوسيلة هي الكرة والتحرك داخل أرضية الملعب ثم سحر اللعب الجماعي.

هل تقدّر العمل الذي قام به جوارديولا في برشلونة؟

أود التذكير أنه حتى قبل مجيء جوارديولا كان برشلونة يلعب بالأسلوب ذاته. إنها الطريقة الهولندية التقليدية التي جلبها يوهان كرويف معه وتم تطويرها في النادي منذ تلك اللحظة. لقد نهل جوارديولا من هذه الثقافة الكروية عندما كان لاعباً، خصوصاً أنه كان لاعب وسط مدافع وكان في صلب بناء الهجمات والحركة. إنه أسلوب يعتمد بشكل كبير على التضامن حيث يبذل الجميع جهوداً في الوقت ذاته في المكان عينه وفي الوقت المناسب.

لكنه نجح أيضاً في ميونيخ. أليس ذلك تحدياً كبيراً؟

نعم لقد نجح في جلب هذه الثقافة إلى بايرن وهذا محيّر. فالآن نرى الفريق البافاري يتبادل الكرات القصيرة لأكثر من مرة علماً بأن هذا الأمر ليس في عقلية اللاعبين الألمان. لكن الأمر ممكن مع لاعبين من مستوى عال كما هي الحال في بايرن ميونيخ. لقد جلب جوارديولا معه خبرته التكتيكية أيضاً في فريق توّج بطلاً لألمانيا وأوروبا. ما قام به كبير جداً لأن ذلك يتطلب قناعات قوية جداً وقدرة على إحداث بعض التغييرات الطفيفة من هنا وهناك في طريقة اللعب. أعتقد أن المسؤولين في نادي بايرن ميونيخ برهنوا عن ذكاء كبير في تغيير الأسلوب في ما يتعلق بالمدرب بعد الفوز بالثلاثية الموسم الماضي. عندما تفوز بجميع الألقاب، وتقوم بالإعتماد على نفس الأسلوب ونفس الأشخاص، هناك خطر أن ترتد الأمور سلباً على الفريق. هنا تغيرت الثقافة، ما يجبر اللاعبين على التساؤل وهذا ما يدفعهم إلى التركيز بشكل أكبر للتأقلم مع المشروع الجديد.